أتوقع أن يفعلها بوقرة كما فاجأ في كأس العرب
خصّ اللاعب الدولي السابق أمير قراوي النصر بحوار مطول، بعد توقيع عقده مع نادي الوشم السعودي الناشط في بطولة الدرجة الثانية، الذي يمتد إلى غاية نهاية الموسم الحالي، مؤكدا رغبته في مواصلة اللعب لمواسم إضافية، من منطلق قناعته بالقدرة على العطاء، متمنيا تتويج المنتخب المحلي بقيادة الماجيك بوقرة بلقب "الشان" بعد قطع مشوار هام من مسيرة بطل قادم، فضلا عن عودته إلى الطريقة المحزنة، لمغادرته من وفاق سطيف الصيف الماضي، وأمور أخرى تكتشفوها في هذا الحوار.
*مرحبا أمير، كيف حالك؟
أهلا بكم، وسعيد جدا بالتواصل معكم، بعدما رسمت التحاقي بنادي الوشم السعودي، بعقد يمتد إلى نهاية الموسم، وهي تجربة ستكون جديدة بالنسبة لي، وأتمنى أن تكون ناجحة على جميع المستويات.
*ما هو هدفك في هذه التجربة الجديدة؟
بالنسبة لفريقي الجديد، فالهدف هو ضمان البقاء وهذا ما سنسعى إلى تحقيقه، أما على المستوى الشخصي فإني متحمس لخوض تجربة من نوع آخر في مشواري الكروي، خاصة أن الظروف والعوامل هنا في السعودية، تختلف كثيرا عن ظروف البطولة في بلادنا، وسأعمل على تقديم الإضافة وتوظيف خبرتي لمساعدة المجموعة.
الجزائر أبهرت في تنظيم الشان
*لاحظنا هجرة كبيرة للاعبين الجزائريين إلى الدوري السعودي مؤخرا، ما هو السبب؟
بصراحة، الظروف في أندية البطولة أصبحت صعبة، وأنتم تشاهدون الحالة التي وصلت إليها الكثير من الفرق بسبب الديون، خاصة ما تعلق منها بأجور اللاعبين، وهذه المشاكل لا توجد في الدوري السعودي، إضافة إلى توفر المنشآت والتجهيزات، التي تسمح للاعب بالتركيز على العمل في الميدان، بدل الاهتمام بالمشاكل المالية التي تؤثر بصفة آلية على الأداء الفني.
*هل تفكر في الاعتزال بعد هذه التجربة الاحترافية؟
لا، على العكس، أعتقد بأني قادر على لعب المزيد من المواسم، ولن أفكر في الاعتزال إلا عندما أتأكد بأني غير قادر على العطاء أكثر، ففي الموسم الماضي وصلنا إلى نصف نهائي رابطة الأبطال الإفريقية، لما كنت في الوفاق، ولعبت حوالي 44 مباراة كأساسي، ولم أجد مشكلة في لعب هذا العدد الكبير من المباريات كاملة، من الناحية البدنية، وبالتالي لا يوجد سبب يدفعني، للتفكير في التوقف عن ممارسة كرة القدم.
*وجهت رسالة شكر لجميع الأندية التي لعبت لها في الجزائر؟
هذا واجبي، ويجب أن أشكر جميع الأندية التي لعبت لها طيلة 15 سنة في ميادين الجزائر، ولم يكن من السهل علي أن أختار الانتقال إلى بطولة أخرى، خاصة أنه كانت أمامي فرصة المواصلة في أندية طلبت خدماتي، لكن فضلت نادي الوشم في تجربة من نوع آخر. لقد مررت بفترات جيدة وأخرى سيئة طيلة مشواري في الجزائر، لكني أحتفظ في ذاكرتي باللحظات الجميلة فقط، ففي كل الفرق التي لعبت معها، لم تواجهني أي مشاكل، وربما أكون عنيفا في الملاعب لكن نيتي صافية وعلاقاتي خارجها طيبة مع الجميع، وأعود لأشكر كل الأنصار، بداية بمحبي "البابية" الذين يعتبرون أول جمهور أتعرف عليه في الجزائر، وجمهور نادي وفاق سطيف الذي يبقى فريق القلب الذي تبقى له مكانة خاصة، دون أن أنسى أنصار مولودية الجزائر التي أمضيت فيها أربع سنوات، حيث اندمجت بينهم وتأقلمت معهم، رغم التنافسية الموجودة بين الوفاق والمولودية، ورغم أن مغامرتي في شلغوم العيد كانت قصيرة بسبب الظروف الصعبة التي منعتنا من العمل، إلا أني أشكرهم كذلك على الدعم والترحيب في الأشهر الثلاثة الماضية، وبطبيعة الحال لن أنسى شكر كل اللاعبين، وأعضاء الطواقم والمدربين والمسيرين، الذين تعاملت معهم في مسيرتي الرياضية.
