الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق لـ 22 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

حـصــاد 2015

تغييرات الرئيس بوتفليقة تطيح برؤوس كبيرة في المؤسسة العسكرية
عـــام خـــروج الجنــرال توفيـق
تودّع الجزائر عام 2015 على وقع تغييرات تاريخية في جهاز المخابرات ومتابعات قضائية لعدد من العسكريين أثارت ردود فعل متباينة، حيث قرر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إحالة الجنرال محمد مدين - المعروف بتوفيق- إلى التقاعد يوم 13 سبتمبر من العام المنقضي، منهيا «حقبة توفيق»، كما تمت إقالة مسؤولين عسكريين بارزين بينهم قائد الدرك والحرس الجمهوري وقادة بعض النواحي العسكرية.
عرفت السنة التي تودعنا أكبر تغييرات على رأس المؤسسة العسكرية منذ أكثر من 20 سنة، حيث أقال الرئيس بوتفليقة قائد جهاز المخابرات، وأنهى مهام مسؤولين على رأس بعض الأجهزة الأمنية، وشكلت سنة 2015 بذلك نهاية أسطورة الجنرال توفيق بعد 25 سنة من شغله منصبه، وعين اللواء عثمان طرطاق خلفا له.
واختلفت التحليلات بشان تلك التغييرات، التي أعقبتها محاكمة مسؤولين عسكريين، من بينهم الجنرال عبد القادر آيت وعرابي -المعروف بالجنرال حسان- الذي حكمت عليه المحكمة العسكرية بوهران بالسجن خمس سنوات بتهمتي مخالفة أوامر عسكرية وإتلاف وثائق. و أثار الحكم ردود أفعال حادة من طرف وزير الدفاع السابق خالد نزار ومن الجنرال توفيق الذي نشر لأول مرة رسالة طالب فيها بإعادة النظر في الحكم الصادر في حق الجنرال حسان الذي كان يعمل تحت إمرته.
وأصدرت رئاسة الجمهورية، بعد شهر من إقدام الرئيس بوتفليقة على إقالة بعض مسؤولي الأجهزة الأمنية، بيانا أكدت فيه بأن هذه التغييرات وعمليات إعادة التنظيم على مستوى دائرة الاستعلام، والأمن تندرج ضمن «هيكل تنظيمي تم وضعه منذ ربع قرن، ويهدف إلى تعزيز قدرة و نجاعة مصالح الاستعلام الجزائرية، وتكييفها مع التحولات السياسية الوطنية». وقالت أن تلك التغييرات جاءت في «سياق حركة إصلاحات أمنية وسياسية واسعة بوشرت في سنة 2011 برفع حالة الطوارئ، وتنفيذ عدة قوانين ذات بعد سياسي، وهو مسار سيتوج عن قريب بمشروع مراجعة الدستور».
وأوضحت الرئاسة، أن هذه الإصلاحات ستشمل، أيضاً، «كلما اقتضى الأمر» المؤسسات المكلفة الحفاظ على الأمن، على غرار عمليات إعادة التنظيم التي بوشرت والتغييرات التي أجريت على مستوى دائرة الاستعلام والأمن «التي ساهمت بتفان في الحفاظ على الدولة وتضطلع بمهام ذات مصلحة وطنية كبرى، وتتوفر فيها موارد بشرية ذات كفاءات عالية».
ونفى سياسيون أي علاقة بين تلك التغييرات، وما يروج له إعلاميا وسياسيا بشأن وجود صراعات بين أجهزة الدولة، وقال مدير ديوان الرئيس أحمد أويحيي، إن «هرم النظام لا يعرف أي صراع.. لا يوجد إلا رئيس واحد يحكم الجزائر وهو يتمتع بكل السلطات»، في إشارة إلى صلاحيات واسعة يمنحها الدستور لرئيس الجمهورية، أبرزها أنه وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو أيضا رأس السلطة التنفيذية والقاضي الأول في البلاد. كما أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الحاكم عمار سعداني، بأن ما يقوم به الرئيس “من صميم صلاحياته ومبرمج وفق معايير تهدف إلى تكريس الدولة المدنية”. فيما ذهب رئيس حزب تجمع أمل الجزائر عمار غول، أكثر من ذلك عندما ذكر في مقابلة صحفية له أن العلاقة بين عبد العزيز بوتفليقة وقائد جهاز المخابرات العسكرية الفريق محمد مدين توفيق أشبه بــ»السمن على العسل».
وشملت التغييرات التي أقرها الرئيس جهاز الدرك الوطني، حيث عين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، اللواء مناد نوبة قائدا جديدا لسلاح الدرك الوطني بالجزائر، خلفا للفريق أحمد بوسطيلة الذي أحيل على التقاعد بعد سنوات من إشرافه على الجهاز. و يتميز القائد الجديد للدرك بخبرته وكفاءته المهنية في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة
وامتدت تلك التغييرات لتشمل قادة النواحي العسكرية، حيث أجرى الرئيس بوتفليقة حركة كبيرة شملت عددا من كبار الضباط، حيث انهي مهام العميد عبد القادر عوالي رئيس أركان الحرس الجمهوري، والعميد عبد القادر بن زخروفة على رأس الناحية العسكرية الأولى كما أقال قائد القطاع العسكري الخامس العميد السعيد زياد. وامتدت التغييرات إلى مديرية الأمن والحماية الرئاسية.
رياح التغيير لن تقتصر على المصالح الأمنية، بل شملت كذلك الدائرة الاقتصادية وبالأخص مدراء عدد من الشركات العامة الكبرى، بعض الهيئات المالية العمومية والمؤسسات العمومية الاقتصادية، فقد أمر رئيس الدولة، وقتها، الهيئات المخولة بتنفيذ هذه التغييرات بصيغة “الفورية”، والتي مست مديرية الجمارك و سوناطراك و نفطال، إضافة إلى مديري البنوك العمومية.
أنيس ن

بعد تراجع مداخيل الجزائر بـ 50 بالمائة
نهايــة زمــن البحبوحـة الماليــة وبدايـة شـدّ الحــزام
تميزت سنة 2015، بانهيار كبير في أسعار المحروقات التي فقدت 100 دولار للبرميل خلال أقل من عام واحد، مما وضع الجزائر على أعتاب أكبر أزمة اقتصادية تواجهها منذ 20 سنة، بسبب تراجع إيرادات الدولة التي انخفضت بحوالي 50 بالمائة، وضعية أربكت الحكومة التي وجدت نفسها في مواجهة وضع اقتصادي هشّ، تقابله فاتورة اجتماعية مكلفة، وسعت الحكومة طيلة العام للموافقة بين وعودها الاجتماعية وحساباتها الاقتصادية.
شهدت أسواق النفط خلال العام الحالي أعنف أزمة منذ ثمانينات القرن الماضي، بسبب كثرة المعروض وتراجع الطلب، وتفاقم الوضع مع تزايد حجم النفط الصخري الأمريكي الذي أخلط المعادلة في السوق و أنتج فائضا غير مسبوق بسبب تراجع الواردات النفطية الأمريكية، وتحول الولايات المتحدة إلى أكبر منتج للخام النفطي، وضع أخلط حسابات كبار منتجي منظمة «أوبك» ودفعتهم لانتهاج خطة لإغراق السوق والدفع بالأسعار إلى أدنى مستوياتها لخفض أرباح الشركات الأمريكية المنتجة للنفط، ولكن كلفة تلك الإستراتيجية جاءت مكلفة وراح ضحيتها كل الدول المصدرة للنفط بما فيها الجزائر.
وسعت الحكومة في بداية الأزمة إلى طمأنة الجزائريين على قدرتها في مواجهة هذا المعطى، وكان إعلان الوزير الأول عبد المالك سلال خلال لقاء جمعه مع إطارات «سوناطراك» في ماي الماضي، بان الجزائر خسرت أموالا وبأنها مضطرة لتجميد مشاريع، بمثابة جرس الإنذار، إعلان ولد نوعا من الإرباك حيث سارع المسؤولون على رأس أغلب القطاعات إلى الإعلان بأن دوائرهم غير مهنية بسياسة التقشف في التوظيف، مثل التربية والصحة والتعليم العالي.
وبدأت آثار انهيار أسعار النفط تظهر سريعا على الجزائر، وهو ما دفع الحكومة إلى اتخاذ عدد من الإجراءات بهدف تقليص النفقات لمواجهة التراجع في الإيرادات والذي قدر بنحو 50 بالمائة. و أثار هذا التراجع مخاوف من عدم قدرة خزينة الدولة على تحمل العبء الاجتماعي الذي تمثله أجور الموظفين، زيادة على صعوبات في استيعاب فاتورة الدعم.
وترسخت تلك المخاوف لدى البعض بعد اعتماد قانون المالية للعام المقبل والذي تضمن زيادات في أسعار الكهرباء والوقود، في انتظار زيادات مرتقبة على أسعار بعض المواد الاستهلاكية والنقل، خاصة وأن كل محاولات الحكومة لتقليص وارداتها لم تصمد أمام الانهيار الرهيب لأسعار النفط المورد الأساسي للجزائر وعصب اقتصادها. وبعد سنوات من القوانين المالية التي تقدم للمؤسسات تخفيضات وإعفاءات جبائية من خلال ميزانية الدولة قررت الحكومة إشراك هذه المؤسسات في تمويل مشاريعها. كما قررت الحكومة وضع وسيلة تعديل تتمثل في «آلية الحفاظ على توازن الميزانية» التي تسمح تجميد أو إلغاء قروض في حالة اضطراب التوازنات العامة.
فقد سجل الميزان التجاري للجزائر عجزا قدره 12.626 مليار دولار، خلال الـ 11 أشهر من 2015، مقابل فائض بـ 5.452 مليار دولار، خلال الفترة نفسها من 2014. وبذلك انخفضت نسبة تغطية الواردات بالصادرات بـ 73 في المائة مقابل 110 بالمائة. وحسب الأرقام التي قدمها المركز الوطني للإعلام والإحصائيات الجمارك، فقد تراجعت قيمة الصادرات في الفترة الممتدة من جانفي إلى نوفمبر من السنة الجارية إلى 34 مليار دولار مقابل 593 مليار دولار خلال الفترة نفسها من 2014، أي بانخفاض 41 في المائة. لكن بالمقابل لم تتراجع الواردات إلا بـ 12.45 في مائة، وتراجعت صادرات المحروقات إلى 32 مليار دولار مقابل 56.2 مليار دولار. كما تقلصت احتياطات الصرف ب30 مليار دولار في سنة واحدة لتستقر عند حوالي 150 مليار دولار نهاية 2015 حسب توقعات رسمية. وعرف صندوق ضبط الإيرادات نفس المصير وهذا بارتفاع كبير للسحب في 2015 من دون تسجيل أي دفع في عشرة أشهر.
ويحذّر خبراء من احتمال استمرار تدهور أسعار النفط ولفترة طويلة، مما يؤدي إلى عدم قدرة الخزينة على الصمود أمام نفقات الدولة، الشيء الذي يجعل الجزائر أمام وضعية حرجة، قد يعيدها من جديد إلى نفق المديونية، وكان بنك الجزائر قد كشف في تقريره حول التوجهات المالية والنقدية خلال الثلث الأول من العام الحالي أن احتياطي البنك المركزي من العملة الصعبة سجل تراجعا حادا، بعشرين مليار دولار في ظرف ثلاثة أشهر ، مرجعا ذلك إلى الصدمة الخارجية الناتجة عن التراجع المعتبر في أسعار النفط.
ويشير الخبراء، بأن التطمينات التي تطلقها الحكومة بعد تدهور أسعار النفط وتراجع المداخيل المالية للدولة، تتعارض والوضعية الحالية للاقتصاد الوطني. وشدّد رئيس الجمهورية خلال اجتماع لمجلس الوزراء على ضرورة قول الحقيقة للشعب ومصارحتهم بصعوبة الوضع الاقتصادي، و اتخاذ تدابير «غير اجتماعية» على غرار رفع الأسعار وإلغاء الدعم تدريجيا لتخفيف الضغط عن الخزينة.
هذه الوضعية المالية دفعت بالحكومة إلى طرح فكرة العودة إلى الاستدانة من الخارج مجددا، بعدما تم التخلي عنها سنوات الوفرة المالية، وخطت الحكومة خطوة في هذا الطريق خلال لقاء جمع وزير التجارة بختي بلعايب مع مسؤول صيني، وطرح خلال اللقاء رسميا، إمكانية طلب قروض من الصين بمزايا تفضيلية. ويشير خبراء بأن الاستدانة من الخارج، ليس مشكلا في حد ذاته، وإنما الإشكال يتعلق بطريقة استغلال هذه الأموال، إذ من الضروري استعمالها في القطاعات المنتجة بدلا من مجرد إنفاقها على الواردات أو لتغطية الاحتياجات الوطنية من الغذاء وغيرها، وفي هذه الحالة، اللجوء إلى استدانة مع معدل أرباح مقبول أفضل من الاغتراف من المخزون الوطني من احتياطي الصرف، من منطلق أن نفاده يؤثر سلبا على قيمة العملة الوطنية، ويفتح المجال أكثر لاتساع نشاط السوق السوداء.
وعرفت السنة المنقضية إطلاق عملية «الامتثال الجبائي الطوعي» التي أسالت الكثير من الحبر حيث تهدف لاستقطاب رؤوس الأموال الناشطة في السوق الموازية نحو البنوك، وتسعى الحكومة من خلال هذه الخطوة إلى استقطاب ما لا يقل عن 1500 مليار دينار من أصل 3 آلاف مليار دينار متداولة خارج السوق الرسمية، كما أقرت الحكومة إجبارية استعمال الصكوك في العمليات التجارية التي تفوق 500 ألف دينار.
أنيس نواري

نالت الاعتراف الدولي
نجــاحات للدبلوماسيــة الجزائريـة في حــل الأزمــات
نجحت الدبلوماسية الجزائرية بشكل لافت خلال العام المنقضي 2015 من خلال النجاحات التي حققتها تسوية سلمية للأزمة في مالي باحتضانها لمسار تفاوضي شاق برعاية أممية، توّج بعد خمس جولات بتوقيع الفرقاء على إعلان الجزائر الذي شكل لاحقا الأرضية الصلبة التي انبثق عنها اتفاق السلام الموقع في 15 ماي. الدبلوماسية الجزائرية التي دأبت على تصدير السلام، ألقت أيضا بثقلها، في ملف الأزمة الليبية و توسطت بين الأطراف المتصارعة التي التقت بالجزائر عبر سلسلة من الاجتماعات مكنت من إذابة الكثير من الجليد و تقريب وجهات النظر حول مسائل خلافية عميقة، بما وفّر المناخ الذي سمح في أواخر العام من إبرام اتفاق سلام نصّ على تشكيل حكومة وحدة وطنية.
و المؤكد أن الوساطة الناجحة للدبلوماسية الجزائرية من خلال المساعي و الجهود التي بذلها كل من وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي رمطان لعمامرة، و وزير الشؤون المغاربية و الإتحاد الإفريقي و الجامعة العربية عبد القادر مساهل، تترجم المبادئ الجوهرية الثابتة التي انبنت عليها العقيدة الدبلوماسية للجزائر حتى قبل استقلالها حينما كانت تخوض ثورتها لإنهاء الاحتلال، وهي مبادئ ظلت وفية لها، فالتزمت في جميع وساطاتها بتوخي الحياد و احترام سيادة الدول و الشعوب و عدم التدخل في شؤونها الداخلية تحت أية ذريعة.
فبعد نحو عام من الحوار المالي-المالي تحت رعاية الوساطة الدولية التي قادتها الجزائر، توصل الفرقاء الماليين إلى التوقيع في ماي  ثم في جوان 2015 إلى اتفاق السلام والمصالحة في مالي، المنبثق عن مسار الجزائر.
وتم التوقيع على اتفاق السلم و المصالحة في مالي الذي يعتبر خطوة أساسية نحو إنشاء السلام الدائم والمصالحة في هذا البلد في 15 ماي من طرف كل من الحكومة المالية و الجماعات المسلحة المنخرطة في أرضية الجزائر وفريق الوساطة الدولية، ثم من طرف تنسيقية حركات الأزواد في 20 جوان 2015 .وتذكر الوثيقة بجميع الأطر للوصول إلى حل نهائي للأزمة، بما في ذلك الإصلاحات السياسية والمؤسساتية، الدفاع والأمن. وهو يتضمن أيضا المكونات المتعلقة بالجوانب الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والعدالة والمصالحة.و كان رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، الذي مثل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في حفل التوقيع على اتفاق السلام و المصالحة بمالي  يوم الجمعة 15 ماي 2015  بباماكو، قد أكد بأن الجزائر ستظل تحتل مرتبة الشريك بالنسبة لمالي الذي سترافقه في مرحلة تنفيذ اتفاق السلام و المصالحة من خلال توفير الوسائل الضرورية لتطوره و رفاهه.
و في إشادته بالدور الذي اضطلعت به الجزائر على مدى حوالي سنة من الوساطة الدؤوبة، أكد الرئيس كايتا، أن «الجزائر عالجت الملف المالي بإحكام و بكثير من الذكاء» بما أفضى للتوقيع على اتفاق السلم و المصالحة الوطنية بين الماليين.
و كان الدور الكبير و الجهد المشهود الذي بذلته الجزائر من أجل إقرار تسوية سلمية للأزمة في مالي محل إشادة و تقدير للمجموعة الدولية، و على رأسها منظمة الأمم المتحدة الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة،التي أعرب أمينها العام عن امتنانه لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، و شكره على عمل الجزائر على رأس الوساطة من أجل حلّ الأزمة في مالي، و أشار إلى أنه سيواصل تقديم دعم المنظمة الأمم المتحدة في تنفيذ اتفاقات السلم الموقعة بين الفرقاء الماليين.و المؤكد أن التوقيع على اتفاق السلام بين الفرقاء الماليين لا يعني انتهاء متاعب هذا البلد، فالرهان الأكبر يبقى في تنفيذ هذا الاتفاق و حمايته من الخروقات بهدف تحقيق سلام دائم يساعد البلد على تجسيد أهدافه التنموية.اجتماعات الجزائر أسست للسلم في ليبياو فيما يتعلق بالملف الليبي، مثلت جولات «الحوار الليبي الشامل» الأولى التي استضافتها الجزائر بداية من  شهر مارس الماضي الأسس الصلبة التي أوجدت المناخ الذي سمح بتقريب وجهات النظر بين الفرقاء، و الدفع لاحقا إلى ما يشبه توافق أتاح التوصل إلى اتفاق قبل انقضاء العام تحت رعاية الأمم المتحدة و مبعوثها الجديد الألماني مارتن كوبلر، و لن يكون الطريق أمام فايز السراج ممهدا لتشكيل حكومة وحدة وطنية بحكم وجود أطراف في الصراع لم توقع الاتفاق و التعقيدات الكبيرة المرتبطة بهشاشة الوضع الأمني.فقد احتضنت الجزائر بطلب من الليبيين عديد من اللقاءات بين أطراف الصراع كان منطلقها شهر مارس 2015 والذي جمع لأول مرة أطرافا عن الطبقات السايسية الليبية المتصارعة وشكل انطلاقة لمسار الحوار الشامل نحو حل سياسي يخرج هذا البلد من الأزمة السياسية والأمنية التي زاد من تفاقمها وجود حكومتين و برلمانين يتنافسان على السلطة.وتوج أول لقاء ليبي-ليبي على مسار الحوار الشامل «بإعلان الجزائر» أكد من خلاله المشاركون التزامهم بالعملية السياسية و تمسكهم بالحوار لإخراج ليبيا من أزمتها . و هو ما رحبت به الأمم المتحدة وقتئذ بالنظر إلى الاتفاق المبدئي الذي توصل إليه الفرقاء والقاضي بضرورة تشكيل حكومة وطنية مكونة من كفاءات ليبية وكذا القيام بترتيبات أمنية لجمع السلاح والحفاظ على الوحدة الترابية لهذا البلد.
يشار إلى أن هناك آلية للتشاور بين دول الجوار فيما يخص ليبيا عقدت منذ إنشائها عدة اجتماعات داخل الجزائر وخارجها قصد المساهمة أيضا في التوصل إلى حل سلمي للازمة الليبية . وكان آخر لقاءات هذه الآلية عقد بالجزائر في الفاتح ديسمبر 2015 في طبعته السابعة.واحتضنت الجزائر في أعقاب اجتماع الليبيين شهر مارس من العام الجاري جولات لاحقة للحوار الليبي الشامل أحداها بعد أقل من شهر جرى تحت إشراف بعثة الأمم للدعم في ليبيا.
كما عقد لقاء حول ليبيا بالجزائر شهر جوان تلاه آخر في جويلية الماضي حيث عقد خلاله الممثل الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، مشاورات في الجزائر العاصمة مع ممثلين عن المؤتمر الوطني العام الليبي لمناقشة سبل تفعيل عملية الحوار في ليبيا.
كما كانت الأزمة الليبية أيضا على طاولة الحوار منذ شهر ونصف خلال الاجتماع الوزاري الثلاثي (الجزائر-مصر-ايطاليا) الذي احتضنته الجزائر وتم التأكيد خلاله بالخصوص على دعم الجهود الأممية .
و تعتبر الجزائر أن الاتفاق السياسي يبقى الحل الأوحد لتجنيب ليبيا المزيد من الانقسامات ومواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة بكل أشكالها و المحافظة على استقرار المنطقة بأكملها.
محمد مصباح

