سعداني: لا مشكلة لي مع أويحيى لكني أرفض مشاركته في أي مشروع سياسي
أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني أمس، بأنه لا توجد بينه وبين الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى خلافات شخصية، وأن الأمر يتعلق فقط بخلافات سياسية - حزبية، وقال أن الأفلان لن يقبل الدخول في أي مشروع سياسي يبادر به الأرندي، وتوقع سعداني من جهة أخرى أن يقوم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بإجراء تعديل حكومي جزئي لا يمس منصب الوزير الاول.
وأكد سعداني في كلمته الافتتاحية لأشغال اجتماع أمناء محافظات حزب جبهة التحرير الوطني بحيدرة ( العاصمة ) أن علاقته الشخصية بأويحيى ‹› سمن على عسل ‹› مبرزا بأنه لا يختلف مع أمين عام الأرندي ولا مع أي حزب أو أي جمعية أخرى في مساندة برنامج رئيس الجمهورية، لكنه لمح بالتعبير الصريح إلى أنه يرفض الدخول في أي مبادرة تحالف أخرى سواء على أساس برنامج أو في إطار أي مشروع سياسي.
وبعد أن أكد على ضرورة «تهذيب العمل السياسي»، قال ‹› نحن لا نختلف مع أويحيى أو أي شخص أو جمعية أو حزب أو كيان يساند برنامج رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، غير أنه في العمل الحزبي لكل مشروعه، لذلك فإن جبهة التحرير الوطني لن تذوب في أي برنامج أو مشروع››، مضيفا ‹› لقد كنت صريحا في القول بأنني لا أثق في الأرندي سياسيا››.
وفي هذا الصدد ذكّر سعداني بتجربة التحالف الرئاسي التي قام خلالها الأفلان رفقة الأرندي بتشكيل حكومة مشتركة، وما وجه لها من انتقادات وقال ‹› لقد شكلنا في الماضي حكومات مشتركة لكن في نهاية المطاف ‹› مُسح الموس ‹› في جبهة التحرير الوطني التي وصفت بالفاشلة والوسخة و خرج الآخرون بأياد بيضاء، وهي التجربة التي نرفض تكرارها ‹›.
من جهة أخرى عاد الأمين العام للأفلان للحديث عن الحكومة حيث أعرب عن يقينه بأن الأيام المقبلة ستشهد تعديلا جزئيا، وبعد أن أكد بأن أي تغيير أو تعديل في الحكومة هو من صلاحيات رئيس الجمهورية وحده، قال ‹› إن تحليلاتنا كرجال سياسة تتوقع أن يجري رئيس الجمهورية تعديلا جزئيا خلال الأيام المقبلة على تشكيلة الحكومة الحالية التي سيستمر الوزير الأول عبد المالك سلال على رأسها››، مضيفا ‹› إن بقاء سلال على رأس الحكومة وعدم إدخال أي تغيير جذري عليها معناه أن الحكومة ستبقى حكومة جبهة التحرير الوطني التي تحظى بالأغلبية فيها››.
وأثناء تطرقه للحديث عن المبادرة السياسية لحزبه، أكد سعداني أن ‹› المبادرة السياسية الوطنية للتقدم في انسجام واستقرار›› ما زالت قائمة وهي مبادرة وطنية ترمي لبناء جدار لمواجهة محاولات التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للوطن والحفاظ على مكتسباته››، مبرزا بأن هذه المبادرة ملك لجميع المنخرطين فيها››.
كما أكد بأن ذات المبادرة تبقى مفتوحة لكل الأحزاب السياسية من الموالاة والمعارضة ومن بينها ‹›حمس›› التي ذكرها على سبيل المثال، مؤكدا بأن الوضع الأمني للبلاد يتطلب من الجميع موقفا يحمي ويقوي الجبهة الداخلية، سيما في ظل التحديات الأمنية بسبب المشاكل الحاصلة في دول الجوار، والأوضاع الاقتصادية المتسمة بالصعوبة وقال ‹› إن الأوضاع التي تعيشها البلاد على الصعيدين الأمني والاقتصادي تستدعي من الأحزاب السياسية والمجتمع المدني على حد سواء توجيه وتجنيد المواطنين حول المخاطر التي تحدق بالبلاد››.
و كشف الأمين العام للأفلان بالمناسبة عن تنظيم تجمع كبير خلال الأيام المقبلة يخصص للمبادرة الوطنية، بحضور كل الأحزاب الـ 35 التي أعلنت انضمامها لهذا المشروع، وقال أن هذا التجمع سيظهر للمشككين والمعارضين والرافضين أن هذه المبادرة تحظى بالقبول الواسع››.
وفي ذات السياق فند سعداني في رده عن سؤال للنصر على هامش ذات اللقاء أن يكون قد حصل نزيف أو انسحاب لبعض الأحزاب من ذات المبادرة، فيما وجه المتحدث انتقادات شديدة لأداء المعارضة التي قال أن برنامجها يتمثل في «اللاءات» ومشروعها في «التجمعات والمظاهرات والتظاهرات التي لا تسمن ولا تغني من جوع»، ودعاها إلى الاتعاظ بما يجري في البلدان العربية التي تتعرض للدمار على غرار ليبيا وسوريا والعراق واليمن.
وأكد سعداني بذات المناسبة بأن الجزائر بحاجة في الوقت الراهن إلى الرئيس بوتفليقة أكثر من أي وقت مضى، مذكرا بدوره في الحفاظ على الأمن والاستقرار الذي تعيشه الجزائر وشعبها، ومواصلة حرصه على ذلك. ع.أسابع