طريقة مغادرتي من الوفاق مازالت تحز في نفسي إلى اليوم
*هل تفكر في العودة إلى البطولة مستقبلا؟
كما سبق وقلت، أنا لا أفكر حاليا في الاعتزال وأرى نفسي قادرا على العطاء في الموسم القادم وربما لمواسم أخرى، ومسألة عودتي إلى البطولة الجزائرية واردة، مثلما يبقى الاحتمال بأن أواصل في السعودية، كما يمكن أن يتوقف لو تفرض الظروف هذا الأمر، وأود أن أتطرق إلى نقطة مهمة جدا بالنسبة لي.
* تفضل..
بصراحة، الوفاق يبقى هو فريق القلب ولا يمكن أن أنكر فضله الكبير علي، وأتمنى له التوفيق والخير دائما، وأتمنى أن يعود إلى منصة التتويج قريبا، لكن طريقة مغادرتي منه مازالت تحز في نفسي حتى اليوم، فبعد نهاية فترة عقدي الأخير لم يكلف أي أحد من المسيرين نفسه عناء الاتصال بي على الأقل للحديث حول وضعيتي، وهو أمر كان عليّ أن أتحدث عنه، لأنه ترك في قلبي جرحا عميقا، خاصة أني صبرت كثيرا على النادي ووصلت إلى درجة، أني كنت أدين بمستحقات 24 شهرا، والإدارة لم تقدر التضحيات التي قدمتها مع الفريق.
*بعيدا عن الحديث عن أمورك وجديدك، ما رأيك في مستوى تنظيم الجزائر لمنافسة الشان؟
الأكيد بأني أتابع منافسة "الشان" بكل اهتمام، ككل الجزائريين على العموم، وبنظرة أخرى كزميل للاعبين الحاضرين في المنتخب المحلي، وبالأخص في وجود المدرب مجيد بوقرة الذي تربطني معه علاقة مميزة، ولهذا فأنا أشاهد المباريات من قلبي كمناصر وصديق وزميل، وأتمنى كل التوفيق لمنتخبنا في هذه الدورة، التي كانت مبهرة من حيث التنظيم، حيث رفعت الجزائر السقف عاليا في مستوى المنافسة، وجهزت منشآت ضخمة وفخمة، كنا نتمنى نحن كلاعبين أن نلعب فيها خلال مسيرتنا الكروية، وكما نجحت بلادنا في احتضان منافسة "الشان"، نأمل أن يكون لها شرف تنظيم كان 2025 والجزائر قادرة على النجاح في تنظيمها، نظرا للتطور الذي حققته، والذي سيتواصل في السنوات القادمة.
الوضعية المالية سبب هجرة اللاعبين الجزائريين إلى السعودية
*كيف تقيم مشوار المنتخب الجزائري المتأهل إلى المربع الذهبي؟
أعتقد بأن مشوار منتخبنا الوطني المحلي هو مشوار بطل، حيث فزنا في أربع مباريات والمنتخب متأهل إلى الدور نصف النهائي، ونتمنى أن يواصل في نفس الطريق لحصد اللقب، وصحيح بأن البعض ينتقد ويتحدث عن عدم تسجيل أهداف كثيرة والأداء، لكن الأهم هو أن الفريق يفوز دون أن يتلقى أهداف، وهذا يؤكد أن العمل الذي قام به بوقرة ظهر، ومنتخبنا يبقى مرشحا للتتويج، وهذا الإنجاز أتمناه بصفة شخصية لصديقي مجيد، الذي قاد منتخبنا لنيل كأس العرب فلم لا يقوده لحصد لقب "الشان".
حاوره: خ. ل