السبت 15 فبراير 2025 الموافق لـ 16 شعبان 1446
Accueil Top Pub

عبر نشاطها على مواقع التواصل: أمـال طبيبـة تجمـع بين الممارسـة والتوعيـة الصحيــة


تعد الدكتورة أمال عبد النور، المختصة في أمراض الجهاز الهضمي والكبد والتشخيص بالمنظار، من الأطباء الذين لا يقتصر دورهم على تقديم العلاج داخل العيادة فحسب، بل يمتد إلى نشر الوعي الصحي بين المرضى وفي المجتمع عموما، إيمانا منهم بأهمية التوعية في الوقاية من الأمراض وتحسين جودة الحياة.

تقدم الطبيبة المنخرطة كذلك في النشاط التطوعي رفقة الهلال الأحمر الجزائري، حصصا توعوية مجانية بشكل دوري داخل عيادتها، إضافة إلى نشاطها المكثف على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة فيسبوك كما تشارك متابعيها معلومات دقيقة حول أمراض الجهاز الهضمي والكبد، مع التركيز على الأمراض التي لا تحظى بتغطية كافية، مثل السيلياك والتليف الكبدي.
وتسعى الدكتورة أمال عبد النور من خلال هذه المبادرات، إلى تبسيط المعلومات الطبية وجعلها في متناول الجميع، مؤكدة أن التوعية الطبية مسؤولية تقع على عاتق الأطباء في العصر الرقمي، خاصة في ظل انتشار المعلومات المغلوطة على الإنترنت، مشددة على أهمية تقديم محتوى علمي موثوق وسهل الفهم، يساعد المرضى على تحسين جودة حياتهم واتخاذ قرارات صحية سليمة.
أقدم حصصا توعوية بشكل دوري
أكدت الطبيبة للنصر، أن نشاطها التوعوي انطلق تزامنا مع افتتاح عيادتها، بعدما كانت تقدم حصصا توعوية في المساجد خلال شهر رمضان، بالتعاون مع أخصائية التغذية الدكتورة صبرينة غجاتي، نظرا للعلاقة الوثيقة بين التغذية وصحة الجهاز الهضمي.
موضحة، أنه ومع افتتاح عيادتها، أصبحت تقدم حصصا توعوية بشكل دوري، بمعدل مرة كل شهر أو شهرين، مركزة بشكل خاص على مرض السيلياك «حساسية الغلوتين»، نظرا لحاجة المرضى إلى معلومات معمقة ودقيقة حول طبيعة المرض وطرق التعايش معه.
وأوضحت عبد النور، أن الاستشارات الطبية داخل العيادة لا تكفي لتقديم شرح مفصل حول النظام الغذائي المناسب، أسباب المرض، وأعراضه، ومخاطره، وأهمية الالتزام بالحمية الخالية من الغلوتين، لذلك تلجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي لطرح محتوى توعوي شامل، يوضح الأخطاء الشائعة في الحمية الغذائية، وكيفية التعرف على أعراض المرض والتعامل معها.
وأضافت الطبيبة، أن هذه الحصص التوعوية لا تعود بالنفع على المرضى فحسب، بل تفيدها أيضا كطبيبة، إذ تعزز تواصلها معهم وتحسنه، كما تساعدها كذلك في فهم تجاربهم بشكل أعمق، خاصة فيما يتعلق بالجوانب الحياتية المرتبطة مباشرة بالمرض، مثل طرق الطبخ الصحيحة لزيادة فعالية الحمية، ومصادر المنتجات الخالية من الغلوتين، فضلا عن اكتشاف العلامات التجارية والمحلات التي توفر هذه المنتجات.
كما أن هذه اللقاءات تسهم حسبها، في بناء مجتمع داعم للمرضى، حيث يتبادلون المعلومات والتجارب التي تساعدهم في التكيف مع حالتهم الصحية.
التوعية بمرض كرون والكبد الذهني
وأشارت عبد النور، إلى اهتمامها بالتوعية حول الأمراض المزمنة وباقي أمراض الجهاز الهضمي، مثل مرض كرون، وهو التهاب مزمن في الأمعاء يتطلب دعما نفسيا ومعرفيا كبيرا من أجل تقبله والتعامل معه بوعي، مما ينعكس إيجابيا على نتائج العلاج.
وأوضحت المختصة، أن الدور التوعوي مهم جدا للأطباء، لأن العلاج لا يقتصر فقط على الأدوية، بل يشمل أيضا توعية المريض وفهمه لطبيعة مرضه، مما يساعد في تحسين الاستجابة للعلاج.
كما أكدت بأنها، تقدم حصصا توعوية حول العلاقة بين أمراض الجهاز الهضمي والنحافة أو السمنة، وكذلك حول مرض الكبد الذهني، الذي أصبح أحد أكثر الأمراض شيوعا وأحد الأسباب الرئيسية لتليف الكبد. وقالت، بأن هذا المرض خطير لأنه «صامت»، ولا تظهر أعراضه في مراحله الأولى، مما يجعل التشخيص المبكر ضروريا لتفادي مضاعفاته الخطيرة.
