* «الشان» ولدت في بلدكم من جديد * lالجمهور الجزائري علامة فارقة أنجحت البطولة * تعديل بنود المسابقة ضرورة وسعداء لاحتراف أسماء قبل الختام
كشف سعيد علي سعيد عثمان عضو لجنة تنظيم بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، أن النجاح الباهر في تنظيم النسخة السابعة من «الشان»، يحسب للجزائر التي أبهرت إفريقيا بطبعة استثنائية، أخرجت البطولة من دائرة الظل، ومنحتها بعدا آخر سيمنع توقيفها أو إلغاءها، كما وجه سعيد عثمان الذي يشغل أيضا منصب رئيس اتحادية جزر القمر من خلال حواره مع النصر، رسالة شكر وتقدير للجزائر التي خدمت إفريقيا وأبدعت في تقديم صورة مشرفة عن القارة، مشددا على ضرورة عدم تجاوز جزئية احتراف عدة أسماء بعد تألقها في الدورة، ما يعني حسبه أن المغزى الأول من هذه المسابقة قطفت ثماره سريعا.
حاوره : كريم كريد
*بداية، وبعد انتهاء البطولة، كعضو في لجنة التنظيم كيف تقيّمون هذه الدورة؟
أكيد نحن جد مسرورين بهذه الطبعة التي كانت استثنائية في تاريخ بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، وهذا كله بفضل السلطات الجزائرية التي خصصت للمسابقة اهتماما كبيرا وعلى رأسهم رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون الذي قدم دعما كبيرا للبطولة، مهد لسيرها في ظروف أكثر من جيدة نتيجة التنظيم المحكم والإمكانات المسخرة. صحيح كنا نتوقع أن تعرف النسخة السابعة نجاحا، لكن لم نكن نتوقع هذا الإبهار وحقا الجزائر مشكورة على كل ما قدمته للكرة الإفريقية، من استقبال أخوي وحار لكل الوفود والتنظيم العالمي، إضافة إلى الهياكل والمرافق المسخرة.
*على ذكر الهياكل والمرافق، ما هو الأمر الذي شد انتباهكم؟
دون شك، نوعية الملاعب التي احتضنت مباريات البطولة، وكما تعلمون فقد زرت المدن الأربع وملاعب نيسلون مانديلا و19 ماي والشهيد حملاوي وأخيرا هدفي ميلود بوهران، لقد تفاجأت بجودة ما يملك بلدكم من منشآت رياضية عالمية، التي تسمح بتنظيم تظاهرات كبيرة قارية وحتى دولية، كما أن إعجابي تعدى الهياكل الرياضية، فحتى البنية التحتية للجزائر جد متطورة ووقفت على بلد قارة نفتخر به نحن كأفارقة، وعموما أعيدها وأكررها الجزائر مشكورة على ما وفرته لإفريقيا.
*تحدثت عن زيارتك لعدة مدن، أكيد أنك دوّنت بعض الملاحظات وذاكرتك تحتفظ ببعض المشاهد؟
كل المدن جميلة، لكن زيارتي لقسنطينة جعلتني أقف على مدينة تاريخية ورائعة، رغم أنني لم أتمكن من التجول في كل أزقتها وزيارة مختلف زواياها التاريخية والسياحية، بسبب برنامج الزيارة وأيضا لتزامن قدومنا يوم شهد تهاطلا للثلوج، كما أن تنقلي إلى المسجد الأعظم بالعاصمة الذي أديت به صلاة المغرب، رفقة بعض أصدقائي، جعلني أحظى بفرصة زيارة منارة دينية لكم أن تفتخروا بها.
*بالعودة للحديث عن البطولة وبعيدا عن مستوى التنظيم، ماذا عن المستوى الفني؟
الكرة في القارة السمراء تطورت كثيرا، ومستوى النسخة السابعة كان امتدادا لهذا التحسن، والجميع متفق على أن المستوى الفني كان أفضل بكثير من الذي عرفته الدورة السابقة، بداية بأول مباراة وصولا إلى غاية المباراة الختامية، التي شهدت ندية كبيرة بين المنتخبين الجزائري والسنغالي، ولم تحسمها سوى ركلات الترجيح.
