* الجامعة الجزائرية ضمن ألفي جامعة دولية و لا تتذيل الترتيب
وجه وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار أمس، انتقادات كبيرة لوسائل الإعلام التي قال أنها تتناقل معلومات تفيد بأن الجامعة الجزائرية تصنف في ذيل ترتيب الجامعات الدولية، مؤكدا أن ترتيب الجامعة الجزائرية يأتي ضمن الألفي «2000» جامعة الأولى من بين 27 ألف جامعة دولية معنية بالتصنيف، وهذا ما اعتبره الوزير ترتيبا مرضيا وليس ذيل ترتيب، مشددا في هذا الإطار أن مشكل الترويج والتسويق للمنتوج العلمي للجامعة الجزائرية هو من بين الأسباب التي جعلتها لا تكون في المراتب الأولى عالميا.
وركز الوزيرعلى ضرورة تثمين والتسويق الجيد للمنتوج العلمي الجامعي حتى يتبوأ المكانة التي تليق به في المحافل الدولية، خاصة وأن الإيجابيات التي أنتجت عبر جامعات الوطن أكثر من السلبيات والدليل أن البلاد تسير منذ عقود بفضل الإطارات المتخرجة من الجامعة الجزائرية.
وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار خلال إشرافه أمس على احتفالية خمسينية التأسيس الرسمي لأول جامعة جزائرية وهي جامعة وهران، أن الخيار السياسي المتعلق بالجامعة الجزائرية هو أنها وطنية، إجتماعية، ديمقراطية ومجانية وهذه حسب الوزير من بين العوامل التي تؤثر على ترتيبها العالمي، مبرزا أن الجزائر تنفق ما بين 12 إلى 70 مليون سنتيم سنويا على كل طالب جامعي حسب الإختصاصات، عكس العديد من الجامعات الدولية التي هي تابعة للخواص وغير مجانية، وهذا قرار سياسي من أجل ديمقراطية ومجانية التعليم في الجزائر. معترفا في الوقت ذاته أن هناك بعض النقائص التي يجب تداركها خاصة فيما يتعلق بالبحوث التي يجب الإنتقال بها من الطبيعة الأكاديمية البحتة إلى الصيغة الميدانية التي تعود بالفائدة على التنمية الوطنية، وهنا كشف الطاهر حجار في كلمته أن ملف ربط الجامعة بالمحيط الصناعي والإقتصادي يوجد أمام الحكومة لمناقشته والمصادقة عليه، مبرزا أن كل التخصصات والشعب معنية بهذا التحول الذي يتماشى ومتطلبات المرحلة الحالية التي تطبعها الأزمة المالية وظروف إقتصادية مميزة، ولكن الإحتياجات ستكون بدرجات متفاوتة بالنظر لمتطلبات السوق وطبيعة المنطقة، موضحا أن وهران ستكون نموذجية بأقلمة التخصصات والبحوث العلمية بما يتماشى والصناعة الميكانيكية وتركيب السيارات. منوها بأن الجامعة الجزائرية حققت تقدما كبيرا من حيث الكم وحان الوقت للإنتقال لمرحلة الجودة والنوعية بالإنفتاح على المحيط من خلال تكريس مفهوم الشراكة التي تفتح المجال للتكوين الميداني وإنجاز البحوث والإبتكارات في الوسط المؤسساتي.
وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الحراك الذي تعرفه بعض التخصصات منها علم المكتبات ومدارس الأساتذة ، يجب أن يكون بمطالب موضوعية تراعي الوضعية المالية للبلاد، ومضيفا أن هذه المطالب المتعلقة بالتوظيف في قطاع التربية الوطنية لا تخص وزارة التعليم العالي ورغم هذا فعلى الطلبة تفهم حاجيات وزارة التربية للتوظيف.
وبخصوص مسألتي تزوير شهادات الدراسات العليا والسرقة العلمية، أوضح الوزير أن الحالات الموجودة هي حالات معزولة ولاتؤثر على الوضع العام، وأن القانون موجود ويعاقب هؤلاء المعنيين كل واحد حسب طبيعة ما ارتكب من تجاوز، مشيرا في هذا الصدد أنه مقابل هذه الحالات المرتكبة في كل العالم، يجب تثمين المنجزات المتمثلة في الأطروحات والشهادات التي تحصل عليها آلاف الطلبة الجزائريين والمعترف بها على الصعيد الدولي.
للتذكير، احتفلت جامعة وهران أمس بالذكرى الخمسين للتأسيس الرسمي لأول جامعة جزائرية في 20 ديسمبر 1967، إثر مرسوم تنفيذي أصدره الرئيس الراحل هواري بومدين، وجرت مراسيم الإحتفال بقاعة المحاضرات «تلاحيت بخلوف» بجامعة وهران 1، أين تم تكريم رئيس الجمهورية من طرف الأسرة الجامعية نظير مجهوداته المبذولة في ترقية التعليم العالي والحرص على تطوير البحث العلمي وتسلم الوزير حجار التكريم، كما تم خلال الحفل تكريم أول عميد لجامعة وهران الدكتور لزرق حسن، وكذا المديرين الذين خلفوه وتولوا منصب إدارة وتسيير هذه الجامعة التي تعد رائدة وطنيا.
بن ودان خيرة
