الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

الكوميدي كمال بوعكاز للنصر


إنفصلـــت عن صالح أوقـــروت لأثبت قدرتي  على إضحـــاك الجزائريين
غاب عن جمهوره لسنتين متتاليتين ، وهو الذي عودنا على التواجد بقوة من خلال أعمال ناجحة كل رمضان على الخصوص  . يتحدث الفنان الكوميدي كمال بوعكاز في هذا الحوار الذي خص به  النصر ، عن سبب شح أعماله التلفزيونية و غيابه عن الشاشات في رمضان الماضي . كما يوضح طبيعة علاقته بالفنان صالح أوقروت و سبب تراجع ظهورهما في أعمال كوميدية مشتركة بعد النجاح الذي حققاه معا طيلة 11 سنة.

حاورته : نور الهدى طابي

النصر: غبت عن شاشة رمضان للسنة الثانية على التوالي، رغم أنك من بين الأسماء التي ترتبط فنيا بهذا الشهر، فما سبب الغياب؟

ـ كمال بوعكاز: يمكن القول بأنه غياب اختياري . هو قرار نابع من قناعتي . فالفنان كأي شخص آخر، يصل إلى مرحلة معينة يصبح خلالها مسؤولا أمام جمهوره عن نوعية الأعمال التي يقدمها . عن نفسي أصبحت أفضل الغياب عن المشاركة في أعمال دون المستوى تعرض علي ليلة الشك ، أو الظهور في أعمال قليلة كهذه السنة مثلا . حيث اقتصرت مشاركتي على عملين عرضا في إحدى القنوات الخاصة ، من بينهما كوميديا مشتركة بيني و بين حميد عاشوري .
 من جهة ثانية ، يمكن القول بأن ما يعرضه المنتجون لا يمكن القبول به . فبعضهم، و أشير هنا إلى الدخلاء على  المجال ، حولوا الفن إلى تجارة مربحة . يتعاملون مع الفنانين على أنهم دواجن تبيض ذهبا . يأتيك بفكرة غير واضحة المعالم ، و يطلب منك الارتجال و تحويلها إلى مشروع عمل كوميدي ... وفي النهاية يستحوذ على حق الإنتاج و كتابة النص و الإخراج ، و يطبع اسمه في كل مراحل انجاز العمل ، ليظهر مبدعا على حساب الفنان.
عن نفسي أحترم فني و أفضل غربلة خياراتي جيدا قبل اتخاذها ، كي لا أتورط في أعمال دون المستوى ، تفقدني جمهورا إكتسبت حبه بفضل سنوات من العمل الجاد.

هل فكرت في خوض تجربة فنية درامية بعيدا عن الكوميديا ؟

.كانت لي مشاركة في عمل درامي قبل سنوات . و أعتقد بأنها كانت جيدة . صحيح أن غالبية أعمالي كوميدية ، لكن ذلك لا يعني مطلقا بأنني لا أجيد السباحة عكس هذا التيار، فأنا خريج معهد الفنون الدرامية دفعة 1987 . أما السبب وراء اختياري للكوميديا ، فهو أنني إنسان مرح بطبعي ، ابن حي شعبي ، أملك رصيدا لغويا كبيرا يسمح لي بالوصول إلى مختلف طبقات المجتمع .
لست ضد فكرة المشاركة في أعمال درامية ، شريطة أن يكون العمل والمشرف عليه في المستوى ، حتى لا تنعكس رداءة العمل على مكانة الممثل . في النهاية لا أحد ينكر بأن ثمة  القليل جدا من المخرجين الجزائريين القادرين على صناعة عمل درامي جيد . مؤخرا أنجبت الساحة الفنية الجزائرية وجوها تلفزيونية شابة ، اعتبرها مكسبا حقيقا ، لكنني أشك في أن أحدهم يستطيع صقلها و تكوينها بالشكل اللازم ، أو منحها الأعمال الدرامية التي تبرز موهبتها الحقيقة

قدمت مجموعة من الأعمال الكوميدية و الإسكاتشات الناجحة مع الفنان صالح أوقروت لسنوات، فلماذا إنقطعتما مؤخرا ؟

