بلماضي يستحق ثقة “الفاف” لكن عليها “حمايته”
يدرك جيدا الدولي السابق لخضر بلومي، أن مشكلة المنتخب الوطني أعمق من أن تختصر في اسم مدرب أو ناخب، مؤكدا في حوار للنصر، أن خيار زطشي حتى وإن كان مفاجئا، غير أن تعيين جمال بلماضي، قد يعود بالفائدة على التشكيلة الوطنية شريطة دعمه و"حمايته"، وكذا منحه الوقت الكافي لتطبيق برنامج عمله، وقال نجم المنتخب الوطني والقارة السمراء سنوات الثمانينات، أن نقص خبرة لاعب أولمبيك مارسيليا لن تشكل عائقا في تأطير زملاء محرز، على اعتبار أن خليفة ماجر يملك الكثير من مقومات النجاح، وأبرزها روحه القيادية وقربه من اللاعبين، خاصة وأنه يملك نفس مواصفات الجيل الحالي، المتكوّن في مدارس فرنسية ومتشبع بثقافة غربية
• كدولي سابق، ومحلل رياضي، كيف تعلق على قرار تعيين جمال بلماضي ناخبا وطنيا ؟
أعتقد بأن بلماضي يستحق التشريف الذي حظي به، بالنظر إلى مشواره السابق مع الخضر، حيث لبى نداء الوطن في عز مستوياته، كما كان أحد أبرز اللاعبين الجزائريين في حقبته، وبالتالي من حقه قيادة المنتخب الوطني، غير أنه سيكون في مهمة انتحارية، ولن يجد الطريق مفروشة بالورود، خاصة في ظل افتقاده للخبرة المطلوبة، باعتبار أنه لم يسبق له أن أمسك زمام العارضة الفنية لمنتخب بحجم الجزائر، كما أنه اكتفى طيلة مشواره التدريبي بقيادة الفرق القطرية، وأعني نادي لخويا (الدحيل)، كما درب المنتخب القطري، الذي توج معه ببطولة خليجي 22، ولكنه ودع نهائيات كأس أمم آسيا من الدور الأول، علينا أن لا نركز على هذه التفاصيل الدقيقة، وأن نكون متفائلين باختياره لقيادة الخضر، رغم إدراكنا بصعوبة المأمورية التي تنتظره، في ظل المشاكل التي يتخبط فيها المنتخب مؤخرا.
بلماضي يدرك بأنه ورث منتخبا مهلهلا ومليئا بالتكتلات، وما عليه سوى القضاء عليها، إذا ما أراد النجاح في المهمة التي أوكلت له، والتي يتشرف بها أي جزائري.
• ألا تعتقد بأن هناك بعض العوامل تصب في صالحه، على غرار قربه من اللاعبين، كونه مغتربا مثل غالبيتهم، إضافة إلى صغر سنه وقوة شخصيته؟
أشاطركم الرأي بخصوص هذه العوامل، التي أرى بأنها قد تسهل من مهمته على رأس الخضر، خاصة إذا ما علمنا بأن بلماضي مغترب وتكون في مدرسة كروية فرنسية مثل غالبية العناصر التي تشكل نواة المنتخب، علاوة على صغر سنه، وبالتالي سيكون بمقدوره التعامل مع العقلية الصعبة للكثير من الأسماء، دون نسيان قوة شخصيته، وصرامته في التعامل مع الجوانب الانضباطية، لقد قلت لكم بأن المأمورية لن تكون سهلة، ولكن لو يحسن التعامل مع اللاعبين سيوفق في مهامه، وسينجح في قيادة الخضر نحو النتائج المرجوة، أتمنى أن يلقى بلماضي المساندة المطلوبة، خاصة من قبل «الفاف»، التي ستكون مطالبة بحمايته ووضعه في أحسن الظروف، كما على الجماهير الصبر عليه، مع حتمية الحصول على دعم اللاعبين، كون الجميع يعلم بأن فشل زميلي السابق رابح ماجر يعود بالدرجة الأولى، لعدم رضا بعض العناصر على فلسفته، بدليل ما سجلناه خلال الفترة القصيرة التي أشرف فيها على الخضر.
