• كولومبيا تدعم كل قرارات الامم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية
اعتبر وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة التصريحات الأخيرة لملك المغرب محمد السادس غير لائقة وتبدو وكأنها رهان على الأسوأ، مجددا موقف الجزائر المبدئي والدائم من القضية الصحراوية المتطابق مع كل لوائح وقرارات الأمم المتحدة و مع جميع مواقف المؤسسات الأممية والدولية، و أن تصرفات ومواقف المغرب ترفضها الجزائر.
وقال لعمامرة في ندوة صحفية مشتركة أمس مع نظيرته الكولومبية ماريا انجيلا هالغوين بمقر وزارة الشؤون الخارجية تعليقا على التصريحات التي بدرت من ملك المغرب اتجاه الجزائر نظير مساندتها حق الشعب الصحراوي « تصريحات الملك تبدو وكأنها رهان على الأسوأ..إذا فهمنا جيدا هناك توجه نحو التفكك و التمزق الأخوي والمعارك الخلفية كما كانت الحال على مدى السنوات الأربعين الماضية في الوقت الذي يتجه فيه العالم ويعبر فيه عن تمسكه أكثر بالقيم التي نحتمي بها والمبادئ العالمية المدعومة مثل حق تقرير مصير الشعوب».
وأضاف المتحدث في هذا السياق يقول أن الخطأ الذي وقع سنة 1975 أخذ المصير الجماعي للشعوب المغاربية كرهينة عبر التوسع الترابي طيلة 40 سنة، مذكرا بموقف الجزائر الدائم « الجزائر كانت دائما مصدّرا صافيا للسلم والأمن والاستقرار في جوارها وبخاصة لما يتعلق الأمر بقضية الصحراء الغربية»، مضيفا أن الجميع يعلم أن الدستور الجزائري يلزمنا بحل جميع الاختلافات الدولية بالطرق السلمية ويمنعنا من صب الزيت على النار، و المساهمة في إحلال السلم والأمن التي هي من أهداف الأمم المتحدة، والجزائر التي لا تطبق سياسة مكبر الصوت تقوم بكل هذه الأشياء بعيدا عن الإعلام.
كما ذكّر لعمامرة ملك المغرب بأن الشرعية الدولية عبرت قبل ثلاثة أو أربعة أيام فقط عبر صوت الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون عن صواب موقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية وحق الشعب الصحراوي الأبدي في تقرير مصيره، مؤكدا أن معاودة مثل هذه التصرفات من المغرب لن يلوث أو يؤثر بأي حال من الأحوال موقف الجزائر المبدئي وموقف المجموعة الدولية من المسألة الصحراوية والجزائر ترفض هذه التصرفات جملة وتفصيلا.من جهتها أكدت وزيرة الخارجية الكولومبية دعم بلادها كل اللوائح والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الرامية إلى تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي، معربة عن أملها في أن تجد هذه المسألة حلا نهائيا في أقرب وقت في إطار لوائح وقرارات الأمم المتحدة، ويتزامن الدعم الكولومبي لقضية الصحراء الغربية مع الذكرى الاربعين لاختلال القوات المغربية الاراضي الصحراوية بعد انسحاب القوات الاسبانية سنة 1975.
وفي موضوع آخر قالت وزيرة خارجية كولومبيا ماريا انجيلا هولغوين أن بلادها يمكنها أخذ الكثير من تجربة المصالحة الوطنية لإنهاء 50 سنة من الصراع في بلادها، كما أكدت دعم بلادها كل اللوائح والقرارات الأممية المتعلقة بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي المحتل من طرف المغرب منذ 40 سنة.
أكدت وزيرة الخارجية الكولومبية أن بلادها يمكن أن تأخذ الكثير من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية ومن تجربة المصالحة الوطنية بصورة عامة التي طبقت في الجزائر من أجل إعادة السلم والاستقرار بصفة نهائية لبلادها.
وعبّرت الوزيرة في الندوة الصحفية المشتركة مع وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة عن رغبة بلادها الاستفادة من التجربة الجزائرية في مجال المصالحة الوطنية» منذ أن وضعت الجزائر هذا القانون تمكن الناس من التصالح هذا ما نحن بحاجة إليه وهذا يهمنا من أجل التوصل إلى تحقيق الأمن والاستقرار في كولومبيا».
وأضافت الوزيرة الكولومبية قائلة في هذا الصدد» يمكننا أخذ الكثير من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الموجود لديكم في الجزائر، نحن نتمنى أن ننهي مسار السلام بعد 50 سنة من الصراع .. هذا يمكنه تغيير كولومبيا» مشيرة في هذا السياق إلى معاناة بلدها من العنف على مدى 50 سنة من الصراع مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية المعروفة باسم ( فارك) وأن الهدف الآن الوصول إلى السلام، مشيدة في ذات الوقت بالدور الذي تلعبه الجزائر في مجال حل النزاعات الجهوية.
وقد وقع كلا من رمطان لعمامرة و هالغيون عن الجانب الكولومبي أمس على محضر يخص آجال التصديق على بروتوكول التعاون الثقافي بين البلدين الممضى سنة 2007 بالعاصمة الكولومبية بوغوتا، كما أشارت وزيرة الخارجية الكولومبية أن زيارتها للجزائر ستكون فرصة لتعميق الحوار والتشاور التقليدي بين البلدين، وتقوية التعاون في العديد من المجالات، وستستمر هذه الزيارة إلى غاية يوم الاربعاء المقبل ومن المنتظر أن تستقبل الوزيرة من طرف مسؤولين كبار في الدولة.
م- عدنان