حسين آيت أحمد ظل يردد «أوصيكم بالجزائر خيرا»
 رحيل الزعيم
فقدت الجزائر في 23 ديسمبر من العام المنقضي، أحد أهم أبرز قادتها التاريخيين أثناء الثورة التحريرية، وشاءت الأقدار أن يرحل القائد الوطني البارز حسين آيت أحمد مع رحيل السنة، وتشيع جنازته في أول يوم من السنة الجديدة، وشاءت الأقدار أيضا أن يكون رحيله في نفس الشهر الذي رحل فيه الرئيس الأسبق الرمز التاريخي الهواري بومدين.ورغم مرور ما يقارب الأسبوع على رحيل رمز الوطنية والديمقراطية في الجزائر والعالم العربي حسين آيت أحمد إلا أن برقيات التعازي لم تتوقف على عائلته وحزب جبهة القوى الاشتراكية الذي أسسه وبقي على رأسه مدة 50 سنة كاملة يكون فيه الأجيال من المتشبعين بثقافته وفكره ومبادئه القائمة على الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية التي ظل وفيا لها ولم يتخل عنها طيلة حياته.وتظهر القيمة الكبيرة للرجل الذي بقي منذ الاستقلال يمارس المعارضة الشريفة النظيفة في إعلان رئيس الجمهورية الحداد لمدة 08 أيام كاملة بعد وفاته، كما كان رئيس الجمهورية قد أبرق عائلة الفقيد ببرقية تعزية تحدث فيها بشكل مطول عن مناقب الرجل التي قلّما اجتمعت في غيره، واعتبر رئيس الجمهورية الفقيد حسين آيت أحمد قامة تاريخية بأبعاد سياسية وإنسانية أخذت لها مكانا واسعا في تاريخ النضال الجزائري، بل في تاريخ حركات التحرر والإنعتاق من ربقة الاستعمار في العالم، ووصف الرئيس بوتفليقة الراحل آيت أحمد بالمخلص لوطنه الحريص على وحدة أمته الجريئ في مواقفه والوفي لمبادئه اللطيف في تعامله، البناء في انتقاده، والشريف في معارضته لبعض المسؤولين الذين اختلف معهم في نمط الحكم وأسلوب التسيير، وكان الفقيد لا يساوم ولا يهادن في قضايا وطنه التي آمن بعدالتها وكافح من أجلها سحابة عمره .وبفقدان هذا الرجل العظيم، الذي تلاقت كل الآراء و المواقف في الإشادة بعظمة شخصيته و مساره النضالي، و الذي يعد من كبار قادة الثورة الجزائرية ومن رجال المعارضة الشرفاء الذين عارضوا النظام دون أن يعارضوا وطنهم، كان دائما في حياته يدعو إلى الديمقراطية، والحرية ومواجهة الأنظمة الشمولية الفردية. يعرف الجميع مواقفه في الأوقات العصيبة التي مرت بها الجزائر في منتصف التسعينات حين قال بأنه يقف ضد الدولة الأصولية وضد الدولة البوليسية، وبذل كل جهده من أجل إطفاء نار الفتنة في تلك الفترة، وبذلك لم يكن الدا حسين رمزا للثورة الجزائرية فقط، بل كان نموذجا للرجل المؤمن بالثورة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية لا يساوم ولا يهادن في مبادئه وقضايا وطنه. عاش معظم حياته في منفاه الإرادي، لكن قلبه كان دائما في الجزائر يخفق بحب هذا الوطن. كان هدفه طيلة حياته أن يسعى لتحقيق مبادئه لا أن يصل إلى سلطة أو يتقلد مناصب عليا، ولهذا بقي الرجل بعيدا عن مناصب الدولة رغم تلقيه عدة عروض لذلك، وكان همه الوحيد أن يبقى وفيا لمبادئه التي ناضل من أجلها، ولهذا السبب استقال من كل مؤسسات الثورة بعد الاستقلال بعد أن لاحظ بأن التوجه يسير نحو الحكم الفردي، وكان يرى بأنه ليس من حق فئة معينة أن تستحوذ على النظام السياسي، والسلطة يجب أن تكون للشعب. وأسس حزب جبهة القوى الاشتراكية التي ناضل فيها لمدة خمسة عقود من أجل الحرية وتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، كما أن المكانة الكبيرة والاحترام الذي كان يلقاه الدا حسين في حياته قبل مماته من طرف الجميع في المعارضة والسلطة ومن طرف الإسلاميين والعلمانيين تكونت من أفكاره التي كانت دائما تدعو إلى الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ورفضه إنفراد أي جهة بنظام الحكم خارج الأطر الديمقراطية، كما أن معارضته لم تكن للدولة بل للحكم، وحافظ على وطنيته وإخلاصه لقيمه ومبادئه، وعرف الفقيد بكلمته المشهورة التي يقولها في آخر كل خطاب يلقيه « أوصيكم بالجزائر خيرا»ولعل هذه الصفات التي اتصف بها القائد الرمز حسين آيت أحمد جعلت وفاته تجمع ما بين الموالاة والمعارضة، بحيث أن الجميع من أحزاب المعارضة والسلطة والشخصيات الوطنية توافدت على مقر حزب جبهة القوى الاشتراكية لتقديم التعازي لعائلة الفقيد ومناضلي الحزب، والجميع من موالاة ومعارضة تحدث عن مناقب وخصال هذا الرجل الذي يعد من عمالقة الثورة خلال حرب التحرير وعمالقة السياسية بعد الاستقلال، ورغم كبر سن الدا حسين ومرضه الذي دفعه إلى تطليق السياسة والاستقرار بمنفاه الاختياري بلوزان بسويسرا، إلا أن المرحوم بقي متابعا لشؤون السياسة في بلده، إلى أن وافته المنية وانتقل إلى الرفيق الأعلى. 

نورالدين-ع

فرضته التحولات الإجتماعية و الإقتصادية المتسارعة
تقسيم إداري جديد انطلق من الجنوب  
بعد سنوات طويلة من الانتظار بدأ حلم التقسيم الإداري الجديد في الجزائر يتحقق على أرض الواقع سنة 2015 التي تعد منطلقا حقيقيا لثورة كبيرة في مجال عصرنة الإدارة و تقريبها من المواطنين، و تخفيف الضغط الذي تعاني منه كل الولايات تقريبا بعد ارتفاع الكثافة السكانية و تغير الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية بشكل يدفع إلى مزيد من الولايات الجديدة و حتى الدوائر و البلديات للتحكم أكثر في التسيير و تحسين الخدمات، و القضاء على الفوارق بين المناطق و الجهات و الأقاليم و الأحواض السكانية التي تعاني نقائص كبيرة في التنمية و الخدمات، و المرافق الإدارية الضرورية.  و قد وفّت الدولة بوعودها المقدمة للسكان بخصوص مشروع استحداث ولايات جديدة و كانت البداية بمنطقة الجنوب الكبير الذي ظل سكانه يطالبون بتقريب الإدارة منهم و القضاء على الفوارق و مشاكل التنمية و بعد المسافة إلى مقرات الولايات و الدوائر، و في هذا الإطار و بقرار من رئيس الجمهورية الصادر في الجريدة الرسمية في 31 ماي 2015 تم استحداث 10 مقاطعات إدارية جديدة تسمى ولايات منتدبة تعمل بصلاحيات محدودة تحت إشراف والي منتدب يعمل بالتنسيق المباشر مع والي الولاية الأم التي تحمل على عاتقها مهمة مرافقة الولاية الجديدة إلى غاية حصولها على الاستقلالية التامة وفق مسار محدد ترعاه الحكومة.   و انبثقت عن التقسيم الإداري الجديد في مرحلته الأولى 10 مقاطعات إدارية أو ولايات منتدبة هي تيميمون و برج باجي مختار بولاية أدرار و أولاد جلال ببسكرة و بني عباس ببشار و عين صالح و عين قزام بولاية تامنراست ثم توقرت و جانت و المنيعة و المغير بكل من ولايات ورقلة، إليزي، غرداية و الوادي على التوالي.   و بالرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه المقاطعات الإدارية الجديدة بالجنوب فإن الحكومة عازمة على إنجاح مشروع التقسيم الجديد و مرافقة المقاطعات الإدارية الجديدة و دعمها بالوسائل المادية و البشرية اللازمة و كانت البداية بتعيين ولاة منتدبين في الحركة الأخيرة ثم تليها عملية تنصيب أهم المديريات القطاعية المنتدبة ذات الأولوية كالسكن و الزراعة و الطاقة و الأشغال العمومية و السياحة و الشباب و الرياضة و التشغيل و الاستثمار و التجارة و البيئة.  و سيلعب رؤساء الدوائر و البلديات الواقعة ضمن مجال التقسيم الجديد و كذا رؤساء الأقسام الفرعية للقطاعات المذكورة دورا كبيرا في وضع أسس الولاية المستقبلية التي ستكون قريبة من سكانها و تستجيب لتطلعاتهم.  و مسّ التقسيم الإداري الجديد بولايات الجنوب نحو 26 دائرة و 65 بلدية أصبحت كلها تابعة للولايات المنتدبة التي أفتكت مساحات واسعة من جغرافيا الولايات الأم بما فيها الثروات الاقتصادية و البشرية الهامة التي ستشكل نواة الولاية الجديدة و تحقق لها الاستقلالية التامة في المرحلة القادمة.  و تعد الولاية المنتدبة أولاد جلال ببسكرة نموذجا ناجحا للتقسيم الإداري الجديد حيث انتزعت أكثر من 52 بالمائة من مساحة بسكرة، و أصبحت تسيطر على أقاليم زارعيه واسعة و ثروات منجميه و سياحية واعدة، بالإضافة إلى إمكانات بشرية و بنى تحتية هامة.  و بالرغم من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها الجزائر بسبب انهيار أسعار النفط بالأسواق العالمية، فإن الدولة عازمة على المضي في مشروع التقسيم الإداري الكبير حيث تقرر الانتقال إلى المرحلة الثانية سنة 2016 حيث يتوقع إنشاء ولايات منتدبة جديدة بمنطقة الهضاب على أن يتوسع التقسيم الإداري بعد ذلك إلى ولايات الشمال في المرحلة الثالثة التي تنتهي سنة 2017 .  و تعمل الحكومة على اتخاذ كل الإجراءات القانونية و التدابير الإدارية و الاقتصادية لإنجاح مشروع التقسيم الكبير و ذلك من خلال تكوين الإطارات و الموظفين الذين سيشرفون على تسيير الولايات الجديدة بعد أن تستقل تماما عن الولايات الأم في نهاية المطاف.  و يرى المتتبعون لمشروع التقسيم الجديد بأن الهياكل الإدارية التي تحتضن مقرات الولايات الجديدة و المديريات القطاعية و جيش من الموظفين ستكون بمثابة التحدي الكبير الذي سيواجه الحكومة في المستقبل خاصة إذا بقي الوضع الاقتصادي متأرجحا بين التعافي و الركود في ظل أزمة خانقة فرضها الانهيار السريع و غير المتوقع لأسعار النفط المورد الأساسي للبلاد.  و تراهن وزارة الداخلية و الجماعات المحلية على مشروع تحديث الإدارة و دعمها بالتكنولوجيا لتجاوز مشكل تأطير الولايات الجديدة و القضاء على أساليب التسيير القديمة التي أضرت كثيرا بسمعة الإدارة المحلية و جعلتها عرضة للاحتجاج و الانتقاد.  و مرت الجزائر بعدة تقسيمات إدارية منذ المرحلة الاستعمارية و كانت البداية بثلاث عمالات كبيرة هي الجزائر، و هران و قسنطينة و هذا إلى غاية سنة 1956 حيث ارتفاع عدد العمالات إلى  15 عمالة. و كان أول تقسيم إداري تشهده الجزائر المستقلة سنة 1965 و انبثقت عنه 15 ولاية و 91 دائرة و ما لا يقل عن 670 بلدية، ثم تلاه تقسيم ثاني سنة 1974 ارتفع بموجبه عدد الولايات إلى 31 ولاية و في سنة 1984 جاء التقسيم الإداري الثالث الذي رفع عدد الولايات إلى 48 ولاية.   و يتوقع المراقبون ارتفاع عدد الولايات بالجزائر إلى نحو 100 ولاية بنهاية مشروع التقسيم الإداري الكبير الذي يعتقد الكثيرون بأنه سيكون بداية الجزائر الجديدة بتعدادها السكاني المتنامي و مساحتها الكبيرة و ثرواتها القادرة على إحداث تغير كبير في مسار التنمية المستدامة و الاقتصاد البديل لثروة النفط المعرضة للزوال و تقلبات الأسواق العالمية.                          

فريد.غ  

اختلفت بين الدعوة للتوافق وبناء جدار وطني والالتفاف حول برنامج الرئيس
مبــادرات سياسيـة متنافســة للمــوالاة و المعارضــة
شهدت سنة 2015 إطلاق عدد من المبادرات السياسية التي تراوحت بين الدعوة إلى بناء جدار وطني، التوافق الديمقراطي، بناء الإجماع الوطني والقطب الوطني إلى جانب مبادرة الانتقال الديمقراطي، والتي تراوحت بين الرفض والقبول بين مكونات الطبقة السياسية، وكان آخرها المبادرة السياسية لحزب جبهة التحرير الوطني.
وتعد " المبادرة السياسية الوطنية للتقدم في انسجام واستقرار›› التي أطلقها الأفلان، الوحيدة التي حظيت بتجاوب وترحيب واسع من قبل العديد من التشكيلات السياسية و مكونات المجتمع المدني، حيث بلغ عدد التشكيلات السياسية التي التفت حولها 30 حزبا من الموالاة والمعارضة، وأكثر من  300 منظمة وطنية، من منظمات المجتمع المدني.
و قال الأمين العام للأفلان عمار سعداني خلال تدشين مقر المبادرة ببن عكنون أن مبادرة حزب جبهة التحرير الوطني تهدف إلى «جمع أكبر قدر من التوجهات السياسية حول الأهداف الوطنية من أجل تعزيز الجبهة الوطنية ومواجهة الأخطار المحدقة بالأمة على مختلف الأصعدة الأمنية و السياسية والاجتماعية»، موضحا أن هذه الجبهة تسعى إلى تعبئة، القوى الحية للبلد من أجل تجسيد برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وذكر بأن هذه المبادرة تبقى مفتوحة على جميع الأحزاب الراغبة في الانضمام «دون استثناء».من جهته أطلق الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى مبادرة تشكيل “قطب سياسي” مباشرة بعد تعيينه على رأس الحزب من قبل المجلس الوطني للحزب وأشار إلى أن هذا القطب مفتوح لأحزاب الأغلبية في البرلمان و الأحزاب الممثلة في الحكومة الحالية مبرزا بأن الأمر يتعلق إلى جانب التجمع الوطني الديمقراطي بحزب جبهة التحرير الوطني وتجمع أمل الجزائر و الحركة الشعبية الجزائرية.
وأكد ‘’ الأرندي’’ بهذا الصدد رغبته  في التعامل مع كل من يتقاسم معه المواقف بشأن مساندة رئيس الجمهورية و الدفاع عن المصالح العليا للبلد، غير أن هذه المبادرة لم تحقق نفس الاتفاق الذي حققته مبادرة الأفلان رغم ترحيب بعض الأحزاب بها على غرار  تجمع أمل الجزائر.من جهتها، أطلقت جبهة القوى الاشتراكية ‘’ الأفافاس ‘’ مع مطلع 2015، مبادرة من أجل إعادة بناء الإجماع الوطني، ووجهت دعوتها إلى كل أحزاب السلطة والمعارضة من أجل الانضمام إليها رغبة في اقتطاع موافقتها من أجل الذهاب لتنظيم  ندوة وفاق وطني وضمن هذا المسعى  وجه الأفافاس الدعوة للنقابات و الجمعيات و الشخصيات الوطنية و السياسية من أجل تبادل وجهات النظر حول الوضع في البلد والتحديات التي يواجهها و كذا سبل رفعها معا ولم تحدد أي أرضية لمبادرتها تاركة الحرية للملتفين حولها.  
وقد لقيت هذه المبادرة في البداية بعض الترحيب وتبعها في ذلك نقاش يمكن وصفه بالمتناقض، حيث انضمت إليها تشكيلات سياسية و نقابات و جمعيات في حين اعتبرت البعض منها أنها غير معنية، ورغم ذلك فإن الأفافاس  بدا في كل مرة أكثر تمسكا بمبادرته.
وفي هذا السياق لقيت المبادرة انتقادا من التنسيقية الوطنية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي التي اعتبرت أن مسعى هذه المبادرة يهدف إلى إخفاق عملها،  سيما أن جبهة القوى الاشتراكية شاركت في الأعمال التي بادرت بها التنسيقية.من جهتها قدمت مجموعة من الأحزاب و الشخصيات السياسية و الوطنية مبادرة في إطار ‘’ التنسيقية الوطنية من أجل الحريات و الانتقال الديمقراطي ‘’ التي تضم العديد من الاقتراحات تركز على أهمية الانتقال الديمقراطي وتسعى إلى إحداث “تغيير حقيقي في البلاد يكرس سيادة الشعب و حريته في اختيار قادته و ممثليه”. وقد عقدت التنسيقية أول اجتماع لها بفندق مزافران غربي العاصمة في جوان من السنة الماضية، حيث اقترحت آنذاك وضع أرضية كحل أمثل للخروج من الأزمة التي تمر بها الجزائر، وتضم  اقتراحات التنسيقية تشكيل هيئة مستقلة لتنظيم الانتخابات و تكريس مسار ديمقراطي جديد.كما ظهرت في الساحة السياسية مبادرات أخرى من بينها المبادرة التي دعا إليها حزب تجمع أمل الجزائر ‘’ تاج ‘’ من أجل ‘’ بناء جدار وطني لمواجهة مختلف التحديات الوطنية الإقليمية والدولية، وأكد غول بأن كل الأحزاب السياسية في البلاد سواء أحزاب الموالاة أو المعارضة وكل الشخصيات الوطنية الجزائرية مدعوة إلى العمل على بناء جدار وطني من أجل رفع التحديات التي تواجه الوطن داخليا، إقليميا ودوليا وخاصة التحدي الأمني والاقتصادي، وتحدي الآفات وخاصة آفة الأفكار الهدامة.
كما دعت حركة البناء إلى الالتفاف حول مبادرتها التي أسمتها هي الأخرى ‘’ الجدار الوطني’’ التي أكد بشأنها الأمين العام للحركة بأنها موجهة إلى الشعب الجزائري بمختلف شرائحه وفئاته، وقال بأنها فكرة وطنية للسير مع الشعب نحو الاتجاه الإيجابي حماية لثوابته وضمانا لوحدته واستقراره في مواجهة التحديات والتهديدات المحتملة تجاه الوحدة والديمقراطية والتنمية حتى يستعيد ريادته’’. كما عاد رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة لتحريك مبادرته ‘’ التوافق الديمقراطي ‘’ التي دعا من خلالها إلى صياغة دستور توافقي.
ع ـ أسابع