اختيار المواضيع التوعوية بناء على الأولويات الصحية
وأوضحت الطبيبة، أنها تختار المواضيع التي تطرحها على مواقع التواصل الاجتماعي وفق أولويتين رئيسيتين، أولا الأمراض التي لا تحظى بتغطية كافية في الإعلام الطبي، مثل مرض السيلياك، خاصة وأن المرضى لا يستفيدون من تعويضات طبية بالرغم من أن علاجهم الوحيد هو إتباع حمية غذائية صارمة تتطلب تكلفة مالية مرتفعة.
إضافة إلى الأمراض الأكثر شيوعا وتأثيرا على صحة المجتمع، مثل التليف الكبدي، الذي يعد من أخطر الأمراض بسبب مضاعفاته المحتملة خاصة إذا لم يتم اكتشافه مبكرا.
وأشارت المتحدثة، إلى أن أكثر المواضيع التي تلقى اهتماما كبيرا من المتابعين هي القولون العصبي، كونه من الأمراض الشائعة بين الجزائريين، وغالبا ما يكون مرتبطا بعوامل نفسية مثل التوتر والقلق.
وبخصوص تبسيط المعلومات الطبية، أكدت الطبيبة أنها لا تجد صعوبة في ذلك، نظرا لأن الشرح المبسط هو جزء من عملها اليومي داخل العيادة، حيث تسعى دائما إلى إيصال المعلومات للمرضى بأسلوب واضح وسهل.
دعوة إلى التوعية الطبية من مصادر موثوقة
وأكدت الأخصائية، أن نشر المعلومات الصحية عبر الإنترنت أصبح جزءا أساسيا من دور الطبيب في ظل التطور الرقمي المتسارع. وأوضحت أنها تسعى إلى توسيع نشاطها التوعوي ليشمل تطبيقات أخرى مثل البودكاست، رغم انشغالها الكبير بين عملها في العيادة وتقديم محتوى طبي توعوي على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشددت الطبيبة، على أهمية الاعتماد على مصادر موثوقة للحصول على المعلومات الصحية، مشيرة إلى أن التوعية تهدف إلى نشر الثقافة الصحية وليس إلى التطبيب الذاتي، لأن التشخيص الدقيق لا يمكن أن يتم عبر الإنترنت، بل يتطلب فحصا طبيا وتحاليل طبية متخصصة.
التوتر وتأثيره الخطير على الجهاز الهضمي
في إطار توعيتها عبر منصات التواصل الاجتماعي، سلطت الطبيبة عبد النور الضوء على تأثير التوتر على الجهاز الهضمي، وهو موضوع لاقى تفاعلا كبيرا من المتابعين.
وأكدت، أن التوتر العصبي يُعتبر أحد أبرز العوامل التي تؤدي إلى تفاقم اضطرابات الجهاز الهضمي، خاصة القولون العصبي، مشيرة إلى أن معالجة التوتر يجب أن تكون أولوية لحماية صحة الجهاز الهضمي.
وأوضحت أن القولون يعرف بـ«العقل الثاني»، لأنه يحتوي على شبكة عصبية معقدة تؤثر على الجهاز العصبي المركزي وتتأثر به في الوقت ذاته مؤكدة، أن أعراض القولون العصبي تزداد بشكل ملحوظ عند التعرض للضغوط النفسية، مما يجعل التحكم في التوتر أمرا ضروريا للتخفيف من حدة الأعراض.
وأضافت الطبيبة، أن التوتر يؤثر أيضا على التوازن الطبيعي للجراثيم النافعة في الجهاز الهضمي، والتي تلعب دورا أساسيا في عملية الهضم والصحة العامة موضحة، أنه عند التعرض المستمر للتوتر، يختل هذا التوازن، مما يؤدي إلى التهابات ميكروسكوبية قد تسبب آلاما جسدية مزمنة
وفيما يتعلق بطرق التخفيف من تأثير التوتر على القولون العصبي والجهاز الهضمي بشكل عام، نصحت الطبيبة بإتباع نظام غذائي متوازن غني بالألياف والفيتامينات، مع التركيز على الشوكولاطة الداكنة خاصة التي تحتوي على نسبة عالية من الكاكاو، والتي تساعد في تقليل التوتر، وكذا الفواكه الجافة، التي تعزز صحة الجهاز الهضمي وتوفر المغذيات الضرورية.
وشددت كذلك، على ضرورة النوم في الوقت المناسب والابتعاد عن الشاشات الذكية قبل النوم للحفاظ على راحة الجهاز العصبي والجهاز الهضمي.
وختمت الطبيبة، حديثها بالتأكيد على أن التعامل مع التوتر بطريقة صحية يمكن أن يحسن جودة الحياة بشكل عام، ويقلل من تأثيره السلبي على الجهاز الهضمي، داعية إلى ضرورة الوعي بالعلاقة القوية بين الصحة النفسية والصحة الجسدية.
لينة دلول

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com