نيجيريا (3) = الجزائر (1)
تجرع أمس المنتخب الوطني مرارة أول خسارة في تصفيات مونديال روسيا، على أرض أكبر منافسيه على بطاقة التأهل، نتيجة عجز رفقاء براهيمي عن التحليق على نفس علو النسور الممتازة، التي أكدت على مدار التسعين دقيقة أنها المرشح الأبرز للتنافس على بطاقة العبور، من خلال كسر شوكة الخضر الذين ابتعدوا بخطوات كثيرة عن روسيا، لأن هزيمة أمس ضخت نقاطا مضاعفة في رصيد نيجيريا، التي صارت تقود السباق بفارق خمس نقاط، كفيلة بمنح رفقاء موزيس أفضلية على كافة الأصعدة.
و لئن كانت خسارة أمس التي قهقرت منتخبنا إلى ذيل ترتيب مجموعة الموت مبكرا، إلا أنها لا تعدم الحظوظ، رغم مرارتها ومنحها الأسبقية لمنافس لا يرفض “الهدايا”، ويركز كل جهوده على هذه المنافسة، نتيجة اضطراره للغياب عن كان الغابون 2017، في الوقت الذي صار لزاما على كتيبة ليكنس تنشيط أربع “نهائيات” فيما تبقى من المشوار، وترقب تعثر النسور في إحدى خرجاتها القادمة للعودة في السباق والسعي لجعل المباراة الأخيرة فاصلة ومصيرية، كما كان الحال في النسختين السابقتين أمام منتخبي مصر وبوركينافاسو، وفي انتظار ذلك تبقى هزيمة أمس غير قابلة للهضم، على الأقل في الظرف الراهن لجملة من المعطيات، على رأسها أن فوز نيجيريا لم يكن نتيجة قوتها وسيطرتها على الكرة واللعب، و تحقق بسبب هدايا قدمها بلقروي و ماندي في محور دفاع لعب بسذاجة فاجأت المتتبعين، في الوقت الذي ضيع لاعبونا كرات بالجملة، تجسيد نصفها كان كفيلا بتغيير مجرى المباراة، ومعها النتيجة النهائية التي يتفق الجميع على أنها لا تعكس فيزيونومية اللقاء.
ومن سلبيات موقعة أيو النيجيرية أن الناخب الوطني الجديد، ورغم تسلمه المهام في الفترة الأخيرة، لم يحسن قراءة المباراة، فجاءت بعض خياراته محل انتقاد، ورغم ان خطوط التشكيلة الوطنية افتقدت إلى التوازن، جاءت تغييرات التقني البلجيكي متأخرة و لم تحمل بصمته ولا لمسته، علاوة على أن التحضير النفسي للمباراة لم يكن في مستوى الحدث، حيث غابت “القرينتا” والروح القتالية عن أداء لاعبينا، على اعتبار أن مواجهة منتخب بحجم نيجيريا على أرضه تتطلب كسب الصراعات الثنائية والفوز بكل الكرات الثانية وتجسيد أنصاف الفرص، وجميعها عوامل كانت غائبة أمس في منتخب ظل لوقت قريب يقدم على أنه الأفضل إفريقيا.
وبالعودة إلى أجواء المباراة، فقد دخلها رفقاء مبولحي بشكل جيد، حيث بادروا بنقل الخطر والكرة إلى معسكر المنافس، في محاولة للرمي بالضغط في الجهة المقابلة وهو ما كان لهم، رغم أن المدافع المحوري بلقروي بادر بالكشف عن عيوب الخط الخلفي بداية من الدقيقة السابعة، أين ارتكب خطأ فادحا بتضييع كرة سهلة، لحسن الحظ لم يستغلها السريع موزيس، الذي جانبت قذفته إطار المرمى، وهو الإنذار الذي رد عليه منتخبنا بثلاث فرص افتقدت إلى التركيز والفعالية، حيث لم يؤطر تايدر كرته (د15) وسوء تعامل ثنائي ليستر محرز وسليماني (د18) مع كرة سانحة انتهت في الديكور، وبحلول الدقيقة الرابعة والعشرين تغيرت المعطيات، بإحراز النسور هدف التقدم من “هدية” قدمها لها بلقروي، الذي حضر كرة لموزيس داخل منطقة العمليات بطريقة “ساذجة”، سمحت لأخطر لاعب نيجيري من هز شباك مبولحي وأخذ الأسبقية المعنوية، ليأتي رد فعل الخضر عن طريق براهيمي الذي ختم عملا هجوميا جيدا بكرة على طبق تجاه بن طالب(د36) الذي روض الكرة باليمنى داخل منطقة الست أمتار ووضعها فوق الإطار باليسرى بطريقة غريبة تؤكد افتقاد لاعبينا إلى التركيز واللمسة الأخيرة، وفيما تفنن لاعبونا في إهدار كرات سهلة في الدقائق 37 عن طريق تايدر و39 بواسطة سليماني الذي كان خارج الإطار، قدم ماندي “هدية” ثانية للمنافس ، بعد أن كسر مصيدة التسلل، حسب الحكم المساعد الذي أساء التقدير، ما سمح للقائد أوبي ميكال من إضافة الهدف الثاني في توقيت جد حساس، ليختم تايدر الشوط بإهدار كرة هدف بعد تدخل مدافع نيجيري أخرج الكرة إلى الركنية.
بعد الاستراحة تغيرت فيزيونومية المباراة كليا، نتيجة تحكم لاعبينا في الكرة واللعب، وفرضهم حصارا على المنتخب النيجيري في منطقته، لكن غياب الفعالية والتجسيد حرم منتخبنا من العودة في النتيجة، بداية بتفويت محرز فرصتين سانحتين (د51) و(د52) ثم تعامل سليماني برعونة مع كرة سهلة (د56) وفشل تايدر في وضع كرة جيدة من بن طالب داخل الإطار (د58)، و رغم أن محرز أنهى عملا “استعراضيا” بتمريرة نحو بن طالب، الذي أسكن الكرة في الزاوية التسعين من على بعد 20 مترا، معيدا المنتخب إلى أجواء المباراة، في توقيت مناسب (د66)، إلا أن تايدر ورفاقه واصلوا تضييع الكرات التي كانت أخطرها في الدقيقة الثمانين، أين نفذ تايدر مخالفة مباشرة استعمل الحارس النيجيري كامل براعته لتحويل مسارها إلى الركنية، قبل أن يطلق موزيس رصاصة الرحمة على الخضر في الدقيقة 90+2 إثر هجوم مرتد، أنهى اللقاء ورهن حظوظ منتخبنا الذي عاد إلى نقطة الصفر.
نورالدين - ت