مسار الإصلاحات يتوج بمشروع التعديل الدستوري
توج مسار الإعلان عن تعديل الدستور على مدى أكثر من أربع سنوات بعقد مجلسين وزاريين مصغرين لهذا الغرض في 14 و 28 من شهر ديسمبر الجاري ترأسهما الرئيس عبد العزيز بوتفليقة  الذي أعطى موافقته  في الاجتماع على المشروع التمهيدي لتعديل الدستور، حيث ينتظر عرضه على المجلس الدستوري الذي سيقوم بدوره بإبداء رأيه حول الطريقة التي ستتم بها دراسة هذا النص والمصادقة عليه من قبل البرلمان.
و كان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، قد أعلن في خطابه الشهير في 15 أفريل من العام 2011 عن جملة من الإصلاحات السياسية العميقة سيكون على رأسها تعديل الدستور بالشكل الذي ترغب فيه المعارضة والشعب وبالشكل الذي يستجيب لتطلعات المواطنين للمراحل المقبلة ويستجيب لبناء دولة الحق والقانون وتعزيز الديمقراطية والمشاركة السياسية.وبالفعل شرع قبل نهاية سنة 2011 في تعديل الكثير من القوانين العضوية على غرار قانون الأحزاب، والانتخابات والإعلام والبلدية والولاية وهي كلها قوانين تنظيمية على قدر كبير من الأهمية ومفعولها جلي في الحياة السياسية الوطنية، وقد استحسنت الطبقة السياسية برمتها تعديل هذه القوانين في انتظار تعديل الوثيقة القانونية الأساسية وهي الدستور ليكتمل بذلك هذا المسار.لكن الحديث عن تعديل الدستور يبدو أنه طال على الأقل في نظر طبقة سياسية بدت متلهفة لمعرفة التفاصيل التي سيأتي بها التعديل المرتقب، خاصة بعد سلسلة المشاورات السياسية التي أشرف عليها وزير الدولة مدير ديوان رئيس الجمهورية أحمد أويحيى بداية صيف 2014، بعد الانتهاء من تعديل كل القوانين الأساسية التي سبق ذكرها، وهي المشاورات التي قاطعتها أحزاب تقول أنها معارضة.هذه المقاطعة اعتبرها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني أنها ساهمت في تأخير الإفراج عن الدستور، وقالها صراحة في أكثر من مناسبة أن المعارضة التي لم تنضم للمشاورات والتي لم تقدم أي مقترحات خاصة بشأن عملية تعديل الدستور هي التي جلعت رئيس الجمهورية يأخذ مزيدا من الوقت للإعلان عن الموعد المحدد لتعديل الدستور لأنه يريد أن يشارك فيه الجميع.لكن المعارضة تحججت من جهتها بعدم الأخذ بمقترحاتها بعد المشاورات الأولى التي جرت في سنة 2011 عندما لم يظهر لهذه المقترحات بحسبها أي أثر في التعديلات التي أدخلت على القوانين الأساسية سالفة الذكر وبالتالي لا فائدة من تقديم مقترحات تذهب في الأخير مع الريح، وهي – أي المعارضة- تشكك حتى في جدية السلطة في تقديم دستور جديد يستجيب لتطلعاتها ولما أبدته من آراء بشأنه.وعلى هذا النحو بقي مشروع تعديل الدستور يراوح مكانه حتى نسيته الطبقة السياسية في الكثير من الأوقات ولم تعد تنتبه إليه إلا عندما يتكلم عنه عمار سعداني أمين عام الآفلان الذي أعطى في العديد من المرات تواريخ محددة لتعديله لكن خاب ظنه في كل هذه الأحيان، و قال أنه سيمرر على البرلمان وليس عبر الاستفتاء الشعبي، ثم تحول مشروع تعديل الدستور من مشروع يهم الجميع إلى سجال بين سعداني و غرمائه في الطبقة السياسية خاصة المعارضين منهم. وعندما يصل الأمر إلى حد التشكيك في جدية مسعى السلطة بهذا الخصوص تتدخل أعلى السلطات في البلد لتؤكد أن الأمر جدي وأنها عند وعدها والدستور سيعدل إن آجلا أم عاجلا، وسيكون في مستوى تطلعات المعارضة والمواطنين على وجه العموم، مثال عن ذلك عندما كشفت رئاسة الجمهورية عن مسودة خاصة بالتعديل الدستوري قبل أشهر، أو مثل ما ظهر في الرسالة الخاصة بمناسبة اندلاع الثورة التحريرية قبل شهرين عندما أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مرة أخرى أن تعديل الدستور مسار يجري الإعداد له وسيكون في أقرب الآجال» لقد تحققت بعد إنجازات كثيرة وما زال منها ما ينتظر التعزيز أو الاستكمال، وذلك هو الشأن في المجال السياسي والحوكمة ذلكم هو النهج الذي يسير عليه مشروع مراجعة الدستور الذي سيتم الإعلان عنه عما قريب». ومع رسالة الرئيس هذه وتأكيداته المتتالية عاد نوع من الطمأنينة إلى المعارضة و عامة الطبقة السياسية والمواطنين وتيقنوا أن تعديل الدستور قادم لا محالة، لكن هذا لم يكن حلقة النهاية في هذا المسلسل بل أن مضمون التعديل المرتقب هو الأهم من تاريخ إجرائه.وفي الحقيقة فقد كان هناك إجماع من السلطة والمعارضة على السواء على أن التعديل الدستوري الجديد لابد أن لا يكون شبيها بتعديل نوفمبر من العام 2008، وأنه لابد أن يكرس في المقام الأول مبدأ الفصل بين السلطات في اتجاه إعطاء صلاحيات أوسع للبرلمان وتعزيز مكانة المعارضة في الحياة السياسية الوطنية، وتوضيح صلاحيات السلطة التنفيذية مقارنة بالتشريعية وفك التداخل الموجود بينهما اليوم، والتأكيد على أحقية الحزب الفائز بالأغلبية في ترؤس الحكومة وغيرها من المبادئ والخطوط العريضة، وهي المبادئ التي أكدت عليها رسالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة الفاتح نوفمبر الماضي» والأمر سواء كذلك بالنسبة للضمانات الجديدة التي سيأتي بها مشروع التعديل هذا من أجل تعزيز احترام حقوق المواطنين وحرياتهم وكذا استقلالية العدالة، و نفس المقاربة هذه تحذو تعميق الفصل بين السلطات وتكاملها، وفي الوقت نفسه إمداد المعارضة البرلمانية بالوسائل التي تمكنها من أداء دور أكثر فاعلية بما في ذلك إخطار المجلس الدستوري وقصارى القول سيكون تنشيط المؤسسات الدستورية المنوطة بالمراقبة وإقامة آلية مستقلة لمراقبة الانتخابات من بين ما يجسد الرغبة في تأكيد الشفافية وضمانها في كل ما يتعلق بكبريات الرهانات الاقتصادية والقانونية والسياسية في الحياة الوطنية..آملا أن تسهم مراجعة الدستور هذه في تعزيز دعائم ديمقراطية هادئة في سائر المجالات، وفي مزيد من تفتح طاقات الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين في البلاد، في خدمة مصالح الشعب الشعب الذي هو دون سواه، مصدر الديمقراطية والشرعية».اليوم وبعد كل هذه التأكيدات والضمانات التي جاءت من القاضي الأول في البلاد أكثر من مرة بات مشروع تعديل الدستور يقترب من التحقيق، وبات هذا المسار الذي انطلق في سنة 2011 قريب من محطة النهاية لبتي ستكون في مطلع سنة 2016.             

محمد عدنان

حادثتا سقوط الرافعة و التدافع بمنى تدميان موسم الحج
فرحة أداء مناسك الحج لم تمر عاديا خلال سنة 2015، جراء وقوع حادثتين مؤلمتين، تمثلت الأولى في سقوط الرافعة التي أودت بحياة عدد من الحجاج، و من بينهم أربعة جزائريين، والثانية كانت أكثر مأساوية بسبب الخسائر البشرية الهامة التي خلفتها حادثة التدافع ما رفع الحصيلة الإجمالية للمتوفين الجزائريين  إلى 54 حاجا جزائريا.لم يشهد موسم الحج منذ سنوات وقوع حوادث مؤلمة على غرار تلك التي عرفها موسم سنة 2015 بفضل الإجراءات المحكمة التي اتخذتها السلطات السعودية، منها تهيئة وتوسعة الحرم، لاستقبال العدد المتزايد من الحجاج، وكذا الإجراءات التنظيمية التي اعتمدها الديوان الوطني للحج والعمرة لضمان أحسن تكفل بالحجاج الجزائريين، غير أن الفاجعة كانت هذه السنة مؤلمة، بعد أن فقد العالم الإسلامي في حادثتين متتابعتين المئات من الأرواح، وكانت البداية بسقوط رافعة بالحرم المكي بتاريخ 24 سبتمبر الماضي، جراء تواصل أشغال توسعة، أودى الحادث بحياة 111 حاجا من جنسيات مختلفة من بينهم اربعة جزائريين، فضلا عن تسجيل عدد من الجرحى الذين خصتهم السلطات السعودية بالرعاية الكافية، فضلا عن منح تعويضات مالية هامة لمن تسببت لهم الحادثة في عاهات مستديمة، وكذا لأسر الضحايا، بغرض التخفيف من آلامهم.ولم تمر بضعة أيام على حادثة الرافعة، حتى فجع العالم الإسلامي بحادثة أخرى كانت أكثر مأساوية وأمر، إثر التدافع الذي شهده مشعر منى، خلال تأهب ضيوف الرحمان لأداء المناسك ورمي الجمرات حيث تسبب تدفق الحجاج من اتجاهات معاكسة في انسداد المنافذ المخصصة لفك الخناق عن الأماكن التي يكثر فيها الزحام، مما أدى إلى التقاء عدد مهول من الحجاج في منطقة واحدة، حاول كل منهم إيجاد منفذ فرارا من الموت المحتوم، لكن القدر كان في الموعد، نظرا لصعوبة الموقف حيث أدت الحادثة إلى وفاة حوالي ثلاث آلاف حاج من جنسيات مختلفة، من بينهم 50 جزائريا يضافون إلى الأربعة المتوفين في حادثة الرافعة، وفق حصيلة نهائية ورسمية أعلن عنها وزير الشؤون الدينية مؤخرا محمد عيسى، وأمر على إثرها بأداء صلاة الغائب عبر كل المساجد ترحما على أرواح ضحايا حادثة التدافع، الذين كتب لهم القدر بأن يقضوا نحبهم بالبقاع المقدسة، في أطهر أرض بالمعمورة.وعلى قدر ما كان وقع الحادثة جد كبير على عائلات الضحايا، الذين هالتهم المشاهد التي نقلتها مختلف القنوات، والمتضمنة العشرات من الجثث المترامية والمتراكمة، منها من بلغت درجة التحلل والتعفن، فقد كان ألم عائلات المفقودين أمر وأكبر، وهم يبحثون عن ذويهم عن طريق الوسائط الاجتماعية وعبر الاتصال بممثلي القنصليات الجزائرية بالمملكة العربية السعودية على أمل أن يعثروا عليهم أحياء سالمين، مستعينين بمواقع التواصل الاجتماعي التي قامت بدور لا يستهان به في مساعدة أهالي الحجاج للعثور على ذويهم، من خلال نشر صور الجرحى عبر المستشفيات وكذا المتوفين، وسمحت هذه الطريقة في رفع الغبن عن الكثيرين.علما أن الحادثة تزامنت مع شروع ديوان الحج والعمرة لأول مرة في اتخاذ إجراءات جديدة لتخفيف معاناة الحجاج أثناء أداء المناسك، منها تطبيق المسار الإلكتروني، وكذا ضمان الإعاشة، وتجهيز الخيام بمشعر منى بكافة وسائل الراحة، في سياق تحديث إجراءات التحضيرللموسم.  
لطيفة/ب

تونس تترنح وليبيا في مستنقع و حروب بالوكالة في سوريا و اليمن
ربيــع عربي تحــول إلى شتــاء دامٍ  
تمر بنهاية سنة 2015 خمسة أعوام على بداية ما سمي بالربيع العربي، الذي تحول إلى شتاء دامٍ و أفرز وضعا سياسيا معقدا، ينذر بتغييرات عميقة لن تترك منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا على الحال الذي كانت عليه منذ  النصف الثاني من القرن العشرين. و صارت الكيانات السياسية الموروثة عن اتفاقية سايكس بيكو في الشرق الأوسط جزء من الماضي، بينما تتبارى المخابر الإستراتيجية في رسم خرائط جديدة للمنطقة، على لون الهوية حينا و العرق تارة و على ضوء المصالح القريبة و البعيدة في كل الحالات.
تلاشت على مرّ سنوات قليلة كل الأحلام التي راودت صناع ثورات شعبية على الطغيان و الديكتاتورية، و لم تنبت الديمقراطية و تينع الحريات في بلاد العرب التي عانت عقودا طويلة من القهر، و اختار البعض الانكفاء على الذات لتفادي مصير مجهول، بينما أعاد الآخرون صناعة الزعيم المنقذ للاحتماء من غدر الأيام، مثلما يحدث في مصر التي رفعت الجنرال عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم، و عبر شعبها الذي تاق للتحرير في ميادين القاهرة سريعا عن زهده في السياسة بترك انتخابات البرلمان، و كأنه يقول كفانا أننا اخترنا رئيسا، بينما البلاد تواجه حرب عصابات في سيناء ضد الإسلاميين، و متاعب اقتصادية متفاقمة و لا تتنفس إلا بجرعات مساعدات خليجية.
التونسيون الذين صنعوا ثورة الياسمين الأولى واجهوا في 2015 هجمات دموية تركت البلاد على شفير الانهيار، بدأت بضرب معقل السياحة في سوسة في أوج ازدهار الموسم، و سقط 38 قتيلا من السياح منهم 30 بريطانيا، و توالت الهجمات من الجماعات الإرهابية التي كفرت بالديمقراطية الناجحة في تجربة كانت مثالا يحتذى فصارت نموذجا لا ينبغي الإقتداء به، رغم أن لجنة جائزة نوبل للسلام منحت اللجنة الرباعية للحوار بين التونسيين شهادة حسن السلوك. ثم هاجم الإرهابيون حافلة تنقل الحرس الرئاسي في قلب العاصمة تونس، و لم يبق الهجوم على متحف الباردو عملا منعزلا. تهاوت قدرات بلاد الربيع العربي الأولى الاقتصادية، و مسّ الشقاق حزب الرئيس المنتخب ديمقراطيا الباجي قائد السبسي الذي قدم البورقيبية وصفة للمرحلة، لكنه فشل في كبح طموحات نجله الذي يتطلع لوراثة العرش قبل أن يستقر مقام والده في قصر قرطاج.
لكن حالة تونس كانت أفضل من المستنقع الليبي الذي اجتذبت فيه رائحة البترول الدواعش الذين جعلوا جماهيرية القذافي  مستباحة لعصابات و ميليشيات القبائل و اللصوص، تحت كل الأسماء و بكل ألوان الطيف. و مرّ العام على ليبيا منقسمة بحكومتين و برلمانين و العشرات من الجماعات المسلحة التي تتقاتل طمعا في السيطرة على منابع النفط و هي لا تدري أن ألاعيب القوى الخارجية تتربص ببلادها و تحرضها ضد بعضها، و لكن برز بصيص أمل بنهايات السنة حين تم التوصل إلى اتفاق تحت ضغط المجموعة الدولية لتشكيل حكومة وحدة وطنية ما زال البعض يرفضها، و يأمل المبعوث الأممي الجديد لليبيا مارتن كوبلر أن يكون فايز السراج سراجا ينير الطريق لليبيين حتى يتجنبوا هذه المرة تدخلا عسكريا من الدول الأخرى بحجة محاربة تنظيم داعش الناشئ على أنقاض ثورة 17 فيفري التي أطاحت بالقذافي. و سيكون الاختبار الأخير للفرقاء الليبيين في السنة الجديدة حاسما، عساهم يتوبون إلى رشدهم و يعرفون عدوهم من صديقهم.
تختلف حالة سوريا كثيرا عن الوضع في تونس و ليبيا، فقد صمد الجيش السوري أربعة أعوام في وجه محاولات غربية و عربية لإسقاط نظام بشار الأسد، فاهتدى إلى طلب العون و المدد من حليفه التقليدي روسيا، و تقدم الدب القطبي من المياه الدافئة التي حرمته منها قوى الرأسمالية طيلة عقود ما بعد نهاية الحرب العالمية الثانية حتى نهاية الحرب الباردة.
الخراب و الدمار في بلاد الشام تركها شبيهة بألمانيا بعد هزيمة النازيين، لكن ألاعيب السياسة و الحروب بالوكالة من الشرق و الغرب من العجم و العرب لم تترك مجالا للسوريين أنفسهم، فتحالفت الفصائل و الجماعات، مثلما تآلفت جيوش الدول بمبرر محاربة داعش لوضع موطئ قدم في بلاد الأسد الجريح. رعت السعودية لقاء للمعارضة السورية غاب عنه الإسلاميون المتشددون و رعت الدول الأخرى لقاءات في جنيف بين النظام و المعارضة، و تشابكت المصالح في الأرض و في السماء حيث تقصف طائرات حربية تحمل أعلاما كثيرة مواقع في سوريا برضا دمشق و بدونه، إنها الحرب.
اليمن الذي كان فيما مضى سعيدا، ودّع هذه الصفة ليصير هدفا لعاصفة حزم طبختها السعودية نكاية في جارتها القوية إيران، بعد دخولها النادي النووي بذكاء و دبلوماسية، و هزت الحرب بين الحوثيين الشيعة و أنصار الرئيس منصور هادي الذي خلف عبد الله صالح البلاد، بينما وجد تجار السلاح ضالتهم في نشوب حرب عربية جديدة فزادت عائدات تجارتهم، و حشدوا جيوشا من بلدان مختلفة تقتات على معونات الخليج النفطي، بل جلبوا مرتزقة من أمريكا اللاتينية لمحاربة إخوانهم في الدين و جيرانهم في جزيرة العرب، و تأكدت في 2015 نصف المقولة بأن السيف يمني و لكن الحكمة بقيت بعيدة عن بلاد الملكة بلقيس، التي بقي تحذيرها «إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها و جعلوا أعزة أهلها أذلة» صرخة في وادي مأرب، لم يسمعها أبناء اليمن و لا غيرهم.
عمر شابي

