ضبطت وزارتا الداخلية والجماعات المحلية والتجارة الداخلية آخر الترتيبات لاستقبال شهر رمضان المقبل، من بينها إنهاء الربط المعلوماتي البيني للقطاعات المعنية بتموين السوق بكافة المنتجات الغذائية، التي تسمح برصد الاختلالات واتخاذ الإجراءات الفورية لتنظيم السوق والحفاظ على استقرار الأسعار.
أشرف أول أمس المكلف بتسيير الأمانة العامة لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إلى جانب الأمين العام لوزارة التجارة الداخلية وضبط السوق على اجتماع لأعضاء لجنة اليقظة لمراقبة تموين السوق، وذلك في سياق إتمام الاستعدادات الأخيرة لاستقبال شهر رمضان.
وتم إثر الاجتماع تقييم الربط البيني للأنظمة المعلوماتية القطاعية المخصصة لمتابعة وضعية تموين السوق الوطنية بمختلف المنتوجات الغذائية الأساسية عبر كافة بلديات الوطن، باعتباره أداة عصرية للمتابعة الآنية والرصد المبكر لأي اختلالات محتملة في تموين الأسواق بالمواد الغذائية.
وتعد لجنة اليقظة أداة فعالة لاتخاذ القرارات الصحيحة وفي الوقت المناسب، لتدعيم السوق بالمواد واسعة الاستهلاك بما يناسب حجم الطلب عليها، كما تعتبر جهازا فعالا لتفادي الندرة والارتفاع غير المبرر للأسعار، ولتحقيق التوازن بين العرض والطلب.
كما كان الاجتماع الذي شارك فيه ممثلو عدة قطاعات وزارية وكذا الأسلاك الأمنية فرصة لتقييم آخر الترتيبات التي ترمي إلى تحقيق وفرة المنتوجات الغذائية التي يكثر عليها الطلب في رمضان، بعد أن قامت وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق بإعداد مخزون هام من المواد الغذائية وكذا المنتجات الفلاحية الأساسية وضخها في الأسواق خلال هذه الأيام.
وحرص أعضاء لجنة اليقظة بالمناسبة على وضع آخر اللمسات على التحضيرات الخاصة بافتتاح أزيد من 500 سوق جوارية تحسبا لشهر رمضان القادم، بإشراك المتعاملين الاقتصاديين ونقابة التجار، إلى جانب السلطات المحلية التي تسهر على تأطير العملية و مرافقتها، وتهيئة الفضاءات التي ستحتضن هذه الأسواق التضامنية.
كما تم خلال الاجتماع إسداء التوجيهات على ضوء تقييم الوضعية الحالية للسوق الوطنية، من أجل تهيئة الظروف الملائمة لاستقبال شهر رمضان في أجواء هادئة ومريحة، يطبعها الاستقرار العام في الأسواق والأسعار، بفضل الجهود المشتركة التي يبذلها كافة المتدخلين في تموين وضبط السوق، والتزامهم لإنجاح خارطة الطريق التي أعدتها وزارة التجارة الداخلية بالتعاون والتنسيق مع القطاعات المعنية بتنظيم السوق.
ويسهر على التجسيد الميداني للتعليمات والتوجيهات الخاصة بضبط السوق، اللجان المحلية المشتركة لرصد وملاحظة الوضعية اليومية للأسواق على المستوى الوطني التي تعمل تحت إشراف مباشر للولاة، وتسهر على رفع تقارير إلى الوزارات المعنية قصد اتخاذ التدابير اللازمة والتدخل الفوري متى استدعت الضرورة حفاظا على استقرار السوق.
ويشار إلى أن الولاة بادروا إلى تفعيل خلايا اليقظة في إطار التحضيرات المسبقة لشهر رمضان، قصد ضمان التموين المنتظم للأسواق بشتى المواد الغذائية والفلاحية، حفاظا على القدرة الشرائية للمواطنين الذين شرعوا بدورهم في التحضير لاستقبال شهر الصيام، بالإقبال المكثف على الفضاءات التجارية المختلفة لاقتناء ما يحتاجونه من مواد ومستلزمات.
وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أكد خلال مجالس الوزراء المنعقدة مؤخرا على ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر للحفاظ على استقرار السوق، عبر التصدي لكل المحاولات التي تستهدف قوت الجزائريين، مع ضرورة التزام كافة القطاعات المعنية على ضمان الوفرة الدائمة والمستمرة للمواد الغذائية، سيما ذات الطلب الواسع، مع السهر على استقرار أسعارها.
وتساهم عدة قطاعات وزارية في ضبط التحضيرات الخاصة بشهر رمضان، من بينها التجارة الداخلية والخارجية ووزارة الفلاحة، إلى جانب ممثلين عن الجمعيات المهنية ومختلف الشعب الإنتاجية، كما تعد مختلف الوحدات الإنتاجية بدورها عنصرا فعالا في تجسيد خارطة الطريق الخاصة بشهر رمضان.
ويعتبر أيضا المتعاملون الاقتصاديون شريكا أساسيا لوزارة التجارة الداخلية، من خلال ما يقومون به من عمل دؤوب لتحقيق الوفرة، مع الحرص على إقرار تخفيضات تناسب شهر رمضان المعروف بالمبادرات التضامنية التي تسمح لكافة المواطنين بأداء شعيرة الصيام في سكينة واطمئنان.
لطيفة بلحاج