أكد الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد، أول أمس، أن المركزية النقابية لن تسمح بالمساس بمنح المتقاعدين مهما كان الثمن، معتبرا إلغاء صيغة التقاعد المسبق الأكسجين الذي سيتنفس به الصندوق لتسديد مستحقات هذه الفئة من المجتمع، مشيرا في ذات السياق، إلى أن ملف التقاعد المسبق الذي يتخذه البعض مطية للإستقواء في هذه المرحلة، جاء في ظرف معين في التسعينات الذي أنتج ضرورة اللجوء لنظام التقاعد دون شرط السن الذي جاء كمرحلة ظرفية تحت ضغط صندوق النقد الدولي وتفاديا لتسريح العمال، مضيفا أنه اليوم يجب تحمل المسؤولية أيضا بقرار إلغاء هذا النوع من التقاعد بالنظر للوضع الذي يواجهه صندوق التقاعد من أزمة مالية.وجه الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي في كلمته الافتتاحية لندوة أعضاء الأمانة الوطنية وأمناء الاتحادات الولائية للنقابة، انتقادا شديد اللهجة للنقابات التي لا تلتزم بلغة الحوار والتشاور لحل مشاكل العمال، داعيا إياها لتبني ثقافة الحوار والتفاهم لزرع الهدوء و الإستقرار اللذين هما مفتاحا التنمية الاجتماعية والاقتصادية، معبرا عن استيائه من الإضرابات التي يشنها تكتل النقابات و التي اعتبرها نوعا من أنواع زعزعة الإستقرار الوطني وخلق البلبلة في أوساط العمال. كما دعاها لتفادي كل أنواع السبّ والشتم التي لا تخدم مصلحة العمال ولا مصلحة الوطن. وأوضح سيدي السعيد، أن ثقافة الحوار صعبة وتتطلب تضحيات غير أنها تكون دائما مفيدة للجميع، وهنا تطرق للمصالحة الوطنية التي أرست هذه الثقافة وأعادت الأمن والاستقرار للجزائر، وأصبح يضرب بها المثل في المحافل الدولية وتؤخذ منها الدروس والعبر.
وأشاد بالإتحاد العام للعمال الجزائريين الذي انتقل ـ مثلما أضاف ـ من مرحلة المطلبية إلى مرحلة الاقتراح والمشاركة الفعالة في القرارات المهمة، وذلك حسب سيدي السعيد دليل على النضج والوعي بمدى أهمية انتهاج طريق الحوار وتفادي كل مسالك زعزعة الإستقرار وزرع القلق.وأكد على أن الإتحاد العام للعمال الجزائريين كان على مدار السنوات فاعلا أساسيا في ضمان استقرار الوطن وحمايته من المؤامرات.
هوارية ب