تم يوم، أمس، بميلة، بمناسبة إحياء الذكرى 63 ليوم النصر، تنظيم مراسم إعادة دفن رفات شهيد مغارة كاف بوعشرة، بروضة الشهداء بعين الصياح بعاصمة الولاية، وذلك بحضور والي الولاية، والسلطات المحلية والأسرة الثورية وممثلي هيئات ومنظمات المجتمع المدني.
ويتعلق الأمر بإعادة دفن رفات الشهيد مختار سعيود، الذي عثر عليه من طرف مستغورون هواة من قسنطينة وبجاية بالتنسيق مع السلطات المحلية يوم 6 من شهر مارس الجاري، داخل مغارة بوعشرة بجبل العواقبة ببلدية الشيقارة، حيث تم استخراجه من المغارة بعد 66 سنة من استشهاده في معركة مع جيش الاستعمار الفرنسي في 27 ديسمبر 1959، كما تم العثور مع رفات الشهيد، على 6 قطع نقدية من الفترة الاستعمارية من بينها 3 قطع من فئة 20 فرنكا جزائريا وقطعتان من 100 فرنك وقطعة من 5 فرنكات، بالإضافة إلى بندقية وحزام وخراطيش وحافظة وثائق جلدية صغيرة تحتوي على رسالة بها أبيات شعرية وقلم حبر وشفرتي حلاقة و مصباح يدوي وقارورات زجاجية، وسكين و مفتاح من النوع القديم، ومشط ومرأة وموس حلاقة وفرشاة لحلاقة وحبل طويل.
وأوضح مدير المجاهدين وذوي الحقوق بالولاية، سربوح مفتاح، عقب مراسم إعادة دفن الرفات، أن الشهيد الذي عثر عليه من طرف مستغورون هواة من قسنطينة وبجاية وأعوان الحماية المدنية والجهات الأمنية، أعيد دفنه بروضة الشهداء بمدينة ميلة، بعد أن تم تحديد هويته من خلال نتائج تحاليل المخبر الوطني ببوشاوي، الذي أكد على أن هوية الشهيد تعود للسيد مختار سعيود. كما أكد ذات المصدر، على أن هذه الرفات الطاهرة، تعد الدليل الأبدي على طينة هؤلاء الرجال وعمق رسالتهم وتفانيهم في التضحية والفداء على الوطن. و أعربت عائلة الشهيد مختار سعيود المولود بتاريخ 1918 ببلدية سيدي مروان، المتكونة من أربعة نساء و رجلين، عن سعادتهم بالعثور عن والدهم المختفي منذ الاستعمار الفرنسي الذي عاث فسادا في الوطن من تقتيل وتعذيب وتهجير واستعمال كل الأساليب المحرمة دوليا لتعذيب وقتل السكان، وإعادة دفنه بروضة الشهداء بمدينة ميلة، حيث أوضحت ابنة الشهيد، سعيود البهجة، أن هذا اليوم يعد بمثابة ازدياد والدها، الذي انتظروه طويلا من أجل عودته، لكن الحصار المفروض آنذاك من طرف الاستدمار الفرنسي حال دون ذلك، شاكرة كل من ساهم في العثور على الرفات والتأكيد على أن الجثة تعود لوالدها.
ومن جانبه عمل القائمون المركز المكثف الخاص بتعليم اللغات بالمركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف بميلة، على ترجمة مجموعة من الوثائق التي عثر عليها مع رفات الشهيد الموقع باسم مسعود يعقوب، وفق ما أفادت به مديرة المركز المكثف الخاص بتعليم اللغات، إلى أربعة لغات أجنبية، الإيطالية، الإسبانية، الإنجليزية والروسية وذلك بغية الحفاظ على أمانة الشهداء الأبرار وقيم المجاهدين الأخيار وصون الذاكرة الوطنية بعدة لغات.
وتعود قصة العثور على رفات الشهيد مختار سعيود في مغارة كاف بوعشرة ببلدية الشيقارة في ولاية ميلة، إلى نشاط أعضاء نادي الاستغوار والنشاطات الجبلية بقسنطينة رفقة مستغورين من ولاية بجاية، حيث كانوا في رحلة ميدانية بجبل لعواقبة لاستكشاف غار بوعشرة، حسب ما أفاد به رئيس نادي الاستغوار والنشاطات الجبلية لولاية قسنطينة، أمين شانطي.
ووفقا لذات المصدر، فإن أعضاء المستغورون لم يكونوا على علم مسبق بوجود رفات الشهيد قبل الدخول للمغارة الممتدة على عمق 100 متر، مؤكدا أن رفاقه استطاعوا الدخول إليها رغم صعوبة التضاريس، ليتفاجؤوا بعد ذلك بالعثور على هيكل عظمي لشهيد مع إغراضه، ليتم بعدها التواصل مع مصالح الدرك الوطني بالمنطقة حول العثور على هيكل عظمي ومجموعة من الأدوات، لتنظم بعدها عملية استخراج بالتنسيق مع السلطات المحلية و الحماية المدنية ومصالح الدرك الوطنية.
للإشارة، فقد شهدت مراسم إعادة دفن رفات الشهيد مختار سعيود تكريم عائلته، بالإضافة إلى تكريم أعضاء من جمعيتي الاستغوار والنشاطات الجبلية لكل من ولايتي قسنطينة و بجاية.
مكي.ب
