التقى أمس، رؤساء أركان بلدان لجنة الأركان العملياتية التي تضم قادة جيوش كل من الجزائر، مالي، موريتانيا، النيجر، برئاسة رئيس أركان الجيش الوطني الفريق أحمد قايد صالح. بمقر قيادة الناحية العسكرية السادسة بتمنراست، لبحث التهديدات الإرهابية وتقييم الأعمال المنجزة في إطار اللجنة خلال الفترة الأخيرة، وتزامن الاجتماع مع عودة التهديدات الإرهابية بشمال مالي.
تحتضن تمنراست على مدى يومين، إجتماعا لمجلس رؤساء أركان بلدان لجنة الأركان العملياتية المشتركة (الجزائر، مالي ، موريتانيا، النيجر) برئاسة نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح. وأوضح بيان لوزارة الدفاع الوطني أنه"في إطار تقييم الوضع الأمني السائد بمنطقة الساحل وطبقا للتدابير المتخذة من أجل مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في إطار لجنة الأركان العملياتية المشتركة، يعقد من 06 إلى 08 يناير 2015 بمقر قيادة الناحية العسكرية السادسة بتمنراست اجتماع لمجلس رؤساء أركان الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر برئاسة الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي".
وأضاف نفس المصدر أن «رؤساء الأركان سيقومون بهذه المناسبة بتبادل التحليلات والمعلومات وإعداد حصيلة شاملة للنشاطات والأعمال المنجزة عملا بإستراتيجية مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة المتعددة بين هذه البلدان».
ويتزامن انعقاد الاجتماع الذي يحضره قادة جيوش أربع دول من الساحل، مع عودة التهديدات الإرهابية في شمال مالي في الفترة الأخيرة، حيث شهدت عدة مناطق اعتداءات منسوبة إلى جماعات إرهابية، أخرها كان الهجوم الذي استهدف الاثنين مدينة “نمبالا” قرب الحدود الموريتانية، والذي شنته مجموعة محسوبة على تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حيث قامت بإعدام أسرى الجيش المالي أمام الملأ، ورفعت رايات تنظيم القاعدة على المباني الرسمية في القرية. قبل أن تقوم بالانسحاب مباشرة بعد تحليق طائرات فرنسية في أجواء المنطقة. من جهتها نفت الحركات الأزوادية أي صلة لها بالهجوم.
وقبل هذه العملية، أعربت بعثة الأمم المتحدة في مالي، عن قلقها إزاء تجدد أعمال العنف في شمال البلاد، حيث عرفت في الأيام الأخيرة سلسلة من الهجمات واحتجاز الرهائن، والاشتباكات بين الجماعات المسلحة. وذلك بعد الهجوم على موكب رئيس بلدية «أديرانبوكان» قرب «ميناكا» (منطقة غاو) يوم الخميس الماضي، حيث أسفر عن مصرع ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين تم نقلهما إلى مستشفى غاو. وفي وقت سابق تعرض قارب لنقل الركاب والبضائع لإطلاق النار من مجهولين بالقرب من قرية في منطقة تمبكتو، وتحدثت مصادر ازوادية عن محاولات تقوم بها بعض الأطراف لمنع فرقاء الأزمة المالية للتوصل إلى اتفاق سلام خلال الجولة الخامسة من المباحثات المقررة الشهر الجاري بالجزائر. ويرى محللون بان الاجتماع، هو بمثابة رد على مقررات اجتماع نواكشوط، الذي عُقد قبل حوالي الأسبوع في موريتانيا، والذي انتهى بالدعوة إلى التدخّل الأجنبي في ليبيا. حيث كانت الجزائر قد استقبلت الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو، لثلاثة أيام، في خطوة هي الأولى من نوعها، بغرض محاصرة المبادرة السياسية التي دعت إليها خمس دول من منطقة الساحل، للتدخل الأجنبي من أجل وقف الاقتتال في ليبيا.
وقال الرئيس التشادي قبل مغادرته الجزائر إن «جميع بلدان الجوار مطالبة بوضع أجندة موحّدة لمساعدة ليبيا». واعتبر أن «أجندات عدة من خارج المنطقة تعيق الحوار بين الليبيين». ودعا إلى «ضرورة أن يقوم الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والشركاء التقنيين الآخرين، بدعم جهود بلدان جوار ليبيا من أجل إيجاد تسوية سياسية للأزمة فيها». وطالب الليبيين بـ " التحاور مع بعضهم البعض، وإيجاد خطة تسمح لهم بالتقارب أكثر فيما بينهم، وإنشاء ليبيا جديدة موحّدة وديمقراطية".
أنيس نواري