تنطلق يوم غد الثلاثاء عملية تصحيح أوراق إجابات المترشحين الذين اجتازوا امتحان بكالوريا 2018 الذي جرى في الفترة من 20 إلى 25 جوان المنصرم، وذلك عبر 70 مركز تصحيح على المستوى الوطني.
ويشرف على عملية التصحيح التي تدوم حوالي أسبوعين، وفق نفس الإجراءات التنظيمية المعمول بها سابقا، ما لا يقل عن 30 ألف أستاذ، الذين سبق لهم أن قاموا بإعداد ومناقشة الحلول النموذجية لأسئلة مختلف المواد والخاصة بمختلف الشعب، فضلا عن الاطلاع عن سلم التنقيط وذلك بحضور مفتشي المواد الممتحن فيها ومفتشين ممثلين للوزارة.
وعلمت النصر من مصادر مؤكدة من الوزارة أن الأساتذة المعنيون بالتصحيح قاموا خلال اللقاء الذي جمعهم بمفتشي المواد والمفتشين الممثلين للوزارة الوصية بتصحيح نموذجي لعينات عشوائية من أوراق الامتحان وفي مختلف المواد، من أجل دراسة مختلف الأجوبة "دراسة دقيقة ومقارنتها بسلم التنقيط المعتمد"، قبل أن يتم الاتفاق على طريقة موحدة للتصحيح بالنسبة لأي تمرين أو سؤال معين وفي مادة معينة، ليسلم بعدها للخلية المركزية للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، بغية إحداث توافق بين كافة مراكز التصحيح والأساتذة المصححين، بما يخدم مصلحة التلميذ عامة.
وسمحت عملية التصحيح النموذجي التي شملت عددا من الأوراق - خلال اللقاء الذي جرى في ثانوية الرياضيات بالجزائر العاصمة على غرار ما جرى أيضا في اللقاءات التي انعقدت لنفس الغرض في الولايات الأخرى من الوطن، تدريب كافة المصححين على طريقة التصحيح وطريقة توزيع النقاط لكي يكون كل مصحح على دراية تامة بكل احتمالات الإجابات لتفادي الاختلاف في وجهات النظر.
وتشير المعلومات التي تحصلت عليها النصر من مصدر مأذون بوزارة التربية الوطنية بأن الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات قد أعد سلم تنقيط يتناسب مع مستوى التلميذ المتوسط، حيث يعتمد هذا السلم على الطريقة والمنهجية التي اتبعها التلميذ ولا يعتمد على النتيجة في حد ذاتها، خاصة في المواد العلمية، كما جرى الحديث على أن الديوان قد ترك الباب مفتوحا من أجل " تعديل السلم حسب نوعية الأسئلة وحتى إجابات الممتحنين بناء على اقتراحات عموم الأساتذة خلال التصحيح النموذجي" وكل ذلك – كما علمنا " حفاظا على مصلحة التلميذ".
ويكون المفتشون الممثلون للوزارة قد طلبوا في تدخلاتهم خلال اللقاءات المخصصة للتصحيح النموذجي من المصححين خاصة في المواد الأدبية والعلوم الإنسانية بصفة عامة بمراعاة مدى فهم التلميذ للسؤال وأخذ بعين الاعتبار " الإجابات التقريبية " و " عدم التشدد" في منح العلامات.
تجدر الإشارة إلى أن كل أستاذ مطالب بتصحيح من 160 إلى غاية 180 ورقة اختبار في اليوم، وأنه في حالة بلوغ نسبة أكبر من 75 بالمائة في عملية التصحيح الأولى، يتم الانتقال مباشرة إلى عملية التصحيح الثانية، بشرط أن يتم التصحيح بقاعة أخرى، وبأساتذة ليسوا من نفس ثانوية الأساتذة الذين أشرفوا على التصحيح الأول.
ومعلوم أيضا بأنه إذا كان الفارق في المواد العلمية والتقنية أكبر من ثلاث نقاط ونصف بين التصحيحين الأول والثاني، فإنه بالضرورة يتم عرض الورقة على التصحيح الثالث، وأما إذا كان الفارق أكبر من 4 نقاط في المواد الأدبية، فيتم عرض الورقة على «التصحيح الثالث»، على أن يقوم رئيس اللجنة باختيار أساتذة أكفاء للتكفل بالتصحيح الثالث.
وفي حالة ثبوت أي حالات للغش من خلال التطابق التام للأجوبة في مادة معينة لعدة مترشحين، فإنه يتم مباشرة إعلام رئيس لجنة المصححين الذي يبلغ مباشرة رئيس المركز، هذا الأخير يقوم بدوره بإخطار رئيس مركز التجميع، ليتم فتح تحقيق في القضية مع الخلية المركزية، على اعتبار أن رئيس مركز التجميع هو الذي يملك مخطط جلوس المترشحين في القاعة.
و كانت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط قد أكدت للنصر أن الوزارة ستفتح تحقيقا في حال وجود تشابه "حرفي" في إجابات التلاميذ المترشحين ومعاقبة المتسببين.
ع.أسابع