أتمنى التمثيل في أعمال جزائرية وأفضل الأدوار التاريخية
استطاعت الفنانة التونسية الصاعدة سلمى جلال، أن تفرض نفسها بالمشاركة في عدة أعمال ومسلسلات فنية، والاحتكاك بفنانين ومخرجين عرب من مصر وسوريا، وأكدت في هذا الحوار مع جريدة النصر، بأن اللهجة لا تشكل عائقا لإنجاز أعمال مشتركة بين الفنانين العرب، وقالت بأنها تتطلع لأن يعرفها الجمهور الجزائري في أعمال مشتركة مع فنانين جزائريين، واعتبرت ما لقيته سلسلة «نسيبتي لعزيزة» من مشاهدة ومتابعة في تونس والجزائر، محفزا للمزيد من الأعمال بين البلدين.
* حاورها : ياسين عبوبو
tبداية كيف كانت بداية سلمى جلال الفنية قبل أن تطل علينا من شاشات عربية؟
البداية كانت منذ الطفولة، ولا أخفيك أني دخلت للمسرح صدفة كهاوية، فرأى أستاذ المسرح أنني موهوبة فشجعني كثيرا، وتعلمت منه الكثير، وبعدها تطورت قدراتي، وشاركت في الكثير من المسرحيات على غرار «سندريلا»، «سلاما أيتها الأرض»، «الدهليز»، «الكنز»، قبل أن أشارك في مسلسلات وأعمال تلفزيونية، ودعني أبسط لك بأن الفن بالنسبة لي هو الأوكسجين الذي أتنفسه، وفي كلمة هو الحياة.
أحلم بتجسيد شخصية شجرة الدر
tكيف استطعت في ظرف وجيز الانتقال من التمثيل في تونس إلى المشاركة في أعمال فنية بالمغرب ومصر؟
في بداية المشوار تعاملت مع عدة ممثلين ومخرجين في تونس ومصر، واستفدت كثيرا من ممثلين محترفين قدموا لي الدعم و التأطير، الذي وجدت أنني كنت بحاجة إليه، وذلك من خلال تجربتهم، وأذكر منهم لطفي العبدلي وكمال التواتي في تونس، وأمير كرارة وعمرو عبد الجليل في مصر، وكذلك من المخرجين تعاملت مع أشخاص هم بمثابة مدارس إخراجية، على غرار مديح بلعيد في تونس وبيتر ميمي ورامي رزق الله في مصر، فتعلمت منهم جميعا الالتزام الجاد في العمل، والحرص على أن اقدم الدور في أفضل صورة ممكنة.
tكيف انعكست تجارب مشاركتك في الخارج على أدائك وشخصيتك الفنية؟
أظن أن النجاح في الخارج دليل على مدى احترافية الممثل، والحمد لله بعد تونس كانت الوجهة الى مصر، وكانت تجربة موفقة حيث قمت بعدة أعمال، من أهمها فيلم كازابلانكا، وسلسلة «أنا شيري دوت كوم»، وقد وجدت العمل في مصر حرفيا بدرجة كبيرة و الانتاج ضخم و متنوع، نظرا لوجود صناع للسينما في مصر.
العمل في الدراما السورية شكل إضافة في مشواري
tهل هناك أدوار معينة تحبذ سلمى أداءها؟
كممثلة مستعدة لأن أقوم بكل الأدوار المختلفة، فمثلا في رمضان 2019 قدمت في سلسلة «زنقة الباشا» شخصية ميرفت الفتاة المثقفة وهي طالبة دكتوراه، وفي نفس الوقت في مسلسل» شورب 2» قمت بدور وردة زوجة المحقق (الكوميسار ) ودور امرأة محافظة وربة بيت، وبالرغم من اختلاف الشخصيتين من خلال العمر والمستوى الثقافي المتباين،إلا أن الجمهور تقبلني في الدورين، وشاركت مؤخرا في أدوار متباينة لأعمال مختلفة في مصر في فيلم «كازابلانكا» و»فيلم سامحني» لنجوى سلامة، لكن يبقى لي ميل للأدوار التي تكون فيها المرأة فاعلة ومؤثرة في محيطها و مجتمعها، خاصة الأدوار التاريخية، حيث أن هناك شخصيات كانت لها بصمة في التاريخ، وأتمنى أن أجسدها على غرار عليسة، شجرة الدر و صبيحة ملكة قرطبة.
