أكد رئيس فيدراليـــة المستهلكين زكي حريز أمس أن رداءة نوعية مادة الخبز من بين أهم أسباب الإفراط في تبذيرها بما لا يقل عن 20 مليون خبزة في اليوم. وفي تعليقه على الأرقام التي نشرتها مؤسستا النظافة '' نات كوم '' وجمع النفايات، عن حجم الخبز الذي تم جمعه خلال تسعة أشهر بالعاصمة والمقدر بـ 90 طنا، أكد زكي حريز بأن ''إشكالية الجودة'' في الخبز مطروحة بحدة في أغلب المدن الجزائرية.
وذكر المتحدث في هذا الصدد مصرحا للنصر بأن المشكلة التي تواجه قطاع واسع من الأسر الجزائرية تتمثل في '' رداءة نوعية الخبز '' المسوق في أغلب المخابز إذ أنه بعد مرور سويعات على اقتنائه يتحول إلى أشبه بمادة بلاستيكية ما يصعّب استهلاكه، فيكون مآله '' الرمي '' في مختلف الأماكن التي يتولى المهتمون بجمعه.
وأضاف حريز '' طالما أن سعر الخبز يبقى مدعما من طرف الدولة لكل الشرائح الاجتماعية وطالما أن مشكل رداءة النوعية مطروح فإن حجم تبذير هذه المادة سيبقى مطروحا''، مشيرا إلى إن تقديرات الاتحادية الوطنية للخبازين تشير إلى أن ما لا يقل من 20 مليون خبزة '' ترمى '' كل يوم من أصل 50 مليون خبزة يتم طرحها للبيع في المخابز عبر الوطن.
وانتقد المتحدث بشدة نوعية '' الفارينا '' التي يصنع منها الخبز في الجزائر، والتي تأتي من مصدر القمح اللين ولكن دون قشور القمح و'' النخالة '' وهي مكونات – كما قال، ذات قيمة غذائية عالية، مسجلا في هذا الصدد بأن نزع '' قشرة القمح وإزالة النخالة بشكل كلي يجعل الفارينا ذات قمة غذائية غير ذات أهمية، وأكثر من ذلك فإن استهلاك الخبز غير المتوازن الخالي من الألياف كثيرا ما يسبب للكثيرين أعراض مرض '' القولون ''.
كما انتقد رئيس فدرالية المستهلكين اللجوء إلى الإفراط أحيانا في وضع بعض المضافات أو محسنات الخبز رغم كونها مواد كيمائية ضارة. وعاد زكي حريز ليدعو بالمناسبة إلى ضرورة إعادة النظر في نوعية الدعم المقدم حاليا للمواد الغذائية الأساسية وقال أنه نقل انشغال تنظيمه إلى السيد وزير التجارة خلال اللقاء الذي جمعه به الأسبوع الماضي، من أجل أن تسرع الحكومة في دراسة هذا الأمر واتخاذ القرار المناسب بتوجيه الدعم مباشرة إلى مستحقيه من الفقراء والمحتاجين وذوي الدخل المحدود ومن بينهم بعض فئات الطبقة الوسطى الذين لا يتقاضون راتبا عاليا.
تجدر الإشارة إلى أن مؤسستي النظافة وجمع النفايات على مستوى ولاية الجزائر "نات كوم" و" إكسترانيت"قد أعلنتا عن جمع حوالي 850 ألف طن من النفايات المنزلية واسترجاع أزيد من 90 طنا من مادة الخبز خلال 9 أشهر المنصرمة. فقد أفاد كريم بوثلجة مدير الدراسات والتطوير بمؤسسة " إكسترانت " في تصريح صحفي أنه خلال 9 اشهر من هذه السنة (جانفي - سبتمبر) تم جمع أزيد من 457 ألف طن من النفايات المنزلية . أما مؤسسة "نات كوم" فقد جمعت، حسب السيدة نسيمة يعقوبي المكلفة بالاتصال، أزيد من 390 ألف طن من النفايات المنزلية في نفس الفترة. ع.أسابع