مأساة إنسانية مستمرة
ويلات الحروب تتسبب في موجات هجرة غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية
بفعل ما هزّ الدول العربية و غيرها من أحداث هذا العام، ظهرت موجات هجرات بشرية غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية تجاه القارة الأوروبية العجوز، و حين صارت مياه المتوسط خطرة على المهاجرين سارت قوافلهم برا عبر تركيا و اليونان و دول شرق أوروبا إلى غربها و ناهزت أعداد النازحين المليون شخص أغلبهم سوريون.
واجهت دول الإتحاد الأوروبي امتحانا وجوديا عسيرا تركها تفكر في سياسة حدودها المفتوحة، و كشرت العنصرية عن أنيابها في بلاد النور و الحريات، و أغلقت المعابر في وجوه الأطفال و النساء و الضحايا الهاربين من جحيم القصف و الدمار في سوريا و العراق و غيرها من البلدان. و لم تجد الشعارات و الخطب الرنانة حول الإنسانية تطبيقا لها في الواقع سوى في ألمانيا التي منحت 35 ألف فرصة لتوطين اللاجئين السوريين على أراضيها و في السويد التي لم تستسغ النفاق السياسي فآوت الهاربين على مضض. بينما لم تتحرج دول أخرى عن الدعوة لطرد المهاجرين و إعادتهم من حيث أتوا بدعوى محاربة «داعش» مثلما قال الوزير الأول التشيكي قبل أيام.
واستغل الأوروبيون هجمات إرهابية وقعت في باريس يوم 13 نوفمبر الفائت لتمتين خطاب العنصرية و الكراهية تجاه المسلمين، و لكن الضحايا كانوا من كل الأجناس أفارقة و عرب و مسلمين من أواسط آسيا صدت الأبواب في وجوههم، و بقي المئات منهم محتجزين في المخيمات. و أفلح قليلون في عبور الأطلسي فوجدوا في كندا ترحابا، و بقي الآلاف يحلمون بعبور خليج البوسفور فيما اتخذتهم تركيا ورقة ضغط على أوروبا.
و قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة لهيئة الأمم المتحدة « أن الاضطهاد والصراع والفقر أجبر مليون شخص على الفرار إلى أوروبا في عام 2015، وهو عدد لم يسبق له مثيل. و لغاية 21 ديسمبر 2015 ، عبر نحو 972.500 شخص البحر الأبيض المتوسط، وفق أرقام المفوضية. فضلاً عن ذلك، تشير تقديرات المنظمة الدولية للهجرة إلى أن أكثر من 34 ألف شخص قد عبروا براً من تركيا إلى بلغاريا واليونان.
و يعتبر عدد المهجرين بسبب الحروب والنزاعات الأعلى الذي يشهده غرب أوروبا ووسطها منذ التسعينيات عندما اندلعت نزاعات عدّة في يوغوسلافيا السابقة.
و رغم أن الأمم المتحدة أكدت أن أغلبية المهاجرين نازحون بسبب الحروب، إلا أن أغلب الدول الأوروبية صمت آذانها عن مآسي مئات الآلاف من الذين دمرت صراعات كان الأوروبيون ذاتهم سببا فيها حياتهم. و بقي الملايين من النازحين في بلدان مجاورة لسوريا في الأردن و لبنان و تركيا يتألمون لمصير بلادهم، و يرجون نهاية الحرب المستمرة لأكثر من أربعة أعوام.
عمر شابي  

  

الكوكب في خطر و استفاقة متأخرة في باريس
2015 أكثر السنوات سخونة في التاريخ الحديث
سجلت درجات حرارة كوكب الأرض خلال سنة 2015 أعلى مستوياتها في التاريخ الحديث، ما جعل الناشطين ينادون عبر العالم باتخاذ تدابير وقائية لتجنب الوقوع في كارثة ودرأ خطر الاحتباس الحراري، وذلك قبيل انعقاد مؤتمر باريس للمناخ، الذي انتهى باتفاق يهدف إلى إبقاء ارتفاع الحرارة دون الدرجتين.
واعتبر خبراء من الوكالة الأمريكية للمحيطات والمناخ متوسط درجة الحرارة الذي وصل خلال سنة 2015 إلى 0.87 سنتيغراد على سطح مياه المحيطات، الأعلى منذ سنة 1880، حيث تجاوز الرقم القياسي الذي عرفته سنة 2014، ما جعل 196 طرفا في اتفاقية الأمم المتحدة لتغيير المناخ يصادقون خلال الدورة الواحدة والعشرين المنعقدة شهر ديسمبر بباريس على أول معاهدة للمحافظة على درجة حرارة كوكب الأرض دون درجتين مئويتين مثلما كانت عليه قبل دخول العالم المرحلة الصناعية مع مواصلة العمل للحد من ارتفاعها عند 1.5 درجة مئوية، كما اتفقت الدول المتقدمة على جمع تبرعات بقيمة 100 مليار دولار سنويا بحلول عام 2020 من أجل مساعدة الدول النامية على تحويل اقتصادياتها، باعتبارها المتضرر الأكبر من تغير المناخ العالمي.
ولجأ متظاهرون إلى صف آلاف الأحذية بساحة الجمهورية بباريس، بعدما منعوا من تنظيم مسيرة بسبب حالة الطواريء التي أعلن عنها عقب هجومات إرهابية بالعاصمة الفرنسية، حيث نظمت المظاهرة مع بداية مؤتمر باريس حول المناخ، لمطالبة قادة العالم بالتوصل إلى اتفاق فعال لحماية الكوكب الأزرق من خطر الاحتباس الحراري وتجاوز الخلافات، في وقت نظم فيه الآلاف مسيرات بمدن مختلفة من العالم لنفس الهدف، على غرار مدينة ملبورن الأسترالية التي رفع بها المحتجون لافتات كتب عليها «احموا بيتنا المشترك» ومدن أخرى من أروربا وأمريكا وحتى مدن عربية كبيروت وصنعاء، فيما يواصل ناشطون في مجال البيئة والمناخ التوقيع على عرائض احتجاجية مختلفة بمواقع متخصصة على شبكة الانترنيت لمطالبة مختلف الجهات الدولية بالتحرك من أجل حماية الأرض من التلوث وارتفاع درجات الحرارة.
ويحذّر علماء بأنه في حال عدم الاتفاق على الحدّ من انبعاث غاز الكربون المؤدي إلى التغير المناخي، فإن العالم سيصبح غير قابل لحياة البشر عليه، وسيشهد عواصف شديدة وجفافا، كما سيرتفع منسوب مياه البحر لتغمر مساحات واسعة من اليابسة بسبب ذوبان الجليد، حيث صرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال افتتاح قمة باريس بأن «البشر يدمرون الطبيعة ويلحقون الضرر بالبيئة، وعليهم تحمل مسؤوليتهم تجاه أجيال المستقبل»، في وقت لا يزال فيه بعض العلماء ينكرون ظاهرة الاحتباس الحراري، ويعتبرون بأن ارتفاع درجة حرارة الكوكب يندرج ضمن دورة طبيعية للأرض، بالرغم من وجود ما يشبه الإجماع على أن التصنيع بشكل مكثف وعدم مراعاة الطبيعة من الأسباب الرئيسية للتلوث.              

سامي حباطي  

أصبح لاعبا أساسيا في القضايا والأزمات الدولية
بوتين القيصر الجديد  الذي قلب المعادلات وأعاد أمجاد روسيا
شهدت سنة 2015 عودة قوية لقيصر روسيا الجديد الرئيس فلاديمير بوتين، الذي استطاع بفضل شخصيته و الكاريزما التي يتمتع بها و حنكته السياسية أن يعيد الوهج و المكانة الدولية لروسيا وأن يصبح لاعبا أساسيا في مختلف القضايا والأزمات الدولية، حيث استطاع أن يعيد التوازن للعلاقات الدولية  بعدما كانت تحت هيمنة الولايات المتحدة وحلفائها من الدول الغربية  .
ولد الرئيس بوتين في 7 اكتوبر 1952 في لينينغراد بالاتحاد السوفياتي سابقا تخرج من كلية الحقوق من جامعة لنينغراد عام 1975 ، ليتحصل بعدها على شهادة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية ، يجيد كل من اللغتين الألمانية والإنجليزية إلى جانب الروسية و تقلد بعد تخرجه العديد من المناصب، حيث تولى منصب مساعد رئيس جامعة لينينغراد للشؤون الخارجية ، ثم أصبح مستشارا لرئيس مجلس مدينة لينينغراد. كما شغل العديد من الوظائف ليتم تعيينه في جويلية 1998 مديرا لجهاز الأمن الفيدرالي في روسيا الاتحادية.
 وفي عام 1999 أصبح رئيساً للحكومة الروسية ، تزوج سنة 1983 من لودميلا ألكسندروفنا التي كانت تعمل مضيفة طيران وأنجبا بنتين هما ماريا وكاترينا وفي 2013 أعلن عن طلاقه بعد 30 سنة من الزواج.  وحسب المتتبعين فإن الرجل جاء إلى الحكم  ليبسط نفوذه على مدى سنوات لتحقيق أحلامه وطموحاته في إرجاع مكانة وصوت  بلاده على الصعيد الدولي.
بوتين العميل السابق في جهاز الاستخبارات السوفياتية « كا-جي-بي»  ، ظل يهيمن على السياسة الروسية منذ عام 2000، حينما خلف الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسين  لتدخل بذلك روسيا عهدا جديدا وتبدأ مسيرة حافلة بالإنجازات على جميع الأصعدة ، معيدا بذلك للروس درجة من الثقة بالنفس ، بعد ما كان البلد يغرق في حقبة التسعينيات، فبعد فترتين رئاسيتين الأولى (2000 – 2004) والثانية (2004 –2008) والتي فسح بعدها المجال للرئيس السابق دميتري ميدفيدف ليتولى منصب رئيس الحكومة ويصل مرة أخرى إلى الكرملين في 2012.وقد  تصاعد نجمه بشكل لافت منذ أزمة الشيشان وعمل بوتين بعدها بقوة لاسترجاع الدور الدولي الأساسي لروسيا حيث نجح في ضم شبه جزيرة القرم لروسيا بعد خسارته لأوكرانيا إثر سقوط النظام الموالي إليه و ما رافقه من تصاعد في لهجة الخطاب والتحدي بين روسيا والغرب على شاكلة حرب باردة جديدة تظهر ملامحها في هذه الأزمة وغيرها من الملفات القائمة إلى اليوم.
 و في سنة 2015 كان له حضور و تأثير بارز في مختلف الملفات الدولية العالقة، وعلى رأسها الأزمة السورية و الحرب  على الارهاب و ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق و الشام  «داعش»، وكانت له قرارات قوية تحدى من خلالها مواقف الدول الغربية و في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، لاسيما في الملف السوري ، حيث اكتشف العالم عودة قوية للعملاق الروسي من أجل، لعب الأدوار الأولى كأحد الفاعلين الرئيسيين في تسيير الأزمات الدولية وفقا لمصالح بلاده ، متحديا الكثير من العقبات  وضغوطات الدول الغربية، فقيصر روسيا الجديد قلب كل المعادلات وانتقم لبلاده وأحرج أميركا، ورئيسها باراك أوباما ومهد الطريق لعودة أمجاد الدولة العظمى ، حتى أصبحت تحاك حول شخصيته الغامضة الكثير من القصص ، نظرا لتأثيره الكبير في مجريات الأحداث على الصعيد العالمي.
وقد تجلت  مظاهر القوة في شخصيته أيضا في تعامله مع ملف الحرب على الإرهاب في الشرق الأوسط ، ودعمه لقوات الرئيس الأسد في حربها ضد  تنظيم «داعش» والجماعات الإرهابية الأخرى ، ومساندته للنظام السوري.
 كما تحرك الرئيس بوتين على صعيد الملف النووي الإيراني  وكانت مواقفه في الملف السوري على درجة من التنسيق مع الجانب الإيراني ، في وقت تعززت فيه العلاقات الاقتصادية بين روسيا وإيران في الآونة الأخيرة ، بينما تظل الأزمة القائمة في العلاقات مع تركيا مستمرة اثر حادثة اسقاط الطائرة الحربية الروسية.
ولاشك أن مهارات بوتين في الرياضة لا تختلف عن تلك في السياسة فالقيصر الروسي الذي يحظى بإعجاب الملايين  شغوف بممارسة رياضة الدفاع عن النفس  وحاصل على الحزام الأسود في رياضة الجيدو و من الصور التي صنعت شخصيته ذات تأثير للرجل تلك التي كانت تلتقط له في رحلات الصيد، مع حيوانات مفترسة في روسيا وركوبه للخيل وقيادته للطائرات القتالية وسيارات السباق والغوص في البحار وقد وقع اختيار مجلة «تايم» الأميركية عليه ليكون شخصية العام في 2007 وحصل على المركز الأول في قائمة مجلة «فوربس» لأكثر الشخصيات العالمية تأثيراً على مدى ثلاثة أعوام متتالية.
مراد  ـ ح

المصافحة التاريخية بين أوباما وراؤول كاسترو كان لها مفعولها السحري
عودة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوبا
بعد نصف قرن من القطيعة والعداء وفي خطوة ملموسة باتجاه تطبيع العلاقات منذ الإعلان المفاجئ في ديسمبر من السنة الماضية عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، استعادت واشنطن وهافانا، العلاقات الدبلوماسية بينهما رسميا في 20 جويلية 2015، عندما افتتحت السفارتان الأمريكية في كوبا، والكوبية في الولايات المتحدة.
وجرت مراسم رفع العلم فوق السفارة الكوبية في اليوم نفسه أما مراسم رفع العلم فوق السفارة الأمريكية، فتم تأجيلها إلى غاية الزيارة التاريخية لكاتب الدولة الأمريكي للخارجية، والتي تعد الأولى من نوعها لوزير خارجية أمريكي يزور كوبا منذ أكثر من 70 عاما، حيث كانت آخر زيارة لوزير خارجية أمريكي إلى هافانا عام 1945.
ويأتي التقارب الأمريكي الكوبي عقب سلسلة من العقوبات فرضتها واشنطن على هافانا، وانعكست سلبا على معظم مناحي الحياة في كوبا، خاصة في معاملاتها المالية والمصرفية، وهو تقارب يتوجه نحو رفع الحظر المفروض على الجزيرة الشيوعية منذ نصف قرن، بشكل تدريجي، خاصة بعد اعتراف أوباما بأن سياسة العزل المتبعة ضد كوبا لم تأت بنتائج إيجابية.
ومنذ المصافحة التاريخية بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما و الكوبي راؤول كاسترو في تأبين رئيس كوريا الجنوبية الراحل نيسلون مانديلا، في 10 ديسمبر 2013 بجوهانسبورغ بات الطرفان على أهبة الاستعداد للمضي قدما للأمام نحو خطوات أخرى جديدة.
وقد ظل أوباما يلح على أن الحظر الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة على الجزيرة الكوبية «التي لا تبعد عن سواحل ولاية فلوريدا الجنوبية سوى 145 كيلومترا « لم يعد فعالا « غير أنه واجه مقاومة شديدة من أعضاء الحزب الجمهوري المعارض، وبعض أنصار حزبه الديمقراطي ممن يرون أنه بهذه الخطوة يكافئ حكومة ضالعة في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان فيما أعرب الرئيس الكوبي راؤول كاسترو من جانبه، في خطاب لنظيره الأمريكي تداولته وسائل الإعلام الرسمية، عن رغبته في «تطوير علاقات تنم عن احترام وتعاون بين الشعبين والحكومتين وتقوم على احترام السيادة الكوبية».
وبعد إعادة العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة إلى نصابها من الممكن أن يجذب الاقتصاد استثمارات وتنتعش السياحة والصادرات الزراعية، كما يمكن أن تحصل الحكومة الكوبية أيضا على قروض من البنك وصندوق النقد الدوليين وتلبية كافة احتياجاتها التقنية، وسط توقعات بأن يبلغ حجم التجارة 20 مليار دولار في العام بعد تطبيع العلاقات مع أمريكا.
وكانت العلاقات الثنائية بين البلدين قد انقطعت في عام 1961 على خلفية قيام السلطات الثورية الكوبية بتأميم مزارع قصب السكر ومصادرة الممتلكات الأمريكية في جزيرة هافانا بما فيها مصانع البترول، وفرضت الولايات المتحدة حظرا تجاريا على تلك الجزيرة، ثم شهدت العلاقات بين البلدين انفراجة نسبية أواخر عام 1991 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، أكبر شريك سياسي واقتصادي لهافانا، دون أن يؤدى ذلك إلى تطبيع العلاقات الثنائية أو رفع الحصار الاقتصادي والتجاري الأمريكي عن كوبا.
ع ـ أسابع

