تأكيد على تفوق الحماية المدنية الجزائرية في التدخلات اليومية
انتهت، أمس الأول، عملية التكوين التي استفاد منها 17 عونا من مصالح الحماية المدنية ممثلين عن ولايات شرق الجزائر على يد خبراء فرنسيين، في إطار الشراكة بين البلدين، حيث تمَّ ضخ خبرات ميدانية و رسكلة المعارف في مجال الإنقاذ وإسعاف الأشخاص، على أن يكون رؤساء العُدد المُكوَنين، مؤطرين بدورهم على مستوى الولايات العاملين بها.
وتلقى الأعوان من مختلف الرتب أهم مبادىء التدخل الميداني من خبيرين فرنسيين خلال مدة خمسة أيام من التكوين، في تجربة هي الثالثة من نوعها هذا العام، بعد تلك التي شهدتهما الجزائر العاصمة ووهران، حيث جرت بالوحدة الرئيسية للحماية المدنية بالمدينة الجديدة علي منجلي، و سخر لها العتاد اللازم لإجراء التدريبات والتمارين الميدانية، على أن تكون هنالك تجربة مماثلة بداية العام القادم بالجنوب الجزائري، حسب ما أفاد به الرائد أوليفيي شوران، من فرقة الدفاع المدني بباريس. العقيد أحسن سعدي، مدير التنظيم وتنسيق الإسعافات والمدير الفرعي للإسعاف الطبي بالمديرية العامة للحماية المدنية، أشار إلى أن 70 بالمئة من تدخلات مصالح الحماية المدنية تتعلق بإنقاذ الأشخاص والإسعاف، لذلك فكرت المديرية و وزارة الداخلية في إطار الشراكة بين الجزائر و فرنسا ، في التأكيد على هذا النوع من التكوين ميدانيا. وقال العقيد درارجة أحمد، مدير الحماية المدنية لولاية قسنطينة، أن الشراكة تدخل ضمن التنظيم الخاص بالإدارة، من جهة، والبرامج اليومية التي تتطلبها كل ولاية، من أجل تطوير القدرات الميدانية للأعوان، والتأكيد على التدرب اليومي من أجل تقديم خدمة إيجابية خاصة في ما يسمى بالإجلاء الصحي.
واستحسن الأعوان الذين استفادوا من التكوين هذه المبادرة، مؤكدين على ضرورة الاستمرار في تبادل الخبرات والمعارف الميدانية، فيما صرح الملازم ديفل شيبوب، رئيس مكتب التكوين بالحماية المدنية لولاية برج بوعريريج للنصر، أن التعاون مع الفرنسيين سمح باكتشاف نوع جديد من التكوين، وهو المباشر، وهي أول نقطة أثارت الاهتمام حسبه، حيث تمَّ تخطي ما يسمى بالتلقين والبيداغوجيا الكلاسيكية، وبالتالي تحول المتكون إلى منشط في نفس الوقت، زيادة على التقنيات الجديدة غير المعهودة في عمليات الإنقاذ والإسعاف الصحي في الجزائر، يضيف الملازم الأول، فيما كانت آخر نقطة كيفية الاستفادة، لأقصى الحدود، من العتاد المسخر في تدخلات أعوان الحماية المدنية يوميا.
وذكر الملازم الأول ديفل شيبوب، أن الجزائر لديها ذات الإمكانيات التي تملكها الدول المتقدمة على غرار الأوربية، غير أن طريقة العمل تختلف بين الجزائر وفرنسا، حيث يقدم الأعوان ببلادنا خدمة الإسعاف والتدخل، فيما يتدخل الدفاع المدني الفرنسي في الحالات الحرجة، ويترك الإسعاف للمصالح الصحية، إلا أن الجزائر تتفوق، حسب ذات المتحدث، في «لامركزية» التدخلات اليومية.
و أشار المتحدث إلى أن الخبيرين الفرنسيين أعجبا بمستوى أعوان الحماية المدنية المكونين، موجها الشكر التام إلى مديرية الحماية المدنية بقسنطينة على توفير كل ظروف الراحة والتكوين الجيدة، بحيث اختتم التكوين بتقديم شهادات للمشاركين في الدورة.
فاتح خرفوشي