صالح أوقروت فنان عبقري ومبدع كفء . هو صديقي قبل أن يكون زميلي . عملنا معا لمدة 11 سنة تقريبا . قدمنا خلالها مجموعة من الأعمال الناجحة ، حتى أن الجميع كان يؤكد بأننا الثنائي الوحيد الذي إستطاع البروز و النجاح بعد « لابرانتي و المفتش الطاهر».
 خلال سنوات عملنا معا ، كنا نعتمد على أنفسنا في كتابة النصوص ، و إخراج بعض الأعمال . تطلب منا ذلك مجهودا كبيرا. عن نفسي فضلت التركيز على العمل الفردي لأبرز قدرتي على الإبداع و إمكانياتي الكوميدية . أردت التأكيد بأنه بإستطاعتي إضحاك الجزائريين من خلال أعمال فردية و هكذا انفصلنا فنيا . صالح أيضا كان مرتبطا بالتزامات مهنية خاصة . ولم نجد إلى  غاية الآن شخصا قادرا على مدنا بنص أو فكرة عمل ثنائي جديد في مستوى ما قدمناه من قبل . مع ذلك فأنا أحترمه و أتطلع للعمل معه مجددا . مؤخرا أبدع كعادته من خلال أدائه في السلسلة الفكاهية  « عاشور العاشر» . بالنسبة لي كان هو أساسها . لم أتلق دعوة للمشاركة في العمل الذي عرض خلال رمضان، لكنني تابعت ما قدمه صالح بإهتمام .

إعتمدت على مزج السياسة بالفكاهة في آخر أعمالك المسرحية « آخر المترشحين» حدثنا عن هذه التجربة ؟

آخر المترشحين  « وان مان شو» للمؤلف سعيد حمودي ، يروي  قصة شاب «ضائع» يعيش على وقع الغرور و أحلام اليقظة . أراد أن يعتلي في يوم من الأيام منصب رئيس الجمهورية ، محتقرا باقي المهن و مصاعب الحياة . و ظل الشاب على درب الأحلام سائرا غير مبال بحجم المسؤوليات التي تشترط في هكذا منصب و مستهترا بالواقع إلى أن صدم بعوائقه  لقد حاولت من خلال هذا العمل تسليط الضوء على تفاصيل يوميات الجزائري ، و إبراز جانبه السلبي . حيث أنه يبرع في الإنتقاد و يتخيل بأنه كان ليقدم الأفضل لو حل محل غيره.
المونولوغ حقق نجاحا معتبرا . وقد قدمته في العديد من الولايات . أما سر نجاحه فهو طبعا خليط الفن و السياسة الذي يهواه الجزائريون ، لأنني حاولت تناول السياسة و تناقضاتها بطريقة سلسلة و فكاهية ، بما يسمح لي بتمرير رسالة تثقيفية هادفة ، دون الخوض في أمور لا طائل منها ، لأنني مقتنع بأن الفنان فنان وفقط .  ومن أراد امتهان السياسية عليه أن ينخرط في حزب.

سبق و أن قدمت عملا ناجحا على ركح المسرح التونسي ماذا عنه ؟ وهل ثمة فرق بين المسرح في تونس ونظيره في الجزائر ؟

 ‘‘مكي وزكية ‘’ نص تونسي شهير للمخرج المسرحي الأمين النهدي ، قدمناه في افتتاح مهرجان الحمامات الدولي سنة 1992 . وتواصل عرض المسرحية لأكثر من ست سنوات ، شاركت فيها من خلال أدائي لشخصية مكي الجزائري الذي يتزوج من زكية التونسية وكل ما يحدث بعد ذلك من مواقف طريفة تعكس الواقع المعيش ، فيما يخص الحب والزواج والطلاق في بلادنا .
أما عن الفرق بين الفن الرابع في الجزائر و تونس، فهو موجود فعلا . في تونس هناك على الأقل خمسة قاعات تمتلئ عن آخرها نهاية الأسبوع لحضور عرض مسرحي . فالتونسيون يملكون ما نسميه بسياسة دعم المسرح . حيث تعمل إدارة المسرح على توفير كل الشروط اللازمة والظروف الملائمة للجمهور ، من حيث أوقات العرض و سعر التذاكر بغرض تشجيع ثقافة التردد على المسارح على عكس الجزائر.

هل من أعمال جديدة في المسرح أو التلفزيون ؟


حاليا أنا بصدد قراءة و إعادة كتابة نص « وان مان شو» جديد ، بعنوان  « كونتر باص»، هو عمل مقتبس عن نص رواية ألمانية ، قام بترجمته محمد بوكراز، على أن يقوم بإخراجه أحمد العقون . يروي قصة عازف على آلة الباص ، يعتمد على مظهره الخارجي للترويج لفنه ، هو عبارة عن نقد لواقع الشباب و تناقضات حياتهم . أما رزنامة مشاريعي التلفزيونية فهي شاغرة حاليا .

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com