توقع، رشيد عنان، مدير تنمية تربية المائيات بوزارة الصيد البحري و المنتجات الصيدية، عن توقع وصول الإنتاج إلى حدود 10 آلاف طن من أسماك تربية المائيات في الأقفاص العائمة أو المياه العذبة، مع نهاية السنة الجارية، بعد تسجيل ما يقارب 5 آلاف طن نهاية السنة الفارطة، مؤكدا في حوار للنصر، بأنه تم التحكم في سلسلة إنتاج أسماك المياه العذبة، عبر إنجاز مفارخ، ذات جودة عالمية، و من بينها مشروع بشراكة جزائرية و تقنية هولندية، و كذا خلق مشاريع لصناعة الغذاء الصناعي الموجه لتسمين الأسماك.
ماهو حجم الاستثمارات الجاري إنجازها في تربية المائيات على المستوى الوطني؟
على المستوى الوطني، و فيما يتعلق بتربية المائيات، سجلنا خلال السنة الجارية ، 101 مشروع منجز في تربية المائيات، منها 62 مشروع تربية المائيات البحرية و 39 مشروع في تربية المائيات في المياه العذبة، مع تسجيل خلال السنة الماضية إنتاج حوالي 5 آلاف طن و يتوقع أن يتضاعف الإنتاج مع نهاية السنة، إذ ينتظر أن يصل مابين 8 آلاف إلى 10 آلاف طن في تربية المائيات.
و تجدر الإشارة، بأن أغلبية المشاريع المسجلة و التي ذكرتها، تم إنجازها في المرحلة الأخيرة، و منها من تقدم إنتاجها هذه السنة، و مشاريع أخرى، تم الانتهاء فيها من مرحلة الاستزراع و سيقدم المنتوج الخاص بها خلال السنة القادمة، كما شهدنا هذه السنة، العديد من المشاريع التي دخلت في التسويق و التي عرفت عملية استزراع في السنة الماضية.
و بالحديث عن النمو و الاستزراع يمكن تقديم بعض الملاحظات، ففي سنة 2020، قمنا باستزراع حوالي 5 آلاف يرقة من مختلف أنواع الأسماك في المياه البحرية ، أنتجت ما يقارب 2500 طن خلال سنة 2021، و خلال سنة 2021 ضاعفنا الاستزراع بحوالي 16,5 مليون من أصبعيات الأسماك البحرية، و ينتظر بلوغ الإنتاج من 4000 إلى 5000 طن من الإنتاج هذه السنة، و في سنة 2022، ضاعفنا الاستزراع السمكي عبر العديد من الولايات و مرافقة المؤسسات بتدليل العقبات التقنية و الإدارية، و نتوقع أن يفوق الاستزراع السمكي مستوى 20 أو 25 مليون سمكة، لنطمح إلى بلوغ إنتاج 10 ألاف طن خلال السنة المقبلة من الأسماك البحرية، و بالنسبة لأسماك المياه العذبة، قمنا باستزراع سمك البلطي و بعض الأنواع من الشبوطيات عبر مختلف المزارع و التي تدخل في إطار تنمية الصيد القاري و التي نعمل على تطويرها.
ما هو عدد المشاريع المتعثـرة التي أعيد بعثها ؟
في سنة 2021، قمنا بعملية جرد للمشاريع المتعثرة، تحت إشراف مجلس الوزراء، و بالتنسيق مع القطاعات الشريكة على غرار وزارة الداخلية و وزارة الدفاع و المديرية العامة للجمارك و الضرائب، مع العمل على إزالة العراقيل، و تجدر الإشارة، بأن أغلب المشاريع المتعثرة كانت في فترة 2019 إلى 2021، و هي الفترة التي مرت بها الجزائر و العالم، بعدة أزمات، أدت إلى شح الموارد المالية و تعثر التمويل من قبل البنوك، و من جهة أخرى، الجائحة و الظرف الصحي و الجمود الاقتصادي و كذا توقف النشاط الإداري، و كل هذه الظروف أدت إلى تراكم الملفات و تعطل وتيرة إنجاز مختلف المشاريع، و مع عودة عجلة الإدارة و الاقتصاد للدوران، و استقرار الوضعية الصحية، باشرنا إعادة بعث المشاريع و مرافقتها لدى مختلف الإدارات الشريكة، و تم على المستوى الوطني إعادة بعث 101 مشروع كان مجمدا أو متعثرا في مراحل الإنجاز، على غرار منح رخص الامتياز والإنجاز و كذا التصاريح.
