يواصل عدد كبير من التجار و في شتى المجالات، العمل بنظام التجارة الإلكترونية، واستمروا في عرض سلعهم عبر الأنترنت حتى بعد رفع الحجر عن محلاتهم و فتحها مجددا أمام الزبائن.
ما تزال مختلف منصات و مواقع التواصل الاجتماعي تشهد كثافة كبيرة لإعلانات يتم تنزيلها بالجملة في كل لحظة، لتجار كانوا قد أرغموا على اقتحامها سعيا لتفادي الخسارة عبر الترويج لسلعهم المكدسة بالمحلات عبر الأنترنت، بعد أن شملهم قرار الحجر الصحي و منعهم من مزاولة النشاط خوفا من انتشار فيروس كورونا في أوساط المواطنين.
و بعد أن كان النشاط مقتصرا على الباعة غير المعتمدين، ممن لا يمتلكون محلات تجارية، إضافة إلى قلة قليلة من التجار الفعليين الذين يستثمرون الأنترنت للرفع من مداخيلهم و زيادة زبائنهم، باتت اليوم التجارة الإلكترونية للجميع، إذ و على الرغم من إعادة فتح المحلات، إلا أن نشاط أولئك الذين اقتحموا المجال ما يزال متواصلا بشكل كبير، أين يتم تنزيل عروض مع أرقام الهواتف و عنوان المحل، فضلا عن عروض مغرية تتعلق بخدمة التوصيل التي غالبا ما تكون مجانية خاصة بمحيط الولاية.
و يشمل الوضع بشكل خاص تجار الملابس و الأحذية، الذين يرون بأنهم أكثر فئة تضررت من قرار منعهم من مزاولة النشاط، خاصة و أنهم ضيعوا كما قالوا فرصة تحقيق الأرباح المعتادة في فترة عيد الفطر المبارك، حيث يقول طارق بائع ملابس، أنه توجه لمواقع التواصل الاجتماعي أثناء فترة الحجر و ظل يروج لسلعه و يوصلها إلى الزبائن في كل مكان، غير أنه و بالنظر للنتائج الإيجابية التي حققتها العملية، فقد قرر الاستمرار في النشاط عبر الأنترنت بالتوازي مع عمله في المحل.
رأي يشاطره فيه أحمد صاحب محل لبيع الملابس الرجالية، حيث يؤكد أن التجارة الإلكترونية مربحة حقا، ما كشفته هذه المرحلة التي مروا بها، و يضيف أنها عملية سهلة و لا تحتاج سوى لتعلمها و اتقان التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي ، بعيدا عن المتابعات و الغرامات المالية، و ما على التاجر سوى الجدية في العمل، و الابتعاد عن الغش في التعامل مع الزبون لكسبه لأطول فترة ممكنة.
و يرى تجار آخرون أن الاستمرار في العمل عبر الأنترنت أصبح حتمية، في ظل ما اعتبروه نقص في الإقبال من طرف الزبائن بعد رفع الحجر، حيث لا تجري عمليات بيع كثيرة مثلما كان متوقعا بالمحلات، ما يرجعه هؤلاء لاستمرار مخاوف المواطنين من العودة لممارسة حياتهم اليومية و منها التسوق بشكل عادي، إذ يفضل الكثيرون الابتعاد عن التجمعات و منها اقتناء أغراضهم عبر الأنترنت بحسب ما أكده لنا بعض الزبائن ممن استحسنوا العملية و يعتبرونها نقلة نوعية في مجال التجارة سهلت الكثير من الأمور في ظل تقريب المسافات و اقتصاد الوقت.
و على الرغم من تسجيل نقائص بالنسبة لبعض هذه المعاملات، مثل الغش أحيانا، فتبقى الخيار الآمن بالنسبة للكثيرين، و الحل الأمثل لإنقاذ موسم تجاري على المحك.
إ.زياري