• إذن أنت تؤكد بأن مشكلة ماجر كانت تكمن في غياب التواصل بينه وبين لاعبيه، وما هي النصيحة التي تقدمها لخليفته لتفادي تكرر هذا الإشكال؟
لا أحد، يشك في أن علاقة الناخب الوطني السابق رابح ماجر مع اللاعبين، كانت متوترة للغاية، وما لاحظناه في المباريات الودية، التي خاضها رفاق رياض محرز يؤكد ذلك، حيث لم تتقبل بعض الأسماء تغييرها، رغم الطابع الودي للقاءات، كما دخلت أسماء أخرى في صراع علني معه، على غرار ما حدث مع سفير تايدر، وكلها أمور عجلت برحيله من المنتخب، أعتقد بأن مشاكل ماجر تعود بالدرجة الأولى، لعدم تقبل اللاعبين لآرائه ووجهات نظره، خلال عمله كمحلل تلفزيوني، وبالتالي لم يحصل التوافق المطلوب، وهو ما لن نشاهده مع بلماضي، باعتباره أنه سيدافع عن المغتربين بقوة، كونه يؤمن بهم أكثر.
أظن بأن الناخب الجديد، ليس بحاجة إلى أي نصيحة مني في هذا الشأن، بقدر ما هو مطالب بالتركيز على عمله بشكل جيد، لا سيما وأنه تنتظره استحقاقات جد صعبة، والبداية بلقاء غامبيا الشهر المقبل، برسم التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 بالكاميرون.
• ألا تعتقد أن «الفاف» وقعت في المحظور من خلال تأكيدها بأن خليفة ماجر سيكون مدربا موندياليا، ليتفاجأ الجميع بتعيين بلماضي الذي لم يكن ضمن القائمة أصلا؟
صراحة، الجزائر كلها تفاجأت بتعيين بلماضي ناخبا وطنيا، بحكم أن اسمه لم يكن مطروحا على طاولة «الفاف»، كما أن التصريحات الأخيرة لرئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، كانت توحي في مجملها بجلب مدرب مونديالي لخلافة ماجر، غير أن زطشي فشل في ذلك للأسباب التي يعلمها العام والخاص، والمتمثلة بالدرجة الأولى في استحالة تلبية المطالب المالية لهؤلاء المدربين، الذين يتقاضون رواتب تفوق 150 ألف أورو شهريا، لقد كنت أرغب في التعاقد مع مدرب عالمي في ظل الوضعية المتردية للخضر، ولكن الاستنجاد ببلماضي لا يعني بأننا لن ندعمه، بل على العكس تماما، سيجد منا كل الترحاب، كونه قبل رفع التحدي، رغم إدراكه بما ينتظره من صعاب، أنا مقتنع بأن بلماضي لن يضع في رأسه بأن المنتخب الوطني أكبر منه، وسيعمل المستحيل للنجاح مع الخضر، والرد على من تشاءموا بعد تعيينه.
• صراحة، هل تمنيت أحد الأسماء التي تم تداولها على غرار كيروش ومارفيك ورونار وحليلوزيتش ؟
أعترف بأن المنتخب الوطني كان بحاجة إلى مدرب عالمي، ولكن هذا لا يعني شيئا، باعتبار أن أربع مدربين يقال بأنهم من طينة الكبار تداولوا على الخضر مؤخرا، ولكنهم فشلوا جميعا، وأعني بالذكر راييفاتس وغوركوف وألكاراز وليكنس، حيث غادروا من الباب الضيق، ليؤكدوا بأن مشكلة الخضر أعمق في أن تنحصر في مدرب، بل تتمثل في المشاكل الداخلية الموجودة داخل المجموعة، التي على بلماضي أن يعيد تماسكها، إذا ما أراد أن يوفق في المهام التي أوكلت له.
