كأس الرابطة تتويج جاء من رحم المعاناة
ترى رئيسة ومدربة فريق فتيات وئام قسنطينة راضية فرتول، إن تتويجهن بكأس الرابطة، على حساب الأمن الوطني أتى من رحم المعاناة، في ظل المشاكل المادية، التي يتخبطون فيها منذ انطلاق الموسم، مضيفة في حوارها مع النصر، أن الهجرة الجماعية وغياب الدعم لم ولن يؤثر على نتائجهن، في ظل امتلاكها لمجموعة متماسكة، كما استغلت محدثتنا الفرصة لتوجيه الدعوة للسلطات لأجل الوقوف إلى جانب اللاعبات، قبيل لقاء الدور ربع النهائي لكأس الجمهورية، على أمل الحفاظ على هذه الكأس التي توجن بها الموسم الفارط.
• فريق فتيات وئام قسنطينة يعتلي منصات التتويج من جديد، بعد فوزه بكأس الرابطة، بماذا تشعرين بصفتك مدربة ورئيسة في آن واحد ؟
سعيدة جدا، عقب ظفر فريقي بكأس الرابطة، وهو اللقب الوحيد الذي كان ينقصنا، بعد فوزنا بثنائية البطولة وكأس الجمهورية الموسم الماضي، لقد كانت مباراة الأمن الوطنية صعبة للغاية، خاصة بعدما تخلفنا في النتيجة، غير أن إصرار الفتيات على عدم تضييع فرصة اعتلاء منصات التتويج، جعلنا نقلب النتيجة لصالحنا في المرحلة الثانية، أنا أشكر الفتيات كثيرا كوني أقدر تضحياتهن، في سبيل إهداء قسنطينة لقب جديد.
الهجرة الجماعية وغياب الدعم لم يؤثرا على نتائج الوئام
• الفضل في قلب الطاولة على المنافس يعود إلى المتألقة إيمان مروش صاحبة الثنائية، ما رأيك فيما تقدمه الدولية الجزائرية هذا الموسم ؟
إيمان مروش من أفضل اللاعبات في البطولة المحلية والمنتخب الوطني النسوي كلل، فهي تتطور بشكل كبير جدا، إلى درجة أنها أصبحت تتفوق على غالبية اللاعبات الممارسات بالجزائر، أنا أتقدم لها بالتهاني، بعد ثنائيتها الرائعة في نهائي كأس الرابطة، وأتمنى أن تواصل بذات المستوى، من أجل قيادتنا نحو ألقاب أخرى، لقد تحدت الآلام ورفضت تضييع النهائي، رغم أنها كانت تعاني من كسر، وبالتالي فهي تستحق منا كل الإشادة والثناء، في انتظار المزيد من النجاحات لها وللفريق ككل.
• عودتك إلى زمام العارضة الفنية، مكنت الفريق من استعادة عافيته، بعد بداية كارثية، أليس كذلك ؟
كما تعلمون، لقد غبت عن الفريق لثلاثة أشهر كاملة، وتولى زمام العارضة الفنية للوئام مدرب آخر، غير أن الأمور لم تسر معه كما كنا نأمل للأسباب، التي سبق أن قدمتها لكم، ولكن بعد نهائيات كأس أمم إفريقيا بغانا، وعودتي لبيتي نجحت في إعادة الروح لفريق القلب، بدليل أننا توجن الآن بكأس الرابطة، كما مازلن ننافس على كأس الجمهورية، وهنا تمنيت لو كنت متواجدة منذ بداية الموسم، لأنني كنت متأكدة بأن لا أحد كان سيحرمنا من الثلاثية، التي أضعناها بسذاجة الموسم الماضي.