"داعش"  .. نجم الإرهاب الصاعد الذي يضرب في كل مكان
ضرب ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المختصر بـ «داعش « بقوة سنة 2015 على الأرض وفي ثلاث قارات.. آسيا أفريقيا و القارة العجوز، وضرب ضد الأبرياء وغير الأبرياء، و حقق إعلاميا خبطات عبر أكبر قنوات الفضائيات العالمية بقوة لأنه تبنى عمليات إرهابية ذات حجم كبير كعمليات باريس الأخيرة، وصار اسمه يتداول بين الكبير والصغير في كل أرجاء الدنيا.. صار بعبعا كبيرا وفزاعة حقيقية استيقظت لها عيون العالم.
مع نهاية العام الحالي 2015 يكون ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية قد أكمل من العمر العام والنصف وقد كان شعاره يوم الولادة في 29 جوان 2014 و إعلان ميلاد خلافته «باقية وتتمدد».. لم يعرف العالم سر قوة هذا التنظيم الذي التهم في غضون أشهر قليلة مساحات كبيرة من العراق وسوريا وحتى ليبيا وضرب في العديد من البقاع حتى في مدن العالم المتحضر الذي لا ندري هل تفاجأ هو الآخر بهذا البعبع أم كان يعرفه جنينا في الرحم.
راح «داعش» يحصد المزيد من الأرواح في أكثر من مكان وأكثر من بلد وفي أكثر من قارة.. ويمكن القول أن سنة 2015 كانت سنته بامتياز، فقد ضرب بقوة في العراق لما احتل نصف مساحة هذا البلد ونفس الشيء في سوريا أيضا التي تحدى فيها الجميع دون مبالاة وضرب في العاصمة تونس في 18 مارس 2015 عندما تبنى هجوما على متحف «الباردو» مخلفا 19 قتيلا وعددا كبيرا من الجرحى من مختلف الجنسيات، بعدها بثلاثة أشهر فقط يعيد التنظيم نفس عملية استعراض العضلات وفي تونس أيضا لكن هذه المرة على الشاطئ ويخلف 39 قتيلا وعشرات الجرحى من التونسيين والأجانب.
يندد العالم ويستنكر هذه الجرائم ويدعو للتوحد لمحاربة إرهاب «داعش» كما جرت العادة لكن بعد وقت قصير يسكت الجميع وتعود الحياة الى مجراها الطبيعي وينسى هذا العالم أن هذا الداعش وإخوته لا يزالون يضربون ويقطعون الرقاب وبفجرون الرؤوس ويحرقون الأحياء في العراق وسوريا.. العالم غير معني بهذا لأن ما يهمه أن لا يضرب التنظيم في بلد آخر غير العراق وسوريا.
لكن تهديد التنظيم امتد إلى ليبيا بلد آخر في غير القارة الأسيوية التي أقام فيها إمارة، وصار التهديد قريبا من أوربا التي تتحدث كثيرا عن محاربته لكن لا تفعل سوى القليل... وعلى هذا النحو ظل المزيد من الأبرياء يموتون على يد التنظيم الذي لم تفلح المقاربات والتحالفات التي أقيمت لمحاربته في صده وتحجيم ضرره.
في 13 نوفمبر من ذات العام يقفز لاعبوه إلى عاصمة الجن والملائكة ويضربون بقوة أكبر وفي عمليات استعراضية منسوجة بإحكام.. النتيجة 129 قتيل والمئات من الجرحى.. وصدمة قوية في فرنسا و أوربا وفي العالم المتحضر وغير المتحضر، وربما لم تكن كذلك في مناطق أخرى لم يترك فيها هذا التنظيم لا أخضرا ولا يابسا ولا حتى مجالا للتعليق.
بالموازاة كانت دولا عديدة قد تحركت لمواجهة تهديديات تنظيم داعش بشكل جدي على الأقل حسب أقوالهم، بعدما وصلت إليها نيرانه، فتشكل تحالف دولي يضم الكبار والصغار.. أصحاب المصالح والمغرر بهم لمحاربة «داعش» في العراق وسوريا بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى مدى أكثر من عام ظلت طائرات هذا التحالف تلقي القنابل والصواريخ في شمال سوريا وفي العراق.. لكن هذا البارود لم يوقف تمدد التنظيم على الأرض..و لم تتمكن لا القوات السورية ولا الجيش العراقي من هزيمته على الرغم من المساندة الجوية التي يلقيانها من طائرات التحالف.
لكن مع مرور الوقت ومع ازدياد مخاطر هذا التنظيم الإرهابي ارتفع مؤشر محاربته في الميدان وبدأت إمارته التي كانت تتمدد في التراجع والانحسار كما حصل في الأيام الأخيرة في العراق الذي تمكنت قواته من استرداد مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار بعدما سيطر عليها التنظيم لمدة عام كامل.
و على الرغم من هذا التراجع الطفيف في سوريا والعراق يبقى داعش يملك الكثير من إمكانات احداث الضرر و الضرب في أكثر من موقع وخلق الموت، على الرغم من الجدية التي تبديها أكثر من دولة لمحاربته وإلحاق الهزيمة به والقضاء عليه نهائيا، في وقت تتسع فيه الهوة بين قوى اقليمية ودولية. وقد يسكن هذا التنظيم داخل هذه الهوة.
محمد عدنان

«كان» 2015 بغينيا الاستوائية
تحول الحلم الوردي إلى كابوس بعد نصف عام من مونديال البرازيل
استهل المنتخب الوطني العام 2015 بخيبة أمل كبيرة، نتجت عن خروجه المبكر من نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت وقائعها بغينيا الاستوائية، على اعتبار أن كتيبة الناخب الوطني كريستيان غوركوف قصدت العرس الكروي القاري بهدف التتويج باللقب، بعد نصف سنة فقط عن ظهورها الرائع في مونديال البرازيل، لكنها فشلت في تخطي فيلة كوت ديفوار وغادرت الدورة من الدور ربع النهائي، ليفشل رفقاء فغولي في اعتلاء المنصة، وحتى إنهاء «الكان» ضمن المربع الذهبي.
 المنتخب الوطني بقيادة الربان «الجديد» كريستيان غوركوف (الذي خلف البوسني وحيد حليلوزيتش)، ورغم أنه قصد غينيا الاستوائية بترسانة نجومه و متصدرا لائحة المنتخبات الإفريقية في تصنيف الفيفا، وفي ثوب المرشح الأبرز للتتويج باللقب لامتلاكه جميع مقومات النجاح والتفوق، فشل في الحفاظ على توهجه وصدم مشجعيه و مسؤوليه الذين حددوا اللقب القاري على رأس أهداف المنتخب، من خلال تقديمه عروضا لم ترق إلى مستوى التطلعات والآمال المعلقة عليه، حيث أقصي في محطة الدور ربع النهائي على يد المتوج باللقب منتخب كوت ديفوار بثلاثة أهداف لواحد، لتثأر الفيلة من الخضر بعد خمس سنوات، وتدفعهم إلى مغادرة النهائيات القارية بخيبة جديدة، حولت الحلم الوردي إلى كابوس، وكرست عقدة الخضر مع الكؤوس الإفريقية.
وقد ظهر براهيمي ورفاقه بوجه غير مقنع على مدار أربع مباريات نشطوها في غينيا الاستوائية، حيث فازوا في اللقاء الافتتاحي للمجوعة الثالثة بصعوبة بالغة أمام البافانا بافانا بثلاثية لواحد، وخسروا في ثاني مباراة بهدف أساموا جيان في الأنفاس الأخيرة، ليختموا الدور الأول بفوز أمام السنغال بثنائية نظيفة، وفي أهم اختبار لمنتخبنا، كان الإقصاء المر أمام منتخب كوت ديفوار، بثلاثة أهداف لواحد، في مباراة شهدت تفوق «الثعلب» المحنك هيرفي رونار على الناخب الوطني كريستيان غوركوف، الذي تأكد عشاق الخضر بأنه يفتقر للخبرة والتجربة اللازمة على المستوى القاري، بداية بفشله في إعداد المنتخب بالكيفية التي تخول له الظهور بوجه أفضل، مرورا بعدم قدرته على قراءة المنافسين جيدا والتعامل مع مختلف السيناريوهات، كما حدث في لقاء غانا الذي خسره بطريقة ساذجة، وصولا إلى فشله في تحقيق الهدف الذي سطرته الفاف عند التعاقد معه، ولو أن تراجع المغرب عن احتضان الدورة في آخر لحظة، وانتقال المنتخب إلى اللعب في بلد اتضح مع بداية «الكان» أنه غير جاهز عوامل صبت في رصيد غوركوف الذي حظي بعد العودة إلى أرض الوطن بثقة الرجل الأول في المنظومة الكروية الوطنية محمد روراوة، على اعتبار أن الهدف الأسمى للتقني الفرنسي يتمثل في قيادة الخضر إلى مونديال روسيا 2018، لثالث مرة على التوالي والخامسة في تاريخ الكرة الجزائرية، وهي المهمة التي يتجه للنجاح فيها، بعد تخطيه عقبة منتخب تنزانيا في المرحلة التصفوية الأولى بالسرعة السابعة، بعد مباراة مجنونة في دار السلام (2-2)، ثم فوز ساحق بسباعية في مصطفى  تشاكر، الحديقة المفضلة لرفقاء غلام، الذين اكتفوا بخوض مقابلتين وديتين في ملعب 05 جويلية أمام غينيا (خسارة بثنائية لهدف) والسنغال (فوز بهدف يتيم)، وما ترتب عنهما من مشاكل للناخب الوطني الذي تعرض لضغوطات رهيبة من قبل الأنصار غير المقتنعين بالعروض المقدمة تحت إشرافه، وبعض وسائل الإعلام التي طالبت بضرورة رحيله. 

نورالدين – ت

القرار كان صادما
الجزائر تخسر رهان تنظيم «كان 2017» بسبب كواليس «الكاف»
لم يكن تاريخ 8 أفريل 2015 عاديا بالنسبة للجزائريين، لأنه حمل معه قرار خلف خيبة أمل كبيرة، بعد إعلان الإتحاد الإفريقي لكرة القدم عن قرار إسناد شرف تنظيم النسخة ال- 31 – من نهائيات كأس أمم إفريقيا للغابون، رغم أن كل المعطيات الأولية كانت تصب في صالح الجزائر لكسب الرهان، بالنظر إلى الملف المقدم، لكن «لعبة الكواليس» كانت حاسمة و قلبت الطاولة في آخر لحظة، مادام روراوة قد تلقى وعودا مسبقة من بعض زملائه في المكتب التنفيذي للكاف من أجل التصويت للجزائر، إلا أن مواقفهم تغيرت عند حلول ساعة الحقيقة رضوخا لأوامر و توصيات العجوز الكاميروني عيسى حياتو.   
فشل الجزائر في الظفر بشرف إحتضان العرس القاري لثاني مرة في التاريخ، بعد تنظيم دورة 1990، خلف صدمة كبيرة في أوساط كل الجزائريين، لأن الآمال كانت معلقة على هذا الموعد، و الكثيرون كانوا يعتبرون عملية التصويت السري بالعاصمة المصرية القاهرة مجرد إجراء شكلي، لأن الجزائر دخلت السباق في ثوب المرشح الأبرز على الورق، بالنظر إلى مكانة رئيس الفاف محمد روراوة في الهيئات الكروية على الصعيدين القاري و العالمي، و تواجده في المكتب التنفيذي للكاف و الفيفا، من دون مراعاة ملفي غانا و الغابون، خاصة و أن روراوة كان قد صرح قبيل عملية التصويت بأنه نال دعم و مساندة 8 أعضاء من أصل 13 عضوا مخولا لهم قانونا المشاركة في عملية التصويت، و هو رقم يكفي لحسم الأمور، لكن موازين القوى تغيرت بسبب نشاط «الكواليس»، و إكتفت الجزائر بالحصول على تزكية  5 أعضاء فقط، عقب دخول رئيس «الكاف» عيسى حياتو كطرف بارز في معادلة «الكواليس» كمدافع رئيسي عن الملف الغابوني، لأن معطيات آخر لحظة أسقطت كل حسابات روراوة في الماء و رجحت كفة الغابون، رغم أن حياتو كان قد منح صوته للجزائر في خطوة تعد واحدة من المراحل الإستثنائية لمخطط نسجه في «الكواليس»، و كان عبارة عن «كمين» لروراوة، و أسندت مهمة تنفيذه لبعض الأعضاء الذين كانوا بمثابة «أصدقاء الجزائر»، في صورة  البنيني‮ ‬أنجورين موشرافو الذي كان أبرز المنشقين عن «الجماعة» التي كانت تساند ملف ترشح الجزائر، لأنه غير موقفه بإيعاز من رئيس الكاف، خاصة و أن موشرافو كان قد جرد من رئاسة إتحاد الكرة في بلده عقب ثبوت ضلوعه في قضايا فساد و رشوة، و قد تم حسبه لمدة قاربت 5 أشهر في سنة 2011، لكن حياتو أعاده إلى منصبه لفترة وجيزة بعد سنتين.
ثاني الأصوات التي نجح حياتو في كسب ذمتها في الأميال الأخيرة من السباق لصالح الغابون على حساب الجزائر صوت المالي‮ ‬آمادو دياكيتي‮ ‬الذي طالما أعلن عن ولائه لروراوة بحكم العلاقة الحميمية التي ظلت تربط الرجلين منذ «كان 2004» بتونس، سيما و أن دياكيتي كان قد حظي بدعم و مساندة رئيس الإتحاد الجزائري لما كان يشغل منصب رئيس لجنة التحكيم على مستوى «الكاف»، فضلا عن الدور الكبير الذي لعبه روراوة في ترتيب البيت داخل الإتحاد المالي، جراء الصراعات الداخلية التي هزت أركانه، و هي معطيات ميدانية ملموسة دفعت بدياكيتي إلى الكشف علنا عن تزكيته لملف ترشح الجزائر، مع دخوله في الحسابات الأولية لروراوة كواحد من الذين سيصوتون آليا لصالح الملف الجزائري، إلا أنه زكى الغابون.
«النكسة» الجزائرية كانت مزدوجة، لأن رئيس الفاف كان قبيل عملية التصويت بيوم واحد قد ضيع مقعده في المكتب التنفيذي للفيفا، في «سيناريو» آخر كان العجوز الكاميروني قد رسمه لسحب البساط من تحت قدمي روراوة، الأمر الذي خلف «صدمة» كبيرة في أوساط الجزائريين، لأن تضييع شرف تنظيم النسخة 31 من العرس الكروي الإفريقي أطال فترة الإنتظار من أجل تنظيم «الكان» لعشرية أخرى من الزمن، مادامت «الكاف» قد حسمت في أمر الدورات الأربع القادمة، و رهان الجزائر يبقى متواصلا إلى غاية دورة 2025.              

ص / فرطــاس

سيناريو ملحمة البرازيل تكرر في كوريا
المنتخب العسكري يستعيد التاج العالمي و يتوج بالذهب
صنع المنتخب الوطني العسكري لكرة القدم يوم 10 أكتوبر 2015 ملحمة كروية في الأراضي الكورية، بتتويجه بذهبية النسخة السادسة للألعاب العالمية العسكرية، إثر فوزه في النهائي على نظيره العماني، بنتيجة (2/0).
مقابلة تاريخية حسمها العسكر الجزائري بعد الوقت الإضافي، بفضل "الجوكير" أسامة درفلو الذي وقع ثنائية. تتويج مكن المنتخب الوطني العسكري من إستعادة التاج العالمي الذي أحرزه في البرازيل قبل 4 سنوات، وتنازل عنه في دورة أذربيجان 2013 لصالح المنتخب العراقي، وهو اللقب العالمي الثاني في تاريخه. الملحمة التي صنعها "الكومندوس الأخضر"  بمدينة ميونغ بيونغ خالفت كل التوقعات، لأن القرعة لم تكن رحيمة بالمنتخب الجزائري، إذ أوقعته في مجموعة صعبة للغاية، ضمت كوريا الجنوبية و فرنسا، وكل الحسابات كانت ترشح أهل الدار أو "الديكة" لتصدر الفوج، لكن "الفيلق" الجزائري  تسلح بالإرادة الفولاذية والنيف، وأبدى إصرارا كبيرا على صنع الحدث، وتكرار إنجاز ريو دي جانيرو، وبالتالي التتويج بالذهب، فأسقط كل التكهنات في الماء، وأحرز العلامة الكاملة في الدور الأول، لأن تدشين المشوار بفوز صعب وهام على حساب قطر أعطى كتيبة يونس إفتيسان دفعا آخر، قبل قصف "المارينز" الأمريكي بالقوة الخامسة، لتكون مواجهة فرنسا بمثابة المنعرج الذي عبد طريق المربع الذهبي، حيث كانت المواجهة تاريخية، وحسمها الجزائريون بفضل الإرادة الكبيرة، حيث تحدوا ظلم وتحيز التحكيم لصالح الفرنسيين، ليكون الفوز جزائريا عن جدارة.
 المنعرج الحاسم في مسيرة التتويج كان اللقاء الختامي للدور الأول، عند مواجهة الخضر لمنظم الدورة منتخب كوريا الجنوبية، في صراع ثنائي من أجل الحسم في صدارة المجموعة، و بالتالي تأشيرة المرور إلى النهائي، حيث أن "النيف" الجزائري تجلى أكثر في هذه "المعركة" الكروية، فكان الإنتصار حليف النخبة الوطنية بنتيجة (3 / 2)، و هدف التأهل سجل في اللحظات الأخيرة من عمر المقابلة، ليكون بذلك "العسكر" الجزائري قد تخطى كل العقبات التي واجهته في هذه المنافسة، و حقق 4 إنتصارات في دور المجموعات ليمر إلى النهائي بتقدير ممتاز، و بالعلامة الكاملة.
هذا و قد ضربت كتيبة المدرب إفتيسان موعدا مع التاريخ فجر العاشر من شهر أكتوبر بملاقاة منتخب سلطنة عمان في المباراة النهائية، أين كانت خبرة الجزائريين كافية لصنع الفارق، سواء من حيث "الكوتشينغ" أو المهارات فوق المستطيل الأخضر، ليكتب شبان أمثال صالحي، بن طيب، شرشار و بن عيادة، يايا، رحال، حدوش و داود فريد، عبيد محمد أمين، يوسف معمر، رحال، حمزاوي و درفلو أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة الجزائرية و الرياضة العسكرية، كونهم أبطال من طينة الكبار، جعلوا الراية الوطنية ترفرف عاليا في سماء كوريا الجنوبية، و النشيد الوطني يدوي أكبر المحافل الرياضية العسكرية على الصعيد العالمي، كما أن النجاح في "سيناريو" ملحمة ريو دي جانيرو برهن على السياسة الرشيدة التي تنتهجها القيادة العليا لأركان الجيش الوطني، من خلال الإهتمام بالرياضة العسكرية، و ما ترصيع منتخب كرة القدم لقميصه بالنجمة الثانية، إثر إحراز اللقب العالمي مرتين في ظرف 4 سنوات إلا أكبر دليل على ذلك.
ص/ فرطــاس