• ما رأيك في استعانة بلماضي بالدولي السابق مجيد بوقرة ؟
«الفاف» مطالبة بمنح كافة الصلاحيات للمدرب الجديد لاختيار طاقمه الفني الذي سيعمل معه، حتى يجد الظروف المناسبة، لتطبيق الأفكار التي سيأتي بها، لقد اختار بلماضي إعادة عزيز بوراس لتدريب حراس المرمى، كما من المقرر أن يجلب الدولي السابق مجيد بوقرة، الذي سيمنحه الدعم اللازم، في ظل العلاقة الموجودة بين الطرفين، إضافة إلى الاحترام الذي يحظى به «الماجيك» من طرف رفقاء رياض محرز، الذين لو يمر التيار بينهم وبين بلماضي بشكل جيد، فأنا متأكد بأننا سنستعيد بريقنا المفقود، خاصة وأننا نمتلك أسماء موهوبة بحاجة إلى من يعرف استغلال مؤهلاتها.
• كيف ترى مستقبل المنتخب الوطني ؟
أكثر شيء أخشاه على بلماضي هو ضيق الوقت، باعتبار أن نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 على الأبواب، وبالتالي سيكون في سباق ضد الساعة، لتجهيز كتيبته بالشكل المطلوب لهذا الاستحقاق الهام الذي تنتظره كافة الجماهير الجزائرية، علينا أن نقف إلى جانبه، كما يتوجب علينا أن نمنحه الوقت الكافي، كونه يمتلك المؤهلات التي ترشحه لتحقيق النتائج المرجوة، خاصة فيما يتعلق بالتأهل إلى مونديال قطر الذي يعد الهدف الأبرز له.
•ما رأيك في قرار التخلي عن زميلك السابق رابح ماجر ؟
لو كنت مكان رابح ماجر، لما وافقت على تدريب المنتخب في تلك الفترة الصعبة، خاصة وأن من سبقوه تركوا له منتخبا يعاني على كافة المستويات، لقد عجز زميلي السابق في إعادة قطار المنتخب إلى السكة الصحيحة، لتضطر “الفاف” للتخلي عن خدماته في آخر المطاف.
• كيف تعلق على انتقال رياض محرز إلى نادي بحجم مانشستر سيتي الانجليزي؟
فخر للفنان رياض محرز اللعب لأحد أقوى الفرق العالمية، كما أن انتدابه من طرف مدرب مثل بيب غوارديولا، يؤكد بأن لاعبنا الدولي بات من نجوم الصف الأول، في صورة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، نحن نتمنى له حظا موفقا، ولم لا ينجح في تشريف اللاعب الجزائري، الذي تراجعت أسهمه كثيرا في السنوات الأخيرة، غير أن انتقال محرز إلى بطل “البريمرليغ» سيعيد للاعبينا الاعتبار، أنا فخور لما يبصم عليه رياض، الذي وضع نفسه ضمن أساطير كرة القدم الجزائرية، بالنظر إلى نتائجه الفردية والجماعية، حيث توج بلقب الدوري الانجليزي الممتاز مع ليستر سيتي، كما ظفر بجائزة أفضل لاعب في هذه البطولة القوية، إلى جانب فوزه بلقب أحسن لاعب إفريقي، لينضم لي ولماجر اللذين كنا الجزائريان الوحيدان ممن تشرفا بمثل هذا الإنجاز.
• ما رأيك في فكرة ملف مغاربي مشترك للمنافسة على شرف تنظيم مونديال 2030 ؟
أولا اختياري سفيرا للملف المغاربي شرفني كثيرا، حيث كنت أمني النفس في فوز جيراننا بشرف تنظيم مونديال 2026، ولكن للأسف فاز الملف المشترك لأمريكا والمكسيك وكندا، وما علينا سوى تهنئتهم، والتفكير في حلم ملف مغاربي مشترك، تحسبا لمونديال 2030.
• في ختام حديثنا، كيف تقيّم مستوى مونديال روسيا وهل التتويج الفرنسي كان مستحقا ؟
كلاعب سابق وتقني متابع للكرة العالمية، أعتقد بأن نسخة المونديال الأخير، كانت الأضعف، حيث غابت المتعة، وغلب التكتيك، كما أن النهائيات الماضية، أكدت بأن اللعب الجماعي بات يتفوق على المهارة، بدليل اعتلاء الفرنسيين منصات التتويج، حيث لم يعتمدوا على اسم معين، بل ركزوا على التجانس في كافة الخطوط،ما مكنهم من مخالفة كافة التوقعات.
حاوره: مروان. ب