نحن نغني في قاعات فارغة ، والإعلام الثقافي مسؤول عن ذلك
حمل الفنان الجزائري الكبير حمدي بناني الإعلام الثقافي جانبا من المسؤولية بخصوص الترويج للفنانين الجزائريين والتعريف بهم . حيث تساءل حول إمكانية نجاح الفنان الجزائري في ظل ظروف إعلامية لا تشجع على الترويج للفنان.
حمدي بناني أوضح بأن الفنان الجزائري بحاجة ماسة إلى مناجير، معتبرا في سياق حديثه بأنه من المؤسف أن يتحدث فنان عن الأموال وسعر الحفلة فهذا يسقط من قيمته الفنية لكن لو كان هناك مناجير سيحفظ له حقه ويكسبه احترام الجهات المنظمة.
حمدي بناني عرفت باللون الأبيض كما عرفت بطابع موسيقي خاص بك ضمن المالوف العنابي ؟
صحيح ،، حمدي بناني دون الأبيض هو ليس حمدي بناني . فأنا لا يمكنني تغيير لباسي وكمانجتي البيضاء . منذ تمت تسميتي بالملك الأبيض منذ سنة 1984 من طرف الرئيس الكوري الشمالي السابق كيم سون وأنا أحافظ على تقليد اللباس الأبيض حتى أقترن بنوعية الفن الذي أقدمه.
ما هو السبب وراء بقاء المالوف في رقعة جغرافية محددة ولم ينتشر في العالم ؟
المالوف عالمي فقد أخرجناه للعالمية حيث تقام له حفلات في أوروبا وروسيا وكندا .
تقصد إقامة حفلات لكن ليس للمالوف جمهور مستعد لشراء ألبومات هذا الطابع الفني في بلدان العالم المختلفة.
قضية الألبومات الفنية لم تعد مطروحة الآن فالقرصنة قضت على كل آماله في التواجد . حيث إنتقل الفنان لطريقة أخرى وهي الحفلات والتقائه المباشر بالجمهور.
لكن أريد أن أؤكد بأن المالوف بإعتباره موسيقى عالمية فإن المختصين في البلدان الأخرى يعرفونه جيدا . حين غنيت في مدينة سمرقند وجدت تجاوبا كبيرا من طرف الجمهور.
لكن هناك خلل ما ، هل يمكنك أن تخبرنا ما هو ؟
إنه الإعلام .. فهو إعلام لا يكرس ثقافتنا ولا يروج لها . بمجرد أن تسلط وسائل إعلام أجنبية عن فنان جزائري الضوء حتى يصبح معروفا ومتابعا بغض النظر عما يقدمه من فن . الإعلام يشهر الفنانين والنجوم بنسبة كبيرة وأنا شخصيا أتصور بأن الشاب خالد لو بقي في الجزائر بمستوى هذا الإعلام الفني لن يكون له شأن يذكر. لأنه سيهمش بفعل اللامبالاة الإعلامية . حتى أنني أحيانا أذهب للغناء في مدن جزائرية لدي فيها جمهور، لكن دائما أتفاجأ أن لا أحد لديه علم بوجود حفلتي وهذا شيء محبط .
هل ترى أن الإعلام هو سبب عزوف الجمهور عن حفلات المالوف ؟
الإعلام يتحمل جزءا من المسؤولية . وكذلك منظمو الحفلات حيث ينظمون حفلات إستعجالية وهذه طريقة خاطئة . مثلا في فرنسا يتم الترويج للحفلة قبل إقامتها بست أشهر أو أكثر. أذكر أن شارل أزنفور حين كان سيغني في الألومبياد تم الإشهار لحفلته لأزيد من سنة لكننا هنا في الجزائر لا توجد مثل هذه الأمور التي تدعم الفن . نحن كفنانين يتم إخبارنا بأنه لدينا حفلة قبل أسبوع أو ثلاث أيام، لذلك نحن نغني في قاعات فارغة.
أريد أن أقول أيضا بأن الفنان في الجزائر مازل لم يفهم العمل الإحترافي الفني . معظم فنانينا في الجزائر ليس لديهم مناجير ينسق ويقوم بما عليه القيام به من أجل التفاوض على حق الفنان وتسهيل عملية الإعلام فالحديث يطول عن ذلك . من المؤسف أن يتحدث فنان عن الأموال وسعر الحفلة فهذا يسقط من قيمته الفنية لكن لو كان هناك مناجير سيحفظ له حقه ويكسبه إحترام الجهات المنظمة.
هناك من يرى بأن المالوف أصبح تقليديا ومكانه المتاحف .. ؟
المفارقة بأن هناك مستمعي مالوف في الخارج ولا يوجد في الوطن . هذا راجع للخلل الذي تحدثت عنه سابقا لكن بخصوص المالوف كفن فهو يحتاج لفهم روح العصر . يجب علينا التوجه إلى الأغاني الخفيفة . من غير المعقول أن تغنى أغنية لأزيد من ساعة أمام جمهور شاب . بالنسبة لي كان لدي وعي بضرورة جعل حفلات المالوف خفيفة حيث لا أؤدي الأغاني كاملة بل أؤدي بعض المقاطع منها إذ كان الجمهور ينتمي لفئة الشباب.
بذكرك الشاب خالد هو يؤدي طابع الراي الشبابي لكن المالوف له خواصه الخاصة ؟
صحيح لكل فن مميزاته وخصائصه . هناك من يتذوق الموسيقى الكلاسيكية ويتابعها بكثرة . هذا راجع لتعدد الأذواق و الميولات حين أحييت مؤخرا حفلا في السوربون تفاجأت لكثرة الإقبال ومن نوعية الحاضرين إذ إن معظمهم متخصصين في الموسيقى ويعرفون مزاياها الكلاسيكية وقارنوا بينها وما بين طبوع فنية عريقة موجودة في العالم.
حاوره حمزة دايلي