قلّل أمس وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، من شأن تقارير تحدثت عن استهداف الجزائر بعد سوريا مؤكدا أن الجزائر لها ثقة في مؤسساتها القوية، وذلك في رد على سؤال خلال ندوة صحفية بدمشق بشأن تسريبات إعلامية تضع الجزائر في خانة الدول المستهدفة في سيناريو أمريكي سعودي قائلا أن علاقات الجزائر مع الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية «متميزة» و أضاف أن هذين البلدين «هما شريكين للجزائر»، التي تعيش في منطقة نزاعات و قد تأقلمت مع الأوضاع المضطربة، و لها ثقة في قدرات
مؤسساتها القوية، مشيرا أن مكافحة الإرهاب تتطلب أيضا الانسجام الاجتماعي.
و جاء في رد الوزير مساهل خلال الندوة الصحفية التي نشطها رفقة وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري، همام الجزائري، عند التطرق إلى الوضع الذي تعيشه المنطقة و خاصة الوضع بسوريا، قائلا «إننا نعيش أيضا في منطقة بها نزاعات، سواء فيما تعلق بليبيا المجاورة أو بالساحل (جنوب) ولقد تأقلمنا مع هذه القضايا». و أوضح أن مكافحة الإرهاب تتطلب تضافر الجهود داخليا بالحفاظ على الانسجام الاجتماعي وتجنيد جميع الطاقات الوطنية وخارجيا باتخاذ التدابير اللازمة من قبل المجموعة الدولية عن طريق فض النزاعات بالطرق السلمية. و قال أن الجزائر «إكتوت بنيران الإرهاب لأكثر من عقد و أعرب عن تضامن الجزائر مع سوريا التي تواجه عدوانا إرهابيا طال جميع شرائح المجتمع وحتى وإن اختلفت أسماؤه فإنه يستهدف تدمير مقومات وركائز الدولة والاستيلاء على الحكم بالقوة وترويع المواطنين والنسيج الوطني». وأضاف مساهل أنه «انطلاقا من تجربتنا فإن حل الأزمة السورية لا يتم إلا بإرادة الشعب السوري عبر حوار وطني شامل، يضع حدا للعنف ويضمن الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسيادتها وانسجام شعبها مما يحميها من التدخل الأجنبي».
وجدد الوزير الموقف الداعي لحل الأزمة السورية بيد أبناء الشعب السوري أنفسهم، و أكد موقف الجزئر المتضامن مع سوريا في حربها ضد الإرهاب وتأييدها للحل السياسي للأزمة بسوريا، و قال أن الجزائر ستظل متمسكة بالحقوق المشروعة للدولة السورية في استرجاع كامل الجولان المحتل إلى خط الرابع جوان 1967.و قد استقبل وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية السيد عبد القادر مساهل، أمس بدمشق، من قبل الرئيس السوري بشار الأسد، الذي أبلغه السيد مساهل تهاني رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة إحياء الذكرى السبعين للعيد الوطني السوري، كما أبلغه تحيات الرئيس بوتفليقة وتمنياته للشعب السوري بتحقيق الأمن والاستقرار، مجددا «مساندة الجزائر للشعب السوري في مكافحة الإرهاب والتصدي له، للحفاظ على استقرار سوريا وأمنها ووحدة أبنائها وانسجام شعبها».
من جهة أخرى أطلع السيد مساهل الرئيس السوري على تجربة الجزائر في المصالحة الوطنية وتحقيق متطلعات الشعب في الاستقرار، والتأكيد على الحل السياسي للأزمات التي يعيشها العالم العربي.
وعبر الرئيس بشار الأسد من جهته عن شكره للتهاني التي وجهها له رئيس الجمهورية، وعن مساندة الجزائر وتضامنها مع بلده في مواجهة التحديات التي يفرضها عليها الإرهاب. و أبدى الرئيس السوري عزمه وإصراره على دعم التعاون بين البلدين في شتى المجالات.و تطرق الرئيس بشار الأسد خلال اللقاء إلى مراحل المفاوضات الجارية تحت إشراف الأمم المتحدة، معربا عن إرداته في حل الأزمة القائمة بسوريا. و قد كلف الرئيس السوري من جانبه، وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، بنقل تحيات الأخوة والامتنان إلى الجزائر رئيسا ،شعبا وحكومة.
من جهته أكد وزير الاقتصاد السوري والتجارة الخارجية, همام الجزائري، أن التجربة الجزائرية مع المصالحة «غنية جدا»، موضحا «أننا اليوم في سوريا أكثر ثقة في التفاعل مع الأزمة». و أبرز السيد همام أهمية «التواصل الإعلامي الذي يعد مسألة مهمة تضمن كيف نعكس للعالم الواقع الذي تعيشه سوريا». وأضاف أنه «في سوريا ومنذ اندلاع الأزمة منذ خمس سنوات كان هناك سباق بين الموت و الحياة»، داعيا المجتمع الإنساني إلى «دعم خط الحياة من خلال المصالحات».
وأضاف المسؤول السوري أن «للجزائر تجربة مهمة وقد قدمت لنا وثائق مهمة أيضا منها ما نال مرتبة عالية في أدبيات الأمم المتحدة ونحن ندرس هذه الوثائق باهتمام و إننا مقتنعين من أننا سنستفيد من التجربة الجزائرية مع تعميق هذا التواصل».
ووصف زيارة الوزير مساهل والوفد التقني المرافق له إلى سوريا «بالمهمة» من خلال تاريخها و مضمونها, مشيرا إلى أن اللقاءات بين الجانبين تركزت حول السياسيات الحكومية و تناغمها بين سوريا و الجزئر، كما تميزت الزيارة بتأكيد الجزائر دعمها لاستقلالية القرار السياسي السوري».
ق.و/واج