أولمبيو الخضر نسخة شورمان يعودون إلى نادي الأولمبياد بعد 36 سنة من الغياب
حقق المنتخب الوطني لكرة القدم لأقل من 23 سنة إنجازا تاريخيا، بصم من خلاله على أحسن إنجاز للكرة الجزائرية خلال سنة 2015، وهذا من خلال افتكاكه لتأشيرة التأهل إلى الألعاب الأولمبية المقررة لصائفة 2016 بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.
إنجاز أعاد الكرة الجزائرية إلى أكبر محفل دولي رياضي، بعد غياب دام 36 سنة، حيث يجدر التذكير بأن الكرة الجزائرية لم تسجل حضورها في الألعاب الأولمبية منذ ألعاب موسكو سنة 1980، والفضل كل الفضل يعود إلى مدرب سويسري يدعى بيار أندريه شورمان، ولاعبين آمنوا بإمكانياتهم وقدرتهم على الدفاع عن الألوان الوطنية، متشبعين بالروح الوطنية والاحترافية، سواء الذين ينشطون في البطولة الوطنية، أو بمختلف البطولات الأجنبية.
شورمان الذي وفرت له الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم (فاف) كل الإمكانيات، وتحصل على البطاقة البيضاء من رئيسها الحاج محمد روراوة، فضل العمل بعيدا عن الأضواء، دون الاكتراث بالحملة الإعلامية التي استهدفته، خاصة بعد هزيمة زملاء القائد كنيش في اللقائين التحضيريين يومي 12 و16 نوفمبر الماضي، أمام شباب بلوزداد (1/2) والمنتخب التونسي بملعب المنزه (2/0) على التوالي، وهو جعل المنتقدين يسارعون إلى إعدام حظوظ أولمبيي الخضر مسبقا، من خلال جعل الهزيمتين السالفتي الذكر، بمثابة مؤشرات للنكسة التي تنتظر شورمان وأشباله في دورة السنغال المؤهلة للألعاب الأولمبية، والتي نظمت خلال الفترة الممتدة ما بين 28 نوفمبر و12 ديسمبر، خاصة بعد إعلان الناخب الوطني عن قائمة اللاعبين المعنيين بالدورة، والتي ضمت 21 لاعبا من المحليين، في غياب اللاعبين المحترفين بالخارج، خاصة الثنائي  رامي بن سبعيني ورشيد آيت عثمان، على أساس أن دورة السنغال خارج رزنامة الفيفا، وهو ما جعل مسؤولي ناديي مونبيلييه الفرنسي وسبورتينغ خيخون الإسباني على التوالي، يرفضان تسريحهما بحجة حاجة فريقيهما إلى خدماتهما في البطولة.
لكن رد الأولمبيين ومدربهم كان ميدانيا، لتتحول مؤشرات الكارثة إلى معالم التألق والتفوق، بعد تفادي الهزيمة أمام الفرعنة في مباراة الافتتاح (1/1)، والفوز في اللقاء الثاني أمام مالي (2/0)، ثم التعادل أمام نيجيريا (0/0)، ليضمنوا بذلك المشاركة في المربع الذهبي، أين بصموا على أحقيتهم في التأهل إلى اللقاء النهائي، بعد تجاوزهم عقبة "البافانا- بافانا" بثنائية نظيفة، اين التقوا بمنتخب نيجيريا حامل اللقب، والذي حافظ على تاجه بعد فوزه على آمال الخضر (2/1)، لكن يبقى الإنجاز الأهم والأكبر والتاريخي، ضمان تأشيرة المشاركة في أولمبياد ري ودي جانيرو، والذي يضاف لبقية إنجازات الكرة الجزائرية مع أكابر الخضر، سواء في تصفيات المونديال أو الكان.
حميد بن مرابط  

بعد مسيرة حافلة
اعتزال مجيد بوقرة ومهدي لحسن اللعب دوليا
شهد العام الذي يلفظ أنفاسه في الساعات القليلة القادمة، تعليق ركيزتين من المنتخب الوطني للحذاء، ووضع حد لمشوارهما الدولي بعد مسيرة حافلة، ويتعلق الأمر بكل من القائدين وأبرز لاعبي الخضر في السنوات الماضية مجيد بوقرة ومهدي لحسن.
وكان مجيد بوقرة أول لاعب يغادر كتيبة الخضر مطلع العام الجاري، بعد أزيد من عشرية من العطاء والمحطات الحافلة، حيث أعلن «الماجيك» اعتزاله اللعب الدولي مع محاربي الصحراء في الثاني من شهر فيفري من العام الحالي، مباشرة بعد خروج الخضر من كأس الأمم الإفريقية، التي أقيمت في غينيا الاستوائية بالإقصاء أمام كوت ديفوار بثلاثية مقابل هدف، في المباراة التي جمعتهما بملعب «مالابو» في ربع نهائي «الكان».
ورغم مواصلة بوقرة اللعب ضمن صفوف نادي الفجيرة الإماراتي، إلا أنه كشف في تصريحات لوسائل الإعلام بأنه كان يرغب في إنهاء مشواره الكروي، كلاعب في صفوف نادي غلاسكو رينجرز الاسكتلندي، معترفا بأنه بدأ يفكر بجد في الدخول لعالم التدريب.
وفيما لعب 70 مباراة بالألوان الوطنية في الفترة الممتدة من عام 2003 إلى 2015، و سجل خلالها أربعة أهداف يبقى الهدف الذي سجله أمام بوركينا فاسو الأغلى لأنه سمح للخضر بالتأهل إلى مونديال البرازيل 2014، كما خاض 113 مباراة مع غلاسكو رينجرز في الفترة من 2008 إلى 2011، سجل خلالها خمسة أهداف، و بعد مغادرته الدوري الاسكتلندي التحق اللاعب بنادي لخويا القطري الذي لعب له ثلاثة مواسم، قبل أن ينضم الموسم الماضي لنادي الفجيرة الإماراتي.
وبعد اعتزاله في سن الثانية والثلاثين بعد مسيرة حافلة باللحظات الرائعة التي عاشها داخل بيت الخضر، ومن بينها المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا 2010 و البرازيل 2015، وعديد النهائيات القارية، ومشاركته في تأهل الخضر التاريخي إلى المونديال والفوز على منتخب مصر بأم درمان في نوفمبر 2009 ، كشف بوقرة عن رغبته في خوض تجربة في عالم التدريب، وأنه سيشارك في دورة تدريبية في شهر سبتمبر المقبل للحصول على شهادة تدريب الاتحاد الإفريقي (كاف).
كما شهدت ذات السنة اعتزال متوسط الميدان مهدي لحسن عن عمر يناهز 31 سنة، بعد أن مثل المنتخب الوطني في 44 مباراة لم يسجل خلالها أي هدف.
 لحسن الذي تقمص الألوان الوطنية تحت قيادة الناخب الوطني السابق رابح سعدان في 2010 وكان أول ظهور له في لقاء صربيا الودي، ترك بصمته على مشوار الخضر، وكانت من أبرز محطاته المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا 2010 والبرازيل 2014، وكذا ثلاث دورات نهائية من «الكان» في سنوات 2010 و2013 و 2015.
وجاء هذا الاعتزال في وقت افتقد المنتخب الوطني إلى عديد الركائز على مستوى القاطرة الخلفية في صورة رفيق حليش والسعيد بلكلام بداعي الإصابة، واتجاه جمال مصباح وكارل مجاني نحو تعليق الحذاء، ما جعل الفاف تستهدف بعض العناصر الشابة لضخ دماء جديدة في المنتخب، من خلال اهتمامها بكل من لاعب موناكو فارس بهلولي و لاعب نيس سعيد بن رحمة و لاعب ليون ياسين بن زية، ولاعب تولوز زين الدين مشاش وغيرهم من المواهب الشابة التي قد تكون أول محطة لها أولمبياد ريو دي جانيرو مطلع شهر أوت القادم.
نورالدين - ت

حقق عدة إنجازات  سنة 2015
سليماني أحسن لاعب إفريقي في أوروبا وخامس هدافي الخضر
كانت سنة 2015 فأل خير على مهاجم الخضر إسلام سليماني، حيث نجح في رفع أسهمه بشكل كبير، بالنظر إلى الإنجازات التي بصم عليها، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، وخطف سليماني الأضواء مع المنتخب الوطني وناديه سبورتينغ لشبونة، حيث أصبح واحدا من أبرز المهاجمين الأفارقة في القارة العجوز، إلى درجة أنه أصبح مطلب كبرى النوادي الانجليزية، في صورة توتنهام.
وكان هداف الخضر قد نجح في كسر العديد من الأرقام خلال سنة 2015، والبداية بالوصول إلى الهدف 20 في مسيرته مع الخضر، كما نجح في التتويج بالثنائية مع ناديه سبورتينغ لشبونة (كأس البرتغال، والكأس الممتازة)، فضلا عن ترشيحه لعديد الجوائز المهمة، على غرار جائزة أحسن لاعب إفريقي وأحسن لاعب جزائري، وأحسن إفريقي محترف في أوروبا، والتي تؤكد التطور المهول لابن مدينة عين البنيان في آخر سنة.
ويعد سليماني (27 عاما) صاحب تقنيات خاصة في تسجيل الأهداف، إذ لا يملك سليماني كعبا ذهبية فقط، بل ورأس ذهبية كذلك، ناهيك عن حسه التهديفي وتركيزه العالي، وهي كلها ميزات جعلت من سليماني المهاجم الأخطر في تشكيلة الخضر، وترجمت إلى لغة الأرقام بتصنيفه كخامس أحسن هداف في تاريخ الكرة الجزائرية بمجموع 20 هدفا، علما وأن إنجازات سليماني جعلته يعيد الاعتبار لقيمة للاعب المحلي.
للإشارة يتخلف سليماني بستة أهداف عن لخضر بلومي صاحب المركز الرابع، وبتسعة عن كل من رابح ماجر وجمال مناد، بينما يتصدر تاسفاوت لائحة ترتيب أفضل هدافي الخضر برصيد 35 هدفا.
وسلطت كبرى المواقع والصحف العالمية الضوء على سليماني، حيث وضعته الفيفا كأحسن لاعب إفريقي على مستوى المنتخبات سنة 2015، كما رشحته جريدة فرانس فوتبول الفرنسية لجائزة أحسن 5 لاعبين أفارقة ينشطون في الدوريات الأوروبية.    
مروان. ب

وضع ليستر في أعلى الهرم
 رياض محرز الجوهرة الجزائرية التي سطعت في «البريميير ليغ»
لا يختلف اثنان على أن الجوهرة الجزائرية رياض محرز أهم و أبرز لاعب جزائري في العام 2015، من خلال تألقه اللافت في النصف الثاني من ذات السنة، بألوان ليستر سيتي الذي قفز به من منطقة الخطر في نهاية الموسم الماضي، إلى سدة ترتيب البريميير ليغ في نهاية العام، حيث قاده باقتدار إلى إنهاء مرحلة الشتاء في الريادة، بعد أسبوع ساخن واجه خلاله قطبي ليفربول والكبير مانشستر سيتي.
محرز الذي بدأ السنة بشكل متذبذب وعانى رفقة الثعالب من شبح السقوط، واكتفى بالتألق في مواجهة كبار البريميير ليغ، انتفض مع بداية الموسم الحالي وأحدث ثورة في مهد كرة القدم بقيادة ليستر صاحب الميزانية «المتواضعة» والتعداد المحدود إلى مقارعة كبار إنجلترا والتفوق عليهم و آخرهم حامل اللقب نادي تشيلسي، ليكون نجم الخضر السبب المباشر في إقالة « السبيشل وان « جوزيه مورينيو، حيث أن إبداعات ومهارات لاعبنا الدولي زعزعت كل الدفاعات وخولت له التواجد في الصف الثالث على لائحة هدافي الدوري الإنجليزي برصيد 13 هدفا، وعكس متصدري القائمة الدولي البلجيكي لوكاكو والدولي الإنجليزي جيمي فاردي، يبرز محرز بكونه لاعب رواق وصانع فرص، وليس مهاجما صريحا، حيث لم يكتف بالتسجيل فصنع سبعة أهداف بتمريرات حاسمة، فتفوق بفنياته ومراوغاته وفعاليته على هدافي الدوري الإنجليزي روني و أغويرو وكوستا وغيرهم.
ويودع محرز العام بالتواجد في فورمة ممتازة جعلته محط أنظار وأطماع أكبر الأندية الأوروبية، التي تتسابق لإغراق «الصغير» ليستر بالتخلي عن «جوهرته» بمنحه ما يقارب مائة مرة ما دفعه لأجله عند استقدامه في العام الماضي من نادي لوهافر الفرنسي، ولو أن التقني الإيطالي كلاوديو رانيري قطع الطريق أمام الراغبين في التفاوض بتأكيده أن أموال الدنيا لن تدفعه للتفريط في محرز خلال الميركاتو الشتوي الحالي.
ورغم أن انتقال محرز إلى ناد كبير سيفتح أمامه أبواب المجد، لأن لعبه في ناد صغير لم يتوج بأي لقب محلي أو قاري، لا يخدمه لبلوغ العالمية ويحرمه من الاستفادة من خدمات نجوم آخرين ومن أهمية اللعب لناد بحجم ريال مدريد أو مانشستر سيتي وغيرهما من كبار الكالتشيو والبوندسليغا واليلغا، إلا أن عامل الاستقرار جد مهم في تطور اللاعب الذي يتمتع بحرية كبيرة داخل كتيبة الثعالب، ويلعب بأريحية ساعدته على فرض نفسه داخل تشكيلة ليستر سيتي وفي مهد كرة القدم.
نورالدين - ت

رؤوس بلاتير وبلاتيني وفالكه سقطت
زلزال عنيف يهز «إمبراطورية» الفيفا بسبب فضائح الفساد
اهتز عرش الفيفا بداية من 27 ماي 2015،  على وقع جملة من فضائح الفساد في بيت الفيفا، كانت نتيجتها سقوط إمبراطورية العجوز السويسري جوزيف بلاتير وأغلب حاشيته، مع قطع الطريق أمامهم لمواصلة النشاط، مع كشف رؤوس الفساد التي سلطت عليها عقوبات رادعة، أبرزها الفرنسي ميشال بلاتيني الذي كان يهندس لتولي رئاسة الفيفا، إضافة إلى مواطنه جيروم فالكه الذي إحتكر منصب الأمانة العامة للفيفا، والترينيدادي جاك وارنر، الذي أصبح يوصف بزعيم العصابة. تساقط رؤوس الفساد في الفيفا مازال متواصلا في ظل إستمرار التحقيقات، حيث كانت الكرونولوجيا وفق سيناريو هيتشكوكي، بعد أن استغلت المخابرات السويسرية فرصة تنظيم إنتخابات تجديد الهيئة القيادية، لتعتقل يوم 27 ماي 2015 6 مسؤولين في الفيفا، صدرت في حقهم أوامر بالقبض، بناء على تحريات سرية قامت بها فرق «الأف. بي. أي»، كشفت تطورهم في قضايا تبييض الأموال وخيانة الأمانة، وتلقي رشاوى في عملية إختيار مستضيفي دورات المونديال، ولو أن تلك الحادثة لم تمنع بلاتير من التمسك بمنصبه، بدليل رفضه الإنسحاب، وحصوله على التزكية بعد ذلك بيومين، متفوقا على الأردني علي      بن الحسين.العهدة الخامسة لبلاتير لم تدم سوى 4 أيام، كونه إضطر إلى تنشيط مؤتمر صحفي أعلن فيه عن قرار الإستقالة، مع محاولة تلميع صورته، إلا أن تحريات الجهات الأمنية والقضائية جعلته محل شبهة برفقة  الأمين العام للفيفا جيروم فالكه بالضلوع في قضية فساد، تتعلق بتحويل 10 ملايين دولار إلى حسابات كان يتحكم بها الترينيدادي جاك وارنر، قبل أن تطفو على السطح قضية 2 مليون أورو التي كان بلاتيني قد تحصل عليها من الفيفا، لتكون عواقبها إصدار عقوبة الإقصاء من ممارسة أي نشاط كروي في حق الرجلين معا.هذه الفضائح أسقطت الكثير من الرؤوس التي كانت إلى غاية أواخر ماي الماضي، من الوجوه البارزة في الساحة الكروية العالمية، لكنها تحولت في لمح البصر إلى عصابة متخصصة في تلقي الرشاوى ونهب الأموال، لأن 14 عضوا من الفيفا غالبيتهم من القارة الأمريكية تورطوا في الفساد، وجروا بلاتير، فالكه وبلاتيني في تحقيقات لطخت سمعة الفيفا، ليكون تاريخ 26 فيفري القادم موعدا لتطهير محيطها من رؤوس الفساد، من خلال تغيير جذري.         

