* مشاركتي في"ذا فويس سينيور" شجعتني على العودة بقوة للغناء
وصف الفنان الجزائري عبد العزيز بن زينة تجربته في برنامج « ذا فويس سينيور» بالتجربة المميزة في مسيرته الفنية الطويلة، فكانت بمثابة جرعة أمل للعودة بقوة إلى الساحة الفنية بعد مدة من الانقطاع و التهميش، كما قال في حواره مع النصر. كما تحدث بن زينة عن مشاريعه في الغناء، و لم يستبعد عودته للتمثيل بعد سلسلة « دار بن زينة»، و كذا اقتحامه لمجال التنشيط التلفزيوني، معربا عن أسفه لواقع الساحة الغنائية في الجزائر التي تسود بها ، حسبه، الفوضى، و تشجيع بعض القنوات التلفزيونية للرداءة ، على حساب الفنانين الحقيقيين الذين تم إقصاؤهم، و يدعو الفنانين إلى تجاوز الخلافات و الأحقاد و التضامن من أجل استرجاع حقوقهم المهضومة.
«ذا فويس سينيور» منحني جرعة أمل
* النصر: حدثنا عن تجربتك في برنامج «ذا فويس سينيور» ، و ماذا أضافت لك؟
ـ عبد العزيز بن زينة: تجربة جد مميزة، أعادت لي الأمل الذي كنت أبحث عنه و الدفع لمواصلة مشواري الفني ، كانت البداية باتصال من إدارة البرنامج التي اختارتني من بين الأسماء الفنية في الجزائري للمشاركة. و كانت طريقة الحديث و الشروحات التي قدمت لي عبر هذه المكالمة، سببا قويا للقبول.
سافرت بعد ذلك رفقة مدير أعمالي و هو ابني، و حظيت باستقبال رائع.
و انطلقت المغامرة بعدما وضعت جملة من الشروط التي وافقت عليها إدارة البرنامج.
* لماذا اختار بن زينة الظهور في هذا البرنامج بعد مسيرة فنية تزيد عن 40 سنة؟
ـ مشاركتي كانت صدفة ، لكن في قرارة نفسي كنت أبحث عن شيء مماثل، يعيدني إلى الواجهة بقوة ، و يحيي بداخلي ذلك الشغف.. كان هدفي الأول عند قبولي المشاركة، هو إيصال صوتي و موهبتي إلى الجمهور العربي و البحث عن مجال أوسع للانتشار، بعد مسيرة فنية حافلة داخل الجزائر، الحمد لله كانت تجربة ناجحة كثيرا، إذ أعتبر نفسي قد نجحت في تعريف الجمهور العربي بطابع المالوف العريق، و التسويق له ، فتجاوب معه و أعجب به كثيرا.
من انتقدوا ظهوري في البرنامج هم أعداء الفن
* هناك من انتقدك بشدة عند مشاركتك في البرنامج، كيف كانت ردة فعلك؟
ـ باختصار أقول أن من انتقدوني هم أعداء الفن، الانتقادات كانت تصلني عبر مواقع التواصل الإجتماعي، لكنني لم أكترث لها، و قلت لهم أين كنتم عندما تضاءلت فرص عملي و ظهور الفني ، و تم تهميشي بعد سنوات طويلة من العطاء؟ لكن مع مضي الحلقات و التفاعل الرائع من الجمهور الجزائري و العربي ، تضاءلت الانتقادات و غلبت عليها الأصداء الإيجابية، لأنني قدمت صورة مشرفة عن الفنان الجزائري المحترم و المحترف.
* كيف كنت تنتقي الأغاني، و لماذا لم تحصد لقب البرنامج؟
ـ عكس ما يقال عن هذه البرامج العربية، و تعرض المشاركين إلى ضغوطات ، نحن كفنانون تمت معاملتنا برقي كبير، و عن نفسي وضعت شروطي قبل الموافقة على دخول المنافسة، و كنت أختار الأغاني بكل حرية.
أما عن عدم نيلي للقب» ذا فويس سنيور»، فقد بذلت ما بوسعي و تألقت من حلقة لأخرى، و هو حال كل الأصوات المشاركة التي تتميز بقوة أدائها، ، و المهم في النهاية هو المشاركة و ما سنقدمه بعد البرنامج.
تلقيت عروضا غنائية عربية و جزائرية
* هل تلقيت عروضا بعد البرنامج؟
ـ وصلتني عروض كثيرة، و لا تزال تصلني، سواء من الجزائر أو خارجها ، و هناك عقد عمل يربطني بقناة « أم بي سي» ، لكن كل شيء مؤجل بسبب الجائحة.
* هل سنراك في عمل فني عربي؟
ـ نعم ، لقد تلقيت عروضا من كتاب و ملحنين من تونس و العراق و سوريا ، و هناك أفكار لديوهات مع فنانين عرب، لا أستطيع الإفصاح عن أسمائهم حاليا ، لأنها لا تزال مجرد مقترحات. كما أنني منهمك حاليا في تحضير عدة أغاني جزائرية، على شكل «سنغل» بعدة طبوع .
الفنان الحقيقي ضحية التهميش بالجزائر
* مما سبق من كلامك نفهم أنك ضحية تهميش فني ؟
ـ كثيرا، خصوصا خلال السنوات الأخيرة ، فقد تضاءلت العروض و لا أحد اتصل بي، إلا بعض العروض لتقديم ومضات إشهارية و غالبا ما تكون مجانية ، و كنت أرفضها لأنها تقلص من قيمتنا كفنانين.
