انطلقت، أمس الأحد، بمركز الخدمة الوطنية بباب الواد بالعاصمة فعاليات الأبواب المفتوحة على الخدمة الوطنية، احتفالا بالذكرى الـ 48 لتأسيس الخدمة الوطنية في 16 أفريل 1968.وأشرف على افتتاح هذه التظاهرة مدير الخدمة الوطنية بوزارة الدفاع الوطني اللواء محمد صالح بن بيشة، بحضور إطارات عسكرية ومدنية.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة أكد اللواء بن بيشة ان تنظيم هذه الأبواب يندرج «ضمن المساعي الحثيثة لقيادة الجيش الوطني الشعبي، ومخطط اتصال 2016 لتعزيز الرابطة بين الجيش والأمة وللاقتراب أكثر من المواطن والتكفل بانشغالاته، ويتجلى كذلك بانشاء مكاتب الخدمة الوطنية عبر كافة ولايات الوطن».
وأوضح أن هذه التظاهرة «فرصة سانحة» للمواطنين للاقتراب من مراكز الخدمة الوطنية والتعرف على مضمون القانون الجديد للخدمة الوطنية ومايتيحه من حقوق وواجبات، مشيرا إلى أن «الهدف من تأسيس الخدمة الوطنية هو استقطاب كل الطاقات الشابة وتسخيرها في بناء الهياكل القاعدية للدولة». وبعد ان ذكر بانجازات شباب الخدمة الوطنية سابقا كطريق الوحدة الوطنية والسد الاخضر والقرى النموذجية، دعا اطارات مديرية الخدمة الوطنية «للتكفل الجيد» بانشغالات الشباب لتحفيزهم على التقرب من مراكز الخدمة الوطنية لتسوية وضعيتهم تجاه الخدمة الوطنية.وتم خلال هذه التظاهرة التي تدوم نحو أسبوع بمختلف ولايات الوطن على غرار سعيدة و البليدة تنظيم معرض صور يتضمن انجازات شباب الخدمة الوطنية خلال السنوات الاولى من تأسيسها وكذا جناح خاص بشرح مضمون قانون الخدمة الوطنية . فبقسنطينة أفاد رئيس خلية الاتصال بمركز الخدمة الوطنية ، أمس بأن أعداد المقبلين على تأدية واجب الخدمة الوطنية قد تزايد بعد تقليص مدتها إلى سنة واحدة. وأشار الرائد بن عطالله الحاج، على هامش الأبواب المفتوحة حول إنجازات شباب الخدمة الوطنية المنظمة بالمركز الإقليمي للإعلام والاتصال التابع للجيش الوطني الشعبي بقسنطينة، بأن احتساب مدة الخدمة الوطنية في سنوات التقاعد وتقليصها من سنة ونصف إلى سنة واحدة، قد زاد في إقبال الشباب عليها، موضحا بأن الأيام الإعلامية تهدف إلى تحسيس المواطنين وتوعيتهم، بسبب جهل فئة كبيرة ببعض حقوقهم والإجراءات المتعلقة بالخدمة الوطنية، التي قال عنها بأن القبول فيها ليس مرهونا بنتيجة الفحص الطبي الانتقائي فقط، وإنما يمكن للمواطنين الاستفادة من التأجيل والإعفاء بعد ذلك لعدة مبررات، منها الدراسة والكفالة العائلية.
ونبه محدثنا إلى أن شباب الخدمة الوطنية يشكلون نسبة كبيرة من أفراد الجيش الوطني الشعبي بمختلف أسلاكه، مشيرا إلى أنهم شاركوا في إنجاز العديد من المشاريع الكبرى، على غرار إنجاز السد الأخضر وطريق الوحدة الإفريقية، وبناء طريق الوحدة الإفريقية، كما دعا الشباب إلى التقرب من مراكز الخدمة الوطنية لتسوية وضعياتهم والاستفسار.
