تتويجا لمسار الحوار بين المحتجين والوزارة الوصية: انفراج الوضع بكليات الطب وعودة تدريجية لمقاعد الدراسة

أكد مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الجبار داودي «للنصر» أمس عودة طلبة العلوم الطبية إلى الدراسة بعد اضراب دام حوالي أربعة أسابيع، بعد مفاوضات مستمرة ضمت ممثلين عن الطلبة ومدير جامعة العلوم الطبية وممثل عن الوزارة الوصية.
وخلص اللقاء إلى الاتفاق على التحاق الطلبة الذين يزاولون دراستهم في التخصصات الثلاثة في العلوم الطبية وهي الطب، وطب الأسنان والصيدلة بصفة تدريجية بعد أن تم التوصل إلى حلول توافقية للمطالب التي رفعها المحتجون تزامنا مع انطلاق السنة الجامعية الجديدة.
وأكد المصدر ما أعلن عنه مدير جامعة العلوم الصحية البروفيسور غرناوط بخصوص مجريات العودة إلى مقاعد الدراسة من قبل طلبة العلوم الطبية، مؤكدا تسوية كافة المطالب التي رفعها المحتجون، على غرار توثيق الشهادات وتأكيدها، فضلا عن رفع عدد المناصب في تخصص الإقامة الطبية.
وأضاف المصدر بأن عودة طلبة قسم الصيدلة سيكون بصفة كلية، مع استئناف تدريجي للدراسة من طرف طلبة قسم جراحة الأسنان، وعودة كاملة للطلبة الداخليين، بما يؤكد انفراج الوضع في كليات الطب الموزعة على عديد مناطق البلاد بعد اضراب شنه الطلبة، عقب تطمينات تلقوها من الوصاية بمعالجة المشاكل المطروحة وفق ما تم الاتفاق عليه خلال اللقاءات التي تم عقدها منذ بداية الاضراب بمشاركة فعالة من الوزارة الوصية بهدف عدم تأثير الحركة الاحتجاجية على التحصيل العلمي للطلبة.
ويشار إلى أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بعد مفاوضات غير منقطعة مع ممثلي الطلبة أكدت التزامها بتجسيد النقاط المدونة في محاضر، من بينها الإفراج عن دفتر تربص الطبيب الداخلي، وكذا فتح المجال لتوثيق شهادات التخرج، ورفع عدد المناصب المخصصة لمسابقة الدراسات الطبية إلى 4045 منصبا، مع إطلاق مشاورات حول آليات رفع المنحة المخصصة للطلبة المتربصين.
كما أمرت الوصاية بإحصاء عدد طالبي توثيق الشهادات عبر المنصة الرقمية، إذ شكل هذا المطلب محور انشغال طلبة كليات الطب الـ 16 الذين شرعوا في إضراب عن الدراسة خلال منتصف شهر أكتوبر المنصرم، إلى جانب المطلب المتعلق بإعداد الدفتر الخاص بالطلبة المتربصين الذي يحدد الواجبات والحقوق بدقة.
ورفع طلبة العلوم الطبية عديد المطالب، من بينها تدعيم جانب التكوين والتربص بما يتناسب مع تزايد عدد المقاعد البيداغوجية في تخصص العلوم الطبية سنويا لاستقبال الطلبة الجدد من المتفوقين في شهادة البكالوريا، وكذا مع ما يتلاءم مع فتح ملحقات جديدة بعدد من الولايات في إطار دمقرطة دراسة التخصصات الثلاثة للعلوم الطبية وعدم حصرها على المدن الكبرى.
كما رأى الطلبة المحتجون بأن المنحة المخصصة لهم لم تعد تلبي الاحتياجات لاقتناء المراجع وغيرها من المستلزمات التي يحتاجها طلبة الطب والصيدلة، كما أصروا أيضا على ضرورة مراجعة منحة التربص للأطباء الداخليين تثمينا لمساهمتهم في دعم المنظومة الصحية، و طالبوا أيضا بإدراج دفتر تربص خاص بالطبيب الداخلي في السنة السابعة.
وكان مطلب توثيق الشهادات من أهم النقاط التي تضمنتها اللائحة التي توجه بها الطلبة إلى الوصاية، متسائلين عن سبب منع المصادقة على شهادات التخرج الخاصة بالعلوم الطبية خلافا لباقي التخصصات، معبرين عن قلقهم من أمكانية مواجهة مشاكل في الحصول على مناصب عمل قارة بعد إتمام الدراسة في المجال.
كما ناشد المحتجون الوزارة برفع عدد المقاعد في امتحان التخصص لأجل تلبية الطلب عليها وتغطية حاجات كل ولاية من حيث الأطباء الأخصائيين، بما يتناسب مع عدد السكان، ودعوا الوزارة أيضا إلى مراجعة قرار الإقصاء لمدة ثلاث سنوات في حال التنازل عن المنصب.
ودعت من جهتها نقابات التعليم العالي طلبة العلوم الطبية إلى تغليب لغة الحوار مراعاة لمصلحة الجامعة الجزائرية، من بينها نقابة الأساتذة الجامعيين «سناباب» التي دعت إلى التمسك بلغة الحوار مؤكدة بأن استقرار الجامعة هو استقرار لكامل الوطن، في حين عبرت اتحادية التعليم العالي عن ارتياحها لمسار الحوار بين الوزارة الوصية وطلبة العلوم الطبية، الذي توج بجملة من القرارات البناءة.
لطيفة بلحاج