تستعد المستشفيات الجزائرية عبر 23 ولاية لاستقبال بعثات طبية أجنبية متخصصة، ستتولى مهمة إجراء عمليات جراحية دقيقة للمرضى، و خاصة الفقراء منهم غير القادرين على تحمل تكاليف العمليات سواء بالعيادات الطبية الخاصة بالجزائر أو بالمستشفيات الأجنبية.
وقال عبد الحكيم دحمون، النائب في البرلمان عن المنطقة الرابعة، التي تشمل كل أوربا ماعدا فرنسا، و كندا و أمريكا الجنوبية، في فيديو بثه خلال الساعات الماضية على صفحته الرسمية، التي يتواصل من خلالها، مع الجالية الجزائرية في المهجر، و المواطنين داخل أرض الوطن، بأن سنة 2018 ستكون سنة عمل مكثف للبعثات الطبية الأجنبية بالجزائر، و هذا لإجراء عمليات جراحية للفقراء عبر 23 ولاية في المرحلة الأولى، ثم تعمم المبادرة على كل ولايات الوطن بعد ذالك.
وأضاف المتحدث، بأن التجربة التي قام بها طاقم طبي سويسري بجانت، في أقصى الجنوب الجزائري، شهر أكتوبر الماضي كانت ناجحة، و مشجعة، على مواصلة المبادرة الإنسانية الهادفة إلى مساعدة المرضى الجزائريين بأرض الوطن، مؤكدا بأن ما قام به الطاقم السويسري بجانت كان مفيدا لمرضى الجنوب الكبير، حيث تم إجراء ما لا يقل عن 150 عملية لمرضى العيون و أمراض النساء.
و سيعود نفس الطاقم إلى الجزائر في شهر مارس القادم، لإجراء مزيد من العمليات عبر العديد من الولايات، إلى جانب طواقم طبية أخرى متخصصة في عدة مجالات طبية معقدة.
و ذهب عبد الحكيم دحمون إلى القول، بأن قدوم البعثات الطبية الأجنبية إلى أرض الوطن لن يبقى مقتصرا على إجراء العمليات الجراحية، بل سيمتد أيضا إلى مجال التكوين المكثف، حيث سيستفيد الأطباء الجزائريين من خبرات البعثات الأجنبية، عندما تصل إلى مستشفيات الوطن، لإجراء العمليات الجراحية المعقدة، كما أن الطواقم الطبية الجزائرية، في مختلف التخصصات، ستكون أمام فرصة مهمة لإجراء تربصات بالخارج لدعم تخصصاتها، و تطوير المهارات، و كسب المزيد من المعارف، التي تسمح لها بإجراء العمليات الجراحية المعقدة بالمستشفيات الوطنية خلال السنوات القادمة.
و سيكون التربص بالخارج مجانيا، حيث سيتم التكفل بكل مصاريف الإيواء و النقل و الإطعام طيلة مدة التربص.
و أصبح بإمكان أي طاقم طبي جزائري، وجد صعوبة لإجراء عملية معقدة داخل أرض الوطن، الاستفادة من تكوين مجاني قصير بدولة أوروبية، يكتسب من خلالها معارف جديدة، و تقنيات متطورة تسمح له بإجراء العمليات المعقدة، دون الحاجة إلى تحويل المرضى خارج الوطن.
و إلى جانب البعثات الطبية الأجنبية إلى الجزائر، قال ممثل الجالية الجزائرية بالمهجر، أن مبادرات توفير الكراسي المتحركة للمعوقين الفقراء، بأرض الوطن ستتواصل، و أن باب الانخراط في هذه المبادرة الإنسانية، مفتوح لكل من يريد المساعدة، من داخل الوطن و من خارجه.
و أشاد نائب الجالية الجزائرية بالمنطقة الرابعة، التي تشمل ما لا يقل عن 65 دولة، بالدور الكبير الذي يقوم به الأطباء الجزائريون المقيمون بالخارج، لمساعدة أبناء الوطن، و الطواقم الطبية العاملة بالمستشفيات الوطنية، مؤكدا بأن رئيس الجمهورية و عدة قطاعات وزارية، تولي أهمية كبيرة لجاليتنا بالمهجر، التي تضم ما لا يقل عن 7 ملايين جزائري، منتشرين عبر كل أصقاع العالم، و هم في حاجة إلى مساعدات متعددة الأشكال، و في حاجة أيضا إلى التواصل المستمر مع أرض الوطن، و مستعدون للمساهمة في مساعدة البلاد على مواجهة كل التحديات.
فريد.غ