ص / فرطــاس

بعضهم تحول إلى طعم لاصطياد الفدية
أطفال يختطفون و يرمون في الأكياس و آخرون يختفون خوفا  من العقاب
لم يكن عام 2015 سهلا على الآباء بالجزائر، فقد عايشوا خلاله حوادث اختطاف للأطفال من الشوارع و قرب المدارس و حتى من فراش النوم، لينتج عن ذلك ما يشبه حالة من «الفوبيا» غير المسبوقة، بعد أن صرنا نسمع عن أطفال يختطفون و يذبحون بوحشية ثم يرمون داخل أكياس في الأودية، فيما تحول بعضهم إلى طعم لاصطياد الفدية.
ستظل سنة 2015 محفورة في أذهان الجزائريين لوقت طويل، فقد شهد هذا العام حالات عديدة لاختطاف و قتل للأطفال جعلت المختصين يدقون ناقوس الخطر و يطالبون بردع صارم لمنتهكي البراءة بالجزائر، و قد كان آخر هذه الحوادث الجريمة البشعة التي تعرض لها الطفل ميلود عشية العام الجديد عندما اختطفه مجهولون لأيام ثم رموا جثته الصغيرة داخل كيس غير بعيد عن منزله بسيدي بلعباس و كأن 2015 أبى أن ينقضي قبل أن يحصد ضحية أخرى لأعداء الطفولة.
و لا تزال عائلة الطفل صلاح ذو الثلاثة عشر ربيعا تنتظر عودة ابنها الذي اختفى شهر ماي الفارط، حيث غادر مسكنه ببلدية اولاد رحمون بقسنطينة نحو سوق الخروب..ثم اختفى عن الأنظار تاركا خلفه والدين يعتصر قلبهما على فراق مفاجئ، لم يُعرف إن كان سببه عملية اختطاف أو اختفاء إرادي، أما أهل الطفل أنيس برجم فقد ذاقوا مرارة فراق بلا رجعة، عندما اختطف شهر سبتمبر الماضي من أمام بيته بمنطقة شلغوم العيد بولاية ميلة، قبل أن يعثر على جثته داخل كيس رُمي بواد قريب من المسكن العائلي، و هي جريمة شنعاء هزت الجزائريين و لم تعرف حيثياتها بعد، حيث لا تزال لغزا محيرا تحاول مصالح الدرك فك رموزه.
و من أبشع جرائم الاختطاف التي سجلت سنة 2015، ما تعرضت له الطفلة سندس ذات الأربع سنوات، حيث اختطفها قاصر عمره 16 سنة و قربيه، من فراش النوم داخل مسكنها بحي بن الشرقي بقسنطينة، و لحسن الحظ تمكن الأمن من تحرير الطفلة سالمة و القبض على المختطفين الذين كان أحدهما تحت تأثير المخدرات.
و رغم أن أرقام مصالح الأمن تكشف أن هدف العديد من الاختطافات هو الاعتداء الجنسي و إفراغ رغبات وحشية، في أطفال استيقظوا على كوابيس قد يبقى أثرها النفسي عليهم مدى الحياة، يُلاحظ، سنة 2015، تسجيل حالات شغلت الرأي العام لأسابيع لأن الضحايا فيها كانوا صغارا تحولوا إلى طعم يستعمله المجرمون لاصطياد الأموال، مثلما وقع للطفل أمين ياريشان الذي تمكن مصالح الدرك من تحريره بالجزائر العاصمة، بعدما اختطف و هو في طريقه للمدرسة من طرف صديق والده، الذي طلب فدية بقيمة 30 مليار سنتيم، أما الطفل معتز من بسكرة فقد اختطفته قريبته و زوجها أثناء خروجه من المدرسة من أجل فدية بملياري سنتيم.
و قد أحصت مصالح الدرك الوطني خلال سنة 2015، 13 حالة اختطاف، حيث تلقى 21 شكوى و بلاغ حول حدوث اختطافات، تبين أن 8 منها تتعلق بحالات هروب من البيت الأسري أو اختفاء إرادي لأسباب عدة، من بينها المشاكل العائلية و الفشل الدراسي، و قد كانت معظم حالات الاختطاف متبوعة باحتجاز القصر من أجل الاعتداء عليهم جنسيا أو بهدف تصفية الحسابات مع الأهل، حيث أن معظم المختطفين معروفون لدى الضحايا.
و ترجع مصالح الدرك الوطني أسباب وقوع الكثير من حالات اختفاء القُصّر، للإهمال العائلي و للامبالاة الأولياء، كما لا تعتبر الجزائر بلد اختطاف وترى أن ما   يسجل سنويا لا يتعلق بظاهرة، في وقت أظهرت أرقام عرضتها المديرية العامة للأمن الوطني، تسجيل 52 حالة اختفاء و تحويل و إبعاد للأطفال عبر الوطن في السداسي الأول من 2015، و هي حالات يتعلق العديد منها باختفاء إرادي أيام نتائج الامتحانات خوفا من ردة فعل الأولياء.
و طالبت نقابات التربية بتأمين محيط المدارس و اعتبرت تسجيل إختطافات بها «ظاهرة إجرامية” استفحلت في المجتمع و تتطلب ردعا أكبر و دورا أسريا أكبر، فيما دعا رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية حقوق الإنسان و حمايتها، فاروق قسنطيني، لاتخاذ تدابير جديدة لمواجهة الأمر، أما المختصون النفسانيون فيحذرون الأولياء من الانسياق وراء فوبيا الاختطافات، بتشكيل طوق أمني حول أبنائهم، قد يخلق في المستقبل أجيالا خائفة.
و قد كشف المدير العام للأمن الوطني عن إنشاء خلايا لحماية الأطفال لمواجهة الاختطافات و معاقبة مرتكبيها، أما وزيرة التربية الوطنية فقد أعلنت عن وضع برنامج لتوظيف حراس بمحيط المؤسسات التربوية التي تشهد اعتداءات متكررة، كما أعلنت وزارة الشؤون الدينية عن مخطط وطني تفاعلي لمكافحة الظاهرة يعتمد على الحملات التحسيسية.
ياسمين بوالجدري

قاعة أحمد باي وفندق ماريوت أنقذا الموقف
جدل حول المشاريع يقلل من وهج عاصمة الثقافة العربية
تُوّجت قسنطينة عاصمة للثقافة العربية سنة 2015، و هي تظاهرة فتحت أبواب عواصم العالم العربي على عاصمة الشرق الجزائري، بفعاليات ثقافية احتضنتها هياكل أنجز بعضها في ظرف قياسي، لكن العديد منها لم يسلم لليوم، رغم انقضاء نصف عمر التظاهرة، التي كلفت أموالا ضخمة و تشكل تحديا حقيقيا للسلطات التي تراهن على تسليم ما تبقى من المشاريع، رغم التأخرات المسجلة.
في 16 أفريل من سنة 2015 أشرف الوزير الأول عبد المالك سلال على الافتتاح الرسمي لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، و ذلك بعد أشهر من التحضيرات و عمليات التزيين الماراطونية، التي تحمّل المواطن القسنطيني عبء كبيرا منها، لما سببته الورشات من اختلالات في حركة المركبات و المارة، كان معظمها بوسط المدينة و ازداد حدة في النصف الأول من السنة مع اقتراب التظاهرة.
كما صاحبت التحضيرات تداول أرقام ضخمة حول ما خصصته الدولة لإنجاز هياكل التظاهرة، بحيث استهلكت 54 مليار دينار بحسب الوزير الأول عبد المالك، دون احتساب مبلغ السبع ملايير دينار المخصص للنشاطات الثقافية، و الذي أدى تأخر صرفه كاملا إلى إحداث بلبلة داخل محافظة التظاهرة، التي تحدث مديرها عن مواجهة ضغوطات من «أصحاب المصالح» و الراغبين في الظفر بالمشاريع، و ذلك بعد أيام من استقالة مديرة الاعلام بالمحافظة و توجيهها اتهامات له بسوء التسيير.
و عمليا، تعد قاعة العروض الكبرى أحمد باي التي تتسع لـ 3 آلاف متفرج، أهم منشأة ثقافية استفادت منها قسنطينة، بعد أن كلفت 8.5 مليار دينار و أنجزت في ظرف سنة فقط، و هي اليوم تحتضن قرابة 70 بالمائة من فعاليات التظاهرة من أسابيع ثقافية و حفلات و مسرحيات، كما تم إعادة تأهيل قصر الثقافة مالك حداد بمبلغ 360 مليون دينار بعد أن تأخرت الأشغال، و الحال نفسه بالنسبة لقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة الذي استهلك إعادة تأهيله و تجهيزه 1.9 مليار دينار.
المسرح الجهوي رمم أيضا في إطار التظاهرة، كما أنجزت القاعة الشرفية لمطار محمد بوضياف الدولي بكلفة 300 مليون دينار، و دشن فندق «ماريوت» ذو الخمس نجوم الذي استهلك 14 مليار دينار و استعين به لإيواء الوفود الرسمية و المهمة.
و رغم أن السلطات كانت تعد بتأهيل ما لا يقل عن 10 منشآت قبل افتتاح التظاهرة، حلت هذه الأخيرة دون يتم تسليم العديد من المشاريع، و ذلك لأسباب تقنية و إدارية، فقصر المعارض بعين الباي لم يسند بعد لشركة جديدة لتأخر إجراءات فسخ العقد مع الشركة الاسبانية، كما لم تسلم مشاريع دور الثقافة بالدوائر و المكتبة الحضرية و متحف الفن و التاريخ و “المدرسة» و كذا مركز الصناعات التقليدية بـ «المونوبري»، وسط تعهدات بتسليمها قبل 16 أفريل 2016.
و قد تغير وجه وسط مدينة قسنطينة بفضل التحسينات و التزيينات التي مست شوارعه و طرقاته، بحيث تم طلاء العمارات و إصلاح الأرصفة و وضع النافورات و أشجار للزينة، رغم تعطل عملية توحيد واجهات المحلات، كما أثار وضع تمثال ابن باديس بساحة “لابريش» ضجة كبيرة، حيث تم نزعه بعد أيام، بسبب بعد موجة الانتقادات حول شكله و السلوكات المشينة التي طالته.
أما الترميمات التي يفترض أن تمس 74 موقعا مصنفا بالمدينة القديمة، فقد تعثرت هي الأخرى لعدم إبرام العقود مع الأجانب، ما أدى لتدهور العديد من المساجد و الزوايا و حول واجهات البنايات لورشات مفتوحة، غير أن وزير الثقافة أعلن مؤخرا بأن الإشكالية في طريق التسوية، بعد إيجاد صيغة قانونية لإبرام العقود بالتنسيق مع هيئة المهندسين المعماريين.
 ياسمين بوالجدري

البرلمان الجزائري ينهي الجدل و يصادق على قانون تجريم العنف ضد المرأة
صادق نواب المجلس الشعبي الوطني في العاشر من شهر ديسمبر 2015 على مشروع القانون المعدل و المتمم لقانون العقوبات الجزائري المتضمن إجراءات جديدة لحماية المرأة من كل أشكال العنف التي يمكن أن تتعرض لها في البيت على يد زوجها أو أحد أقاربها أو في الشارع أو مقر عملها، سواء تعلق  الأمر بالعنف الجنسي أو الجسدي أو اللفظي أو المعنوي.
المعروف أن مشروع تعديل الأمر 66 ـ 156 المتعلق بقانون العقوبات في شقه الخاص بمكافحة العنف ضد النساء، قدم في 5 مارس الفارط أمام الغرفة الأولى للبرلمان و تمت المصادقة عليه آنذاك، لكن تم تأجيل مناقشته و جمد على أدراج الغرفة الثانية للبرلمان، المخولة رسميا لاعتماد القوانين بشكل نهائي استنادا كما ورد في الدستور، لحوالي تسعة أشهر، ما أثار شكوك و مخاوف بين أنصار ترقية حقوق المرأة من إمكانية تراجع الحكومة عن هذا القانون.
الجمعيات النشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة و مكافحة العنف المسلط عليها، قالت بأن القانون الذي علقت عليه آمالا عريضة وضع في «ثلاجة البرلمان» و دقت طيلة تلك الفترة، أي تسعة أشهر تقريبا، ناقوس الخطر بقوة في ما يخص ارتفاع حالات العنف التي تتعرض لها المرأة، حيث أشارت إلى تسجيل مصالح الأمن لـ 6985 امرأة معنفة خلال ذات الفترة بمختلف أنحاء الوطن أغلبهن بالعاصمة و تأتي وهران في المرتبة الثانية و بعدها قسنطينة، و ما خفي أعظم، لأن أغلب النساء المعنفات  أي حوالي 90 بالمائة، يخشين أو يخجلن من التبليغ و رفع شكاوى ضد من يعنفهن، لأنهم في معظم الحالات الأزواج أو الأقارب.
 و قد تم شحذ الرأي العام لتبني قانون مكافحة العنف ضد المرأة، خاصة بعد حادث الاغتصاب الجماعي لامرأة كاميرونية من طرف عشرة شبان جزائريين في وهران و ذبح زوج لزوجته أمام أطفالهما بوهران و تحرش سائق سيارة أجرة بشابة في مدينة المسيلة و عندما رفضت الاستجابة لعروضه الدنيئة، دهسها بسيارته و أرداها قتيلة ثم لاذ بالفرار. و قد بادرت جمعيات نسائية و حقوقية إلى تنظيم وقفات تنديد و مناهضة للعنف المتواصل ضد المرأة بعد الحادثة الأخيرة.
بالمقابل أثار مشروع القانون نقاشا و جدلا اجتماعيا و سياسيا عبر عدة دوائر محافظة و أحزاب بالمعارضة اعتبرته منافيا لمبادئ و ثقافة المجتمع الجزائري، بل ذهب البعض إلى حد المطالبة بسحبه بدعوى أنه يتعارض مع الدين الحنيف. معطيات جعلت وزيرة التضامن و الأسرة و قضايا المرأة مونية مسلم سي عامر تتهم في شهر نوفمبر الفارط، السياسيين الإسلاميين بعرقلة تمرير مشروع قانون تجريم العنف ضد المرأة رغم أنه ،كما أكدت، يخدم المرأة و يحميها من أي مخاطر قد تتعرض لها من قبل زوجها أو محيطها، مضيفة بأن الدين الإسلامي هو دين حرية و سلام و لا داعي أبدا لفهمه خارج هذا الإطار، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالشرائح الضعيفة و الهشة في المجتمع على غرار المرأة و الطفل.
و بعد مد و جزر و أخذ ورد، و بالرغم من امتناع نواب حزب العمال عن التصويت و تسجيل الغياب الكلي لنواب تكتل الجزائر البيضاء، تمت في العاشر من ديسمبر الفارط المصادقة من قبل نواب مجلس الأمة على مشروع  القانون المعدل و المتمم لقانون العقوبات المتضمن إجراءات جديدة لحماية المرأة من كل أشكال العنف،الذي اعتبره حقوقيون و جمعيات و منظمات تنادي بمساواة و ترقية المرأة مكسبا كبيرا للجزائريات لأنه يوسع مفهوم التحرش بهن ليشمل الجوانب اللفظية و المعنوية إلى جانب الجنسية و الجسدية و ذلك في الوسط العائلي و المهني و الأماكن العمومية ،كما أكد من جهته رئيس الهيئة الاستشارية لترقية حقوق الإنسان المحامي فاروق قسنطيني، بأن هذا القانون يضم إجراءات عقابية صارمة تحمي المرأة من كل أشكال العنف و مواد جديدة تشدد العقوبة على الزوج الذي يعتدي على زوجته في حضور أبنائه.
في حين برزت بإلحاح عدة نقاط استفهام في ما يخص آليات تطبيق  القانون في شقه المتعلق بالتحرش في الأماكن العمومية و طرق إثباته، و أيضا في ما يتعلق بحالات صفح المرأة على من يعتدي عليها إذا تعلق الأمر بالزوج أو القريب بسبب الضغط و الخوف أو الحياء الذي من شأنه أن يعلق الشكوى، إلى جانب صعوبة إثبات تعرض المرأة للعنف اللفظي و المعنوي.
إلهام.ط

رحلــوا سنــة 2015
غيب الموت في عام 2015 مجموعة كبيرة من أشهر نجوم الفن و الثقافة الجزائريين في أوج عطائهم، لكن أعمالهم و إبداعاتهم ستظل حية نابضة في قلوب عشاقهم بمختلف أنحاء العالم، تتحدى النسيان و تشكل مدارس خالدة تنهل منها الأجيال القادمة و تصقل مواهبها و تطورها.

المخرج عمار العسكري
 أحد رواد السينما الجزائرية الذين أثروا الساحة الفنية الوطنية طيلة عقود بأفلام ثورية خالدة  على غرار «دورية نحو الشرق»في  1974 و «المفيد» في  1979 و «أبواب الصمت» في 1989 و آخر أفلامه «زهرة اللوتس» في 1999 وهو فيلم جزائري فيتنامي مشترك.
ولد العسكري في 1942 بمدينة عين الباردة في عنابة ، وهو من المخرجين الأوائل الذين أسست أعمالهم للسينما الجزائرية بعد الاستقلال، درس العسكري المسرح والتلفزيون والسينما وحصل على شهادة عليا في الإخراج من أكاديمية المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون ببلغراد في 1966 و شهادة في العلوم الاقتصادية والعلوم السياسية من جامعة الجزائر.
عرف العسكري إلى جانب عمله الفني، بنشاطه النقابي إذ كان أمينا عاما لنقابة السينمائيين والتقنيين للاتحاد العام للعمال الجزائريين. ونال عدة جوائز من مهرجانات دولية مثل مهرجان قرطاج في تونس ومهرجان فيسباكو في بوركينا فاسو .رحل عن عمر ناهز 73عاما بعد صراع طويل مع المرض.

المطرب رابح طالب
  فقدت الساحة الغنائية الجزائرية قبل حوالي أسبوع من نهاية سنة 2015 أحد أعمدة الأغنية القبائلية، بعد معاناة طويلة مع قصور الكلى تاركا خلفه رصيدا كبيرا من الأغاني الجميلة التي تغنى من خلالها بالوطن و الحرية و الحب. فقد استعمل الفقيد الغناء و الموسيقى كأسلحة لمحاربة المستعمر الفرنسي خلال الثورة التحريرية و التمويه عن نشاطات المجاهدين.
إ.ط

المخرج بن عمر بختي
   رحل في شهر جوان الفارط المخرج بن عمر بختي  بمستشفى عين طاية إثر مرض عضال، و هو من مواليد 1941 بتلمسان درس في معهد باريس للدراسات السينمائية العليا قبل أن يعمل كمساعد تلفزيوني في فرنسا إلى جانب مخرجين سينمائيين فرنسيين، على غرار «كلود للوش» و «جون كلود ساسي».
 بعد عودته إلى الجزائر عمل كمخرج أفلام تلفزيونية للمؤسسة الوطنية للإذاعة والتلفزيون سابقا، و قام بإخراج عدة أفلام لقيت نجاحا كبيرا من بينها «ملحمة الشيخ بوعمامة» (1983) و هو فيلم تاريخي و» الطاكسي المخفي» (1991) و هو فيلم كوميدي و قد أدى الممثل عثمان عريوات الدور الرئيسي في العملين المذكورين .

الممثل سيد علي كويرات
رحل في أفريل الماضي عن عمر ناهز 82 عاما بمستشفى عين النعجة العسكري بالعاصمة إثر خضوعه لعدة عمليات جراحية،تاركا الساحة الفنية في حداد. يعد كويرات الشهير بلقب أسد الشاشة الجزائرية من ألمع الوجوه الفنية الجزائرية في المسرح و السينما، و قد شارك في مجموعة من أشهر الأفلام الثورية على غرار «وقائع سنين الجمر» و «الأفيون و العصا» و «ديسمبر» و غيرها، كما شارك في فيلم «عودة الابن الضال» للمخرج يوسف شاهين من بطولة الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي.

الممثلة فتيحة بربار
  توفيت في جانفي الماضي الفنانة القديرة فتيحة بربار  بباريس، إثر إصابتها بسكتة قلبية عن عمر ناهز 76 سنة أثناء  زيارتها لبناتها هناك.
 بالرغم من معاناتها من بعض المشاكل الصحية المرتبطة بالسن، لم تتوقف المرحومة عن العمل، فقد  ظهرت قبل وفاتها بفترة قصيرة في أعمال تلفزيونية منها  فيلم «الهجرة «لياسين بوجملين و أعمال أخرى مع الفنانة صونيا ومصطفى عياد في شهر رمضان الماضي.
بدأت بربار حياتها الفنية في 1959 بالغناء، حيث انضمت إلى جوق المطربة مريم فكاي قبل أن تلتحق بالمعهد الوطني للموسيقى، فرع التمثيل،  في نفس السنة، و قد اختارها المخرج الراحل مصطفى قريبي لتقمص دور في مسرحية إحدى مسرحيات موليير . وقدمت خلال مشوارها الفني الطويل عدة أعمال مسرحية وتلفزيونية وسينمائية،  كما كونت ثنائيا ناجحا مع الممثل الراحل رويشد في فيلمي «البوابون» و «حسان الطاكسي». و شاركت مع الممثل عثمان عريوات في فيلم «عايلة كي الناس» كما اشتهرت في التلفزيون الجزائري عبر مسلسلات اجتماعية عديدة على غرار «المصير» و»البذرة» في جزئيه الأول و الثاني وغيرها.

