شهدت مدينة ورقلة أمس وقفة أمام دار البلدية احتجاجا على قرار استخراج الغاز الصخري واستغلاله، بمشاركة وجوه وقيادات سياسية من أحزاب معارضة دعت إلى ضرورة الاستجابة لمطلب السكان وتحدثت عن خطورة استغلال هذا النوع من الطاقة على البيئة والإنسان، قبل أن يتفرق الجميع في هدوء تام.
انتقل الحراك المناهض لاستغلال الغاز الصخري أمس إلى مدينة ورقلة إلى الشمال من عين صالح، حيث نظم الآلاف من المواطنين وقفة احتجاجية أمام دار البلدية رفعوا خلالها لافتات وشعارات مثل « صامدون ..صامدون للغاز الصخري رافضون» و» لا للغاز الصخري» وشعار « لا شمال لا جنوب ..الجزائر في القلوب» تعبر عن رفض سكان المنطقة قرار الحكومة استغلال الغاز الصخري بعين صالح وغيرها من مناطق الجنوب.
و قدرت وكالة الأنباء الجزائرية عدد المشاركين في التجمع بساحة دار البلدية بالمئات وقالت أن الحركة الاحتجاجية كانت سلمية، وقد شارك في هذا التجمع الاحتجاجي قيادات ورؤساء أحزاب من تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي وهيئة التشاور التابعة لها على غرار محمد ذويبي رئيس حركة النهضة، وسفيان جيلالي رئيس حزب جيل جديد، ومحسن بلعباس رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، والطاهر بن بعيبش رئيس حزب الفجر الجديد، ونور الدين بحبوح رئيس حزب اتحاد القوى الديمقراطية، وفعاليات مدنية و نشطاء من تنظيمات شبانية أخرى على غرار «تنسيقية البطالين»، تداولوا كلهم على الكلمة وأكدوا وقوفهم إلى جانب مطالب سكان المنطقة ورفضهم استخراج الغاز الصخري لما يمثله من خطر على البيئة وعلى الثورة المائية بوجه خاص.
و يجدر الذكر أن الحركة الاحتجاجية كانت سلمية و قد جرت في هدوء تام وتنظيم محكم ولم يتخللها أي انزلاق أو حادث قد يعكر صفوها، تحت أنظار عناصر من قوات الدرك والشرطة الذين سخرتهم السلطات العمومية تحسبا لهذا الحدث.
وفي حدود منتصف النهار والنصف بدأت الجموع التي شاركت في الوقفة في مغادرة ساحة مقر بلدية ورقلة في هدوء تام، سبقته قراءة لائحة ختامية من «اللجنة الشعبية لمناهضة الغاز الصخري» أكدت تجندها المستمر و عزمها مواصلة التعبئة حتى تتراجع الحكومة عن قرار استغلال هذا النوع من الطاقة بالمنطقة، و إسقاط كل المشاريع في هذا الاتجاه.
وبالموازاة نظم المحتجون ضد الغاز الصخري أيضا مسيرة لهم بمدينة عين صالح جابت أهم الشوارع الرئيسة بالمدينة طيلة الفترة الصباحية رافعوا خلالها هم أيضا شعارات تطالب بالوقف الفوري لعملية الحفر لاستخراج الغاز الصخري بالمنطقة، وهو المطلب الرئيس الذي رفعه المحتجون في هذه المدينة منذ مدة، وكانت اللجنة الشعبية لمناهضة الغاز الصخري قد برمجت مسيرة كل يوم سبت بعين صالح مواصلة للاحتجاج.
محمد عدنان