وضع، أمس، الوزير الأول عبد المالك سلال و رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة قطر عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، حجر الأساس لمجمع الجزائر قطر للصلب بمنطقة بلارة بولاية جيجل.
وستنطلق الأشغال الأولى لتجسيد المجمع الجزائري القطري في غضون الأيام القليلة القادمة حسبما أُعلن عنه أمس، في انتظار وصول التجهيزات الأولى، قبل الانطلاق في صب الخرسانة الخاصة بالجزء الأول من المركب الذي يمتد على مساحة بـ 216 هكتار من إجمالي 523 هكتار بقيمة استثمار بلغت ملياري دولار.
وسيسمح المركب حسب العرض المقدم للوفد الوزاري، بتزويد السوق المحلية بما يعادل 2 مليون طن من الحديد في المرحلة الأولى للإنتاج الذي سينطلق فعليا سنة 2017، على أن يرتفع الإنتاج إلى 4 ملايين طن خلال المرحلة اللاحقة، و تستورد مادته الأولية من الخارج خلال السنوات الأولى في انتظار الانطلاق في استغلال منجم غار جبيلات.
وقد تم تطوير تكنولوجيا من أجل استغلال مصنع الحديد والصلب دون الإضرار بالمحيط أو التسبب في تلويث البيئة، حيث سيكون المجمع صديقا للبيئة وذلك مراعاة للطابع الفلاحي والتوسع السياحي الذي تشهده الولاية.
كما سيمكن المشروع الذي يمتد على مساحة إجمالية تقدر بـ 523 هكتار بخلق 1500 منصب عمل مباشر، وحوالي 10 آلاف منصب عمل غير مباشر، سيكون لشباب المنطقة نصيب كبير منها، حسب ما أوضحه الوزير الأول للسلطات المحلية لبلدية الميلية، في حين سيساهم في تطوير العديد من الأنشطة المحلية، والرفع من نمو نشاطات الموانئ بما يفوق 3 ملايين طن سنويا في المرحلة الأولى، على أن تبلغ 7 ملايين طن في المرحلة التالية، فضلا على تطوير النشاطات التجارية والنقل عبر السكك الحديدية والطرق.
ومن المنتظر أن يتم تهيئة المنطقة الأولى من المشروع على مساحة 216 هكتار ستكون مخصصة لانجاز مجمع الحديد والصلب في حين ستخصص المنطقة الثانية الممتدة على مساحة 40 هكتار لإنشاء محطة لتوليد الكهرباء بطاقة 1600 ميغاواط، إضافة إلى مشاريع أخرى يتم الانتهاء منها قبل انطلاق المركب في الإنتاج، والتي تتمثل في محطة توزيع وإنجاز أنبوب غاز جديد ممون للمركب، إلى جانب تزويد موقع بلارة بالماء والانطلاق من الآن في ازدواجية خطوط السكك الحديدية.
وتتميز الحظيرة الصناعية بلارة، التي ستكون أول قطب لصناعة الحديد في الجزائر في المرحلة القادمة، بقربها من عدد من المناطق الحيوية، حيث لا تبعد عن ميناء جن جن سوى بـ 40 كلم، و 45 كلم عن مطار فرحات عباس، زيادة على قربه من القطب الاقتصادي لقسنطينة، ومحاذاته للطريقين الوطنيين 27 و 43، واتصاله بخط السكك الحديدية.
عبد الله بودبابة
كشف أمس، الشيخ عبد الله أبو العينين، المدير العام لمجمع الجزائرـ قطر للصلب، عن وجود دراسات حاليا من قبل بعض المستثمرين القطريين من أجل إقامة مشاريع في المجال السياحي بولاية جيجل.
وأوضح ذات المسؤول على هامش وضع حجر الأساس لمجمع الحديد والصلب ببلارة ، أنه من المنتظر أن يفتح المركب آفاقا أخرى للاستثمار بين البلدين، معربا في خضم حديثه عن وجود دراسات من طرف قطريين من أجل إقامة مشاريع في مجال السياحة بولاية جيجل.
كما تحدث المدير العام للمجمع الجزائري ـ القطري عن قرب وصول أولى المعدات والتجهيزات الخاصة بالمصنع في الأيام القليلة القادمة، على أن يكون جاهزا للإنتاج في غضون سنة 2017.