هل من مشاريع تتعلق بضمان تواصل سلسلة إنتاج و تربية الأسماك ؟
لقد تم التحكم في سلسلة مياه الأسماك العذبة و هناك مفارخ، ذات جودة عالمية، و من بينها مشروع بشراكة جزائرية و تقنية هولندية، ينتج صغار أسماك وحيد الجنس ذات نوعية جيدة موجهة للتسمين بطريقة طبيعية بولاية الجلفة، و توجد مفرخات بعدة ولايات، و كذلك الغذاء الاصطناعي، بعدما كان مستوردا، كما أن هناك عدة مصانع، تنتج بجودة عالية، بشلغوم العيد و برج بوعريريج، و أيضا بسطيف و بومرداس و الجلفة، إضافة إلى ستة مشاريع أخرى مسجلة سيتم إطلاقها في إطار قانون الاستثمار الجديد، ينتظر تفعيل الوكالة الوطنية لمنح الإمتياز في المناطق الصناعية، و بالنسبة للمياه البحرية، تم تسجيل ستة مشاريع لإنتاج أعلاف المياه البحرية، و هناك عدة رغبات من مستثمرين، و مؤسسات رائدة في إنتاج و تسمين “الدوراد”، “ القاجوج و القاروص”، أبدت رغبتها في الولوج لمجال إنتاج الأسماك البحرية.
هل يقبل الفلاحون على الانخراط في مجال التربية المدمجة ؟
سجلنا انخراط 2000 فلاح أو مستثمرة فلاحية عبر التراب الوطني، أغلبهم بالجنوب الجزائري، يمارسون نشاط تربية الأسماك المدمجة مع الفلاحة، و أعطت نتائج طيبة من ناحية المنتوج الفلاحي، سواء كنشاط تكميلي للمستثمرات أو توفير سماد طبيعي، و سجلنا 39 مشروعا في تربية الأسماك بالمياه العذبة، دخل مرحلة الإنتاج على المستوى الوطني، و 18 مشروعا طور الإنجاز، و ننتظر بعض المشاريع، سيتم استلامها و دخولها قيد الاستغلال قبل نهاية السنة، و تجدر الإشارة، بأنه خلال السنة الماضية، حققنا نجاحا في مشروع “ كوسيدار” التي أنتجت حوالي 40 طنا من أسماك البلطي و تم تسويقها بمختلف ولايات الوطن، خصوصا خلال شهر رمضان الفارط، حيث لقي رواجا و استحسانا لدى المستهلك الجزائري.
ماهو مخططكم للنهوض بالشعبة ؟
استراتجيتنا مبنية على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى، بعث المشاريع المتعثرة و مرافقتها لدى مختلف الإدارات الشريكة و دفعها لدخول الإنتاج حتى ننطلق من قاعدة صلبة، و المرحلة الثانية، تتعلق بتكثيف الإنتاج و تسريع وتيرته، و التركيز على المشاريع الناجحة، و المتمثلة في مشاريع المياه العذبة في سمك البلطي، و المحار و الدوراد، أما المرحلة الثالثة التي ستعرفها استراتجية تربية المائيات، تتركز على ركيزتين، هما تنويع الاستثمار و إدخال أنواع جديدة في تربية الأسماك في الأقفاص العائمة و المياه العذبة، و المرور إلى إطلاق مشاريع على غرار مشروع تربية “الجمبري” في المياه العذبة.
بعد كل ذلك تأتي الصناعة التحويلية ، إذ أنه حاليا يتم التركيز على توفير المنتوج في السق، من أجل تشبع السوق و بلوغ المستهلك لدرجة كبيرة من تناول المنتجات البحرية، و سنعمل على تحويل بعض الصناعات التحويلية المرافقة في المياه العذبة المرافقة للإنتاج، على سبيل المثال، سمك “ السلور”، و الذي يباع في شكل شرائح، باستغلال مخلفاته من الرأس و بعض البقايا لاستعمالها في إنتاج مسحوق السمك و الذي يدخل كمدخل في إنتاج الأعلاف الصناعية، و بهذا نكون قد ساهمنا في تطوير الاقتصاد الدائري. حاوره:كريم طويل