الاثنين 10 مارس 2025 الموافق لـ 10 رمضان 1446
Accueil Top Pub

رئيس نادي الاستغوار بقسنطينة يروي تفاصيل العثور على الرفات: الشهيد ترك رسالة مؤثرة توثق لأيامه الأخيرة و شعرا يتغنى بالثورة


* ساعته ظلت مشدودة إلى معصمه وسلاحه بجواره
تمكن خلال الأسبوع الماضي، مستغورون هواة من قسنطينة وبجاية من اكتشاف رفات شهيد داخل مغارة بوعشرة بجبل العواقبة في شيقارة بولاية ميلة، حيث استخرج من المكان بعد 66 سنة من استشهاد صاحبه في معركة مع جيش الاستعمار الفرنسي، في حين عثر على بندقية الشهيد ورسالة مؤثرة خطها بيده؛ تحمل أبيات نشيد من الثورة التحريرية إلى جانب تواريخ وجمل أخرى توثق لأيامه الأخيرة داخل المغارة.
وبدأت قصة العثور على رفات الشهيد في كاف بوعشرة الواقع في بلدية شيقارة بولاية ميلة من نشاط أعضاء نادي الاستغوار والنشاطات الجبلية بقسنطينة رفقة مستغورين من بجاية، حيث كانوا يوم الجمعة 28 فيفري الماضي في رحلة ميدانية بجبل العواقبة لاستكشاف غار بوعشرة وهاوية شاقولية أخرى بالجبل نفسه. وأخبرنا رئيس نادي الاستغوار والنشاطات الجبلية لولاية قسنطينة، أمين شانطي، أن غار بوعشرة ممتد على عمق مئة متر، حيث عبر عن صعوبة الدخول إليه بالقول «إنها من أخطر المغارات التي دخلتها في حياتي بسبب تضاريسها الوعرة وضيق جدرانها»، مضيفا أن عرضها لا يتجاوز 25 سنتيمترا.
وأضاف محدثنا أن أعضاء النادي لم يكونوا على علم مسبق بوجود رفات شهداء أو أثر منهم قبل الدخول إلى بوعشرة، حيث أوضح لنا أن غايتهم تتمثل في مسح المغارة وجميع المعطيات حول تضاريسها ومختلف المعلومات الخاصة بها من أجل تسجيلها، وذلك في إطار مشروع يقوم به أعضاء النادي لجمع المعلومات عن مختلف المغارات المنتشرة عبر المناطق الجبلية. وواصل محدثنا أن المستغورين الهواة استطاعوا الدخول إلى المغارة وسبر غورها بعد اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة، ليفاجأوا بعد ذلك بالعثور على هيكل عظمي لشهيد مع أغراض شخصية، من بينها بندقيته ومجموعة من الأدوات الأخرى.
وبلّغ أعضاء النادي مصالح الدرك الوطني بعد اكتشاف الرفات لتنظم عملية لاستخراجه بالتنسيق مع السلطات الولائية لولاية ميلة ومصالح الدرك الوطني والحماية المدنية، مع مشاركة فعالة لأعضاء نادي الاستغوار لولاية قسنطينة ومستغورين من بجاية، حيث أكد محدثنا أن عملية استخراج الرفات استمرت من الساعة الواحدة والنصف زوالا إلى غاية التاسعة والنصف ليلا. وتضم الأغراض التي عثر عليها مع رفات الشهيد 6 قطع نقدية من الفترة الاستعمارية، من بينها 3 قطع من فئة 20 فرنكا جزائريا وقطعتان من فئة 100 فرنك وقطعة من فئة 5 فرنكات، كما وجدوا بندقية تشبه بنادق الصيد وحزام خراطيش وحافظة وثائق جلدية صغيرة تحتوي على رسالة وقلم حبر وشفرتي حلاقة من علامة “جيليت”، بالإضافة إلى مصباح يدوي مهتريء وقارورات زجاجية وحبل بطول 10 أمتار تقريبا وسكين ومفتاح من النوع القديم ومشط ومرآة وموسة حلاقة وفرشاة لحلاقة الذقن “بليرو”.
وظلت ساعة اليد الخاصة بالشهيد ملفوفة حول معصمه في الهيكل العظمي المعثور عليه، حيث أخبرنا رئيس نادي الاستغوار بقسنطينة أنها متوقفة عند الساعة العاشرة و10 دقائق، مرجحا أن يكون ذلك تاريخ توقفها عن العمل بعد استشهاد صاحبها، إلا أن محدثنا أكد لنا أن أكثر الأغراض التي عثر عليها تأثيرا تتمثل في ورقة دون عليها الشهيد رسالة في شكل مذكرة، حيث تضم فقرات متقطعة، تتمثل إحداها في أبيات من الشعر بحسب ما يبدو من شكل ترتيبها، بينما تضم الأخرى تواريخ لأحداث توثق لجوانب شخصية من حياة الشهيد وجوانب من تواجده مع المجموعة.
وأطلعنا رئيس نادي الاستغوار لولاية قسنطينة عن صور للرسالة، حيث حاولنا قراءة كلماتها وفهمها إلى أن استطعنا أن نقرأ فيها:
لتحيا الجزائر وشعبُ الجزائر ** غضوب وثائر على الغاصبين
فشعب الجزائر شعب أبيّ **
وما كان يوما سوى عربي
برغم العدو الخبيث الدنيء **
ورغم المدافع والطائرات
لقد حاولوا هد أركاننا **
ولكن فزعنا لإيماننا
وقمنا نضحي بأرواحنا **
وجئنا على الدهر بالمعجزات
غدا سوف يلقون شر الجزاء **
بما سفكوا من زكي الدماء
وإنا صحونا وسرنا سوا **
صفوفا إلى التضحيات
صوت الجزائر يعلي النداء **
قويا قويا كأبنائه الأوفياء
ألا اقسموا في سبيل الفداء **
وهُبوا فجاجا لفجر الحياة
ووجدنا بعد البحث عن هذه الأبيات أنها من أناشيد ثورة التحرير المأثورة، إذ وردت في عدة مراجع أخرى مع اختلافات في بعض الكلمات، في حين تبين المقاطع الأخرى تواريخ دونت بالحروف الهندية لعدة أحداث، إلى غاية تدوين تاريخ محاصرة جنود الاستعمار الفرنسي للمجاهدين في المغارة المذكورة، حيث جاء في إحداها اسم الشهيد “مسعود يعقوب” صاحب الرسالة مكررا عدة مرات مع توقيعه، فضلا عن اسمه بالحروف اللاتينية في شكل توقيع، إلى جانب عبارة “الحمد لله وحده إنا لله وإنا إليه راجعون ... والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله”.
وتعود التواريخ المرفقة مع بعض الفقرات التي دونها الشهيد إلى شهر نوفمبر من عام 1959، بينما وجدنا أنها تمتد إلى شهر ديسمبر، على غرار فقرة دون فيها تاريخ 8 ديسمبر 1959، كما تضمنت عبارة خرج العدو إلى دوار أولاد رابح، حيث تعلو جملة كتبها في 11/59 حول خروج العدو إلى دوار الشيقارة. وتحتوي الفقرات المذكورة على عدة كلمات لم نستطع فهمها بوضوح. ويلاحظ أن صاحب الورقة كان يفرق بين النقاط التي يدونها للتوثيق من خلال رسم سطر على الورقة.
سامي .ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com