انتقدت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، أمس السبت من عنابة، مشروع قانون الصحة الجديد الذي يهدد حسبها مجانية العلاج بالنسبة لملايين الجزائريين من الفئات الهشة غير المؤمنين اجتماعيا والذي يصل عددهم إلى 15 مليون مواطن، على عكس تصريحات الوزير بحسب تعبيرها، لأن محتوي هذا القانون ـ كما قالت ـ يدخل القطاع الخاص في تسيير المؤسسات الإستشفائية العمومية في إطار الشراكة. و دعت حنون من جهة أخرى، إلى انسحاب الجزائر من عضوية الجامعة العربية التي وصفتها « بالجامعة العبرية» مشددة على أن الشعب الجزائري لن يقبل مشاركة الجيش الشعبي الوطني، في مبادرة قوة عربية مشتركة.
ودعت حنون في التجمع الشعبي التي نشطته صبيحة أمس بالمسرح الجهوي عز الذين مجوبي بعنابة، إلى التعجيل بالإصلاح السياسي لبناء مؤسسات قوية، والتحول الديمقراطي الحقيقي الذي يضمن التوازن بين جميع السلطات، عن طريق دستور جديد يعكس الإرادة الحقيقية بالقطيعة مع بقايا نظام الحزب الواحد الذي « نشر الفساد والمحسوبية، ومكّن للأغنياء الجدد والمفترسين» إلى جانب تقوية مكاسب الاستقلال والثورة عبر هذا الدستور الذي يتطلع الشعب به إلى المساواة بين أفراده في الحقوق والواجبات. وقالت زعيمة حزب العمال بأن تمرير تعديل الدستور على البرلمان دون الاستفتاء عليه شعبيا « سينزع عنه المصداقية لأن البرلمان الحالي لا يملك الشرعية والأهلية السياسية «
واستغربت حنون برمجة محاكمة المتهمين في ملفات الفساد الثقيلة في وقت واحد بعد تأجيلها عدة مرات، مشيرة إلى أن العدالة تتحرك فقط لما يتعلق الأمر بجرائم السرقة في الشارع، وكذا اعتقال ومحاكمة الشباب الذين يخرجون للاحتجاج، أما الذين نهبوا المليارات من الخزينة العمومية تؤجل محاكمتهم ويبعد بعضهم عن المحاسبة. وأكدت على ضرورة محاسبة أي مسؤول ورفع الحصانة عن الوزراء والنواب.
وأوضحت الأمينة العامة لحزب العمال، بأن ولاية عنابة تعيش في فوضى عارمة وهي على فوهة بركان بسبب تفشي المشاكل الاجتماعية، بسبب غياب سلطة تمثل الدولة في ظل شغور منصبي الوالي ورئيس الدائرة، و هوالوضع الذي تم بحسبها استغلاله لنهب العقار، والتلاعب بقوائم السكن الاجتماعي.
وعادت حنون للحديث عن ظروف وفاة والي عنابة السابق المرحوم محمد منيب صنديد، حيث جدّدت طلبها بفتح تحقيق، وأكدت أن حزبها لن يسكت على تسبب مافيا العقار في وفاته . وعرجت حنون على وضعية مصنع الحجار للحديد والصلب والمكاسب المحققة لإعادة تسييره وفق قاعدة 49.51 ، داعية إلى تأميمه كليا بسبب عدم وفاء الشريك الأجنبي بالتزاماته وجره إلى حافة الإفلاس، وطالبت أيضا بتأميم مركب فرتيال لإنتاج الأسمدة الأزوتية وإنهاء الشراكة من الأجانب.
وعلى الصعيد الإقليمي، حذرت الأمينة العامة لحزب العمال من قرار البنتاغون الأمريكي الأخير القاضي بمضاعفة عدد قوات «المارينز» في قاعدته العسكرية الموجودة في جنوب اسبانيا، حيث تهدف الولايات المتحدة بهذا الدعم العسكري حسبها، إلى التحضير للتدخل العسكري في شمال إفريقيا، وهي نوايا أمريكية تم الإعلان عنها سنة 2013 للتدخل العسكري في الجزائر وبفضل فطنة الشعب الجزائري تم تفويت الفرصة على الإدارة الأمريكية وحلفائها».
وقالت حنون بأن العملية الإرهابية، التي استهدفت متحف باردو في تونس كانت موجهة لكامل دول شمال إفريقيا، متسائلة لمصلحة من قامت المجموعة الإرهابية بقتل السياح الأجانب، مؤكدة على أن المنتفع الوحيد هي الإدارة الأمريكية التي تريد فرض قاعدة عسكرية في تونس وهو ما يرفضه الشعب التونسي وكذا الدولة، مع رفض الجزائر إقامة قاعدة «أفريكوم» في الجنوب مند سنوات، مشيرة إلى إن الضغط متواصل على الدولتين في هذا الشأن في ظل التنسيق الأمني الموجود بينهما وهو ما لا يرضي الإدارة الأمريكية التي تسعى لإقحام الجيش الجزائري في الحرب الدولية ضد « داعش» خارج الحدود.
ودعت لويزة حنون إلى انسحاب الجزائر من عضوية الجامعة العربية التي وصفتها « بالجامعة العبرية» مشددة على أن الشعب الجزائري لن يقبل مشاركة الجيش الشعبي الوطني، في مبادرة إنشاء جيش عربي، لأنه وجد لحماية السيادة الوطنية ومن غير المعقول أن يكون بجانب الجيش المصري الذي تمويله الإدارة الأمريكية، كما لا يمكن المشاركة مع أي جيش من دول الخليج الذين هم أدوات لخدمة الصهيونية.
حسين دريدح