للأسف هذا هو واقع أغلب الفنانين الحقيقيين في الجزائر، ممن قضوا سنوات طويلة في العطاء ، مصيرهم محزن. أنا أملك «شقة سوسيال» أي بصيغة الشقق الاجتماعية، و لم أحظ بأية امتيازات، و ليس لي دخلا ماديا آخر باستثناء الفن، مصدر رزقي. لا أبحث عن الدعم المادي بقدر ما أبحث عن التقدير و منحي الفرص للعمل و الاجتهاد.
بعد عودتي من برنامج «ذا فويس سينيور» لم أحظ بأي استقبال رسمي من وزارة الثقافة ، رغم أنني شرفت بلدي، بشهادة أسماء فنية كبيرة في العالم العربي، و اقتصر استقبالي في المطار على أفراد عائلتي.
* ماذا تقصد بفنانين حقيقيين؟
ـ هناك خلط كبير و فوضى في الساحة الفنية منذ سنوات، فليس كل من يغني أو ينتج أغنية، يليق به لقب الفنان، و هناك فرق كبير بين مغني و مؤدي. للأسف أصبح المؤدون هم الأكثر نجاحا و شهرة ، و حضورهم قوي جدا في الساحة، أما الفنان الحقيقي الذي يسعى للحفاظ على التراث، و يقدم فنا نظيفا ذا رسالة، فمصيره الإقصاء.
قنوات تلفزيونية تشجع على الرداءة
* حسب رأيك لماذا تشهد الساحة الغنائية كل هذا التراجع؟
ـ هناك عدة عوامل، أهمها إقصاء الفنانين الحقيقيين و حصرهم في إطار ضيق ، و عدم منحهم قيمتهم الحقيقية من قبل وزارة الثقافة ، كما أن الإعلام يتحمل قسطا كبيرا من المسؤولية بمنحه قيمة أكبر و مجالا أوسع لأشباه الفنانين.
بعض القنوات الخاصة، تشجع هذا النوع، فهم يحضرون في كل المناسبات و البلاطوهات ، و منهم من يقدم برامج تلفزيونية بمحتوى لا يتماشى و تقاليد المجتمع الجزائري، و لا تعكس صورة الفن النظيف.
* هذا يعني أنك ضد اقتحام الفنانين لمجال التنشيط ؟
ـ لا ، بالعكس أنا أشجع الفكرة و أتمنى تعميمها، بشرط أن يكون الفنان محترما و ملما بالجوانب الفنية لنجاح البرنامج، و هناك تجارب ناجحة لا نزال نتذكرها إلى غاية اليوم.
* كيف يمكن الارتقاء بواقع الفنان الجزائري؟
ـ هذا السؤال يطرح نفسه باستمرار في كل المناسبات ، حسب رأيي الأجوبة معروفة، و الجهات المسؤولة عما نعيشه اليوم، واعية بالمشكل و الحل معا ، لكن دون الخوض في هذه الأمور، أقول أن الفنانين لكي يحصلوا على حقوقهم و يحسنون واقعهم، عليهم أن يحبوا بعضهم البعض ، و أن يعملوا بيد واحدة لتحسين ظروفهم.
سأدخل قريبا عالم التنشيط و عودتي للتمثيل محتملة
* هل سنرى بن زينة في عالم التنشيط؟
ـ نعم ، هناك فكرة طرحت علي من طرف أحد المنتجين و أعجبتني، في انتظار إيجاد الجهة الممولة ، و سأكتفي بهذه التفاصيل .
* لماذا لم تحقق السلسلة الفكاهية «دار بن زينة» النجاح المتوقع، و هل سنراك مجددا في عمل آخر كممثل؟
ـ «دار بن زينة « أول تجربة لي في التمثيل ، و هي عبارة عن سيت كوم متنوع يعالج عديد المواضيع الاجتماعية ، للأسف لم تحظ بالمتابعة ، و ذلك بسبب سوء برمجتها في التلفزيون العمومي ، حيث كانت تبث في حدود الساعة الثالثة صباحا، و هو وقت غير مناسب تكون فيه نسب المشاهدة منعدمة ، و حسب رأيي فإن الأمر كان مقصودا ، و لو تم بثها في أوقات الذروة، لكان صداها مختلفا ، و أما ظهوري مرة أخرى كممثل، فهو وارد جدا ، و قد تلقيت مؤخرا بعض العروض، لكنني لم أقتنع بها .
* هل توجهت للتمثيل للبحث عن فرصة للتجديد ؟
ـ لا ، أنا ابن المسرح ، تعلمت على خشبته تقنيات التمثيل طيلة أربعة أعوام خلال السبعينات ، إلى جانب ممارستي للغناء، لكن للأسف لم تمنح لي فرصة للظهور كممثل، رغم أنني أعربت عن رغبتي في ذلك.
المالوف حبي الأول
* لماذا ترفض أن تلقب بمغني المالوف الذي عرفت به؟
ـ أولا المالوف هو حبي الأول و مدرستي التي تعلمت و ترعرعت على سماع أغانيها ، و أغنيه بكل حب و افتخار ، لكنني أرفض حصري في طابع واحد، فأنا فنان متنوع و شامل، أغني كل الطبوع الجزائرية، إلى جانب المالوف الذي عرفت به ، و كذا الطابع الشرقي ، و أرفض حصري في نمط واحد، حسب رأيي المغني الحقيقي لا يحصر فنه في لون معين .
* هل وجدت في إحياء الحفلات و الأعراس بديلا آخر للعمل ؟
ـ نظرا لأدائي مختلف الطبوع، أنا من الأسماء الفنية المطلوبة في الأعراس و الحفلات، فهي تمنحنا مساحة أوسع للغناء و الاحتكاك مع الجمهور.
* في الختام بماذا تعد جمهورك؟
ـ سأختصر الجواب في كلمة واحدة ، انتظروا عودتي بقوة و شكرا.
وهيبة عزيون