تواصلت زيارة الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي إلى الناحية العسكرية السادسة بتمنراست في يومها الثاني بتفقد وتفتيش وحدات أخرى مرابطة بإقليم الناحية.
السيد الفريق كان قد ترأس مساء أمس بمقر قيادة الناحية اجتماعا، ضم أركان الناحية وقادة القطاعات العملياتية وأركاناتهم، ومسؤولي المصالح الأمنية وكذا قادة الوحدات، استمع خلاله إلى عرض شامل قدمه اللواء مفتاح صواب قائد الناحية حول الوضع العام والوضع الأمني السائد بإقليم الاختصاص، إضافة إلى عروض قادة القطاعات العملياتية ورؤساء مختلف المصالح الأمنية.
بعدها ألقى السيد الفريق كلمة توجيهية أكد فيها أنه من الضروري أن يكون إطارات الجيش الوطني الشعبي على علم بوتيرة المتغيرات وتسارع الأحداث في العالم وعلى وعي تام بما تحمله من مخاطر وتهديدات، حتى يدركوا حجم التحديات التي يتعين عليهم رفعها، وحجم الجهود التي يستوجب عليهم بذلها، حاثا إياهم أن يظلوا دوما قدوة يقتدي بها مرؤوسوهم في كل مجالات المهنة العسكرية:
"لقد أكدت كثيرا على أهمية بل ضرورة التحسيس بالقدوة والتحضير بالقدوة والتكوين بالقدوة والتعليم بالقدوة، والحث بالقدوة على اكتساب المزيد من المعارف والعلوم العسكرية والعامة والمتخصصة، فالمسؤول والقائد مهما كان مستواه ومهما كانت درجات المسؤولية التي يتشرف بحملها، الخلوق الجدي والمثابر على عمله، والمتفاني في خدمة وحدته وجيشه ووطنه، هو قدوة حسنة، وسيصبح بذلك مثالا طيبا للآخرين مسلكا وسلوكا وانضباطا وحصائل أعمال.
فتلكم هي المناهج المسلكية والأطر العملية والمهنية التي أثبتت نجاعتها ميدانيا وبالملموس وحققت درجات مرموقة، لا تحتاج منا لأي برهان أو دليل، فالميدان العملي هو من يشهد على ذلك، والنتائج المحققة على أكثر من مستوى، هي من تؤكد هذه الصورة التي استطعنا بلوغها، بفضل الله تعالى وقوته، ثم بفضل ما تحظى به قواتنا المسلحة من رعاية متواصلة من لدن فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني.
وهي نتائج على الأرض، ستكون منصة انطلاق حقيقية تكفل لجيشنا مواصلة هذه الجهود، وتجسيدها على الميدان وتحويل كافة المساعي الجادة والمخلصة إلى إنجازات جديدة حقيقية أخرى، وذلكم هو صلب غاياتنا الطموحة والمشروعة".
أما صبيحة اليوم فقد قام السيد الفريق بتفقد بعض وحدات القطاع العسكري لعين صالح، على غرار ملحقة تصليح العتاد، حيث قام بتدشين بعض المرافق الإدارية والتقى بإطارات وأفراد هذا القطاع، أين ألقى كلمة توجيهية تابعها مستخدمو جميع وحدات الناحية عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، ذكر من خلالها بحرص القيادة العليا الدائم والمتفاني، الهادف إلى مواصلة تعزيز قدرات قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي، وتأمين متطلبات الرفع من جاهزيته، بما يضمن تحسين وترقية الأداء العملياتي والقتالي لكافة تشكيلاته ومكوناته، خدمة لمصلحة الجزائر وصونا لسيادتها واستقلالها وأمنها واستقرارها:
"لقد سبق لي وأن أكدت وسأعيد التذكير بها أمامكم اليوم مرة أخرى، أن جغرافية الجزائر وتاريخها يشهدان بكل فخر واعتزاز وعلى مر العصور، على أن شعبها المتماسك والمتجانس والمتآخي، هو عصي بشكل لا يضاهى على الشدائد مهما كانت طبيعتها، بفضل نخوة هذا الشعب الأبي والوفي والمشهود له بالنخوة والشهامة، باعتباره شعب حر غيور على حرمة أرضه وعلى استقلاله وسيادته الوطنية، ذلكم هو العمق الشعبي الاستراتيجي الذي يستند إليه الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، مما يحفزه أكثر فأكثر على السمو بأداء مهامه الدستورية إلى ما يتوافق وحجم التحديات التي تفرضها المتغيرات الجيوسياسية المتسارعة، التي بات يعرفها عالم اليوم على وجه العموم ومنطقتنا العربية الإفريقية على وجه الخصوص، بما يكفل التأمين التام والشامل، بعون الله تعالى وقوته، لحرمة سيادة الجزائر ووقوفها الدائم شامخة الهامة وعزيزة الجانب حافظة لموجبات أمنها واستقرارها".