tحدثينا عن ظهورك في « مقابلة مع السيد آدم» إلى جانب فنانين سوريين؟
كنت ظهرت في دور سالي رحال، وهي فتاة مصرية درست مع معتصم البيك في الخارج وأتت إلى سوريا، وتسلمت منصب مسؤولة العلاقات الخارجية بشركة البيك، التي تملكها عليا والدة معتصم، وكانت تربطها بمعتصم علاقة عاطفية قبل أن نراها مقتولة خلال الحلقات الأولى من السلسلة، وهي الحادثة التي تدور حولها باقي الأحداث، ورغم أنني أديت الدور باللهجة المصرية إلا أنني انصهرت مع مختلف الفنانين السوريين، وأشير إلى أن العمل شكل إضافة لي، خاصة وأننا ترعرعنا على العمل الدرامي السوري مثل «الكواسر» وأعمال دريد اللحام كمسرحية «كاسك يا وطن».
هناك قضايا مشتركة بين بلدينا تصلح للمعالجة الفنية
t من خلال تجاربك في أعمال عربية ومغاربية ما هو معيار نجاح الفنان ؟
برأيي أن الحكم على نجاح العمل الفني أو الفنان يحتكم لعوامل عدة، وليس من السهل إصدار حكم، غير أن استقطاب الجمهور يبقى عاملا بارزا، فحين ترى الكم الهائل من الرسائل والتفاعلات تصلك، وتجد الناس ينادونك باسم الشخصية الفنية التي أديتها أو يكرهونك لأدائك لدور معين، فإن ذلك يعني نجاحك في التأثير عليهم وهذا أهم مقياس دون أن ننسى رأي النقاد والصحفيين، وصراحة بدون ملاحظاتهم ونقدهم لا يمكن للفنان أن يتطور.
أسماء فنية عربية قدمت لي الدعم والتأطير
tراجت في السنوات الأخيرة موجة الأفلام المشتركة ومن خلالها ظهرت أسماء لم تكن لتعرف لو ظلت محصورة في بلدانها الأصلية، كيف ترين هذا النوع من الأعمال؟
شخصيا أؤمن بالأعمال العربية المشتركة، لأن الفن يوحد الشعوب أكثر من أي مجال آخر وأجد أن التعاون الفني العربي يثمر تنوعا جميلا ويبرز حضارات وثقافات الشعوب، فالأكيد أن كل فنان سيعطي من الزاد المعرفي لثقافته و لهجته، وجميل أن تنفتح السوق الفنية العربية للاستفادة من إنتاج كل دولة وتصبح هناك ورشات كتابة لشتى الأفكار والتنويع في البحث لتحصيل أعمال قوية وبارزة.
«نسيبتي لعزيزة» أكبر دليل على نجاح التعاون الجزائري التونسي
tلو تعرض عليك أدوار في أعمال مع فنانين جزائريين هل ستقبلين؟
في الحقيقة تعاملت في السابق مع المخرج الجزائري رابح سليماني من خلال فيلم قصير، وقد كانت تجربة جيدة، وأتمنى لو تتح فرص أخرى لي لخوض المزيد من التجارب في المستقبل، ولا بد من التنويه بتجارب ناجحة بين فنانين جزائريين وتونسيين، مثل «نسيبتي لعزيزة» الذي حظي بمشاهدة كبيرة في الجزائر، ومسلسل «مشاعر» في رمضان موسم 2019 الذي كان عملا مشتركا مميزا يمكن أن تبنى عليه أعمال فنية أخرى، وأظن أنه لابد من التوجه للقضايا المشتركة بين تونس والجزائر، نظرا لوجود ذاكرة شعبية مشتركة بين البلدين ممكن أن تتحول الى أعمال فنية ، على غرار أحداث ساقية سيدي يوسف ومساهمة تونس في ثورة التحرير الجزائرية.
أتطلع للاحتكاك بالممثلين الجزائريين
tإذن أنت ممن يرون أن اللهجة ليست عائقا لأداء أعمال عربية مشتركة؟
أكيد بل العكس الاختلاف يشكل عامل ثراء، ولو نأخذ سلسلة «نسيتي لعزيزة» الذي هو أول سلسلة كوميدية مشتركة بين الجزائر وتونس نجده كما سلف وأن أشرت، قد حقق نسبة متابعة كبيرة في الجزائر وتونس واللهجة لم تكن عائقا، ومن أهم أسباب نجاح السلسلة مشاركة ألمع الممثلين الجزائرين، على غرار بيونة و رزيقة فرحان وكمال بوعكاز، وأنا أتطلع للاحتكاك بالممثلين الجزائرين لأن ذلك سيكسبني خبرة، وهي فرصة لكي يعرفني الجمهور الجزائري خاصة و المغاربي عامة.