استعرضت الفرقة الأولى المدرعة، الشهيد، دباش عبد الرحمان، بباتنة، أول أمس، قدراتها القتالية البرية على مستوى المركز الأول للتدريب ببريكة، وأبانت الفرقة خلال زيارة موجهة لفائدة وسائل الإعلام الوطنية عن قدراتها والمهارات القتالية لأفراد فرقة الكوكسول، وأكدت الفرقة جاهزيتها التامة للدفاع والذود عن الوطن في كل الظروف، وقد سمحت الزيارة التي أشرف على افتتاحها اللواء قويدر سلمان لوسائل إعلام من التعرف عن كثب على إمكانيات الفرقة الأولى المدرعة التي تعد من أهم وأبرز المراكز للمؤسسة العسكرية، بحيث تعد خزانا لإمداد الجيش الشعبي الوطني، بالمورد البشري المؤهل ذهنيا وبدنيا في مجال سلاح المدرعات.
الفرقة الأولى المدرعة ... من هنا مر الرئيس الراحل هواري بومدين
استهلت الزيارة الموجهة لوسائل الإعلام الوطنية، للمركز الأول للتدريب بمنطقة الضاية، بالإعلان عن التظاهرة، من طرف قائد الفرقة الأولى المدرعة اللواء قويدر سلمان، الذي أوضح في كلمته بأن الزيارة، تندرج ضمن مخطط الاتصال للجيش الوطني الشعبي لسنة 2024/2025، مؤكدا بأن تنظيم هذه النشاطات الاتصالية يأتي لتعزيز الرابطة – جيش أمة- من خلال تقريب المواطن من المؤسسة العسكرية، عبر وسائل الإعلام الوطنية واطلاعه عن كثب على مهام ونشاطات مؤسسات وهياكل الجيش الوطني الشعبي، مبرزا الدور الذي تضطلع به الفرقة الأولى المدرعة، من مهام عسكرية فضلا عن إتاحة الفرصة للشباب الجزائري للالتحاق بصفوف الجيش الوطني الشعبي من خلال الصرح التكويني للفرقة.
وبعد كلمة اللواء الافتتاحية، تم تقديم نبذة تاريخية عن مركز التدريب الأول للفرقة الأولى المدرعة، حيث أن المركز أنشئ في الفاتح أوت من سنة 1988 بالتلاغمة، قبل أن يتم تغيير اسمه من المركز الأول للتدريب لمختلف الأسلحة للفرقة الأولى المدرعة، إلى المركز الأول للتدريب للفرقة الأولى المدرعة الواقع بمنطقة الضاية التي تبعد عن مدينة بريكة بحوالي 25 كلم جنوبا، أين تنتشر عدة ثكنات عسكرية موزعة بالمنطقة على طول الطريق المؤدي إلى بسكرة وهناك منذ وصولنا للوهلة الأولى للتغطية الإعلامية، وقفنا على التجند والانضباط الواضح من طرف العسكريين عبر كافة الثكنات.
وتقدم أيضا قائد المركز الأول للتدريب العقيد شرقية تاج الدين بكلمة بالمناسبة، أبرز خلالها المهام التي يضطلع بها المركز الأول للتدريب للفرقة، من خلال ضمان متابعة تربص العسكريين لنيل شهادة مهنية عسكرية درجة أولى، للمنحدرين من صف تكوين الطلبة المتربصين في مختلف الاختصاصات، والمتمثلة في التكوين الأساسي المشترك للطلبة الرتباء المتعاقدين والطلبة الرتباء أفراد الخدمة الوطنية، والتكوين الأساسي المشترك للطلبة الجنود المتعاقدين والطلبة الجنود أفراد الخدمة الوطنية.
وخلال التجوال بمقر المركز الأول للتدريب عبر مختلف الورشات العسكرية، وقفنا على معرض للصور يبرز مراحل نشأة وتطور الفرقة، وكان الرئيس الراحل هواري بومدين من بين القادة الذين مروا على منطقة الضاية العسكرية ببريكة التي تضم مقر الفرقة الأولى المدرعة، وهذا مثلما أبرزه قائد بالجيش مشيرا عبر صور أخرى لنزول وزيارة عديد الوفود العسكرية الأجنبية للمنطقة وبمقر الفرقة منها وفد من البرتغال ومن الإمارات العربية ومن تونس.
