كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، بان مصالحه تستقبل سنويا حوالي 220 طلب لاعتناق الإسلام، ناهيك عن عشرات الطلبات تستعمل بهدف تسهيل عقود الزواج. وأعلن إطلاق عملية وطنية لإحصاء الأئمة الذين هم بحاجة لمسكن، وقال بان مصالحه تعمل على توفير سكنات وقفية وظيفية. محذرا من»الاختراقات الفكرية التنصيرية» التي «تحاول الدخول إلى الجزائر» تحت غطاء عمل كنائسي، غير أنها في الواقع هي «عمل صهيوني» يستخدم إغراءات مالية.
أكد وزير الشؤون الدينية، بان مصالحه أطلقت عملية وطنية لإحصاء احتياجات الأئمة في مجال السكن، وقال بأن قطاعه يتعاون مع وزارة السكن لتلبية هذا المطلب إلى جانب عمل قطاع الشؤون الدينية من خلال توفير سكنات وقفية وظيفية وذلك عن طريق بناء سكنين وظفيين عند بناء كل مسجد جديد. وأوضح الوزير، لدى إشرافه، على اختتام دورة «التكوين التحضيري في اللغة الفرنسية لفائدة الأئمة المنتدبين لدى مسجد باريس»، «إن الإمام الجزائري يقوم بواجبه على أكمل وجه، وعلى الدولة تمكينه من حقوقه كاملة، وعلى رأسها السكن»، مشيرا إلى أنه تم إطلاق عملية وطنية لتحديد احتياجات الأئمة من السكن، وهذا بالتنسيق مع وزارة السكن حيث سيتم بناء سكنات وظيفية بمعدل سكنين عند بناء كل مسجد جديد.
وتحدث الوزير عن المخاطر الفكرية التي يتوجب على الأمام مواجهتها لتحصين المجتمع، وقال بأن الأئمة يدافعون عن الإسلام الوسطي المعتدل، نافيا وجود أي مخاوف من تسلل الفكر «الداعشي» إلى مساجد الجزائر، قائلا «لا خوف على الجزائريين من «داعش»، مضيفا: «نرفض أن تكون الجزائر ساحة لمعركة افتراضية لا تعنيها». واعتبر عيسى تكوين الإمام ركيزة مهمة لمواجهة التحديات المعاصرة وتحصين المجتمع الجزائري، منددا في ذات الوقت بـ «الاختراقات الفكرية التنصيرية» التي «تحاول الدخول إلى الجزائر» تحت غطاء عمل كنائسي، غير أنها في الواقع هي «عمل صهيوني» يستخدم إغراءات مالية.
وشدد محمد عيسى على دور الأئمة المنتدبين خارج الوطن في تحصين الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج والحفاظ على المرجعية الدينية الجزائرية، موضحا أن دور الأئمة المنتدبين في الخارج لا ينحصر في جانب التأطير الديني فقط. واعتبر هذا التحصين بمثابة مساهمة في الدفاع عن الوطن ومرجعيته الدينية الوسطية خاصة لدى أبناء الجالية لحمايتهم من مختلف الأفكار «الهدامة»، لا سيما في ظل موجة التشويه التي تطال صورة الإسلام في الغرب».
وفي هذا الإطار، ألح الوزير على ضرورة التكوين المستمر للأئمة الجزائريين المنتدبين بالخارج وتفعيل دورهم للمساهمة في نشر الصورة الحقيقية للدين الإسلامي، خاصة في سياق تسجيل إرهاصات تهدف إلى إعادة خريطة العالم الإسلامي. وأضاف عيسى أن الأئمة الذين تم انتدابهم في فرنسا سيتلقون تكوينا إضافيا في الجامعات الفرنسية، بهدف الاطلاع على ثقافة هذا البلد، وحتى يتعرفوا على حقوقهم أيضا، كما سيستفيد الأئمة المنتدبون إلى فرنسا من تكوين حول موضوع اللائكية، باعتبارها مرجعية سياسية في فرنسا.
وحسب الوزير، فإن هذه الدورة التكوينية تأتي تجسيدا لاتفاقية التعاون التي أبرمت مؤخرا بين الجزائر وفرنسا في مجال تكوين الأئمة الجزائريين بفرنسا التي يتواجد بها 170 إمام، حيث سيتلقون تكوينا حول ثقافة هذا البلد، مضيفا أن تنظيم مثل هذه الدورات التكوينية سواء في الوطن أم خارجه يندرج في إطار مساعي قطاعه الرامية إلى مراجعة المنظومة التكوينية التي تشمل الأئمة المنتدبين في الخارج وأقرانهم في الوطن.
من جانب آخر ذكر الوزير بأن وزارته تستقبل سنويا مابين 200 و 220 طلب وثيقة تخص اعتناق الإسلام، ناهيك عن تسجيل حالات أخرى تعلن عن اعتناق للإسلام دون طلبها لهذه الوثيقة التي عادة ما تستعمل بهدف تسهيل عقود الزواج.
أنيس نواري