استشهاد شقيقي في حرب أمريكا على العراق جرح لازال ينزف
تحدث الفنان العراقي رضا العبد الله في حوار جمعه بالنصر على هامش حفل أحياه منذ يومين بقسنطينة عاصمة الثقافة العربية، عن مأساة وطنه العراق، فجرح وطنه النازف و حزن استشهاد شقيقه بسبب الحرب و التناحر الطائفي سيمفونية يعزفها أينما حل كما قال، وذلك من خلال أغان وطنية يعتبرها رسائل سلام و محبة منه، ودعوة للتآلف و الإجماع الوطني، كما كشف عن جديد أعماله و نيته في الغناء مع فنان جزائري مشهور.
-النصر: هو رابع حفل فني لك بقسنطينة هل تحمل في جعبتك الجديد هذه المرة؟
- رضا العبد الله: صحيح هي رابع سهرة لي في قسنطينة، سبق لي إحياء ليالي سيرتا و كذا حفل تكريم الراحلة وردة الجزائرية، تعوّدت على هذا الجمهور و أحببته، علاقة قوية أصبحت تربطني به يوطدها تواصل مستمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي..و عن نفسي أحب زيارة الجزائر و لا أتأخر عنها عند كل طلب مهما كان برنامج عملي مكثفا، فالجزائري كالعراقي تجمعهما قواسم مشتركة أهمها العصبية و بساطة الروح لذلك أحس بالارتياح عند الغناء له. أما عن جديد الزيارة، فهو عبارة عن مجموعة غنائية متنوعة من أشهر ألبوماتي فضلا عن أغان جزائرية و أخرى من الفلكلور العراقي.
-أسهبت في التعبير عن حبك للجزائر فهل يمكن أن يترجم هذا الحب إلى أغنية؟
ـ سبق لي وأن أهديت الجزائر الحبيبة أغنيتين من ألحاني و كلمات الشاعر فراس الحبيب، أقول في واحدة منها « البيت بيتي ماني عندكم ضيف، أرض الجزائر جنة الجنات مشدودة روحي لهذا البلد بالذات». هي أغنية أديتها قبل قرابة السنة تعبيرا عن صدق مشاعري تجاه هذا الشعب الطيب صديق العراق الذي لم يتخل عنه يوما...من ناحية أخرى أتوقع إنتاج أغنية مشتركة من المغني العالمي الشاب الخالد قريبا، فقد حصل بيننا اتفاق مبدئي على مشروع الدويتو، خلال لقاء جمعني به على هامش حفل تكريم الراحلة وردة الجزائرية.
-شهرتك انطلقت من الخليج فقد كنت من بين من غادروا العراق بسبب الحصار الاقتصادي، حدثنا عن علاقتك بالوطن؟
ـ وطني قضية أحملها معي أينما ذهبت تماما كجميع أعضاء فرقتي الموسيقية، عراقي ظلم كثيرا منذ سنوات بسبب الحصار الذي كان مفروضا عليه ثم بسبب الحرب و الآن بسبب التناحر، بالنسبة لي قدمت أعمالا عديدة بعد تخرجي من معهد الفنون الجميلة ببغداد، لكنها لم تحظ بالرواج المطلوب، ثم غادرت العراق باتجاه الأردن سنة 1996، ومنها إلى الإمارات هناك قدمت أغنيتي «الملح و الزاد» سنة 1999 ، نجحت و كانت انطلاقتي نحو الشهرة، لكن عراقي بقي دائما أغنية أنشدها أينما حللت وجرحا نازفا لم يندمل، خصوصا بعد استشهاد شقيقي قبل ستة سنوات جراء الحرب الأمريكية، أسأل نفسي دائما بأي ذنب قتل وهو أب لثمانية أبناء.
- أين أنت مما يحدث الآن في العراق داعش و التناحر السني الشيعي؟
ـ وفاة شقيقي قلبت موازين حياتي، فأهلي لازالوا يعيشون كلهم في العراق كلما رن هاتفي شعرت بالتوتر و الخوف و تعوذت بالله من خبر السوء، الوضع مؤسف جدا فقد تمزق وطني، ليس لي مواقف سياسية ما يهمني هو وحدة العراق و مصلحته بالدرجة الأولى.
الأغنية الوطنية هي وسيلتي للتعبير عن تعاطفي مع شعبي و حزني على بلدي، سبق لي و أن قدمت الكثير من الأغاني للعراق، منها أغنية قدمتها في ألبومي الأخير تقول كلماتها «يا موطني ماذا جنيت حتى تكون أنت الفداء، أبي و أمي و إخوتي و سنتي و شيعتي يتساقطون كأن في بلدي وباء»... مع ذلك احتفظ دائما بالأمل ككل عراقي غيور على وطنه، ندرك بأن بلاد الرافدين أقوى من الظروف وستعود لتشع حضارة من جديد.
- هل ساهمت دراستك الأكاديمية للموسيقى في نجاح مسيرتك الفنية؟
ـ الفن موهبة قبل كل شيء، فنانون كثر لم يدرسوا الموسيقى لكنهم حققوا النجاح و الشهرة وقدموا للساحة الطربية العربية الكثير، بالنسبة لي دراسة الموسيقى لعبت دورا هاما في مسيرتي منذ بدايتها، لأنني ملحن قبل أن أكون مغنيا.. تقريبا كل أعمالي من ألحاني الخاصة و كلمات صديقي الشاعر الكبير كريم العراقي..تمكني من العزف على العود و معرفتي لأصول الموسيقى، ساعدني على غربلة اختياراتي و تحديد الأعمال القادرة على صنع النجاح.
-لماذا يرتبط اسمك دائما باسم الفنان العراقي ناظم الغزالي؟
ـ « يضحك»، بالفعل كثيرون يميلون إلى تشبيهي بالفنان الكبير ناظم الغزالي، ربما للتقارب في الخامة الصوتية، عشقي لفنه و إصراري على أداء المقام العراقي و غناء التراث الشعبي باستمرار خلال حفلاتي، خلق نوعا من الصلة بيننا، وهو أمر أعتز به يشرفني حقا أن أمثل العراق بصورة مشرفة كتلك التي تركها الكبير ناظم الغزالي.
-تتميز بإطلالة جميلة و جذابة هل خدمك الفيديو كليب فنيا؟
ـ الأغاني المصوّرة، لا تخدم الفنان بالقدر الذي تلعبه الموسيقى الجيدة أو الكلمة الراقية و الإحساس العالي، أغاني كثيرة حققت النجاح دون أن تصوّر، مع ذلك يبقى الفيديو كليب حاجة تفرضها السوق التجارية، في النهاية هو يساهم في رفع نسبة الاستماع للعمل و يقرب الفنان أكثر من جمهوره، كما أنه واقع باتت تفرضه مواقع التواصل الاجتماعي.
-حدثنا عن جديدك الفني؟
- أعمل على إعادة تسجيل بعض الأغاني القديمة من التراث الشعبي العراقي، أعدت تلحين بعضها و قمت بتوزيعها بشكل جديد، كما استعد لإطلاق أغنية مصورة بعنوان « كبيدي»، ينتظر أن تعرض على الشاشة في غضون أسبوع من الآن.
حاورته نور الهدى طابي