تنقضي سنة 2014 على وقع دخول الصناعة الميكانيكية الجزائرية عهدا جديدا من خلال تدشين مصنعي صناعة السيارات النفعية السياحية والعسكرية بكل من وهران وتيارت.
"رونو" و" مسيدس".. علامتان عالميتان رائدتان في صناعة السيارات بمختلف أنواعها، تحطان الرحال في غرب الجزائر لتعلنان قبل نهاية العام 2014 بداية حركية جديدة للصناعة الميكانيكية في الجزائر وما ينعكس عنها من تغيرات مجتمعية وإقتصادية، مثل الشراكة في إطار رابح –رابح ومناصب شغل لشباب المناطق التي تحيط بالمصنعيين، وهذا في إطار سياسة الدولة الرامية لإعادة بعث الصناعة الميكانيكية التي رسمت عهدا ذهبيا في تاريخ الجزائر المستقلة.
26 أكتوبر 2014، أشرف نائب وزيرالدفاع الوطن يرئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح على تدشين مصنع لصناعة السيارات من علامة «مرسيدس بنز» بعين بوشقيف بولاية تيارت، حيث حضرالفريق أحمدقايدصالح إنتاج أول سيارتين من نفس العلامة وتلقى شروحات حول عملية التركيب بالورشة النموذجية التي ستبدأ بها عملية الإنتاج بعد عامين من إنشاءالشركة الجزائرية لصناعة السيارات من علامة مرسيدس بموجب توقيع القوانين الأساسية الخاصةبهاف ي 29 جويلية 2012، وتتكون هذه الشركة من ثلاثة مساهمين رئيسين حيث يمتلك الطرف الجزائري المتمثل في شركة تطويرصناعات السيارات التابعة لمديرية الصناعة العسكرية بوزارة الدفاع الوطني 34 بالمائة من الأسهم،و الشركة الوطنية للعربات الصناعية 17 من المائة، مما يوفي نسبة 51 بالمائة للطرف الجزائري، بينما يمتلك المساهم الثاني الطرف الإماراتي المتمثل في صندوق الاستثمارالاماراتي « اعبار» 49 من المائة من الأسهم فيما يعتبرالطرف الألماني المتمثل في شركة»ديملر» شريكا تكنولوجيا.
وتقدر الطاقة النظرية لإنتاج هذا المصنع 6000 مركبة في السنة من نوع سيارات (سبرينتر) الموجهة لمختلف الاستعمالات و2000 وحدة من نوع سيارات(جيكلاس) رباعية الدفع من الصنف (ج) الموجهة للإغراض العسكرية وشبة العسكرية.
وحسب ممثل الشريك الألماني فأن التكنولوجيا المستخدمة في إنتاج السيارات بهذا المصنع هي بنفس معايير تلك المستخدمة بألمانيا والنمسا مركزاعلى نقل هذه التكنولوجيا إلى اليد العاملة الجزائرية المكونة حاليا من 16 مهندسا ويخضع 120 متربصا من خريجي مراكز و معاهد التكوين لمرحلة أخرى من التكوين بمعهد تقنيات السيارت كتقنيين في شعب الميكانيك العامة و ميكانيك السيارت والصيانة والهياكل.
وبعد أسبوعين فقط وبالضبط يوم 10 نوفمبر 2014، أشرف الوزير الأول عبد المالك سلال رفقة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على التدشين الرسمي لمصنع «رونو» بوهران حيث أخرج سلال أول سيارة سيمبول الجديدة من المصنع وهذا بعد عامين عن إبرام اتفاق الشراكة خلال الزيارةالتي قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر في ديسمبر 2012 بمبلغ مالي يقدربـ 50 مليون أورو للمرحلةالأولى ومضاعفته ليصل 800 مليون أورو في مرحلة متقدمة من الإنتاج. حيث 50 بالمائة من أشغال المصنع قامت بها المؤسسةالوطنية للعربات الصناعيةالتي تملك 34 بالمائة من أسهم المصنع فيما 17 بالمائة منها تعود للصندوق الوطني للإستثمارو49 المتبقية للشريك الفرنسي. وأبرمت الأطراف الثلاثة يوم الخميس 30 جانفي 2013 بالرويبة،إتفاق تأسيس شركة «رونو الجزائر إنتاج» المشرفة على تصنيع سيارات رونو بوادي تليلات في وهران.
ومع نهاية 2014، أي بعد ما يقارب الشهرين من تدشين المصنع، تم إنتاج 1400 مركبة حسب الرئيس المدير العام لشركة رونو برنارد سونيلاك الذي أوضح خلال ندوة صحفية أثناء فعاليات صالون السيارات غرب بوهران، أنه بعد الجدل الذي نتج إثر الإعلان عن سعر سيمبول والذي يفوق 120 مليون سنتيم، سيتم في 2015 إنتاج ذات السيارات ولكن دون خدمات الرفاهية أي من المستوى الثاني وهذا لتلبية طلب الزبائن وتمكينهم من الشراء بأقل من 100 مليون سنتيم، مضيفا أن وتيرة الإنتاج ستصل ل 100 سيارة يوميا من أجل بلوغ الهدف المتضمن في الإتفاقية وهو 25 ألف سيارة سنويا في المرحلة الأولى التي ستدوم حوالي سنتين، وستشغل 350 عاملا. بينما سيمكن هذا المشروع حسب نفس المتحدث، من تفعيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لإنتاج التجهيزات المطلوبة لصناعة السيارات مثل جوكتال ومورتال اللتين تزودان رونو بمختلف المنتوجات في إطار المناولة.
هوارية ب