أكد أمس وزير المجاهدين الطيب زيتوني بأن السلطات الجزائرية تتوفر على كل الملفات الخاصة بالحركى أثناء الثورة التحريرية، وقال بأن هناك مصالح خاصة لدى الدولة الجزائرية تمتلك هذه الملفات، نافيا بذلك أن تكون السلطات الجزائرية قد طالبت من نظيرتها الفرنسية ضمن المفاوضات حول الأرشيف ملفات الحركى.
وأضاف الوزير على هامش زيارته التفقدية لولاية البليدة بأن الجزائر طالبت بالأرشيف الخاص بالثورة والمقاومة والقطاعات الأخرى المختلفة وذلك في الفترة ما بين 1830إلى غاية 1962، مجددا الـتأكيد بأن ملفات الحركى لم تكن ضمن هذه الملفات المطلوبة.
وفي السياق ذاته أوضح وزير المجاهدين أثناء استضافته بإذاعة البليدة الجهوية عقب نهاية زيارته التفقدية للولاية، بأن الجزائر تربطها علاقات مع فرنسا في جميع المجالات، إلا أن ملف الذاكرة لا يزال متأخرا، مؤكدا بأن العلاقات الجزائرية الفرنسية لن تكون جيدة إلا بتسوية ملف الذاكرة، وفي السياق ذاته قال الوزير بأنه سيستقبل خلال الأسابيع القادمة السفير الفرنسي بالجزائر ويناقش معه عدة ملفات منها استرجاع جماجم الشهداء، وأوضح في هذا الإطار بأن السلطات الفرنسية تعمل حاليا على صياغة قانون خاص بتسليم الجماجم، وبالمقابل وزارة المجاهدين أنشأت حسبه لجنة خاصة بهذه العملية.
أما الملف الثاني الذي ستتم مناقشته مع السفير الفرنسي فيشمل الأرشيف الجزائري، وذكر بهذا الخصوص بأنه تم عقد لقاءات معمقة حول هذا الموضوع، مضيفا بأن هذا الملف ليس ظرفيا بل شائكا ومتشعبا ومعقدا، مؤكدا بأن الطرف الفرنسي دائما يضع الحواجز أمام هذا الملف، ودعا الوزير إلى ضرورة تسريعه.
وأضاف زيتوني بأن هناك جوا جديدا في فرنسا في التعامل مع هذه الملفات، متمنيا أن يترجم ذلك على أرض الواقع، مجددا التأكيد على أنه إذا لم يتم تسوية هذه الملفات فإن العلاقات الجزائرية الفرنسية ستكون في مهب الريح، وفي نفس الإطار أوضح وزير المجاهدين بأن الأرشيف الجزائري تم العثور عليه ضمن الأرشيف الفرنسي، وقال بأن السلطات الجزائرية صرحت بأنها تملك 457كيلومترا من الأرشيف الموزع على وزارات الداخلية، الخارجية، الدفاع، والعدل، لكن ما يهم السلطات الجزائرية هو أرشيف الجزائر فقط، وفي سياق متصل كشف وزير المجاهدين عن تنصيب لجنة مشتركة بين الجزائر وفرنسا لبحث تعويض ضحايا التجارب النووية أثناء الفترة الاستعمارية.
على صعيد آخر أكد زيتوني بأن كتابة التاريخ تعرف صحوة جديدة واستفاقة ونضجا ، وقال بأن الشهادات التي جمعتها وزارة المجاهدين تستغل حاليا من طرف الباحثين، وكشف عن إنشاء مجلس علمي على مستوى الوزارة لتنقيح وإعادة دراسة هذه الشهادات، مضيفا بأن كتابة التاريخ تبدأ مع من صنعوا التاريخ والمؤرخين، وكشف في السياق ذاته عن تسليم وزارة المجاهدين لآلاف الكتب الخاصة بالتاريخ لقطاعي التربية والتعليم العالي.
و أكد وزير المجاهدين في افتتاحه ندوة تاريخية بعنوان القائد الكشفي محمد بوراس وتأسيس الكشافة الإسلامية الجزائرية بمناسبة ذكرى إعدام الشهيد البطل محمد بوراس بأن الاحتفال بهذه المناسبة رسالة لكل أبناء الجزائر ليحافظوا على هذا الوطن، كما أوضح بأن هذه الذكرى مناسبة لأخذ العبر والاستلهام من تاريخنا المجيد، مضيفا بأن هذا اللقاء يحمل قيم الوفاء لجزائر الشهداء والمجاهدين، مؤكدا بأن أمل الجزائر في شبابها الذين يجب عليهم التزود بثقافة حب الوطن.
نورالدين-ع
