وجّهت فيدرالية أولياء التلاميذ،أمس الإثنين، رسالة إلى رئيس الجمهورية ناشدته فيها من أجل التدخل لحماية مستقبل التلاميذ من الضياع، بسبب استمرار الإضراب عبر عدد من الثانويات عل وجه الخصوص، وتلويح التكتل النقابي بشل القطاع في مارس المقبل، كما وجهت الفيدرالية رسالة مماثلة للوزير الأول عبد المالك سلال، لاتخاذ ما يراه مناسبا من إجراءات.
قال رئيس فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ الحاج دلالو في تصريح للنصر، بأن تعفّن الوضع في قطاع التربية، جراء الحركات الاحتجاجية التي شنتها مؤخرا التنظيمات النقابية، والتي ما تزال مستمرة عبر الكثير من الثانويات بعد أن قررت نقابة الكنابست تمديد الإضراب، دفع به إلى التعجيل بالإجراءات التي هدّد باتخاذها في حال لم تصل المفاوضات بين الهيئة الوصية وممثلي القطاع إلى حل وسط، موضحا بأنه وجّه رسميا مراسلة من صفحتين إلى رئيس الجمهورية حملت عنوان» صرخة أولياء»، ضمنها تشريحا شاملا لوضعية قطاع التربية الوطنية، ومعاناة التلاميذ التي أضحت تتكرر سنويا بسبب إصرار النقابات على اعتماد الاضراب كأسلوب وحيد لانتزاع مطالبها، و ناشده فيها من أجل التدخل بقوّة بما لديه من سلطة وحكمة وحنكة من أجل حماية مستقل التلاميذ، وإبعادهم عن دائرة الصراع، مؤكدا بأنه وجّه أيضا رسالة أخرى للوزير الأول عبد المالك سلال، بصفته رئيس الجهاز التنفيذي، لوضع حدّ للاضطرابات التي يعيشها القطاع، مبرزا بأن حالة القلق أضحت بارزة لدى الأولياء والتلاميذ على حد سواء، بالنظر إلى التأثير السلبي للإضرابات على التحصيل العلمي للمتمدرسين، وكذا على نتائج الامتحانات المصيرية، في مقدمتها امتحانات شهادة البكالوريا، وكذا أمام تصميم النقابات على مواصلة الإضراب، الذي تراه الأسلوب الأنجع لتحقيق مطالبها، وأكد دلالو بأن دخول الإضراب بالثانويات أسبوعه الثاني معناه بأن القطاع أمام إضراب مفتوح، في انتظار أن تنفذ تنسيقية النقابات تهديدها بشلّ المؤسسات التربوية لمدة ثلاثة أيام أسبوعيا بداية من 9 مارس المقبل.
و قال ذات المصدر، بأن فيدرالية أولياء التلاميذ استعملت الصلاحيات المخولة لها قانونا للدفاع عن مصلحة التلاميذ وحقوقهم المعنوية، و لأن الأمور تجاوزت للأسف الوزارة والنقابات، وأن تنظيمه لم يعد يثق في الطرفين. وفي سياق متصل، أفاد رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ خالد أحمد في اتصال معه أمس، بأن تنظيمه بصدد انتظار الردّ من الوزير الأول عبد المالك سلال إلى غاية يوم الخميس، على المراسلة التي وجهت له، والمتضمنة عقد لقاء مشترك يحضره ممثلون عن جمعيات أولياء التلاميذ والوزارة الوصية والنقابات والوظيف العمومي ووزارة المالية، يتناول معالجة إشكالية الإضرابات في قطاع التربية الوطنية بصفة نهائية، سواء في إطار تعديل الدستور المرتقب، أو باتخاذ إجراءات قانونية تكون في صالح التلاميذ.
وأكد خالد أحمد، بأنه في حال عدم رد الوزارة الأولى على هذا المقترح، سيتوجه الأولياء بمراسلة أخرى إلى رئيس الجمهورية، من أجل التدخل وفك الخلاف المستمر ما بين الوزارة والنقابات، معتقدا بأن الهيئة الوصية مضطرة هذه السنة لتطبيق العتبة دون أن تعلن عن ذلك صراحة، باعتبار أن اللجنة الوطنية للمناهج التي تجتمع سنويا ما بين شهري مارس وأفريل لتقييم مدى تقدم البرامج، ستحدد الأسئلة التي ستبنى عليها امتحانات شهادة البكالوريا بناء علىما تم إنجازه من دروس خلال الموسم الدراسي، قائلا بأنه يتحدى أي طرف يقول عكس ذلك، وأن هذه الطريقة استمر العمل بها منذ الاستقلال، لكنه انتقد العادة السيئة التي لجأ إليها التلاميذ في السنوات الماضية للمطالبة بالعتبة بتشجيع من أطراف خفية، و ذكر بأن إضراب الكنابست شلّ على الأقل نسبة 50 في المائة من الثانويات عبر الولايات.
لطيفة/ب