قال عبد الله جاب الله رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، أمس، أن حزبه نبه في أكثر من مناسبة إلى الخطر الذي يتهدد الدولة، في حال تهاوي أسعار البترول، مقدما حلولا لاستغلال عائدات النفط في تنمية الصناعة، الزراعة، وتحسين الخدمات، لبناء اقتصاد قوي لا يعتمد على الريع النفطي. وقال جاب الله في ندوة صحفية نشطها بمقر حزبه بولاية عنابة، بأن الحكومة ستقوم على المدى القريب مع تواصل انخفاض أسعار البترول برفع الدعم عن المواد الأساسية، ما سيؤدي إلى الندرة وارتفاع الأسعار، نتيجة العجز في الميزانية، والتي ستجبر الدولة أيضا على خفض الرواتب وتسريح العمال، بعد أن قامت على مدار السنوات الأخيرة بشراء السلم الاجتماعي.
ودعا رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية إلى فتح تحقيق فوري وجاد، للكشف عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وفاة الوالي السابق لولاية عنابة محمد منيب صنديد للتأكد من المعلومات التي تتحدث على إهانة المرحوم بمكتبه من قبل أشخاص نافدين بالولاية، وكذا تعرضه إلى ضغوط كبيرة، لمنح عقارات وامتيازات لصالح رجال أعمال بطرق غير قانونية، وقال جاب الله « من الضروري معرفة الحقيقة عن طريق التحقيق، لنفي أو تأكيد كل ما قيل في هذا الموضوع، لان إهانة الوالي تعتبر إهانة للدولة، وتصبح الحكومة يسيرها قانون الغاب». وحسب جاب الله فإن السلطة تعيش أزمة حقيقية مع انتهاء فترة البحبوحة المالية، لأنها لم تؤسس – حسبه – لوضع مشروع دولة جدي، مبني على سياسة واضحة تعتمد على مقوماتها الذاتية يشرك فيها الجميع دون إقصاء، داعيا في هذا الإطار « أصحاب القرار» الاستجابة إلى أهم مطالب تنسيقية الانتقال الديمقراطي، فيما يتعلق بسحب ملف الانتخابات من وزارتي العدل والداخلية، وتأسيس هيئة مستقلة لتنظيم الانتخابات، لضمان حق الشعب في الاختيار، وكذا وضع دستور توافقي يعبر على مقاومات الأمة، إلى جانب تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة، قائلا « هذه النقاط تعد مفاتيح الإصلاح السياسي في الجزائر». وفي رده على سؤال حول تراجع ظهوره في الساحة السياسية من خلال التجمعات الشعبية، أوضح بأنه تفرغ في الفترة الأخيرة إلى التأليف وتكوين الإطارات، حيث صدرت له عدة مؤلفات.
كما قدم عبد الله جاب الله قراءته حول بروز خطاب التطرف بالبلدان العربية التي تعرف أعمال عنف واقتتال على غرار العراق وسوريا، مشيرا إلى أن سياسة الظلم المنتشرة في العالم العربي، هي أحد الأسباب التي أدت إلى انتشار فكر « داعش «موضحا بان الجهود التي يقوم بها الجيش الوطني الشعبي في محاربة هذه الجماعات الإرهابية غير كافية، لوجود خلايا نائمة تتحرك سرا، يستوجب العمل على تحقيق العدالة الاجتماعية لقطع الطريق أمام أصحاب الفكر المتطرف لتجنيد الشباب.
وعن الانتخابات التونسية الأخيرة التي أفرزت اختيار الباجي قائد السبسي رئيسا جديدا، قال جاب الله « أنا ضد من يقول بأن التجربة الديمقراطية نجحت في تونس، المستقبل سيكون كفيلا بإثبات العكس لعدة اعتبارات».
ح. دريدح