هذه الأبواب المفتوحة أشرف عليها بعنابة قائد القطاع العسكري العقيد بوذراع محمد الشريف بمركز الخدمة الوطنية بحضور إطارات عسكرية ومدنية، وتضمنت معرضا لملصقات ووثائق تخص تكوين مختلف الملفات ذات الصلة بالخدمة الوطنية. و جرى في نفس الإطار تقديم معلومات تخص التدريب البدني و التعليم العسكريين و كذا الدروس النظرية و التطبيقية التي يتلقاها المجندون في إطار الخدمة الوطنية إلى جانب عرض صور فوتوغرافية حول مشاركة أفراد الخدمة الوطنية في النشاطات التنموية للبلاد، على غرار إنجاز السد الأخضر و طريق الوحدة الإفريقية وإنجاز خط السكة لحديدية العابر لمنطقة الهضاب وتشييد القرى النموذجية.
وأوضح مدير مركز الخدمة الوطنية بعنابة العقيد زغدة السعيد بالمناسبة أن هذه التظاهرة الإعلامية تندرج في إطار تنفيذ مخطط الاتصال الذي وضعته قيادة الجيش الوطني الشعبي للسنة الجارية والرامي إلى توطيد العلاقة بين الجيش الوطني الشعبي والمجتمع. من جانبه، أكد قائد الواجهة البحرية الوسطى للناحية العسكرية الأولى، العميد سماحة زين الدين، أمس الأحد بالبليدة، أن الخدمة الوطنية واجب يتيح للشباب الاستفادة من تكوين مهني يساعدهم على الاندماج في الحياة الاقتصادية و الاجتماعية للبلاد.وأوضح العميد سماحة في كلمة بمناسبة افتتاح فعاليات الأبواب المفتوحة حول الخدمة الوطنية، بمركز الخدمة الوطنية للناحية العسكرية الأولى، أن القانون الجديد أقر تقليص مدة الخدمة الوطنية إلى 12 شهرا و هو الأمر الذي- كما قال - «لاقى قبولا واسعا لدى المواطنين». و اعتبر العميد سماحة الخدمة الوطنية «حلقة الوصل» التي تجمع بين المواطن و المؤسسة العسكرية، مشيرا إلى أن هذا الواجب الوطني مكن الشباب الجزائري من مختلف المستويات العلمية و الإجتماعية من التلاحم و التآخي و منح لمفهوم الوطن ادراكا جديدا.
كما عدد ذات المسؤول في كلمته الإفتتاحية إنجازات شباب الخدمة الوطنية التي لا تزال راسخة في الذاكرة الوطنية على غرار السد الأخضر الذي بدأ انجازه سنة 1971 من الحدود الشرقية إلى الغربية على مساحة 3 مليون هكتار و بطول 150 كلم وعرض 20 كلم إلى جانب مشاركتهم في بناء القرى النموذجية و طريق الوحدة الإفريقية. كما تم في إطار هذه التظاهرة المنظمة تطبيقا لمخطط الإتصال للجيش الوطني الشعبي للفترة 2015/2016 والمتواصلة على مدار خمسة أيام، تخصيص جناح لشرح المستجدات التي جاء بها القانون الجديد المتعلق بالخدمة الوطنية الصادر بالجريدة الرسمية بتاريخ 10 أوت 2014 كما تم بالمناسبة تنظيم معرض يبرز مكتسبات الخدمة الوطنية للشباب لتشجيعهم على تلبية نداء الواجب على غرار ضمان التكوين العسكري و القدرة على تعلم مهارات و مفاهيم جديدة و اكتساب روح الصرامة و الإنضباط في العمل. يذكر، أن الخدمة الوطنية أنشئت سنة 1968 حيث تم تجنيد أول دفعة للخدمة الوطنية ابتداء من 21 أفريل 1969 وخصت المواطنين المولودين عام 1949.
سامي حباطي / حسين دريدح