تعكف المؤسسات التربوية على إتمام مجالس الأقسام المخصصة لتقييم النتائج المحققة من قبل التلاميذ في الفصل الأول، وتدوين الملاحظات على كشوف النقاط بما يتناسب مع مستوى أداء كل تلميذ، في ظل توجيهات من الوزارة باحترام الآجال التي تضبط العملية، وتنبيه من الأساتذة بتفادي الضغط على الأبناء من قبل الأولياء.
تشرف المؤسسات التربوية للأطوار التعليمية الثلاثة على اختتام الثلاثي الأول الذي يعد أطول الفصول الدراسية، بعد أن أتم التلاميذ إجراء الاختبارات الفصلية في مختلف المواد، وأنهى الأساتذة من جهتهم تصحيح أوراق الامتحانات، وذلك بعقد مجالس الأقسام على مستوى الثانويات والمتوسطات بحر هذا الأسبوع، وتدوين النتائج على كشوف النقاط استعدادا لتسليمها للأولياء خلال اليوم المفتوح. وتعنى مجالس الأقسام التي تنعقد في بداية السنة الدراسية وعند نهاية كل فصل دراسي بتقييم التحصيل المعرفي لكل تلميذ وللقسم بصورة عامة، إلى جانب تحديد قائمة التلاميذ المعنيين بالمعالجة البيداغوجية، وتدوين الملاحظات على كشوف النقاط، فضلا عن دراسة التوجيه المسبق للتلاميذ المعنيين بالعملية.
ويعد الفصل الأول وفق تأكيد رئيس النقابة الوطنية المستقلة لعمال التربية والتكوين بوعلام عمورة «للنصر» مرحلة فاصلة في العام الدراسي، لما يحتويه من دروس تمثل في مجملها حوالي نصف المقرر الدراسي، لذلك تشد نتائج الثلاثي الأول اهتمام الآباء والأساتذة على حد سواء، وتثير قلق التلاميذ خشية من أن يلقى عليهم اللوم من طرف الأسرة في حال كان المعدل الفصلي لا يلبي طموحات الأولياء، ولا يناسب مستوى توقعاتهم، بعد عدة أسابيع من الدراسة والمراجعة.
وأضاف الأستاذ عمورة بأن تلقي النتائج الفصلية يجب أن يتم في أجواء عادية من طرف الآباء، وأن يتم تقبلها أولا مهما كانت، وأن يتم دراستها بتأن ثانيا، والعمل بعدها مع الأبناء على تصحيح مواضع الخلل، على أمل تحقيق معدلات أفضل في الامتحانات الفصلية المقبلة، التي تعد بدورها فرصة سانحة للتدارك وتحسين مستوى التحصيل العلمي للتلميذ بالتنسيق مع الأساتذة.
ونبه المتدخل إلى ضرورة التعامل بليونة مع التلاميذ، وتجنب الضغط قدر الإمكان، مؤكدا بأن الفصل الأول عادة ما يكون بمثابة تجربة لتقديم ما هو أفضل، سيما بالنسبة للتلاميذ الذين انتقلوا من طور إلى آخر، إذ يتطلب التأقلم مع المراحل التعليمية الجديدة وقتا معينا بالنسبة للكثيرين، قبل الانطلاق في العمل بأريحية دون الخشية من مواجهة صعوبات أو إشكالات. كما نهى المصدر عن تدخل الأولياء في الشؤون البيداغوجية التي تعد من اختصاص الأساتذة ومفتشي المواد، وحث الآباء على ضرورة تفادي بعض التصرفات السلبية خلال استلام كشوف النقاط على مستوى المؤسسات التعليمية، تعبيرا منهم عن عدم الرضى عن النتائج التي حققها الأبناء، التي تعد في الواقع مرآة عاكسة للجهود التي بذلها التلميذ في القسم خلال الفصل. وأضاف الأستاذ عمورة بأن عديد التلاميذ الذين ينتقلون من طور إلى آخر يلقون في البداية صعوبات في التكيف مع البرامج الدراسية للمراحل التعليمية الموالية المقررة من قبل الوزارة، لكنهم سرعان ما يتداركون الوضع خلال السنة الدراسية، سيما في حال وجدوا المرافقة والرعاية من الأولياء والأساتذة. ويعد تسليم كشوف النقاط فرصة سانحة لتقييم ودراسة نتائج التلاميذ في كل مادة مع الأولياء، من أجل وضع خارطة طريق مشتركة لما تبقى من العام الدراسي، لذلك تحرص الوزارة بدورها على تخصيص آخر يوم من الفصل الدراسي لتسليم الكشوف، بهدف ربط حلقات تواصل بين المؤسسة التعليمية والأسرة، لجعل الآباء على دراية بسلوك الأبناء داخل القسم وعلى طريقة تفاعلهم مع الأساتذة. لطيفة بلحاج