حلم ساركـــوزي بالعودة لرئاســة فرنســـا يتبخر
في مفاجأة مدوية، خرج الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي مبكراً من سباق انتخابات الرئاسة الفرنسية المقررة منتصف العام المقبل، بعد خسارته في الدورة الأولى من الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي، معلناً اعتزاله العمل العام وانسحابه بشكل كامل ونهائي من الحياة السياسية. وتصدر رئيس الوزراء الفرنسي السابق فرنسوا فيون بفارق كبير الدورة الأولى من الانتخابات التمهيدية قبل جولة الإعادة لانتخاب مرشح اليمين في رئاسيات 2017.
بعد «الهزيمة»، التي طالت صديقة المغرب هيلاري كلينتون، أمام الجمهوري «دولاند ترامب»، صديق آخر للرباط يخسر معركة الوصول إلى الرئاسة، وهذه المرة في فرنسا. حيث انتهت رحلة نيكولا ساركوزي، الرئيس السابق لفرنسا، المعروف بعلاقاته القوية مع المغرب، نحو الاليزيه مبكرا، عقب خسارته في الدورة الأولى من الانتخابات التمهيدية لليمين والوسط، التي جرت، يوم الأحد.
وأعلن ساركوزي انسحابه من الحياة السياسية بعد هزيمته في الدورة الأولى من الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي. التي تصدرها رئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون بفارق كبير الدورة الأولى من الانتخابات البالغة الأهمية بالنسبة للانتخابات الرئاسية في ربيع 2017. وخلافا للتوقعات، حصل ساركوزي على 21 بالمائة فقط من الأصوات، بفارق كبير خلف رئيس وزرائه السابق فيون الذي حصل على 44.1 بالمائة من الأصوات وهو ما شكل مفاجأة. وأعلن ساركوزي أنه سيصوت لصالح فيون خلال الدورة الثانية للانتخابات الأحد المقبل.
واعترف ساركوزي، بأنه لم «يتمكن من إقناع غالبية المصوتين» لكنه أكد أنه « يحترم إرادة الناخبين ويتفهم قرارهم القاضي باختيار مسؤولين سياسيين جدد لتسيير البلاد في المستقبل». مؤكدا أنه سيترك العمل السياسي ليكرس وقته لحياته الشخصية ولعائلته. وقال: «لقد حان الوقت لكي أعيش حياتي الشخصية بشغف».
أما المنافس التاريخي لساركوزي، رئيس الوزراء الأسبق ورئيس بلدية بوردو (جنوب غرب) آلان جوبيه، فحصل على 28.1 بالمائة من الأصوات، ما يعني أنه سيواجه صعوبة خلال الدورة الثانية للانتخابات الأحد المقبل. و قال جوبيه «هذه الدورة الأولى تشكل مفاجأة، الأحد المقبل سيشكل مفاجأة أخرى إذا أردتم (ذلك) أنتم وأنا».
سقوط ساركوزي المدوي، وهو الذي كان يحلم بالعودة إلى الاليزيه، جاء بعد أقل من أسبوعين على كشف تفاصيل التمويل الليبي الذي حصل عليه ساركوزي خلال حملته الانتخابية عام 2007، بعد أن خرج رجل الأعمال الليبي-الفرنسي زياد تقي الدين في حوار تلفزيوني، وجدد اتهامه لساركوزي بالمشاركة مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في عمليات فساد وتمويل غير شرعي.
وذكر تقي الدين إن الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، مول حملة ساركوزى بـ5 ملايين يورو، مشيراً إلى أنه كان وسيطاً بين الرئيس الأسبق و القذافي، ونقل تلك الأموال من عبد الله السنوسي، رئيس جهاز مخابرات القذافي السابق، إلى ساركوزي ومدير حملته كلود جيان. وكشف رجل الأعمال أنه سلم القضاة في فرنسا، شهادة خطية منه في 12 نوفمبر، يذكر فيها تفاصيل نقل الأموال النقدية، بين عامي 2006 و2007، ولقاءاته مع جيان و ساركوزى، وأقر إنه ارتكب هذا الخطأ بالفعل «المساهمة في تمويلات غير مشروعة».
وعُرف عن نيكولا ساركوزي علاقته القوية بالملك محمد السادس، وهو ما عبر عنه خلال أحد المؤتمرات التي أقيمت في أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة، عندما أعلن عن دعمه لمغربية الصحراء الغربية، وثناؤه الكبير على الملك محمد السادس ووصفه له بالرجل الحكيم الذي جنب بلاده الدخول في أزمة عند اندلاع الربيع العربي. بالمقابل تهجم مرات كثيرة على الجزائر ولمح إلى احتمال انهيار الاقتصاد الجزائري بسبب تراجع أسعار النفط، وهي التهجمات التي ساهمت بشكل كبير في إجهاض حلم ساركوزي بالعودة إلى قصر الاليزيه.
أنيس نواري