ودون شك، فيعود ارتقاء المستوى الفني إلى عامل نفتقده في البطولات الإفريقية، وهو حضور الأنصار والإقبال على المدرجات، فدورة الجزائر، شكل الجمهور المهووس بكرة القدم أكبر عوامل نجاحها، لأن الأرقام المسجلة في المباريات التي لم يكن فيها منتخبكم طرفا، تبقى استثنائية، وقد ننتظر كثيرا لرؤيتها في دورات مستقبلية.
*قبل بداية البطولة تعالت أصوات لوقف هذه المسابقة، ربما الآن تغيّر الوضع؟
أنا من المعارضين لوقف بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، لأنني اعتبرها فضاء يمكن اللاعب المحلي الإفريقي، من إبراز مهاراته وإمكاناته، والحمد لله «دورة الجزائر»، غيّرت نظرة الكثيرين للمسابقة وربما تدفع الاتحاد القاري برئاسة باتريس موتسيبي، بعد رفع الجوائز المالية إلى مواصلة التعديلات، ما يمكن من تطويرها مستقبلا.
وبالعودة إلى سؤالك، صحيح لقد منحت الجزائر بعدا آخر لـ"الشان" وجعلت مسؤولين ومدربين وفنيين، يتفقون على ضرورة العمل للإبقاء على البطولة، ولو أن الجزائر رفعت السقف عاليا وقد يصعب مستقبلا حضور دورة مماثلة، لفعاليات النسخة السابعة.
*تطوير المسابقة يجرنا للحديث عن تغيير بند اللاعبين المسموح لهم بالمشاركة؟
أجل، هناك إجماع على أن اقتصار المشاركة في «الشان»، على اللاعبين الناشطين في الدوري المحلي لكل منتخب، بند يحتاج لمراجعة، ورغم أن المكتب التنفيذي لم يتخذ بعد أي قرار، إلا أنني أتوقع حدوث تعديلات لأن هذه القناعة قاسم مشترك بين عديد الفاعلين، كما أننا تحدثنا عليها كثيرا في مختلف لقاءاتنا، وقد يتم ترسيم هذه النقطة مستقبلا.
*قبل ختام المسابقة، تمكن عدد من اللاعبين من الحصول على عقود احترافية، أكيد هذا الأمر يجعلكم سعداء عند إعداد الحصيلة الفنية؟
كما يعلم الجميع، فإن الهدف الأساسي والأسمى من بعث «الشان»، هو منح الفرصة للعناصر التي لم تتح لها الفرصة لولوج أبواب المنتخب الأول في بلدانها، لاستعراض مهاراتها وإمكاناتها، ما يسمح لها بجلب انتباه الكشافين ووكلاء اللاعبين، من ثمة الظفر بعقود احترافية تطور بها الإمكانات من الناحية الفنية والبدنية وأيضا من الجانب المادي، وعندما تختتم البطولة وتجد أن أسماء على غرار لاعب منتخب الجزائر أحمد قندوسي أو كولواينا المتألق مع مدغشقر وحتى مامادو دومبيا من مالي، قد أمضوا لنوادي جديدة أثناء المنافسة، فأكيد أن هذا الأمر يسعدنا كون «روح» البطولة الحقيقية، وهو مساعدة «المحلي» تجسدت في ظرف سريع.
*بعيدا عن البطولة، أكيد أنكم استغليتم فرصة تواجد غالبية الفاعلين في عالم الكرة بالقارة السمراء، لأجل إبرام اتفاقيات تحضيرا للمرحلة المستقبلية؟
هذا أمر منطقي، وعن نفسي واتحادية جزر القمر التي أتشرف برئاستها، فقد تباحثت مع مسؤولي المديرية الفنية للاتحادية الجزائرية بطلب منهم، بغية تنظيم دورة رباعية في الجزائر شهر مارس، تخصص لمنتخب فئة أقل من 17 عاما، حيث وافقت على طلب المسؤولين الجزائريين، وهم الذين يحضرون لنهائيات كأس أمم إفريقيا لذات الفئة، فيما نحاول نحن ضمان محطة لشبان جزر القمر تمكنهم من الاحتكاك بالمستوى العالي على أمل تطوير مهاراتهم، وبلوغ يوما ما طبعات «الكان» لمختلف الأصناف.