تدريبات شاقة للكوكسول تتحدى التضاريس والأحوال الجوية
ويتولى المركز الأول للتدريب للفرقة الأولى المدرعة الشهيد ترغيني البوهالي، حسب شروحات الإطارات بمركز تكوين نظري وتطبيق متكامل لمختلف فئات الطلبة، من أجل تزويد وحدات القوات البرية بالمورد البشري المؤهل ذهنيا وبدنيا في اختصاص سائق دبابة، وقائد رهط، ورامي جوال، وذلك باعتماد أحدث الطرق المساعدة البيداغوجية بإشراف من مدربين أكفاء بما يضمن تكوين مقاتلين مسلحين بالروح الوطنية، وجاهزين لتطبيق متطلبات العمليات العسكرية في كل الظروف
وتضمن برنامج الزيارة للفرقة الأولى المدرعة ببريكة عرضا لفرقة الكوكسول التي أبان أفرادها عن جاهزية واستعداد للقتال، حيث قدموا استعراضات قتالية متنوعة، وكان أفراد الكوكسول وهم مرتدين الألوان الوطنية الأخضر والأحمر والأبيض، قد جسدوا عروضا متناهية الدقة تعكس العمل الدؤوب والتمرين المستمر للحفاظ على اللياقة البدنية والانضباط الدائم، الذي تفرضه المؤسسة العسكرية، وتفنن أفراد الكوكسول في استعراض المواجهات القتالية الفردية سواء بالأسلحة أو دونها متحدَيين النيران التي يخترقونها وصلابة الحجارة التي تكسر على أجسادهم.
وكانت الزيارة الموجهة لوسائل الإعلام فرصة للتعرف على مختلف القدرات والإمكانيات العصرية التي يستخدمها أفراد الجيش الوطني الشعبي، حيث أبرز قادة الفرقة وعلى رأسهم اللواء قويدر سلمان تلك المؤهلات عبر عديد الورشات المتمثلة في ورشة أسلحة المتن، وورشة الأسلحة الخفيفة، وورشة الهندسة، وورشة المدفعية، وورشة الإشارة، وورشة الألبسة، وورشة العيادة، وورشات الدبابات، وورشة قطع غيار الدبابات والفك والتركيب، ومقلد الدبابات الذي يتيح التمرين النظري والتطبيقي في آن واحد بطرق تكنولوجية عالية الدقة.
وبورشة التعايش أبرز إطارات بالجيش كيفية تكوين الفرد العسكري للقوات البرية للتأقلم في كافة الظروف الطبيعية مردفا أحدهم بأن الجزائر بلد قارة تضم تضاريس متباينة على الحدود ما يلزم العسكري على ضرورة مكابدة كافة الصعاب سواء تعلق الأمر بتنوع وصعوبة التضاريس أو بالتغيرات المناخية وتحول الجو، وفي هذا الصدد عرضت قوات الفرقة الأولى المدرعة طرق وكيفيات التعايش في الظروف التي لا تتوفر فيها مثلا مياه الشرب أو تلك التي قد تصادف العسكري بانتشار الملاريا وفي هذه الحالات يتم تكوين الفرد العسكري على طرق علمية منها تعقيم المياه بالحرارة وتصفية المياه بالحجارة والرمال وتجميع المياه بالرطوبة، وتصفية المياه بالرمل والحصى وقطع القماش، كما يتم تكوين الفرد العسكري على كيفية اتباع المسالك والاتجاهات الأربعة بالاستعانة بالنجوم ليلا.
أسلحة من صنع وطني ودبابتي تي 90 وبي أم بي 1 للردع والاختراق
وسمحت الأبواب المفتوحة لممثلي وسائل الإعلام الوطنية، بالتعرف على أهم سلاح بالمركز والمتمثل في دبابتي ت 90 وبي أم بي 1 وهما دبابتان من الأسلحة التي يعول عليها في المعارك البرية، سواء في الدفاع أو الهجوم لما تتميزان به من خصائص ردع واختراق في آن واحد، وهو ما بينه القائمون على جانب الأبواب المفتوحة المخصص لعرض الدبابات.
