أعرب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، كريستوفر روس، أمس الاثنين، عن عرفانه للجزائر على دعمها للمسار الأممي الرامي إلى إيجاد حل للنزاع في الصحراء الغربية وفقا للوائح مجلس الأمن الأممي.
وقال روس في تصريح عقب الاستقبال الذي خصه به رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة «اليوم استقبلني الرئيس بوتفليقة مطولا في إطار مهمتي الرامية إلى تسهيل المفاوضات بين الطرفين المعنيين بالنزاع في الصحراء الغربية (المغرب وجبهة البوليزاريو) «.
وأضاف «لقد جدّد الرئيس دعم الجزائر للمسار الأممي بصفتها بلدا جارا وأنا أعرب عن عرفاني لذلك»، موضحا أنه تم التطرق خلال اللقاء إلى مستجدات ملف الصحراء الغربية والمواعيد المقبلة.
وقال روس «طلب مني الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تكثيف الجهود لإيجاد حلّ يتطابق مع لوائح مجلس الأمن الأممي»، مضيفا أن الرئيس بوتفليقة «شجعني في هذا الاتجاه وأكد لي دعم الجزائر».وأعرب روس عن رغبة السيد بان كي مون في زيارة المنطقة خلال الأشهر المقبلة بغية تقديم «اسهامه الشخصي في إيجاد حل لهذا النزاع الذي طال أمده».
وتحادث الرئيس بوتفليقة، مع كريستوفر روس، بشأن الوضع الحالي للمسار التفاوضي بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية و الذي يشهد حالة جمود منذ ثلاث سنوات، و المساعي التي تقوم بها الأمم المتحدة من أجل إعادة المغرب و البوليزاريو إلى طاولة المفاوضات، و كذا الدور الذي يمكن أن تقوم به الجزائر في مجال دعم المساعي الأممية بصفتها كبلد ملاحظ في المسار التفاوضي.و جرى اللقاء بحضور وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، اللذين كانا قد تحادثا في وقت سابق من يوم أمس مع المبعوث الأممي.
و قد شرع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، أمس الاثنين في جولته الجديدة إلى المنطقة لمحاولة بعث المفاوضات بين جبهة البوليزاريو و المغرب، و هي الجولة التي بدأها من الجزائر، حيث استقبل من طرف كل من رمطان لعمامرة و عبد القادر مساهل، اللذين ناقشا مع الوسيط الأممي مختلف الجوانب المتعلقة بملف القضية الصحراوية.
و كان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، قد استقبل أول أمس الرئيس الصحراوي، محمد عبد العزيز عشية هذه الزيارة.
ويسعى روس من خلال هذه الجولة التي سيزور خلالها أيضا طرفي النزاع (المغرب و جبهة البوليساريو) بالإضافة إلى الجزائر و موريتانيا بصفتهما بلدين ملاحظين، إلى إعادة بعث مسار التسوية الأممي الذي يعاني من حالة جمود تامة حيث تعود آخر جولة مفاوضات بين طرفي النزاع إلى شهر مارس 2012 بمانهاست الأمريكية.
وأدت حالة الجمود هته إلى إحباط الشعب الصحراوي بشكل متزايد، يقول الرئيس الصحراوي في رسالة وجهها إلى الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، مشددا على أن «هذا النزاع لا ينبغي أن يسمح له أن يستمر إلى الأبد».
كما طالب الرئيس الصحراوي الأمم المتحدة بالضغط على المغرب من أجل التزامه بالتفاوض على مسار تقرير مصير شعب الصحراء الغربية، بما يتماشى والتوصيات العديدة لمجلس الأمن والجمعية العامة.
و سبق تنقل روس إلى المنطقة تصريحات عدائية أدلى بها الجانب المغربي رافضا زيارة المبعوث الأممي إلى الأراضي الصحراوية المحتلة. و هي التصريحات التي لقيت ردا واضحا من الأمم المتحدة التي أكدت على لسان الناطق بإسم الهيئة، مارتن نسركي، أن روس «يمتلك الحق في زيارة الأراضي الصحراوية في أي وقت يشاء كونه يؤدي عمله بناء على قرارات وتوصيات مجلس الأمن».وينتظر أن يقدم روس عقب هذه الزيارة تقريرا إلى مجلس الأمن ليكون مقدمة لزيارة محتلمة للأمين العام للأمم المتحدة، بان كيمون، الى المنطقة للحصول على تعهد حقيقي من طرف المغرب والبوليساريو ببدء مفاوضات بدون شروط مسبقة، خاصة و ان بان كي مون يراهن على جعل نهاية 2015 منعطفا في البحث عن النزاع، حسبما تعهد به في تقريره لشهر أبريل 2014.
وبالتزامن مع هذه المساعي الدولية لإيجاد حل سلمي لهذا النزاع، تتمادى سلطات الإحتلال المغربي في سياستها القمعية القائمة على الحصار الأمني و الإعلامي المطبق المفروض على الأراضي الصحراوية المحتلة.
ق و