وأضاف أن المصنع سيتوافق مع قوانين البيئة والطابع السياحي والفلاحي للولاية، معتبرا أنه سيكون مكسبا للجانبين الجزائري والقطري، فضلا عن فوائده الاجتماعية والاقتصادية بالنسبة للمواطنين، طالبا الدعم من قبل المواطنين المحليين.
عبد الله بودبابة
صرح أمس، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر ستيل إنترناسيونال، علي بن حسن المريخي، المساهم في مجمع بلارة للحديد والصلب، أن وضع حجر أساس هذا الأخير هو إيذان بانطلاق العمل.
وأوضح ذات المسؤول، على هامش وضع حجر الأساس لمجمع الجزائر قطر للصلب ببلارة، أن الإنتاج الأولي سيرى النور أواخر سنة 2016 على أن ينطلق الإنتاج الفعلي بداية 2017 بعد نهاية آجال بناء المركب المتوقعة بـ 20 شهرا.
و أضاف ذات المتحدث، أنه عمّا قريب جدا، سيبدأ توافد مقاولات ومعدات بناء المصنع الذي سيكون له شأن كبير في مجال صناعة الحديد والصلب بالجزائر وبالمنطقة ككل، معربا عن تفاؤله في تطور التعاون بين الجزائر وقطر في المستقبل القريب.
عبد الله بودبابة
وقعت الجزائر وقطر مساء أول أمس على مذكرة تفاهم في مجال الاستثمار السياحي العقاري، في إطار الزيارة التي يقوم بها رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة قطر الشيخ عبد الله بن ناصر خليفة آل الثاني.
و قد تم التوقيع على هذه المذكرة عن الجانب الجزائري وزيرة السياحة والصناعة التقليدية نورية يمينة زرهوني وعن الجانب القطري وزير المالية بدولة قطر علي شريف العمادي وبحضور الوزير الأول عبد المالك سلال و الشيخ عبد الله بن ناصر خليفة آل الثاني، وذلك في أعقاب المباحثات التي جرت بين سلال وضيف الجزائر.
وصرحت وزيرة السياحة للنصر على هامش مراسم التوقيع بأن الجزائر ستقدم بموجب هذه المذكرة التي تم التوقيع عليها بين الوكالة الوطنية لتنمية السياحة بالجزائر وشركة الديار القطرية، تسهيلات فيما يتعلق بالحصول على العقار السياحي للطرف القطري من أجل إنجاز مشاريع استثمارية في مجال السياحة .
ع.أسابع
اعتبر الخبير الإقتصادي، صالح بلوصيف، أمس الإثنين، أن انطلاق مشروع إنجاز مركب الحديد و الصلب ببلارة، يشكل حدثا على مستوى الاقتصاد الجزائري، و يأتي كمحور أساسي في الصناعة الجزائرية حيث تتوفر فيه البلاد خبرة و مخزون من العمالة و تحتل به موقعا على المستوى الجهوي و الإقليمي لصناعة الصلب، و من شأن المركب الجديد الدفع بالنشاط الصناعي المنتج، خاصة بعد إعادة هيكلة المؤسسات العمومية الاقتصادية و تحولها إلى مجمعات.
و أضاف الخبير الذي هو أيضا، رئيس لجنة الشراكة و تنمية الصادرات بالمجلس الوطني لترقية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة، أنه يعتبر تطوير هذه الصناعة في المنطقة استراتيجيا بالنسبة للجزائر و أنه جاء في إطار القاعدة 49/51 التي يمكن لها أن تنتج استثمارات كبيرة و على مستوى محاور صناعية و هي استثمار عربي – عربي « شراكة جزائرية- قطرية»،مشيرا في تصريح إذاعي إلى أن المركب سيوفّر مناصب شغل ومواد موجهة للسوق المحلية بمعيار و بجودة وبتنافسية لحماية السوق الجزائرية، مع فتح مجال تكنولوجي و قطب صناعي كبير في المنطقة و كل ما يدور به من سوق للمناولة، أي أنه ينتظر أن تنشأ عن المصنع مئات المؤسسات الصغيرة و المتوسطة التي لها علاقة بصناعة الحديد و الصلب و هي محاور مهمة لكل منطقة أفريقيا و للسوق الأوروبية.
و لفت الخبير، إلى أن مصنع بلارة، سيقلّص من فاتورة استيراد الحديد ومشتقاته، ويزيد في فاتورة التصدير. كما سيكرّس صورة أساسية للجزائر، و هي أنها بلد مفتوح للاستثمارات على المستوى الدولي في مجال الحديد و الصلب.
ق و