فبعد العرض المبهر لمربع الكوكسول، تم التوجه نحو ورشات عرض الأسلحة وما يتوفر عليه المركز سواء من أسلحة خفيفة أو ثقيلة والتي يتم تكوين الفرد العسكري على استعمالها على غرار البندقية الآلية كلاشينكوف، والبندقية القناصة، وقاذفة القنابل (أف أل جي) والرشاش أف أم والقاذف الصاروخي أرب جي 7 والناظم البوصلي البروسكوبي حيث يستعمل الأخير في تحديد الزوايا، وعرض إطارات الجيش ما توصلت إليه أيضا الصناعة العسكرية الوطنية منها المسدس الآلي كاركال وأسلحة أخرى تستعمل في التدخل العسكري.
وبالنسبة لدبابة ت 90 فتعد عربة قتال مجهزة بأسلحة وتمتاز بقوتها الردعية المؤكدة، وقدرتها على المناورة، وقد تم الوقوف على جاهزية استخدامها من طرف الأفراد العسكريين خلال عدة مناورات منها مناورة ليلية بالذخيرة الحية أشرف عليها الفريق الأول السعيد شنقريحة وكللت بالنجاح الباهر، والدبابة بها مدفع ورشاشين وهي مزودة بمركبات التسديد عالية الدقة ومجهزة بمنظومة تعمير آلية للمدفع، تسمح بالحصول على وتيرة عالية للرمي بالمدفع، كما أن الدبابة مزودة بوسائل تسديد تسمح لقائدها بالرمي على الأهداف الجوية والبرية من داخل الدبابة وتكون بوابتها مغلقة.
والدبابة ت 90 لها خاصية الحماية الديناميكية من وسائل التدمير الخارقة، وتتمتع بمنظومة إطفاء الحريق بداخلها أو خارجها، وتتوفر على مكيف كهرو حراري يضمن تحسين ظروف العمل داخل الدبابة، وهي أيضا مزودة بحماية تخفض فعالية أجهزة الكشف والتسديد للوسائل المعادية ومزودة بوسائل عبور الحواجز المائية.
وناهيك عن عربة دبابة ت 90 الخارقة، تتوفر بالمركز عربة دبابة أخرى هي بي أم بي 1 المعصرنة والتي تم تدريب أطقمها على الاستعداد لقيادتها وبدا كل فرد عارف بمهامه وطريقة التحكم في الدبابة التي تختلف عن دبابة ت 90 التي تسع لثلاثة أفراد عسكريين في كون بي أم بي 1 ناقلة للعسكريين وتسع لـ 10 أفراد، بحيث أن اثنين مهمتهما القيادة فيما الثمانية يتجهزون لاحتلال الميدان خلال المعركة، وناهيك عن مهمة هذه الدبابة في نقل العسكريين خلال المعركة لاحتلال الميدان فهي مزودة بأسلحة خارقة وفتاكة يصل مداها 8 كلم بصاروخ برق، وتقدر قدرتها بثمانية صواريخ يمكن إطلاق اثنين منها دفعة واحدة كل عشرة ثواني بحزمة ليزرية حسب الشروحات التي قدمها إطارات المركز.
وتتمتع دبابة بي أم بي 1 بخاصية أنها برمائية تخترق الأرضيات الترابية والمائية، وتقدر سرعتها في الطريق المعبدة بـ 60 كلم / ساعة وفي الطريق الترابية تتراوح بين 40 و45 كلم /ساعة في حين تقدر سرعتها في المياه بـ 7 كلم /ساعة وللتحكم في هذه الدبابات يتلقى الأفراد العسكريون تكوينا نظريا مسبقا في أجهزة عصرية متطورة عبارة عن دبابات افتراضية تحاكي الواقع تتواجد بورشات بيداغوجية أين طاف ممثلو وسائل الإعلام والجمهور، وتسمح أجهزة محاكاة من قيادة الدبابة وتوجيه الضربات وقبلها معرفة الأرضيات والخطط العسكرية الملائمة قبل أن يتلقى العسكريون تكوين تطبيقي ميداني بقيادة الفرقة المدرعة الأولى بمركز التدريب الأول.
يـاسين عـبوبو