الجيش يحجز كميات غير مسبوقة من الأسلحة و الصواريخ
كثفت وحدات الجيش المنتشرة على الحدود، ومختلف القوات الأمنية، عملياتها النوعية ضد المجموعات الإرهابية، ونجحت الإستراتيجية الأمنية المتبعة من إحباط عدة عمليات لإدخال كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، وسط تحوّل في المخططات الإرهابية التي تسعى لتهريب أسلحة نوعية منها صواريخ وقاذفات صواريخ، ما يؤكد وجود مخطط تسعى تلك التنظيمات الإرهابية لتنفيذه بهدف استهداف أمن الجزائريين
تكشف العمليات النوعية التي قامت بها وحدات الجيش، ومختلف المصالح الأمنية منذ بداية العام الحالي، عن تحوّل في الإستراتيجية التي اعتمدتها المجموعات الإرهابية والتي ترتكز أساسا على إدخال أسلحة غير معهودة كمنصات إطلاق الصواريخ وقاذفات صواريخ ومدافع هاون، وهو ما تؤكده الكميات ونوعية الأسلحة التي حجزتها وحدات الجيش خلال الأربعة أشهر الأخيرة. وكانت العملية التي جرت بولاية الوادي الأكبر من نوعها منذ بداية السنة، بالنظر لكمية الأسلحة المحجوزة ونوعية تلك الأسلحة.
كما تمكنت وحدات الجيش عبر مناطق مختلفة من الوطن، من تفكيك مجموعات دعم وإسناد للإرهابيين، وهي عبارة عن خلايا نائمة أعيد تفعيلها بغرض تنشيط العمل الإرهابي وتنفيذ عمليات استعراضية، وهو السيناريو الذي تفطنت له قوات الأمن والجيش بفضل العمل الميداني والاستخباراتي الذي مكّن من تفكيك عدة شبكات وإلقاء القبض على عناصرها، كما نجحت قوات الأمن في الفترة ذاتها من تفكيك خلايا كانت تقوم بتجنيد جزائريين لإرسالهم إلى سوريا والعراق، وحتى ليبيا.
وكانت أخر تلك العمليات، التي نفذتها وحدة تابعة للجيش، يوم الجمعة الماضي، بمنطقة غابة التفاح بسكيكدة/ ن.ع5، حيث تمكنت من كشف وتدمير (25) هاونًا تقليديا وقنبلتين (02) تقليديتي الصنع و (08) كلغ من مواد متفجرة ومعدات لصناعة المتفجرات. كما أوقفت مفارز أخرى ثلاثة (03) عناصر دعم للجماعات الإرهابية بغرداية. وجاءت هذه العمليات امتدادا للعمليات الأمنية المكثفة ضد التنظيمات الإرهابية وشبكات الدعم.
وتمكنت مختلف المفارز التابعة للجيش، خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الجاري من حجز 20 قاذفة صواريخ، 232 بندقية رشاشة من نوع كلاشينكوف، 189 بندقية مختلفة، 473 مخزن ذخيرة، أكثر من 117 ألف ذخيرة من مختلف العيارات، 16 مدفعا تقليدي الصنع، 443 لغما سواء تقليدي الصنع أو ألغام أخرى منها ألغام مضادة للدبابات، 405 قنبلة، بين التقليدية الصنع وقنابل يدوية دفاعية أو هجومية، 555 كليوغرام من المتفجرات، إضافة إلى أحزمة ناسفة، وصناديق ذخيرة.
وتعد العملية التي نفذتها عناصر الجيش بولاية الوادي، أين تم العثور على مخبأ يحوي كميات كبيرة من الأسلحة المختلفة والذخائر الأهم من نوعها، ويعد هذا المخبأ هو الأكبر الذي تعثر عليه قوات الجيش منذ سنوات، ولافت تزايد عمليات حجز الأسلحة خاصة في منطقة جنوبي الجزائر. وجاءت في سياق عملية انطلقت في مارس الماضي لملاحقة مجموعة إرهابية مسلحة تسللت إلى المنطقة، قتلت قوات الجيش 14 من عناصرها، وعثر على ستة صواريخ من نوع ستينغر بحوزة ثلاثة منهم.
وتمكنت قوات الجيش خلال الفترة الماضية من القضاء على ما لا يقل عن 50 إرهابيا، وألقت القبض على آخرين، ينتمون إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كما نجحت قوات الجيش خلال نفس الفترة الزمنية، من كشف وتدمير عشرات المخابئ والكازمات للجماعات الإرهابية في عدة مناطق من البلاد.
كما تمكن الجيش خلال نفس الفترة من إجهاض محاولات لإعادة تفعيل خلايا نائمة لدعم التنظيمات الإرهابية، ونجحت مختلف مصالح الأمن في الفترة الأخيرة من إحباط عدة محاولات لتجنيد الشباب ضمن الجماعات الإرهابية التي لا تزال تنشط في الجزائر، خاصة بالولايات المعروفة بالنشاط الإرهابي خلال ما يسمى العشرية السوداء، كالجزائر العاصمة، بومرداس، والبليدة في الوسط، برج بوعريريج، جيجل، سكيكدة، باتنة وتبسة في الشرق، بالإضافة إلى المعاقل التقليدية في تيزي وزو، وكذلك ولاية الوادي بالجنوب الشرقي على الحدود الليبية-الجزائرية.
وبلغة الأرقام التي ذكرتها وزارة الدفاع، فقد قامت قوات الجيش الوطني في ظرف أقل من شهرين، بـ 35 عملية نوعية، فككت خلالها عددا كبيرا من شبكات الدعم والتجنيد لصالح المجموعات الإرهابية، سمحت بإيقاف 250 عنصرا على مستوى 11 ولاية فقط. وتقوم تلك الشبكات عادة بتوفير المؤونة وجمع المعلومات وتجنيد عناصر جدد. وباتت تلك الشبكات تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي والانترنيت كوسيلة للدعاية الإرهابية والتجنيد في محاولة للإفلات من الرقابة الأمنية. أنيس ن