• الموسم الماضي دخلتن التاريخ بفوزكن بالثنائية، ورغم ذلك تقولين بأنكن أضعتن لقب آخر بسذاجة؟
الموسم الماضي، كنا قادرات على الفوز بالثلاثية، لو وجدنا الدعم اللازم من السلطات المحلية، فلا يخفى عليكم بأن اللاعبات أكملن الموسم بصعوبة كبيرة، في غياب الأموال والتحفيزات، فبعد تتويجهن بالثنائية، كنا يأملن في الحصول على مكافآت معتبرة، غير أن مشاكلنا المادية حالت دون ذلك، ما جعلنا نضيع كأس الرابطة أمام الأمن الوطني، الذي ثأرن من هزيمتنا معه الموسم الماضي في عنابة.
لو لم أغادر العارضة الفنية بداية الموسم لتوجن بالثلاثية
• الفريق شهد هجرة جماعية الصيف الماضي، إلا أنه حافظ على تماسكه، ما السر في ذلك ؟
لا يوجد أي سر، كل ما في الأمر أننا نشكل أسرة واحدة، وكافة الفتيات لا يولين أي شيء أهمية، بقدر ما يبحثن عن تشريف قسنطينة، لقد ضحين كثيرا الموسم الماضي، رغم عدم تلقيهن أي مكافآت، كما أن مغادرة أكثر من سبع لاعبات مهمات الصيف الماضي، لم يثن من عزيمة البقية، بل زادهن إصرارا على التألق، صدقوني نحن نخوض هذا الموسم بحارسة وحيدة، بعد دخول الحارسة الأساسية القفص الذهبي، كما أن دكة الاحتياط تضم لاعبات لا يتعدى سنهن 20 ربيعا، وكلها أمور لم تؤثر على مستوياتنا، ولم تقف حاجزا أمامنا لمواصلة الفوز بالألقاب.
• ما هي الرسالة التي توجهينها للسلطات المحلية بعد مواصلة تألقك فريقك ؟
لقد سبق لي أن وجهت العديد من الرسائل للسلطات المحلية، غير أنها لم تلق آذانا صاغية لأسباب تبقى مجهولة، باستثناء الوالي عبد السميع سعيدون، الذي يحفزنا بين الفينة والأخرى، ولو أن الإعانات المقدمة ليس كافية، في ظل الديون المتراكمة على الفريق، وكذا طلبات اللاعبات المتواصلة، باعتبار أنهن بحاجة إلى التحفيز بعد نتائجهن الباهرة، أنا أنتظر أن نكرم على الأقل، بعد التتويج بكأس الرابطة على حساب الأمن الوطني، كما أستغل الفرصة، من أجل الاستفسار بخصوص أسباب التهميش، الذي نعاني منه من طرف المجلس الشعبي البلدي، الذي لم يقدم لنا ولا إعانة منذ سنة 2014، وهو ما يجعلنا ندين له بقرابة المليار سنتيم على الأقل.
مروش قلبت النهائي لصالحنا رغم معاناتها من كسر !
• هل لديك بعض الحلول لإكمال الموسم بنجاح ؟
ليست لدي أية حلول بخصوص الأزمة المالية الخانقة، التي نتخبط فيها منذ عدة سنوات، باستثناء توجيه نداء للسيد الوالي، من أجل الوقوف إلى جانب هذا الفريق، الذي ما فتئ يشرف قسنطينة، أنا أدعوه لتحفيز اللاعبات، قبيل اللقاء الهام الذي ينتظرنا أمام الجزائر الوسطى السبت القادم، لحساب الدور ربع النهائي لكأس الجمهورية، صدقوني اللاعبات بحاجة إلى الدعم المطلوب، كونهن ضحين كثيرا، وهنا أعود إلى ما جرى فوق منصة التتويج بكأس الرابطة، حيث كن يرددن عبارات:” ماناش ملاح ماناش ملاح لازم تعاونونا “، وهي الكلمات التي حزت في نفسي كثيرا، كوني أدرك ما قدمنه طيلة السنوات الماضية، فهن مكافحات بأتم معنى الكلمة.
حاورها: مروان. ب