بادر وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي لإحياء مرسوم كان ساري المفعول في سنوات ماضية، لتنظيم الدروس التدعيمية لصالح أقسام الامتحانات طيلة العام بالتنسيق مع الأساتذة وأولياء التلاميذ، لأجل الحد من تفشي الدروس الخصوصية، ولتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ خاصة المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية.
ويتعلق المرسوم حسب ما كشف عنه رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية لنقابة السناباب لغليظ بلعموري «للنصر» بالعودة إلى تنظيم دروس الدعم خلال الفترات المسائية وكذا في الأوقات التي تسمح بفتح الأقسام لاستقبال التلاميذ المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية سيما البكالوريا، بحسب ظروف وإمكانيات كل مؤسسة من أجل المراجعة واستدراك النقائص التي قد يعاني منها التلاميذ.
وأوضح المصدر بأن هذا الإجراء كان محل نقاش مستفيض في اللقاء الثنائي الذي جمع النقابة بوزير التربية الوطنية مؤخرا، خلال إثارة قضية الدروس الخصوصية التي تفشت بشكل مثير للقلق، وأصبحت تستقطب الكثير من التلاميذ رغم ارتفاع تكاليفها وكذا الظروف غير الملائمة التي تقام فيها.
وأكد الأستاذ بلعموري في هذا الصدد بأن وزير التربية الوطنية قرر إعادة إحياء مرسوم كان ساري المفعول في سنوات سابقة، ويقضي بالترخيص للمؤسسات التعليمية بتنظيم دروس الدعم طيلة العام الدراسي، دون أن يقتصر الأمر على الأسبوع الأول لعطلتي الشتاء والربيع، على أن يتولى مدراء المؤسسات المعنية تنسيق العمل مع الأساتذة والأولياء لإنجاح هذا المسعى.
وتؤدي جمعيات أولياء التلاميذ دور مهمة تجسيد القرار وفق المتدخل، عن طريق جمع الاشتراكات على مستوى الأولياء لتسديد تكاليف الدروس التدعيمية وتوفير الوسائل المطلوبة، على أن تستفيد المؤسسة من نسبة 7 بالمائة من الأموال التي يساهم بها أولياء التلاميذ.
وأضاف رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية الوطنية بأن جمعيات أولياء التلاميذ يسمح لها التشريع ساري المفعول بجمع التبرعات والإعانات خلافا لنقابات التربية الوطنية، لذلك أسندت إليها هذه المهمة من طرف المنظمات النقابية الممثلة للأساتذة، التي التزمت من جهتها بتجنيد مكاتبها الولائية لحث الأساتذة على إنجاح العملية والمساهمة بقوة في إطلاق دروس تدعيمية وفق المعايير والمقاييس البيداغوجية، بدل إجرائها في مستودعات وأقبية لا تمت بصلة للعمل التربوي.
وأكد من جانبه المنسق الوطني لنقابة ثانويات الجزائر زبير روينة التزام الأساتذة بتأطير الدروس التدعيمية التي تحتضنها المتوسطات والثانويات ابتداء من اليوم وإلى غاية الخميس المقبل، لصالح المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية، لتصحيح الاختلالات التي واجهها بعض التلاميذ في الفصل الأول.
وأوضح زبير روينة في اتصال معه بأن نجاح الدروس التدعيمية التي تستمر طيلة الأسبوع الأول للعطل الفصلية يعتمد أساسا على مدى اهتمام التلاميذ بالحضور اليومي إلى المؤسسة التعليمية لمعالجة الإشكالات ومواضع النقص في المواد الأساسية التي تم تسجيلها خلال الفصل الأول، عقب اجتياز الاختبارات التي تعد في حد ذاتها محطة لتقييم التحصيل العلمي لكل تلميذ.
وأوضح المتدخل بأن الدروس التدعيمية هي حصص للمراجعة والاستدراك وليست لإتمام الدروس أو تنفيذ ما تبقى من الثلاثي الأول، وهي تقتصر على الفترة الصباحية قصد السماح للتلاميذ بأخذ قسط من الراحة من أجل الاسترجاع والاستعداد لإكمال الموسم الدراسي، تحسبا لاجتياز الامتحانات الرسمية، وأيضا لتمكين الأساتذة بدورهم من اغتنام العطلة لتجديد الطاقة قبل استئناف العمل.
وكان وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي وجه تعليمات بفتح أبواب المؤسسات التعليمية ابتداء من اليوم وإلى غاية الخميس المقبل لاستقبال تلاميذ السنة الرابعة متوسط والثالثة ثانوي للاستفادة من الدروس التدعيمية التي يؤطرها أساتذة المواد، لمساعدة التلاميذ على تجاوز العقبات أو الصعوبات التي حالت دون تمكنهم من تحقيق المعدل خلال الامتحان الفصلي.
وتسعى الوزارة من خلال إقرار هذه الآلية لصالح المقبلين على الامتحانات الرسمية لتحقيق مبادئ تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ لأجل تحقيق النجاح، أمام تفشي الدروس الخصوصية التي أضحت تشكل عبئا ثقيلا على الأسر التي تعد أبناءها لاجتياز شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، وتحرص على مرافقتهم طيلة العام الدراسي من أجل النجاح والتفوق.
لطيفة بلحاج