يلتحق اليوم أزيد من 9 ملايين تلميذ في الأطوار التعليمية الثلاثة بمقاعد الدراسة، في ظل المستجدات التي يشهدها القطاع، من بينها إدراج 30 عنوانا جديدا تخص إصلاحات الجيل الثاني، وتوظيف أزيد من 10 آلاف أستاذ، فضلا عن تنسيق الجهود مع قطاعات وزارية لضمان النقل والإطعام، بهدف تحسين ظروف التمدرس وتحقيق تعليم نوعي.
جندت وزارة التربية الوطنية كافة الوسائل تحضيرا لانطلاق السنة الدراسية الجديدة، وحثت الإطارات على المستوى المحلي على متابعة النقائص التي يمكن الوقوف عليها قصد معالجتها في حينها، نظرا لخاصية الموسم الدراسي الجديد المتمثلة في استقبال أزيد من 9 ملايين تلميذ بزيادة تفوق 270 الف تلميذ مقارنة بالموسم الماضي، يتوزعون على أزيد من 26 الف مؤسسة تربوية، وهو ما اعتبرته وزيرة القطاع نورية بن غبريط بمثابة تحد فعلي، يتطلب تظافر الجهود، والسهر على توفير الظروف الملائمة لإنجاح انطلاق الموسم، الذي يشهد لأول مرة فتح المطاعم المدرسية في أول يوم للدراسة، بعد التأخر الفادح المسجل السنة الماضية.وستعطي وزيرة التربية إشارة انطلاق الموسم الدراسي صبيحة اليوم من ولاية ورقلة، وسيتمحور الدرس الافتتاحي حول المواطنة وسبل تكريس الحس المدني لدى التلاميذ، وفق ما كشفت عنه أمس للإذاعة الوطنية، موضحة أنها حرصت على تجميع كافة الظروف، وسعت للتنسيق مع مصالح الجماعات المحلية لمعالجة مشاكل النقل والإطعام المدرسي وكذا التدفئة، فضلا عن عقد لقاء مع الشركاء الاجتماعيين مساء أول أمس من أجل ضمان دخول مدرسي هادئ ومستقر، بتمكين النقابات من طرح المشاكل العالقة والبحث عن سبل معالجتها، في مقدمتها اكتظاظ الأقسام، متعهدة بتجاوز هذا الإشكال بصفة تدريجية باستلام المنشآت الجديدة على مستوى مناطق التوسع العمراني، معلنة في ذات السياق عن تدعيم القطاع ب 102 مؤسسة جديدة، في انتظار استلام هياكل أخرى شهر ديسمبر المقبل، معترفة بأن الوزارة لم تكن لديها نظرة استشرافية في بعض المناطق التي شهدت ترحيل السكان، كاشفة أيضا عن تسوية الملفات ذات الطابع المهني من بينها ترقية أزيد من 2500 عامل مهني، وتسوية وضعية بعض الرتب العالقة لفائدة 668 أستاذ، إلى جانب تحسين تسيير القطاع على المستوى المحلي، موضحة أن الرخصة الاستثنائية التي منحها الوظيف العمومي للإداريين والبيداغوجيين لاستغلال القوائم الاحتياطية تم التوصل إليها بالتنسيق مع الوزير الأول.
ويتزامن انطلاق السنة الدراسية مع تنظيم صالون الكتاب المدرسي عبر مختلف الولايات ابتداء من نهار أمس، حيث أشرفت الوزيرة على افتتاح المعرض بالعاصمة، مؤكدة على وفرة الكتاب المدرسي عبر مراكز التوزيع التابعة للديوان الوطنية للمطبوعات المدرسية، وكذا على مستوى 800 مكتبة معتمدة لبيع الكتب المدرسية، موضحة أن الكتب الجديدة الموجهة للسنوات الثالثة والرابعة ابتدائي وكذا الثانية والثالثة متوسط ستكون بدورها متوفرة بالمؤسسات التعليمية في غضون يومين من الدخول المدرسي، أو في العشرة أيام الأولى كأقصى تقدير، على اعتبار أن استعمالها لن يتم قبل 15 يوم للدخول المدرسي، التي ستخصص لأول مرة لتشخيص مستوى التلميذ ومدى تحكمه في التعلمات، مذكرة بطبع 65 مليون نسخة، من بينها 40 مليون نسخة تتعلق بالكتب الجديدة، في حين أفاد مدير ديوان المطبوعات المدرسية السيد عطوي، أن 90 بالمائة من الكتب المدرسية ستكون متوفرة بدْءا من اليوم على مستوى المؤسسات التربوية، وأن الأسعار ستكون موحدة على مستوى جميع نقاط البيع. وبشأن جانب التأطير أفادت نورية بن غبريط بأن القطاع سيلجأ إلى القوائم الاحتياطية الوطنية والولائية في حال تسجيل عجز من حيث عدد الأساتذة بسبب خروج عدد منهم على التقاعد المسبق، فضلا عن الاستعانة بالمتعاقدين بالنسبة للعطل قصيرة المدى، كعطل الأمومة، موضحة للإذاعة أنه خلال العام 2017 تم توظيف أزيد من 37 ألف أستاذ، من بينهم 10 آلاف أستاذ عن طريق مسابقات التوظيف، تم إخضاعهم إلى دورة تكوينية منتصف شهر أوت، في انتظار تنظيم دورات مماثلة في العطل الفصلية المقبلة.
وتسعى المسؤولة الأولى على القطاع لتحقيق التوافق مع الشركاء الاجتماعيين، وتشجيع الأولياء على مرافقة التلاميذ، لإنجاح إصلاحات الجيل الثاني، التي ترمي إلى تحسين الكفاءات العلمية للمتمدرسين، بالتركيز على التحليل والإدراك بدل الحفظ والتكرار، وتحسين الرصيد اللغوي للتلاميذ، وصولا إلى تحقيق مدرسة نوعية.
لطيفة/ب