فايز السراج يشيد بدعم الجزائر المستمر لليبيا في الظروف الصعبة التي تمر بها
أبرز رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، أمس الثلاثاء، أهمية دعم الجزائر المستمر لبلاده في الظروف الصعبة التي تمر بها. و قال السراج في تصريح للصحافة، عقب الاستقبال الذي خصّه به رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أمس، «تناولنا الوضع في ليبيا ودعم الجزائر المستمر في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها ليبيا»، معتبرا أن هذا الموقف يجسد «العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط البلدين».
وأضاف المسؤول الليبي، بأن الرئيس بوتفليقة "برصيده السياسي وخبرته وحنكته، أشار خلال اللقاء إلى الكثير من الأمور التي يجب الانتباه إليها في هذه الفترة الحرجة"، وهو ما يصب - مثلما قال - في إطار "التشاور المستمر مع أشقائنا في الجزائر".
من جهة أخرى، أشاد السراج بالعلاقات "المتميزة" التي تجمع البلدين والشعبين الجزائري والليبي عبر التاريخ، مشيرا في هذا الشأن، إلى أن هناك "الكثير من الشراكات التي تجمع ليبيا والجزائر، سواء الاقتصادية منها أو الاجتماعية بالإضافة إلى شراكات أمنية وغيرها نحتاج إلى الاستمرار فيها والاستفادة القصوى منها".
للإشارة، جرى اللقاء بحضور الوزير الأول عبد المالك سلال، وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، ونائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح.
و غادر السراج الجزائر بعد ظهر أمس بعد زيارة رسمية دامت يومين، شكلت فرصة جديدة للبلدين من أجل مواصلة التشاور بشأن العمل المشترك وتبادل الرؤى، وبالخصوص حول التطورات السياسية بليبيا حيث تمت الدعوة من جديد إلى مصالحة حقيقية بين أبناء الشعب الليبي، باعتباره المسؤول الوحيد على حلّ الأزمة التي يمر بها هذا البلد.
وقد تناولت مقابلات الوفد الليبي مع المسؤولين الجزائريين المسيرة السلمية بليبيا والتطورات الحاصلة في ظلها حيث أعاد الجانبان التشديد على ضرورة انتهاج الحوار بين الليبيين كسبيل أوحد باتجاه تحقيق مصالحة وطنية وضرورة تنفيذ الاتفاق السياسي المتوصل إليه في 17 ديسمبر الماضي وقطع الطريق أمام معرقليه.
وفي هذا الاطار قال محمد طاهر سيالة وزير ليبيا للشؤون الخارجية الذي رافق رئيس حكومة الوفاق الوطني في زيارته إلى الجزائر أن السلطات الليبية تعول على الجزائر، الدولة الداعمة للاتفاق السياسي ، في "استعمال علاقاتها الوطيدة في بعدها الاقليمي وبعدها الدولي لتغيير وجهات النظر لبعض المعرقلين لهذا الاتفاق" .
ومن أجل الحفاظ على هذا الاستحقاق وجه المسؤولون الليبيون في هذه المناسبة دعوة للمجتمع الدولي ومجلس الأمن الذي أقر الاتفاق بل ذهب إلى أبعد من ذلك من خلال فرض عقوبات على المعرقلين من أجل مواصلة الضغط على الاطراف المعرقلة الى أن تقبل تنفيذه.
كما أن تواجد الوفد الليبي بالجزائر سمح بتجديد الدعم للحل السياسي للأزمة التي تعرفها ليبيا بما يعني الحوار والمصالحة الوطنية بين الليبيين لتجاوز أزمتهم الراهنة وتفادي أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية لبلادهم.
ففي لقائه خلال الندوة التي نشطها أول أمس مع وزير الخارجية الليبية، قال وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل "نحن قلنا منذ البداية اننا ضد التدخل الاجنبي في الشؤون الليبية ونحن كدولة جارة وكدولة لها تاريخ طويل مع ليبيا نعرف الشعب الليبي ونعرف قدرات رجاله ونسائه في حل مشاكلهم بأنفسهم" .
كما أكدا بالقول "نحن ضد تعدد المسارات والمبادرات لحل الأزمة الليبية وان المبادرة الوحيدة التي نؤمن بها ونرافق فيها الليبيين هي المبادرة الليبية المبنية على الحوار والمصالحة الوطنية" مشيرا هنا الى اجتماع رؤساء البلديات الليبية مؤخرا والذي وصفه ب"الاجتماع الهام " مبرزا "تزكية الجزائر لمثل هذا الحوار والمساهمة إن كان ممكنا في لم شمل الاخوة الليبيين جميعا".
وكان التعاون الثنائي حاضرا أيضا على أجندة محادثات المسؤولين الليبيين بالجزائر حيث كشف في هذا الإطار وزير الخارجية الليبي على اتفاق البلدين على البدء في إحياء فرق العمل الفنية في مختلف المجالات لتجتمع وتعد لاجتماع اللجنة العليا المشتركة على أن يكون ذلك قبل نهاية هذا العام .
من جانبه، أكد وزير الداخلية الليبي العارف الخوجة، أمس أهمية تفعيل عمل لجان الحدود بين الجزائر و ليبيا، مشيرا إلى توقيع عدة اتفاقيات تعاون ثنائي قريبا.
و في تصريح للصحافة عقب المحادثات التي جمعته بوزير الداخلية و الجماعات المحلية نور الدين بدوي، أوضح الوزير الليبي بشأن مسألة التنسيق الأمني بين البلدين "بأن العمل الأبرز في هذه المرحلة هو تفعيل لجان الحدود بين البلدين وذلك في إطار الاتفاقيات الموجودة بين الدولتين".
ق و