أكثر من 90 بالمائة من الخاضعين للرقية يعانون من اضطرابات نفسية و عقلية
أكد مشاركون في ندوة علمية حول المرض النفسي بين الطب و الرقية، احتضنتها أمس دار الإمام سيدي الكتاني بقسنطينة، بأن أكثر من 90 بالمائة من الحالات الخاضعة للرقية تعاني من اضطرابات نفسية و عقلية و ليست مصابة بمس أو سحر، كما يعتقد المرضى و ذووهم.
و بيّنت النفسانية وسيلة بن لطرش، استنادا إلى نتائج بحث قامت به بمستشفى الأمراض العقلية بجبل الوحش بقسنطينة، بأن كل الحالات التي خضعت للعلاج في فترة تربصها تعتقد بأن بها مس أو سحر، بينما يكشف التشخيص و كذا المتابعة الطبية بأنها تعاني من نوع من أنواع الاضطرابات العشر التي قالت أنها تتشابه و أعراض المس،و ذكرت منها الشخصية العظامية و شبه الفصامية و الهستيرية و الوسواس القهري، و استشهدت بحالات واقعية تعاني من فصام الشخصية على وجه الخصوص.
ومن جهته أشار مدير المعهد الوطني للتكوين المتخصص للأسلاك الخاصة بإدارة الشؤون الدينية و الأوقاف بقسنطينة، إلى الدور الفعال الذي يلعبه الأئمة، باعتبارهم أول من يلجأ إليهم المرضى، داعيا إلى ضرورة عدم استغلال مشاكل و يأس هؤلاء، في إشارة إلى دعاة الرقية الذين وصفهم بمبتزي العقول و الجيوب، مؤكدا تسببهم في تشتيت الكثير من الأسر و سلب الأموال و قتل النفوس.
و على هامش الندوة العلمية، أوضح الأستاذ سليم عوايس المختص في الفقه و أصول الدين بأن أكثر من 90 بالمائة من الحالات الخاضعة للرقية الشرعية، لم يظهر عليها أي عرض من أعراض المس أو السحر، و إنما كانت جميعها تعاني من اختلال و اضطرابات نفسية سببها اليأس من أوضاع اجتماعية أو مادية قاهرة أو من مرض مستعص، مؤكدا في سياق ذي صلة، مساهمة الرقاة في اتساع ظاهرة الاعتقاد بالمعاناة من المس و السحر، لأنهم لا يوجهون المرضى إلى المختصين، رغم تأكدهم منذ البداية بأنهم يعانون من أعراض أمراض نفسية أو عقلية، باعتبار تشخيص حالات المس أو السحر سهلة و تظهر في أول جلسة. رأي الأستاذ عوايس كان متقاربا مع رأي الإمام منير لويزة الذي أكد هو الآخر بأن كل الحالات التي أشرف على رقيتها، لم تكن بها مس أو سحر، مثلما اعتقد المرضى أو أهاليهم الذين استعانوا به بدافع العلاج.
مريم/ب