تشاورنا مع الجزائر حول تطورات الأوضاع في ليبيا و مالي
شكلت العلاقات الثنائية الجزائرية الألمانية والوضع الأمني في الساحل موضوع اللقاء الذي جمع أمس الاثنين، وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل بكاتب الدولة البرلماني لدى وزير الدفاع الألماني، رالف بروكسييبي.
وفي تصريح للصحافة إثر المقابلة أوضح السيد بروكسييبي أن المحادثات «تناولت الوضع الأمني في منطقة الساحل لاسيما في مالي وليبيا للنظر كيف تتطور الأوضاع في هذين البلدين».
و أضاف المسؤول الألماني أن اللقاء تطرق أيضا للعلاقات الثنائية بين الجزائر و ألمانيا واصفا إياها ب»الجيدة».قبل ذلك كان السيد بروكسييبي قد استقبل من طرف وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة.
و كان مساهل، قد شدد أول أمس، على ضرورة تحقيق التنمية في الدول الإفريقية وإعادة الاستقرار إلى مناطق النزاع لوضع حد لظاهرة الهجرة التي تعاني منها القارة الإفريقية. وأوضح خلال مشاركته في محاضرة بعنوان «الهجرة في الأدب الافريقي» في إطار سلسلة اللقاءات «روح الباناف، دروب الغربة، مسارات الكتابة» المنظمة على هامش الطبعة الـ21 للصالون الدولي للكتاب بالجزائر - أنه ب»تفعيل سياسة تنموية حقيقية وإعادة الاستقرار لمناطق النزاع في إفريقيا قد يكون بالإمكان الحد من ظاهرة الهجرة». وقال الوزير إن «إفريقيا تعاني من هجرة داخلية بين بلدانها أكثر منها خارجية نحو الدول الغربية وعلى رأسها أوروبا»، مشيرا إلى أنه حسب التقديرات فإن «حوالي 20 مليون إفريقي مهاجرون داخليا، بينما لا تتجاوز نسبة المهاجرين الأفارقة نحو أوروبا الواحد بالمائة (1 بالمائة)». وأرجع مساهل سبب ضعف الهجرة الإفريقية نحو أوروبا إلى القوانين والاتفاقية التي وضعتها الدول الأوروبية للحد من هذه الظاهرة على غرار اتفاقية «شنغن». وفي هذا الصدد، لفت الوزير إلى أن «الصورة السلبية التي يتناقلها الإعلام الأوروبي عن الهجرة الإفريقية والتي تصور عكس الواقع»، معتبرا أن «الهجرة أصبحت في بعض الحالات ورقة سياسية تستعمل من قبل بعض الأطراف في الدول الأوروبية لأغراض سياسية بحثة».
وأشار إلى وجود «مشكلة حوار» بين البلدان مصدر المهاجرين والبلدان المستقبلة لهم، موضحا الهجرة الداخلية في إفريقيا تكون أساسا نحو الدول «أقطاب التنمية» كالجزائر ونيجيريا وجنوب إفريقيا.
وبخصوص دور الجزائر في مكافحة هذه الظاهرة، ذكر مساهل بأنها كانت السباقة في بعث الحوار حولها حيث احتضنت عدة اجتماعات بهذا الخصوص بين الدول الإفريقية والدول الأوروبية، كما شاركت في أول قمة حول الهجرة في لشبونة (2001)، شدد خلالها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على ضرورة تحقيق التنمية في بعض الدول الإفريقية للقضاء على هذه الظاهرة.
ق و