مخرجون أثاروا الجدل و آخرون رفعوا اسم الجزائر في المحافل الدولية
صنعت بعض الأفلام الجزائرية المنتجة في 2015من توقيع مخرجين جزائريين أو مهاجرين ذوي أصول جزائرية الحدث و أثار بعضها الآخر الجدل،  فيما حازت أخرى على جوائز بالمحافل الدولية.
قاعات العرض الجزائرية شهدت حركية ملموسة في 2015مقارنة بالسنوات السابقة التي تراجعت فيها العروض السينمائية، حيث تابع الجزائريون عدد من الأفلام الجديدة منها فيلم»ميستا»لمخرجه كمال يعيش الذي اختار خوض تجربة الإخراج السينمائي بهذا الفيلم المطوّل بعد خبرته المعتبرة في المسرح، حيث عالج قصة اجتماعية لعائلة لم تتوان عن تحقيق أحلامها وسط دوي الرصاص و على وقع الأحداث الدموية التي عانتها البلاد في التسعينات. وشارك في التمثيل إلى جانب دحمان أيدروس وفوزي سايشي كل من مراد أوجيت و رانية سيروتي وعزيز بوكروني و نادية طالبي و أحمد بن عيسى.
فيلم «أبواب الشمس..الجزائر للأبد»للمنتج زكريا رمضان و المخرج  الفرنسي جان مارك مينيو، صنع هو الآخر الحدث و ترّقب عرضه الكثيرون باعتباره أول فيلم «آكشن» من إنتاج جزائري  و الذي شارك فيه نجم الملاكمة السابق الأمريكي مايك تايزن والممثلة المغنية الفرنسية لوري بيستا إلى جانب ممثلين فكاهيين جزائريين معروفين، حيث تميّز العمل  بالكثير من المشاهد البانورامية الجميلة للجزائر، و تم توزيع فيلم «أبواب الشمس» في عدة بلدان منها اليابان والولايات المتحدة وروسيا ، و عرض في أكثر من 200 قاعة سينمائية فرنسية، أبرزها قاعة «الشانزليزيه» بباريس وعروض في جميع قاعات السينما بالمغرب ومالي والسنغال وروسيا وحتى بولونيا.
و حافظت الأفلام الثورية على مكانتها بين الأفلام المنتجة بدعم من وزارة الثقافة، حيث حظي الفيلم التاريخي «العقيد لطفي»لمخرجه أحمد راشدي بمتابعة شخصيات حكومية و على رأسها الوزير الأول عبد المالك سلال لعرضه الشرفي.الفيلم الذي فاز بدور البطولة فيه الممثل الشاب يوسف سحيري، سلط الضوء على المسار النضالي لرجالات الثورة التحريرية بعدسات الفن السابع و جسد مراحل نضال الشهيد العقيد لطفي.
و من الأفلام الروائية الجزائرية التي رأت النور في 2015 فيلم «سركاجي» لمخرجه محمد صحراوي والذي حمل الكثير من الإثارة والمعلومات التاريخية الدقيقة حول هذا المعتقل الجحيم وممارسات الاستعمار الفرنسي اللا إنسانية في حق المناضلين  الجزائريين.
الفيلم من إنتاج وزارة المجاهدين التي حرصت على التوثيق سينمائيا لتلك الحقبة التاريخية، حتى تتعرف الأجيال القادمة على الثمن الذي دفعه الشعب الجزائري لنيل حريته.
وشارك في هذا العمل السينمائي العديد من الفنانين على غرار براهيم رزوق وعبد العزيز قردة ومبروك فروجي ومراد أوجيت وأمين بوعدة وعبد الحميد رابية ومحمد ربيعي .
كما ترك  المخرج محمد حازورلي بصمته بقائمة الأعمال المنتجة في 2015 بفيلم الدخلاء الذي عرض في شهر ديسمبر و الذي حاول من خلاله استنطاق الذاكرة مجددا حول الفترة التي سبقت استرجاع الاستقلال من خلال واقع البطل «يونس بولخير» الذي عاش على غرار الكثير من الشباب الجزائريين في تلك الحقبة تراجيدية حقيقية ميزتها وقائع وتفاصيل هامة ونضال مستميت ضد الفرنسيين والتي توجت في الأخير بالحرية والاستقلال.
أفلام كثيرة أثارت الجدل منها فيلم مرزاق علواش الموسوم»مدام كوراج»بعد مشاركته في فعاليات الدورة 31 لمهرجان الأفلام الدولي بحيفا «المحتلة» من طرف الكيان الإسرائيلي، و يحكي الفيلم لمدة ساعة ونصف قصة الشاب عمر الذي يعيش وحيدا ويعاني من حياة غير مستقرة، في أحد الأحياء الفقيرة في ضواحي مدينة مستغانم، وتدفعه تلك الظروف لاكتشاف عالم الإدمان على المخدرات التي يطلق عليها أبناء الحي اسم «مدام كوراج».
و ليس مرزاق علواش وحده من واجه انتقادات الجزائريين الذين دعوا إلى مقاطعة أعماله بعد مشاركته في مهرجان سينمائي إسرائيلي، بل أثار المخرج الياس سالم مخرج فيلم الوهراني ضجة مماثلة عندما أعرب عن سعادته و استعداده للمشاركة في مهرجان «فيلم البحر المتوسط أشدود»المنظم بالأراضي المحتلة بهدف جمع الأموال لدعم إسرائيل، مما تطلّب تدخل الجهة المنتجة الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي لمنع ذلك، و تناول الفيلم قصة صديقين شاركا في الثورة الجزائرية ولكن صداقتهما تصدعت بعد الاستقلال.
و فرضت الكثير من الأفلام الجزائرية نفسها بالمحافل الدولية و افتكت عديد الجوائز المهمة منها فيلم «مدام كوراج» الذي شارك في نحو 30مهرجانا عربيا و عالميا أهمها  مهرجان كان و  البندقية و القاهرة، كما  صنف كأفضل الافلام الصادرة هذا العام حسب سبر للآراء أعده موقع هافنغتون بوست، كما توّج فيلم البئر»للمخرج لطفي بوشوشي في مهرجان الإسكندرية، و كذا الفيلم الروائي الطويل «حكاية الليالي السود» للمخرج الجزائري سالم إبراهيمي في الدورة ال27 لمهرجان بالم سبرينغز السينمائي الدولي بكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن فيلم  «بابور كزانوفا»لكريم صياد  و «الموجة»لعمر بلقاسمي  و «في راسي رونبوان»لحسان فرحاني... و غيرها.                        

مريم/ب

نجوم عـالمية وعـربية تنـزل بعــاصمة الثقــافة العـربية
ترك عشرات الأدباء و الباحثين و النجوم العرب و الأجانب بصمتهم بمدينة الجسور المعلّقة المحتفية بالثقافة العربية 2015، و ذلك من خلال  مشاركتهم في ملتقيات علمية و تاريخية و أدبية و فكرية إلى جانب المعارض و الحفلات الفنية التي تنوّعت فيها الأطباق  و اللوحات بتنوّع مبدعيها.
اللحظات الطربية الساحرة لم تختف على مدار الأشهر السبعة الأولى للتظاهرة، حيث رقصت المدينة على أنغام نخبة من المطربين العرب الذين قدموا من لبنان و مصر و سوريا و تونس و العراق و الأردن و الإمارات العربية لإحياء ذكرى رحيل سيدة الطرب العربي وردة الجزائرية الثالثة في حفل حضرته وجوه سياسية و إعلامية و فنية كثيرة و غنى فيه النجوم وائل جسار، ديانا كرزون، صابر الرباعي، رضا العبد الله و غيرهم من عمالقة الأغنية الطربية الذين توافدوا على قسنطينة على هامش عديد المهرجانات العربية و الدولية المهمة التي احتضنتها باقي الولايات منها مهرجان جميلة و تيمقاد.
قسنطينة عاشت سحر الكلمة و الموسيقى الروحانية في مهرجان الإنشاد الدولي الذي شارك فيه كل من محمد الحلو و رشيد غلام، كما رقصت على أنغام الجاز وسط حضور مميّز و نخبوي لفنانين عالميين من وزن ألفا بلوندي، سامر أبو غزالة و نقوين لي و إنكونيتو، و اختتمت السنة بسحر الفن السابع من خلال الأيام السينمائية للفيلم العربي المتوّج الذي رصع سماؤه نخبة من نجوم الشاشة العربية منهم بوسي، صفية العمري، مادلين طبر، أنوشكا، فاديا الخطاب، مادلين طبر، عباس النوري و عدد من السينمائيين و النقاد.
أب الفنون، كان ركحا مفتوحا على الإبداع العربي، حيث شهد عروضا مسرحية تجاوزت الخمسين عرضا انطلقت في شهر ماي بالمهرجان الوطني للمسرح الجامعي، الذي كان عربيا و شاركت فيه فرقا مسرحية من كل من السودان، الكويت و تونس، إلى جانب الفرق المحلية التي برزت بفضلها طاقات إبداعية واعدة خلال التظاهرة التي عرفت استعادة ملفتة لسيرة صالح باي و ماسينيسا يوغرطة و صوفنيسبا الذين حازوا حصة الأسد في النصوص المسرحية المجسدة بمناسبة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية منها «صالح باي» للمخرج محمد الطيّب دهيمي و عرض آخر بنفس العنوان للمخرج سامي غريسي و «الحب المفقود»لأحمد عيسى و «لقاء في سيرتا»لعز الدين عبار و «سقوط حصن وهران» لجمال قرمي و «مأدبة اللئام» لصلاح الدين ميلاط و غيرها من العروض المسرحية ذات البعد التاريخي إلى جانب أعمال جديدة أخرى منها»حدة يا حدة»، «الهايشة»،»لالا عزيزة»، «علي بابا»، «هارمونيكا»..و غيرها.
عشاق الموسيقى السمفونية استمتعوا بعروض فنية  كلاسيكية راقية وقعتها الاوركسترا السيمفونية الوطنية التي أبدعت في رسم ثلاث لوحات «سيمفونية الوئام»، «سيمفونية المالوف»و «سيمفونية الجسور».
و احتضنت قسنطينة عديد المعارض الفنية التشكيلية استعادت من خلالها ذكرى مبدعين رحلوا و كرمت آخرين لا زالوا يزّينون لوحة الحياة بألوانهم الزاهية، إلى جانب معارض لفن الخط العربي.
و في التراث المحلي الموسيقي، تمكن الجمهور من متابعة معرضا ثريا لخص مراحل تطوّر الموسيقى الأندلسية و النوبة، من خلال أرشيف متنوّع ومخطوطات و صور و تسجيلات نادرة تضمنها معرض «من الأصوات إلى النوبة»الذي استمر طيلة ستة أشهر و الذي نظمته دائرة التراث اللامادي و الفنون الحية.
 كما  شهدت قسنطينة عديد الملتقيات الدولية المهمة التي نظمها المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، علم الإنسان و التاريخ و التي شكلت سيرتا الأمس و اليوم  محورا أساسيا فيها.
و من الملتقيات الفكرية و التاريخية التي حظيت مدينة الجسور باحتضانها في  2015 النخب الجزائرية و الحركة الإصلاحية، و الذكرى السبعين لمجازر 8ماي و حركة المقاومة الوطنية.
الأسابيع الثقافية العربية أضفت هي الأخرى ثراء مميّزا على التظاهرة التي مكنت الجمهور من اكتشاف تقاليد و عادات باقي البلدان منها من المملكة العربية السعودية و العراق، و الكويت و مصر و المغرب وتونس و إيران و سلطنة عمان و غيرها من الدول التي شارك شعراؤها في ليالي الشعر العربي و على رأسها فلسطين و مصر و تونس و المغرب.
مريم/ب

كتابات الشباب تعود إلى الواجهة و الغونكور لا تزال بعيدة عن الجزائريين
تصدرت كتابات الشباب المشهد الأدبي الجزائري و حاولت أن  تنافس  الأسماء الأدبية الثقيلة في سنة 2015 ، خاصة بعد فوز عبد الوهاب عيساوي بجائزة آسيا جبار هذه الأخيرة التي صنعت الحدث الأدبي في الجزائر في طبعتها الأولى.
وطالت الانتقادات الصالون الدولي للكتاب في طبعته العشرين، حيث شهد ،حسب خبراء، تراجعا عن المستوى الذي بلغه في السنوات الماضية، خاصة مع تغييب دور نشر مهمة عن الموعد.
إصدارات الشباب تنافس كتابات المكرسين إعلاميا
تميزت الإصدارات الأدبية لهذا العام بكثرتها، خاصة ما تعلق منها بالكتابات الروائية، في حين شهد الشعر تراجعا نسبيا على حساب أنماط كتابية أخرى، وشهدت 2015 عودة كتابات الشباب التي حاولت أن تجد لها مكانا بعد  أن استحوذت أسماء ثقيلة على  اهتمامات الجمهور الجزائري، على غرار الكاتب واسيني لعرج و ياسمينة خضرة و أمين الزاوي .
رغم أن كتابات الشباب لم تحقق النجاح الكبير الذي تحققه الإصدارات الأدبية للأسماء المكرسة، فإنها استطاعت أن تنوع من تجارب الكتابات الأدبية  في الجزائر عبر خوضها لتجارب مختلفة، على غرار ما كتبته أمل بوشارب في روايتها «سكرات نجمة» التي واصلت مسيرتها في الرواية البوليسية في الجزائر، في حين استرجع عبد الوهاب عيساوي الرواية التاريخية الواقعية، عبر إعادة كتابة التاريخ الجزائري روائيا، وتكلل نجاحه بالفوز بجائزة آسيا جبار للرواية في طبعتها الأولى.
 موضوع «سنة 2084» كان محل خلاف  أدبي جزائري بين كاتبين أحدهما يكتب بالعربية والآخر يكتب بالفرنسية، إذ عرج واسيني لعرج على المستقبل من خلال الاستعانة برواية جورج أرويل 1984 و تنبأ ب»نهاية العربي الأخير» في سنة 2084 التاريخ نفسه، لكن النبوءة ليست نفسها في رواية بوعلام صنصنال، حيث تنبأ لأوروبا بحكم ديني متشدد يسلط عليها في المستقبل.
مليون ونصف المليون زائر للصالون الدولي للكتاب
  في طبعته العشرين، شهد الصالون الدولي للكتاب تراجعا من ناحية التنظيم أو حتى محتوى الكتب وذلك ،حسب رأي الخبراء والمتتبعين، لمنع أزيد من 50 دار نشر من حضور فعاليات المعرض، خاصة دور النشر العربية المهمة، كمنشورات الجمل و دار الساقي، مع العلم بأن الكتاب الديني والمدرسي أخذا نصيب الأسد من أروقة العارضين.
و الملفت للانتباه ضمن فعاليات المعرض الذي استضاف فرنسا كضيف شرف، كثرة المتجولين و ملتقطي الصور، على حساب حضور النشاطات الثقافية و الفكرية التي برمجت على هامش المعرض، حيث كاد الحضور أن ينعدم في قاعات الندوات.رغم ذلك  فإن الأرقام الرسمية تقول بأن المعرض زاره أزيد من مليون ونصف المليون زائر في طبعته العشرين، وهو رقم كبير مقارنة بالمعارض الدولية و العالمية التي لم يصل عدد زوارها حدود المليون زائر.
جائزة آسيا جبار تعيد الاعتبار للنص الجزائري المنشور بالجزائر
 أعادت جائزة آسيا جبار الاعتبار للنص الأدبي المنشور في الجزائر، بعد أن كان في السنوات الماضية يعاني من محدودية التسويق، ما دفع بكتاب إلى الاستعانة بدور نشر عربية بغية نشر النص الجزائري .
وقد استطاعت جائزة آسيا جبار للرواية في طبعتها الأولى، أن تعرف بكتاب شباب خارج الأسماء الأدبية المألوفة وهو ما أعطى لها جانبا من المصداقية، خاصة و أن لجنة تحكيمها معروفة باطلاعها على الإنتاج الأدبي، إذ ترأسها مرزاق بقطاش وكان ضمن أعضائها أيضا كل من الكاتب محمد ساري و الناقد مخلوف عامر و استطاعت الجائزة الحديثة أن تعيد  للمنافسة الأدبية بعضا من بريقها لاسيما وأنها  ذات قيمة معنوية ومادية كبيرة واستطاعت أن تعيد للمشهد الأدبي الجزائري روحه وقيمته خاصة وأنها تتزامن مع الدخول الأدبي في الجزائري وفعاليات الصالون الدولي للكتاب.
وقد  أعلنت «الوكالة الجزائرية للنشر والإشهار» عن إطلاق جائزة أدبيّة للرواية الجزائرية المكتوبة باللغات الثلاث: العربية و الأمازيغية والفرنسية، حُدّدت قيمتها المالية ب  500 ألف دينار جزائري  وحملت اسم الروائية الراحلة آسيا جبّار ، وحظيت باهتمام لافت من قبل دور النشر الجزائرية؛ حيث استقبلت أزيد من 50  عنوانا متنافسا.
اسم الجائزة أتى لتكريم  الروائية جزائرية  كتبت عن وطنها  رغم أنها استقرّت في باريس واختيرت لعضوية الأكاديمية الفرنسية.
الغونكور مغازلة جزائرية  ...تمنع فرنسي
فاز الجزائري كمال داود بجائزة  أول عمل روائي 2015  عن روايته «ميرسو.. تحقيق مضاد « وكانت هذه الالتفاتة بمثابة تكفير عن عدم منحه جائزة الغونكور والتي كان قريبا منها لولا وقوف  الكاتب المغربي  الطاهر بن جلول و إعطاء صوته لمتسابق آخر لاعتبارات ليست لها علاقة بالأدب.
و لم يتمكن الكتاب الجزائريون من نيل جائزة الغونكور الفرنسية، رغم اقترابهم منها حتى بات يفصلهم بضع خطوات، و قد أثارت رواية كمال داود التي طُبعت أولا في الجزائر بمنشورات البرزخ (2013) ثم منشورات «آكت سود» الفرنسية (2014)، جدلا كبيرا في الجزائر بسبب تعرضها لطابوهات، ألهبت الصراع حول الهوية الجزائرية في بعدها العربي الإسلامي.
 المرة الوحيدة التي وصل فيها نص جزائري فرانكفوني إلى القائمة القصيرة كان نص كمال داوود «ميرسو، تحقيق مضاد» الذي حقق مقروئية كبيرة، لدرجة أنه صار مؤكدا ن أنه سيفوز بها بالمقارنة مع النصوص الأربعة المتنافسة  لكنه لم يفز.
الكاتب الجزائري بوعلام صنصال عاد هو الآخر لمغازلة الجائزة الفرنسية لهذه السنة و كان في القائمة الطويلة بنصه المثير للجدل «2084/ نهاية العالم»، الذي رشحه الكثير من النقاد لوصوله إلى القائمة القصيرة واستحقاقه نيل الجائزة ذات السمعة الأدبية العالمية.
رغم نجاح الكتابات الجزائرية في الخارج فإن الكاتب الجزائري  تعرض للمسائلة داخل بلاده عن انتاجاته الأدبية، حيث أن نص بوعلام صنصال اعتبر نص يعطي مبررات للإسلاموفوبيا داخل فرنسا، الأمر الذي عايشه كمال داود من قبل عبر إهدار دمه من قبل أحد السلفيين.
حمزة.د

 

 

 

 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com