أكد خبراء في الاقتصاد، أمس، على أهمية عصرنة العاصمة والمدن الكبرى على مستوى الوطن، وأوضحوا أن النظرة الاستراتيجية لعصرنة وتطوير المدن، سيكون لها أثر كبير على حياة المواطنين وتحسين الظروف المعيشية وتحريك الاقتصاد ونوّهوا في هذا السياق، بحرص رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، على تطوير كبريات المدن والارتقاء بها و عصرنة نمط الحياة بها.
واعتبر أستاذ العلوم الاقتصادية، الدكتور أحمد الحيدوسي في تصريح للنصر، أمس، أن عصرنة الجزائر العاصمة وكبريات المدن عبر الوطن، يندرج في إطار تحسين جودة الحياة بالنسبة للمواطن الجزائري والمحافظة على الموروث الثقافي والهندسي للمدن الجزائرية لتتبوأ المكانة التي تليق بها بالنظر إلى المؤهلات الكبيرة التي تزخر بها و رصيدها التاريخي.
ونوه في هذا السياق بحرص السيد رئيس الجمهورية، على تطوير كبريات المدن والارتقاء بها و عصرنة نمط الحياة بها، مبرزا أهمية الإجراءات و المشاريع الاستراتيجية التي ساهمت في تعزيز الحركية التنموية عبر الولايات والقضاء على الفوارق التنموية.
و أضاف أن استراتيجية العصرنة بالنسبة للمدن، من الناحية الاقتصادية، تسمح بتحقيق معدلات نمو مهمة و توفير عدد كبير من مناصب الشغل للشباب في هذا المجال، كما تسمح للجزائر أن تصبح وجهة سياحية بامتياز في إطار الاستراتيجية السياحية، من أجل جلب عدد كبير من السياح، خاصة مع تشييد عدد كبير من الفنادق والمشاريع التي هي قيد الإنجاز وهو ما يمكن من جلب النقد الأجنبي للخزينة العمومية وبالتالي تحقيق مداخيل مهمة للخزينة وكذلك تحريك الاقتصاد، باعتبار أن قطاع البناء من القطاعات المحركة للعجلة الاقتصادية، سيما وأن مدخلات هذا القطاع كلها منتجة محليا.
وأضاف المتدخل، أن المشاريع المبرمجة والمنتظرة في إطار عصرنة المدن، سيكون لها أثر كبير على حياة المواطن وتحسين ظروف المعيشة، مبرزا الرؤية الاستراتيجية في هذا المجال.
وأشار إلى أهمية أن تنعكس مؤشرات الاقتصاد الكلي، الخضراء، على ظروف حياة المواطن، في ظل ارتفاع معدل النمو والارتقاء بالمدن، لافتا في هذا الإطار إلى ارتفاع احتياطات الصرف الأجنبي وتحقيق فائض في الميزان التجاري، مع ارتفاع معدل النمو.
ويرى المتحدث، أن قطاع النقل وسهولة الوصول إلى الخدمات من الأولويات، وأضاف أن سهولة الدخول والخروج من المدينة مهم جدا، إلى جانب الحرص على بعض المعايير ومنها النظافة والإضاءة في المدن.
ومن جانبه، أبرز الخبير الاقتصادي نبيل جمعة، في تصريح للنصر، أمس، أهمية عصرنة العاصمة و المدن الكبرى عبر الوطن في المرحلة المقبلة لتكون متناسبة مع التطورات الاقتصادية الحاصلة.
وقال إنه أصبح اليوم من الضروري إعطاء رؤية جميلة لعاصمة الجزائر، مع وجود أريحية مالية وإبراز الصورة المناسبة في كل المجالات، سواء الاقتصادية أو المالية أو الثقافية و الاجتماعية، ما سيعطي دفعة كبيرة للاقتصاد الوطني.
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أهمية رصد ميزانية خاصة لإعادة الترميم والاهتمام بالجانب التكنولوجي أيضا، حتى تصبح المدن متطورة على غرار كبريات المدن العالمية.
للتذكير ، أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الاثنين الماضي، عقب متابعته لعرض حول النظرة الاستراتيجية لتطوير وعصرنة العاصمة بقصر الثقافة «مفدي زكرياء»، أن مخطط تطوير وعصرنة الجزائر العاصمة، من شأنه أن يفتح آفاقا مستقبلية واعدة للارتقاء بعاصمة البلاد، وهذا بالنظر لأهمية المشاريع الاستراتيجية التي يتضمنها.
وقال رئيس الجمهورية، إن هذا المخطط «جيد وأكثر من مقبول ويعطي لعاصمة بلادنا آفاقا مستقبلية واعدة» ، مشددا على ضرورة «تحديد الآجال وجعلها مخططات خماسية» بهدف تقييم التقدم في وتيرة الإنجاز وتحديد الميزانية.
وأضاف رئيس الجمهورية، أنه فور الانتهاء من إنجاز هذه المشاريع بالجزائر العاصمة، «سنمر إلى ولايات أخرى، على غرار ولاية قسنطينة التي يجب إعطاؤها حقها في مجال التنمية»، باعتبارها -كما قال- «مدينة المقاومة والتاريخ، إلى جانب ولايات أخرى بشرق وغرب و وسط وجنوب البلاد».
مراد -ح