الرســوب والتســرب من الأســباب المؤديــة لظــهور أشكــال العــنف
كشفت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط ،أمس السبت من بسكرة، أن هذه السنة لن تعرف تغييرا في نمط امتحانات شهادة البكالوريا والتي ستشهد تحسنا في نوعية الأسئلة وأشارت أن المقترحات التي تم التوصل إليها مع الشريك الإجتماعي المتضمنة تقليص عدد الأيام والتقويم المستمر هي موجودة على طاولة الحكومة ومجلس الوزراء للفصل فيها .
وأكدت خلال افتتاح الورشة الوطنية للمعالجة البيداغوجية التي احتضنتها متوسطة بشير بناصر ببسكرة ، أن الرهان اليوم يتمثل في تحسين الممارسات البيداغوجية وبلوغ الجودة والإنصاف للجميع في إطار تنفيذ إصلاح المنظومة التربوية ودعت في هذا الإطار الأسرة التربوية للتجنيد لتقديم تعليم نوعي لأطفالنا. من جهة أخرى اعتبرت أن وضعيات الرسوب المدرسي تدفعنا إلى تعميق التفكير حول نجاعة سياسات المرافقة البيداغوجية المعتمدة كون الرسوب والتسرب المدرسي يمكن لهما أن يكونا من الأسباب المؤدية لظهور أشكال محتملة للتعبير العنيف ضد الآخرين وضد الذات و كذا الانتحار ، الأمر الذي جعل المعالجة البيداغوجية أحد الخيارات لتناول مسألة الرسوب المدرسي وأحد الإجراءات لمكافحة حالات العنف المحتملة. وفي حديثها عن هذه الظاهرة أكدت أنها ينبغي أن تعالج في إطار جماعي شامل وهيكلي و كل طرف عليه تحمل مسؤوليته، مشيرة إلى أن وزارتها تأخذ على عاتقها حصتها من هذه المسؤولية الجماعية وستواصل ذلك في إطار مسعى معمق ونظامي يشمل في المقام الأول الجانب البيداغوجي زيادة على الجانب النسقي والتنظيمي.
الوزيرة وبعد أن أشادت بالدور الذي تقوم به وسائل الإعلام، دعت إلى اجتناب الخطابات التشاؤمية والسوداوية التي تولد القلق عند التلاميذ والأولياء مع كل ما قد يترتب عن ذلك من انعكاسات. وأكدت في هذا السياق، على ضرورة التجنيد الذي يعزز الشعور بالمواطنة والحس المدني و اقتراح إجراءات عميقة وجماعية في مجال مكافحة العنف.
ومن بين الإجراءات المتخذة ذكرت الوزيرة المعالجة البيداغوجية التي تعتبر من بين الإجراءات غير المباشرة لمكافحة العنف التي تقدم حلولا للتلاميذ الذين يجدون أنفسهم في حالة رسوب مدرسي قد تولد نوعا من الإحباط وتجعلهم يقومون بأفعال غير لائقة وعنيفة ما جعل هذه القضية من بين أولويات الوزارة التي أطلقت دراسة لإحصاء وتحليل الأخطاء المتكررة التي يرتكبها مترشحو الامتحانات الوطنية. وفي السياق أكدت الوزيرة أن الرهان اليوم هو جعل أكبر عدد من التلاميذ ينجحون في دراستهم بمراعاة قدرات كل واحد منهم واعتبارا من كونهم ليسوا كتلة متجانسة من حيث الذكاء ووتيرة التعلم يجب وضع إستراتجية تربوية تعليمية تأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية ضمانا لتكافؤ الفرص واعتبرت في هذا الصدد أن التسرب المدرسي ينتج عن عدم التكفل بصعوبات التعلم عند التلميذ .
و جددت الوزيرة تأكيدها بأن التكوين سيكون متواصلا لمعرفة الصعوبات التي تواجه التلاميذ إلى جانب عزم وزارتها بالتنسيق مع المصالح المختصة محاربة ظاهرة العنف في الوسط المدرسي.
ع/ بوسنة